خطبة دينية سياسية وارقام خيالية !
الجمعة 29 ـ 07 ـ 2016
بقلم / خضر دوملي
في طريقي الى اربيل منْ دهوك يوم أمس الخميس 28 تموز شدني
حديث رجل دين - مُلاّ - في الاذاعة التي على ما يبدو كانت تعيد
خطبة الجمعة التي القاها - وتأسفت لاحقا بأنني لم أعرف أية إذاعة كانت تبث -
شدني الحديث عندما سمعته كيف ينتقد الحكومة بأنها لاتستطيع أنْ تؤمن الرواتب
وهو يقول باستخفاف : -
انه منْ العيب أنْ يتحول خبر توزيع الرواتب الى أوّل خبر يهتم به الناس .
فرحت لرؤيته هذه وقلت لأسمع الى هنا الامر كان جيدا ، لكن تدريجيا تحولت نبرته وآرتفع صياحه
وهو يمشي الى ابعد منْ تخصصه .. قال الكثير منْ الاشياء لم تكن على صلة بالدين
ومهمة الخطبة الدينية في بث الطمأنينة والسكينة الى الروح .
تنوعت المواضيع التي كان يتحدث عنها بسرعة بحيث لم اشعر انها خطبة دينية بل سياسية -
الى أنّ بات يقيّــم الانقلاب الذي حصل في تركيا ، تغيرت نبرته وأصبح صوته فيه كثيرا منْ العصبية ..
وأشار أنّ ما حققه حزب العدالة والتنمية منْ تطور وتحديث وجعل أسطنبول حديقة ورود ؟؟
وتركيا متطورة يتهنى فيها كل أفراد شعبها بالحرية والتطور وأنّ ذلك لم يرح
أعداء الاسلام ( تصورت في لحظة انني أسمع الى اذاعة تركية موالية لأردوغان )..
اشار بأنها - تركيا - تجربة اسلامية ناجحة الى جانب ماليزيا وذكر أسماء لقادة لم اسمع بها منْ قبل
- هاجم السيسي لأنه لم يسمحْ بما قام مرسي العياط ـ الإخونجي - وتحولت خطبة الجمعة
الى خطبة سياسية مئة بالمئة ...
آنتظروا الذي جاء به الاستاذ منْ ارقام خيالية وهو يقول :
( أنّ اردوغان عندما تدخّل ليفشل الانقلاب ــ كان يذكر أسمه بأجلال ــ ) .
إستطاع أنْ يقبر أحلام الانقلابيين وذلك من خلال الـ ايفون 6 وقد آرتفع صوته ليقول :
الـ ايفون 6 وهل تعرفون أهميته قالها رافعا صوته وذكر تدريجيا مايلي : -
= تم عرض ذلك الجهاز الذي آتّصل به اردوغان بالعالم بـ 6 مليون دولار-
أعتقد انه قال في دبي ! .
= بسبب الانقلاب كان هناك 6 ملايين علوي يستعد للهجوم على تركيا ! .
= في ست 6 ثواني وبعد آتّصال اردوغان بـ الايفون 6 ، تحرك 6 ملايين أنسان
الى الشوارع لدعم اردوغان - لم افهم كيف عرف انهم كانوا ستة ملايين شخص ؟؟ !
= الانقلاب كشف أنّ عشرة آلاف داعشي كان يستعد للهجوم على اسطنبول !
- تعجبت كيف عرف انه كان هناك عشرة الاف داعش يستعد للتحرك ؟؟
= الانقلاب كشف أنّ 5 خمسة الاف من أفراد حزب الله وشيطان الله كان
يستعد للهجوم على تركيا ( قالها بعصبية كبيرة ) -
ايضا استغربت بدقة التوصيفات والارقام ؟؟؟
= إستمر زعيقه السياسي وتقطعت موجات البث لانني كنت في الطريق وسمعته يقول
في النهاية : ( انه لا يحصل شيء للعسل حتى بعد مرور 6 ستة الاف سنة عليه ! ؟ ) .
ضحكت ولم افهم سرً ولعه بالرقم ستة 6 ...
فجأت تغيرت الموجة بخطأ منْ كبسة زر على مقود السيارة لتتحول الموجة الى اذاعة داعش
التي تلتقط في بعض المناطق على طريق اربيل - دهوك ،
لم يكن حديث الداعشي مختلفا في طريقته
- ليس مضمونه - لم يكن مختلفا عما كان يقوله الملا سوى ان الداعشي كان يقولها بالعربية ،
والـ مُـلاّ ، كان يصيح ويرفع صوته ويهدد باللغة الكوردية - فضاعت عليّ
متعة الاستماع الى خطبة إنسانية وتأكد لي سبب فشل حكومتنا
لأنها تسمح بهكذا هرطقات أنْ تشوه أسماع الناس .