أنقرة ـ انتقدت تركيا ألمانيا الأربعاء قائلة إن مزاعم الحكومة الألمانية بأن تركيا تحولت إلى مركز للجماعات الإسلامية يعكس "عقلية مشوهة" تحاول استهداف الرئيس رجب طيب إردوغان. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "المزاعم دلالة جديدة على عقلية مشوهة تحاول منذ فترة الإضرار ببلادنا عن طريق استهداف رئيسنا وحكومتنا". وتطرقت وزارة الخارجية في بيانها إلى إمكانية اللجوء إلى المحاكم الألمانية للتحقق من تلك الادعاءات. ونشرت شبكة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه.آر.دي) هذا الأسبوع جزءا من تقرير سري للحكومة الألمانية، قالت إنه أول تقييم رسمي يربط إردوغان والحكومة التركية بدعم جماعات إسلامية وإرهابية. وربطت الحكومة الألمانية في التقرير لأول مرة بصورة مباشرة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنظمة إرهابية، مثل على الأقل حركة حماس التي يصنفها الاتحاد الأوروبي كذلك منذ عام 2003. وذكرت الشبكة نقلا عن التقرير أن تركيا أصبحت "المركز الرئيسي للجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط". وجاء في التقرير الذي صنف تحت عنوان "سري" واستندت فيه الحكومة الألمانية إلى تقييم وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية، ونشر لأول مرة على شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية، أن تركيا تحولت تدريجيا منذ عام 2011 إلى "منصة عمل مركزية لتنظيمات إسلامية في الشرقين الأوسط والأدنى". وتطرق التقرير إلى دعم تركيا لحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر و"جماعات من المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا". وأعربت الكتلة البرلمانية لحزب اليسار عن قلقها بشأن حماية البيانات الحساسة المتعلقة بمكافحة الإرهاب بعد نشر التقييمات السرية للحكومة الألمانية عن تركيا. وقالت المتحدثة باسم شؤون السياسة الخارجية بالكتلة البرلمانية للحزب سفيم داغدلن الأربعاء في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف" إن هناك مشكلة تتمثل في أن تركيا تحصل بصفتها عضو في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية على بيانات الاستطلاع التي تجمعها طائرات "تورنادو" التابعة للجيش الألماني، وربما "تنقلها بعد ذلك إلى إخوانها الإرهابيين أو جماعات إسلامية متشددة أو جماعات إرهابية". وتصاعدت التوترات بين تركيا والغرب بسبب محاولة انقلاب فاشلة يوم 15 يوليو/تموز عندما حاولت مجموعة من أفراد الجيش الإطاحة بالحكومة مما أسفر عن مقتل 240 شخصا. ويشعر الغرب بالقلق من أن يكون إردوغان يستغل محاولة الانقلاب لقمع المعارضة. واعتقل أكثر من 35 ألف شخص في إطار عملية تطهير وعزلت الحكومة أو أوقفت عن العمل عشرات الألوف من أفراد الشرطة والعاملين بالقضاء والتعليم. وتتهم أنقرة أوروبا كذلك بعدم بذل جهود كافية في التعامل مع الجماعات المتشددة في الداخل. وتعتقد أن الحكومات الأوروبية يجب أن تكون شريكا أقوى في حربها ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية. وأضافت "كدولة تحارب بإخلاص الإرهاب بكل أشكاله وأيا كان مصدره تتوقع تركيا أن يتعامل شركاؤها وحلفاؤها بالطريقة نفسها". وتحدثت الوزارة عن "دوائر سياسية محددة" في ألمانيا تقف "بشكل واضح تماما" خلف هذه الادعاءات. وقالت وزارة الخارجية التركية في إشارة على ما يبدو إلى حزب "اليسار" الألماني "من الواضح أن وراء هذه المزاعم بعض الدوائر السياسية في ألمانيا المعروفة بمعاييرها المزدوجة في الحرب على الإرهاب بما في ذلك الأعمال الدموية لجماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية التي تواصل استهداف تركيا".
اتهام ألمانيا لأردوغان بالإرهاب يصيب أنقرة بأقصى درجات التوتر