روسيا اليوم:تمر 31 أغسطس/آب الذكرى 38 لاختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، ولا تزال ملابسات اختفائه غامضة حتى بعد سقوط نظام القذافي، لاسيما أن المسؤولين السابقين أدلوا بتصريحات متناقضة بشأنه.
وأدلى عدد من مسؤولي نظام العقيد معمر القذافي السابقين بتصريحات حول ما يعرفونه عن مصير الصدر ، صدر آخرها عن محمد بلقاسم الزوي الذي كان يتولى رئاسة مؤتمر الشعب العام وأطلق سراحه من السجن في الفترة القريبة الماضية.
الزوي قال في حوار أجرته معه بوابة الأهرام عن الصدر الذي وصل في زيارة إلى ليبيا في 25 أغسطس/آب 1978 ، قال مؤخرا: "قمت بالاتصال بالتلفزيون الليبي وطالبتهم بعمل تغطية خاصة للرجل (الصدر) وإجراء حوارات موسعة، وبالفعل بعد الاحتفال ذهب فريق العمل للفندق، ولكن أبلغوهم بأنه غادر، وحينها خرجت تصريحات عن اختفاء الإمام".
وأضاف المسؤول الليبي السابق الرفيع أن سفير ليبيا في موريتانيا في ذلك الوقت أبلغه بأنه شاهد الإمام موسي الصدر في المطار(الليبي)، وكان يتأهب لتحيته، لولا الإعلان عن وصول الطائرة المتجه إلى موريتانيا.
وفي المقابل أدلى محمد إسماعيل مستشار نجل القذافي سيف الإسلام بتصريح مدو لصحيفة "نيويورك تايمز" بداية العام الجاري قال فيه إن الإمام موسى الصدر قتل بعد مشادة مع العقيد القذافي وأن جثته ألقيت في البحر، وإن السلطات الليبية كذبت حين قالت إنه غادر ليبيا.
وذكر إسماعيل أن نجل القذافي هانيبال، المعتقل في لبنان، وبقيه ابنائه واسرته، لا يعرفون الحقيقة. وكان على ما يبدو يرد على تصريح لهانيبال نقلته وسائل إعلام لبنانية نهاية العام الماضي قال فيه إن شقيقه سيف لإسلام يملك تفاصيل كاملة عن اختفاء موسى الصدر، مشيرا إلى ان عبد السلام جلود، الذي كان يعرف بالرجل الثاني في النظام الليبي بعد القذافي لفترة طويلة والمقيم حاليا في إيطاليا، هو المسؤول عن عملية الإخفاء.
وكان الإمام موسى الصدر، الشخصية الدينية اللبنانية الشيعية البارزة، ومؤسس حركة أمل قد وصل إلى ليبيا في زيارة للمشاركة في احتفالات "ثورة الفاتح من سبتمبر"، التي أوصلت القذافي إلى السلطة عام 1969، بصحبة الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، وتمت استضافتهم في فندق الشاطئ بطرابلس، وشوهد الصدر ورفيقاه لآخر مرة في 31 أغسطس/آب 1978.
وأعلنت السلطات الليبية حينها أن الصدر ورفيقيه غادروا طرابلس مساء 31 أغسطس/آب على متن رحلة للخطوط الإيطالية متوجهة إلى روما، وعثرت السلطات الإيطالية فيما بعد على حقائب الصدر والشيخ يعقوب في فندق "هوليداي إن" بروما.
وانتهت تحقيقات القضاء الإيطالي إلى قرار من المدعي العام في روما عام 1979 بحفظ القضية بعد أن تأكد أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا إلى الأراضي الإيطالية.
ولا تزال قضية اختفاء الإمام موسى الصدر من دون نهاية بعد مرور 38 عاما، على الرغم من الجهود التي بُذلت بعد سقوط نظام القذافي بالتنسيق مع لبنان، إلا ان حالة الفوضى العارمة والانقسام والتقاتل التي تشهدها ليبيا تعيق، على ما يبدو، أي محاولة للكشف عن ملابسات اختفاء الصدر بشكل تام وبأدلة قطعية.