عندما كنت طالبا في المرحلة الثالثة من الدراسة الابتدائية هز العراق حدث كبير بقيام ثورة 14 تموزالتي بها تحول العراق من نظام ملكي الي نظام جمهوري بطريقة كان العنف والدم والقتل والسحل وبشكل مروع ومفزع بدايت هذا التغيير
ولم نكن انا وجيلي نعرف ماذا يعني هذا التغيير الا بعد الانتقال الي المرحلة المتوسطةحيث كان مستوي الطلاب قد اخذ ينموا بشكل مطرد من خلال مشاركة الطلبة في الحياة السياسية وانتمائهم الي الاحزاب والمنظمات الجماهرية المختلفة في الاتجاهات الفكرية اليمنية واليسارية والقومية والاممية والعلمانية واحزاب دينية لم يكن لها حضور فعال في الوسط الجماهيري عدا الاخوان المسلمين المهم قيام الثورة ومارافقها من عنف دموي بحق العائلة الملكية من رجال ونساء واطفال وخاصة الملك الشاب فيصل الثاني حيث كان رد الفعل من قبل كثير من العراقيين بموقف يتسم بالحزن الشديد والاسي علي هول الفاجعة التي حلت بهم وهم سليلي النسب الحسيني الهاشمي من قتل وسحل وتعليق علي اعمدة الكهرباء وبصورة همجية بعيدة كل البعد عن كل القيم والمبادئ الدينية وان هول الحدث قدجعل الكثير وخاصة كبار السن الذين عاصروا الحكم الملكي يعتقدون اعتقادا راسخا ان هذه المجزرة لن تمر بسلام بل ستكون بداية لفوضي عارمة وفتح ابواب جهنم علي العراق وكان اول العصف هو الفوضي السياسية غير المنظبطة للاحزاب السياسية التي كانت منظوية تحت مظلة الجبهة الوطنية التي تأسست عام 1956 والصراعات العنفية والدموية والاغتيالات فيما بينها ومن ثم مجزرة كركوك واحداث الموصل وقطار السلام وثورة الشواف وبعدها اكلت الثورة رجالها واعدام الظباط الذين شاركو في الثورة من خلال الاحكام التي صدرت من محكمة المهداوي التي ارتبطت باسمه بدون منافس ومن ثم الاستفزاز من خلال الشعارات التي مست القيم الاجتماعية والدينية للمجتمع الذي فوجئ بهذا الانهيار السريع للمجتمع الذي تحول مباشرةمن النظام والالتزام الي تمردعلي كل القيم وخاصة وهو يسمع شعارات (بس الشهر بعد ماكو مهر) وشعار(ماكو مؤمراة تصير والحبال موجودة ) وتجاوزات المقاومة الشعبية وكلها اخذت واكلت من جرف الحزب الشيوعي العريق وتم تسجيلها عليه بمعرفته او بدون ذلك وذا يسري علي الاحزاب القومية الاخري بدون استثناء واستمر التطاحن والتقاتل بين ابناء الشعب بالاضافة الي استبداد الحكام الذين حكموا العراق والتعسف والويل والثبور الذي نال الشر منهم فقط ولم يجني ثمار الثورة والتغيير بل اصبح يترحم علي النظام الملكي ويتمني ان ان يكون قد عاصره نقلا عن الاباء والاجداد والسير التاريخية لقادته الافذاذ المخلصين للوطن وحبه والتفاني من اجل خدمته ولم يخطر ببالهم لا في الحلم ولا في اليقظة ان يكتنزوا ذهبا وفضة وقصور واملاك وبنوك وارصدة لقاء خدماتهم الجليلة الت قدموها من اجل الشعب والوطن بل كسبوا الخلود والصيت والسمعة الطيبة لهم ولعوائلهم ويذكرهم التاريخ بفخر واعتزاز لقد كانت الحياة في ظل النظام الملكي حياة يسودها الاحترام والنظام والقانون بالاضافة الي الاعمار الذي انجز وظل شاخصا رغم الزمن فهذه الجسور والطرق التي ربطت العراق من الشمال الي الي الجنوب وفي شمال العراق في هذه المناطق الوعرة والمعامل والمصانع الكبيرة بالاضافة الي ضبط السيولة النقدية وعدم هدر الاموال وسرقتها واتصرف بها بما يخدم العراق ومن خلال مجلس الاعمار التي تذهب اموال النفط اليه لغرض توزيعها بشكل عادل علي عموم العراق بغض النظر عن القومية والدين والمذهب فكان العراق قبلة العالم ومحط انظار الجميع واحترام ولقد كان صوته مسموعا في جميع المحافل الدولية وليس غريبا فهو موسس ومشارك في عصبة الامم واحد الموسسين للجامعة العربية اصبح شهر تموز للعراقيين ومو عد حلوله مصدر خوف وقلق حيث سجلت فيه احداث دامية طيلة اكثر من نصف قرن وكما كانت العوائل العراقيية تتشائم من شهر صفر بكسر الاواني انتقل هذا التشائم الي شهر تموز وفي الموروث ان شهر تموز وهو الشهر السابع في السنة الميلادية يقابله شهر رجب في السنة الهجريةومعرف انه الابن الذي شفي بعد ان شارفعلي الهلاك وكذلك سمي نسبة الي يوليوس قيصر ومعناه ايضا الولد الذي يقوم من الموت ويعتقد العراقييون ان تسميته تعود الي شدة حرارته وجفاف الانهار وتتيبس النباتات ويخيم القحط وعللوا ذلك بموت الاله تموز بعد تلقيه طعنة من خنزير وابتلاعه من قبل الهة القحط والموت ويتجسد ذلك من خلال اسطورة الهة تموز وعشتار الخالدة في كتابات السو الذين اخترعوا الكتابة وهذه الاسطورة ومافيها من قصص وتفاصيل فهي تركز علي موت الهة الخير الذي يسبب البوؤس للفترة طويلة وواقع الحال يجذر هذا الموروث لدي العراقيين لحد الان وكان حلوله لهذه السنه 2016 قد افزع العراقيين بحادث الكرادة الرهيب بعد ليلة مباركة هي ليلة القدر وما ادراك ماليلة القدر وهزتهم لبشاعة الجريمة وماولدته من استشهاد المئات واحتراق الجثث بل انصهارها انه مصاب كبير استهل به تموز العراق وتبعه التعرض الي مرقد السيد محمد سليل البت الطاهر الشريف ارعبتنا ياتموز وافطرت القلوب وادميت القلوب قلوب الامهات والاباء بقتل واستشهاد الابناء والاحفاد تموز اخرست فيك ضحكة الاطفال الحالمة بالعيد وهي تقتني من كرادة العراق الملبس واللعب التي احتضونها سوية بموت مفاجئ واحزنت القلوب والبست السواد غصبا علينا وليس للحزن علي الطف والائمة الطاهرين نحن نداريك وانت لاتدارينا وانتقل وجعنا الي شعوب اخري تحتفل بذكري ثورتهم في تموز انها الايدي الشريرة والافكار المسمومة التي تسعي الي ان يسود الشر بدلا عن الخير