مقايضة المحاصيل الزراعية في ضواحي بغداد في الخمسينات من القرن الماضي
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: مقايضة المحاصيل الزراعية في ضواحي بغداد في الخمسينات من القرن الماضي الخميس 8 سبتمبر 2016 - 22:57
مقايضة المحاصيل الزراعية في ضواحي بغداد في الخمسينات من القرن الماضي
فوزي البرزنجي
مشاهدات راسخة في الذاكرة عن مقايضة المحاصيل الزراعية المنتجة محلياً في ضواحي بغداد في خمسينات القرن الماضي .
1. كانت الحالة الإقتصادية في العراق في تلك الحقبة من الزمن متدنية إلى درجة ما ، ويمكن إعطاء مثال على نوع أو أكثرمن المواد الغذائية ليكون القارئ الكريم بالصورة عن تلك الحالة ، سعركيس رزعنبر سعة 50 كيلوغرام ( 1- 1.5 ) دينار ، سعر رأس غنم ( 1- 1.5 ) دينار . 2. كان أغلب أصحاب البساتين والفلاحين في تلك المناطق يقومون بمقايضة المحاصيل التي ينتجونها زراعياً وحيوانياً فيما بينهم كل حسب حاجته والمواد التي تحتاجها معظم ربات البيوت يجري مقايضتها مع العطارين المتجولين . 3. مقايضة المحاصيل الزراعية الأكثر تداولاً كانت تجري بإتجاهين ، الإتجاه الأول بين المزارعين أنفسهم و الإتجاه الثاني بين ربات البيوت والعطارين المتجولين : أ. الإتجاه الأول : كنت أشاهد صباحاً بوقت مبكر في بداية فصل الشتاء في منطقتنا السبع إبكار مجموعات من الأشخاص قادمين مشياً على الأقدام من المناطق المحاذية لنهر دجلة من منطقة الثعالبة جنوباً حتى منطقة الراشدية شمالاً تسيرأمامهم الدواب ( الحمير ) المحملة بشلفان التبن و الأخرى محملة بكيسين متقابلة موضوعة على ظهر الحيوان مملوءة بالشعير تسمى ( عدل ) ، يستقبلهم المزارعين من أبناء المنطقة الذين غالبا ما يجنون الحيوانات الأليفة كالبقر والغنم والدجاج إضافة إلى الخيل والحمير فتبدأ عملية المقايضة حسب الإتفاق / كيلتين أو ثلاث كيلات من التمر الزهدي ( الجسب ) مقابل شليف من التبن ، وثلاث كيلات إلى خمسة كيلات من التمر الزهدي ( الجسب ) مقابل كيس من الشعير الكيله تعادل ( 3- 4 ) كيلو تمر زهدي جسب ، كلا الطرفين يحتاج إلى نوع المحصول المنتج زراعياً حيث كان تمر الزهدي مادة غذائية رئيسية يتناولها الفلاحين وهم يؤدون أعمالهم الزراعية وأما محاصيل الشعير والتبن تعتبر مادة رئيسية كعلف حيواني تتغذى عليها الحيوانات الأليفة وقت الشتاء . ب. الإتجاه الثاني : كنت أشاهد مرة أو مرتين في الإسبوع عطار متجول من أبناء الطائفة الموسوية قادم من منطقة سوق حنون الكائن في شارع الملك غازي المقابل لمنطقة السباع يحمل بضاعته على حيوان ( حمار) غالباً ما تكون هذه البضاعة عبارة عن مواد تحتاجها ربات البيوت مثل ( الحناء – الزئبق – الطين خاوة – الكحل – المكحلة - المشوطة الخشبية – القباقيب الخشبية – الفوطة – الجرغد – العباءة – النعلان - الشحاطات النسائية – المواد التي تستعمل في الخياطة – علب الكبريت – السكائر المزبن - علج ماء – علج بستج ) مناخل الطحين ومواد أخرى ، تقايضها ربات البيوت بالدجاج الحي – البيض – الزبد – الحليب – اللبن – البامية الميبسة الملضومة بالخيط - خيوط الصوف المغزوله يدوياً – الزنابيل والعلاليك المصنوعة من خوص سعف النخيل – كذلك تمر الزهدي (الجسب ). 4. بعض المزح التي كان البعض يحدثها مع الباعة المتجولين ، كان في المنطقة رجل مسن إسمه ( عباس الجاسم ) رحمه الله يمزح مع البائع المتجول من الطائفة الموسوية الذي يدعي إنه أسلم ، يقول له حسقيل إنت صحيح طلعت اليهودية من قلبك يقصد الديانه الموسوية ، يرد عليه حسقيل بداغه لعمغك والزهغة أم الحسين طلعت ، المعروف عن اليهود لا يلفضون حرف الراء بل يلفضونها بحرف (غ ) .
مقايضة المحاصيل الزراعية في ضواحي بغداد في الخمسينات من القرن الماضي