ارسل ما يسمى ب ( الامين العام للمؤتمر القومي ) د. زياد الحافظ امس مذكرة داخلية لبعض وليس لكل اعضاء المؤتمر كما علمنا حتى الان ، قال فيها ان المؤتمر يدين قانون حظر البعث ويقف ضده ! وهذه خطوة متوقعة بعد ان بدأت احلام الفرس تتبدد نتيجة الانكشاف الكامل لدور المؤتمر في خدمة غزوات الاستعمار الايراني لاقطار عربية وفي مقدمتها العراق وسوريا ، هذه الادانة تتناقض مع رفض المؤتمر مطلب ادانة قانون حظر البعث الذي قدم له قبل شهر من قبل عضو المؤتمر الرفيق د. خضير المرشدي ! فلم رفض المؤتمر ادانة الحظر ثم ادانه الان ؟ يظهر اضطراب ونفاق السيد زياد الحافظ بالتذكير بانه كتب مقالا تضمن تشويهات مباشرة تدخل في صلب خطة شيطنة البعث الامريكية قال فيه ( كما يجب أن تشمل المساءلة والمحاسبة الحكومات العربية التي تواطئت وحرّضت على العدوان بما فيهم من العراقيين، والذين روّجوا لاحتلال العراق لتصفية حسابات سياسية ضيّقة، ولإقامة نظام سياسي ادعوا أنه أكثر ديمقراطية بل هو أكثر فئوية وفسادا من النظام الذي أسقطه الاحتلال وليس الشعب العراقي. ) ! فكيف انقلب خلال بضعة اسابيع من مردد للتهم المجهزة من قبل مخابرات بلاده التي يحمل جنسيتها واقسم يمينا على حصر الاخلاص بها ولها ، اي امريكا ، ضد البعث بمقارنته الحكم الوطني بحكومة عميلة اقامها الاحتلال ثم يعترف في مذكرته بما يناقض مقاله من اعتراف بان البعث كان في طليعة من قاوم الاحتلال وانه حزب ثوري وقومي ودوره مشهود ؟ ولتفسير اسباب ارسال هذه المذكرة ولكشف التضليل المبرمج الذي مارسه ضباط اسرائيل الشرقية في المؤتمر نشير الى ما يلي : 1- هذه المذكرة لم تنشر حتى الان في الاعلام العام ومازالت في ازقة المؤتمر البالغة الضيق حتى هذه اللحظة ، وكان المطلوب لو كان من كتبها جادا وصادقا ولا يناور ، وهو غير من من وقع عليها ، ان ينشرها على الرأي العام الذي صدمته خيانة ضباط المؤتمر لكافة مضامين وبديهيات الوطنية والقومية ، مادام المؤتمر قد اشهر رسميا تبعيته التامة لاسرائيل الشرقية وانغمس حتى شعر الراس في الدفاع عن غزواتها للوطن العربي خصوصا للعراق وسوريا ولبنان واليمن ولمشاريع الغزو التي تنفذ علنا تجاه البحرين والسعودية اولا وكافة دول الخليج العربي والوطن العربي . 2- واضح جدا انها مذكرة قصد بها احتواء على الغضب الذي تجلى في مذكرات انسحاب اعضاء من المؤتمر وادانة لنهجه ارسلت للامانة العامة ونشرت في الاعلام العام والتي تضمنت موقفا قوميا حقيقيا ينسجم مع الاسس الاصلية لقيام هذا المؤتمر والذي خرقه وبفظاظة ضباط المؤتمر. فلقد انسحب اعضاء فيه مقدمتهم ا المجاهد الكبير د. نزار السامرائي الذي يقدم بشخصه انموذجا حيا لحجم ونوعية الاحقاد التي تمور في نفوس الشوفينيين الفرس حيث قضى عشرين عاما في الاسر لدى اسرائيل الشرقية تعرض خلالها للويلات ود. خضير المرشدي ود. عبدالصمد الغريري ود.