هل سيشهد المسلمون تعصباً أوروبياً أكثر بعد أحداث نيس ؟
الأحد 24 ـ 06 ـ 2016
بعد تطوّر أساليب الإرهابيين في تنفيذ الهجمات !
في تقرير تم نشره على الصفحات الاولى للبوست الاميركية أشار فيه الكاتب الصحفي « ليان ابراين «
الى ان « هجوم نيس الدامي الذي نفذه التونسي محمد بوهلال لحويج ، ما يزال محط اهتمام كبير داخل فرنسا وخارجها
التي أصبحت وبحسب بعض المراقبين هدفاً سهلاً وارضاً خصبة للجماعات الارهابية
المتطرفة ، التي سعت الى الاستفادة من بعض الثغرات الامنية وتنفيذ هجمات بطرق وأساليب واوقات مختلفة ،
الامر الذي اثار موجة من الانتقادات والاتهامات للحكومة الفرنسية ، حيث آتهمت أحزاب المعارضة الحكومة بالتقصير
وعدم اتخاذ التدابير الأمنية المطلوبة لحماية الناس في آحتفالية العيد الوطني في مدينة نيس ، هذا الهجوم الذي جاء
بعد سلسلة من الهجمات الدموية ، التي نفذت في العديد من الدول الاوروبية هو رسالة جديدة إلى كل الحكومات
والاجهزة الامنية مفادها أن من شبه المستحيل منع الهجمات الفردية او السيطرة عليها خصوصاً وانها نفذت
بأسلوب عمل مختلف ومن قبل شخص غير معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب .
وقال ألان ميندوزا المدير التنفيذي لجمعية هنري جاكسون وهي مؤسسة بحثية محافظة إنّ هجوم نيس
يظهر تطور أساليب الإرهابيين في محاكاة للأساليب التي تستعمل ضد الإسرائيليين .. »
واضاف ايضا انه « مما لا شك فيه ان هناك عدداً من الاطراف سعت بكل قوة للاستفادة
من هكذا هجمات خاصة في هذا الوقت وفرنساتستعد للدخول في إنتخابات رئاسية وبرلمانية ,
والدليل على ذلك ان الصراعات والمساومات السياسية
ارتفعت وبنحو كبير بين السياسيين عمن هو المذنب في ما جرى ، الامر الذي يسهم بحدوث موجة
من التعصب القومي ، تمس المسلمين . »
واشار الكاتب الى ان « منطقة نيس الفرنسية على ساحل الكوت دازور حيث نفذ اعتداء دام ،
عرفت منذ سنوات بوجودبؤرة للتطرف الاسلامي فيها ، وبانها شكلت مجال تجنيد لجهادي فرنسي
يقود كتيبة لجبهة النصرة في سوريا .
ولم يتم حتى الان تبني اعتداء نيس الذي وصفته السلطات بانه « ارهابي » .
لكن طريقة تنفيذه في يوم العيد الوطني الفرنسي البالغ الرمزية ، يؤشر الى تعليمات مجموعات جهادية
على غرار القاعدة او تنظيم داعش في السياق ذاته أوصل الهجوم الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية
في ذكرى سقوط الباستيل رسالة إلى زعماء أوروبا وقادة أجهزتها الأمنية مفادها أن من شبه المستحيل
منع الهجمات الفردية من هذا النوع وأن من الممكن أن ينفذها أي شخص .
قال رئيس الوزراء مانويل فالس « انتقلنا إلى حقبة جديدة … ويجب أنْ تتعايش فرنسا مع الإرهاب .
وقال نظيره البلجيكي شارل ميشيل في بروكسل حيث نفذ متشددون من تنظيم داعش هجمات في مارس آذار
وخططوا لهجمات شهدتها باريس في نوفمبر تشرين الثاني إنه « لا وجود لدرجة الخطر صفر» .
وأضاف في العاصمة البلجيكية « نواجه الآن أسلوب عمل مختلفا . » وما تزال عاصمة بلاده على غرار
مدن في فرنسا في حالة التأهب القصوى وينتشر جنود وأفراد شرطة مسلحون
في الشوارع ولحراسة المناسبات العامة الكبرى .
وقال ميشيل إن بلجيكا توقعت مخاطر من هذا النوع وإنها جاهزة لحماية آحتفالاتها بعيدها الوطني المقبل . »
وأكد ايضاً أنّ « إسرائيل شهدت عدداً من هذه الهجمات في الأعوام الأخيرة نفذ معظمها فلسطينيون
بمبادرة فردية فقادوا سياراتهم صوب المارة أو محطات انتظار الحافلات .
وردت أجهزتها الأمنية بزيادة استعمال الكتل الخرسانية الثقيلة قرب المواقع المهمة
ومن المعتاد استعمالها خارج المباني الحكومية المهمة في المدن الأوروبية , كما أنّ الهجمات بالمركبات
اصبحت أكثر شيوعاً في أجزاء مختلفة من العالم وآرتبط الكثير منها بمحاولات لنسفها وهو أسلوب متكرر
في العراق لكنه آستعمل في هجوم على مطار جلاسجو لم يسفر عن سقوط قتلى عام 2007 . »
واوضح ايضا في تقريره أنّ « هجوم نيس هو تطبيق لاستراتيجية “ أبو محمد العدناني ” ،
المعروف لدى أجهزة الاستخبارات الغربيةبـ ( وزير الهجمات ) لدى تنظيم داعش ،
حيث أوصى عناصر وانصار التنظيم منذ عام 2014 بتنفيذهجمات إرهابية بجميع الوسائل المتاحة .
لكن خبراء أمنيين يقولون إنّ حماية كل هدف محتمل أمر غير عملي .
إضافة إلى ذلك فإن نسبة كبيرة من الإسرائيليين مسلحون مما حد من خطر منفذي هجمات الدهس هناك . »
في السياق ذاته اشار الكاتب الى قادة أجهزتها الأمنية مفادها أنّ من شبه المستحيل منع
الهجمات الفردية من هذا النوع وأنّ من الممكن أنْ ينفذهان ما حدث في مدينة نيس الاخير في ذكرى
سقوط الباستيل رسالة إلى زعماء أوروبا ، وعقدت كل من إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا
- وكلها دول مجاورة لفرنسا -إجتماعات منفصلة لمراجعة إجراءات الأمن لديها بعد هجوم نيس
الذي جاء بعد نجاح فرنسافي تنظيم بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 والتي نفذت خلالها فرنسا عملية أمنية كبرى .
وقالت ألمانيا وإيطاليا إنهما عززتا الإجراءات الأمنية في المطارات ونقاط العبور
بالسيارات والقطارات مع فرنسا ، وقالت بريطانيا وبلجيكا إن مستوى الخطر المعلن
في كل منهما من قبل مرتفع بالفعل وهو ما يشير إلى
أنّ كلا منهما ترى أنّ وقوع هجوم « مرجح بدرجة كبيرة » .