محمود المسافر ، والاستاذ سعدون المشهداني والاستاذ ماجد مكي الجميل وقبلهما انسحب اليساري المعروف د. عبدالكاظم العبودي ، وقام هؤلاء بادانة صريحة لانحراف ضباط المؤتمر عن ابسط واهم مفاهيم الانتماء القومي ، وما اقلق الضباط اكثر هو توقع انسحاب اخرين وبالتدريج . مذكرات الاستقالة او الانسحاب او تجميد العضوية تؤكد ان هناك اغلبية غير راضية عن الانحراف الجوهري للمؤتمر عن هويته الرسمية لهذا وزعت مذكرة زياد على اعضاء في المؤتمر لامتصاص النقمة وايقاف ظاهرة نفاد الصبر وتبخر اخر الامال بالاصلاح من داخل المؤتمر مما يهدد بنسفه. فالخطوة اذن تكتيك تراجعي مؤقت . 3- المطلوب ليس تراجعا تكتيكيا عن قضية فرعية رغم اهميتها وهي ادانة حظر البعث بل التخلي عن نهج خياني كامل تمثل في دعم غزوات الصهيونية الفارسية وهي اخطر بكثير من الصهيونية اليهودية لان الاخيرة تعتمد هي والامبريالية الامريكية وكل اعداء القومية العربية عليها ، اي على الصهيونية الفارسية التي حققت الاحلام المحبطة للصهيونية اليهودية وللامبرياليات الغربية . انه الانحراف الخياني عن الهدف القومي الذي تأسس عليه المؤتمر وكان وراء انتماء عشرات القوميين العرب اليه ، فالمؤتمر بالاصل حالة من حالات العقد الاجتماعي المبني على وجود عرض ايجابي قبله عديدون بسبب ايجابيته وهي انه مؤتمر قومي عربي وظيفته الاساسية الدفاع عن حق العرب بالوحدة وحماية مصالح وحقوق الامة العربية وصيانه هويتها القومية ضد اي طرف يحاول الغزو وتغيير الهوية لاي قطر عربي ، واذا زالت ايجابية العرض هذا بتحول المؤتمر الى وسيلة مباشرة للاضرار بمصالح الامة من خلال دعم الغزاة فان العقد يفسخ تلقائيا ، هذه بديهية ولكن ضباط مصالح اسرائيل الشرقية تعمدوا اهمالها ومواصلة العمل في النهج الخياني البالغ الوضوح والمتمثل في الدعم المطلق وغير المشروط للممول المالي وهو اسرائيل الشرقية واداتها في لبنان وهي ميليشيا حزب الله المجرمة والتي قتلت الاف السوريين والعراقيين واليمنيين وتأمرت على البحرين والكويت والسعودية. 4- لكي يعود المؤتمر لاصوله القومية التأسيسية فان ذلك لن يتم الا بالتخلي الصريح عن دعم اسرائيل الشرقية وتبني موقفا قوميا حقيقيا واضحا يقوم على ادانة غزواتها للعراق وسوريا وبالاخص ادانة وفضح ظاهرة الاستعمار السكاني المتعاظم في العراق وسوريا بالذات حيث وصلت اعداد الايرانيين والافغان والباكستانيين وغيرهم الذي اسكنوا في سوريا والعراق الى الملايين فطبقا لاعتراف ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا للوزراء في عام 2005 تم منح الجنسية العراقية لمليونين ونصف المليون غير عراقي ، وبعد ذلك تواصلت عمليات اسكان الايرانيين في العراق وسوريا عن طريق دخول مئات الالاف كل سنة تحت غطاء زيارة اماكن دينية ثم البقاء او شراء العقارات بكميات ضخمة من قبل ايرانيين . وعلينا ان نؤكد وبدقة علمية موضوعية بان ظاهرة تفريس العراق وسوريا اخطر من صهينة فلسطين عدديا ونوعيا بكثير كما انها تكريس لما سبق اي غزو فلسطين ودعم له . العرب الان يقاتلون في جبهات عديدة ضد مخططات تغيير الهوية القومية وهو هدف ستراتيجي واضح ولا ينكره الا المشارك فيه والداعم له ومنهم ضباط المؤتمر كما في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، والذي نراه الان متجسدا في قيادة قاسم سليماني رسميا المعارك في العراق وسوريا . فهل هناك قومي عربي يملك ولو ذرة شرف لا يقف ضد هذا الغزو السكاني والاقتصادي والسياسي والايديولوجي للعراق وسوريا ولبنان واليمن والاستعداد لغزو اقطار الخليج العربي والمغرب العربي والبدء بنشر الفتن الطائفية فيه ؟ مذكرة السيد زياد الحافظ ليست الا حبة اسبرين تقدم لمعالجة سرطان الخيانة القومية العظمى التي تورط فيها ضباط المؤتمر . وهي خداع وتضليل لاجل اطالة دعم اسرائيل الشرقية وتخفيف صدمة وعي ان المؤتمر ليس اكثر من اداة ايرانية في وقت تحتل فيه اسرائيل الشرقية موقع ودور اخطر اعداء الامة العربية وهويتها مستقبلها ليس لاننا اردنا ذلك بل لان من يغزو ويغير التراكيب السكانية لعرب العراق وسوريا ويريد توسيع نطاق ذلك ليشمل كل الاقطار العربية هو من يريد ذلك وفرضه علينا . وهنا ولكي نقطع الطريق على من يريد ان يتفلسف ويقول واين اسرائيل الغربية في هذه المعادلة ؟ فنقول له انها في قلبها فاسرائيل الغربية ولوبيها في امريكا هما من يدعم غزوات اسرائيل الشرقية علنا وسياسة اوباما تقوم على دعم اسرائيل الشرقية وضرب العرب في كافة اقطارهم واخر مظاهر ذلك تبني الكونغرس وبالاجماع قانون حواضن الارهاب واتهام السعودية بالمسؤولية عن هجمات ايلول عام 2001 وبنفس الوقت احباط احد اللوبيات الصهيونية مشروع قانون في الكونغرس للكشف عن الحسابات المالية لخامنئي وقاسم سليماني و30 من قادة اسرائيل الشرقية ، وقبلها تقديم دعم مالي سريع وضخم لاسرائيل الشرقية وبلغ 1700 مليون دولار منها 400 مليون فدية لاطلاق سراح مختطفين امريكيين وهو ما اكده المرشح للرئاسة ترامب . مشكلتنا مع المؤتمر اذن تتجسد في التبعية التامة لاسرائيل الشرقية ودعمه الكامل والصريح لغزواتها الاستعمارية السكانية والاقتصادية والثقافية والعسكرية للعراق وسوريا واليمن ولبنان ولخطط تفجير واختراق دول الخليج العربي خصوصا البحرين والسعودية والكويت ، وتعتيم المؤتمر عمدا وتخطيطا على قيام اسرائيل الشرقية بنشر لفتن الطائفية ومحاولته تحميل امريكا مسؤوليتها ، وشراء الفقراء والتقاط الساقطين اخلاقيا ووطنيا في مصر والسودان والمغرب العربي وشراء ضمائرهم بالمال الايراني . هذه التهديدات هي في الواقع معارك وجود وبقاء وهوية وليست صراعات من اجل الاصلاح والديمقراطية كما يصورها ضباط المؤتمر لتسويق معاداة اقطار عربية تتعرض للتدمير المنظم من قبل اسرائيل الشرقية وبدعم امريكي كامل ومباشر موفرا المزيد من السكاكين لذبح الاقطار العربية كما ذبح العراق تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الانسان ! وهذه الحقيقة هي التي اخرجت المؤتمر القومي عن القاعدة الصريحة التي انشأ على اساسها والتي جلبت كافة الاعضاء الشرفاء من القوميين العرب الحقيقيين اليه .
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
الأربعاء 28 سبتمبر 2016 - 21:13
