بغداد: فيما اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم حكومته للحكم اللامركزي ولامن واستقرار اقليم كردستان فقد شدد بارزاني رئيس الاقليم على انه ينظر الى بغداد كعمق استراتيجي مشيرا الى ان القوات العراقية والبيشمركة وضعتا خطة محكمة لتحرير الموصل مطمئنا اهلها إلى أن مستقبلهم آمن. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد ، الخميس، مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في ختام مباحثاتهما، فقد اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي دعم الحكومة المركزية الحكم اللامركزي وتأييدها الاستقرار السياسي والامني لاقليم كردستان، واشار الى ان القضايا العالقة بين بغداد واربيل قديمة ويرجع قسم منها الى المرحلة التي سبقت عام 2003، وقال لذلك “نطمح الان الى حلها وخاصة في ما يتعلق بمشاكل النفط المورد الرئيس لموازنتي العراق والاقليم وانهاء الازمة الاقتصادية وتأمين احتياجات المدنيين وخاصة الاستمرار بدفع مرتبات الموظفين. وعن الاستعدادات الجارية لتحرير مدينة الموصل الشمالية من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ يونيو عام 2014 فقد اشار العبادي الى ان هناك اتصالات ولقاءات متواصلة للقوات العراقية المشتركة مع الاقليم وقواته البيشمركة باعتبارها جزءا من المنظومة العسكرية العراقية استعدادا لتحرير المدينة وانقاذ اهلها من براثن التنظيم قريبا. واضاف انه تم وضع جميع الخطط الكفيلة بحماية المدنيين داعيا اياهم الى الالتفاف على التنظيم لدى بدء معركة القوات المسلحة لتحريرهم. واوضح ان قوات التحالف الدولي البالغ عددها حوالى 8 الاف عسكريا تساهم في اسناد القوات العراقية على الارض لوجستيا وتوفير الاستشارة والغطاء الجوي لها، مؤكدا عدم وجود اي قوات اجنبية على الارض تقاتل مع العراقيين. بارزاني: بغداد عمقنا الاستراتيجي من جهته اكد بارزاني ان للاقليم وبغداد اولويات مشتركة تتركز على دحر تنظيم داعش وتحرير جميع الاراضي التي لا تزال خاضعة لسيطرته. واشار الى انه تفاهم مع العبادي في ما يخص جميع القضايا التي تم بحثها .. موضحا وجود تنسيق كامل بين القوات العراقية وقوات البيشمركة حيث استطاعا وضع خطة محكمة لتحرير ابناء الموصل من ظلم واضطهاد داعش. وقال “اطمئن اهل الموصل ان مستقلهم آمن وان عملية تحريرهم قد وصلت الى مرحلتها النهائية”. وشدد على اهمية حل جميع المشاكل من خلال التفاهم بين حكومتي بغداد واربيل .. مؤكدا ان الاقليم ينظر الى بغداد كعمق استراتيجي يجب التفاهم معه باستمرار. واوضح انه جاء الى بغداد لدعم العبادي والتعاون معه على حل جميع المشاكل .. منوها بأنه قد اتفق معه على حل جميع المشاكل الاقتصادية والمالية وخاصة في ما يتعلق بالنفط والغاز ومرتبات الموظفين. تفاصيل مباحثات العبادي وبارزاني وخلال جلسة مباحثاته مع بارزاني فقد دعا العبادي الى مواجهة التحديات الكبيرة التي يمر بها البلد من قبل الجميع بهمة وعزيمة ووحدة قواتنا المسلحة نفسها .. مشددا على ضرورة تحقيق مصالحة اجتماعية وسياسية وتغليب المصالح العليا للبلاد. واشار العبادي خلال الاجتماع مع وفد اقليم كردستان بحضور قادة الكتل السياسية وعدد من اعضاء هيئة رئاسة واعضاء مجلس النواب الى “ان معركة تحرير الموصل مهمة وحاسمة وبهمة المقاتلين من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري وبيشمركة وسنحقق الانتصار كما حققته في الشرقاط والقيارة والفلوجة وعدد كبير من المدن والقرى والقصبات وهذا ما يدلل على قدرة المقاتلين وحيث ان هذا العام سيكون عام تحرير كامل الاراضي العراقية”، كما نقل عنه بيان صحفي لمكتبه الاعلامي . واضاف العبادي ان غاية هذه العمليات تحرير المواطن “ولذلك فنحن وضعنا في خططنا اهمية تقليل الخسائر للمدنيين ولقواتنا فمن الضروري ان لا يكون الهدف من المعركة هو النزاع على الارض انما تحرير الناس من بطش عصابات داعش”. واكد حرصه على حل القضايا العالقة مع اقليم كردستان التي طال أمدها مشددا على أن الثروات الطبيعية من النفط والغاز هي ملك لجميع العراقيين. واشار الى أهمية استمرار اللقاءات لحل القضايا العالقة ونحن مع إعطاء الصلاحيات للمحافظات بالشكل الذي يجعل البلد اقوى في ظل العمل المشترك والنية الصادقة. بدوره قال بارزاني “اننا جئنا اليوم لنعبر عن دعمنا ومساندتنا العبادي وحكومته ولجهود عمليات التحرير والتعاون لتذليل كافة العقبات والتحديات التي تقف بوجه الحكومة ومنها الازمة المالية وقضية النازحين، ونحن مستعدون لبذل الجهود من اجل ذلك”.. مؤيدا دعوة السيد رئيس الوزراء لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية من اجل مصلحة البلاد. ويبحث بارزاني خلال وجوده في بغداد مع بعض القوى السياسية امكانية تشكيل تحالف سياسي قد يشمل بعض الكتل المنضوية تحت راية التحالف الوطني وبعض القوى السنية وفي مقدمها كتلة متحدون برئاسة اسامة النجيفي في محاولة لعبور المأزق السياسي الذي تعانيه البلاد، وفقا لمصادر مطلعة. وفي هذا السياق قال زعيم التحالف الوطني، عمار الحكيم، في بيان ،انه ” خلال استقبالنا لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والوفد المرافق له بحضور قيادات التحالف الوطني، دعونا الى خارطة طريق وفق رؤية شاملة لحل المشاكل بين بغداد واربيل، شددنا على أهمية الحوار الشامل والبناء لحل الخلافات بطريقة تحفظ مصالح الجميع ، وأهمية تشكيل لجنة مشتركة بين بغداد واربيل وبين التحالف الوطني والتحالف الكردستاني لإدامة الحوار وحل المشاكل”. وأضاف “كما أكدنا على أن العلاقة بين القوى الوطنية ليست وليدة اليوم إنما هي علاقة ممتدة لمئات السنين، وفي موضع أخر من حديثنا شددنا على ان تحرير الموصل على رأس الأولويات ولابد من إدامة زخم الانتصارات التي تحققها القوات العراقية من جيش وشرطة وحشد شعبي وحشد عشائري وبيشمركة على داعش الإرهابي وفي كل الساحات”. وامس اعلنت الحكومة العراقية ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد وافق على طلب العبادي بزيادة اخيرة لمستشاري ومدربي بلاده العسكريين الى العراق لدعم القوات العراقية في معركة تحرير الموصل الوشيكة حيث تم الاعلان في واشنطن ان الولايات المتحدة سترسل الى العراق قريبا 600 عسكري اخر يضافون الى 4500 عسكري آخرين في العراق حاليا من بين 8 الاف عسكري تابعين للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش. وفد كردي يرافق بارزاني في مباحثاته ويرافق بارزاني في مباحثاته في بغداد وفد رفيع يضم ملا بختيار القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وروز نوري شاويس القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني وصلاح الدين محمد بهاء الدين الامين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني .. اضافة الى عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني شيخ جعفر مصطفى ورئيس ديوان اقليم كردستان فؤاد حسين وسكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني. يذكر ان العلاقات بين بغداد وأربيل تشهد توترات بين حين وآخر بسبب الخلافات حول الملفات السياسية والعسكرية والإقتصادية. وتصدر حكومة أربيل النفط من الحقول الشمالية منذ شهور بصورة مستقلة عن حكومة بغداد بعد انهيار الاتفاق بين الطرفين الذي بني على أساس تسليم النفط إلى بغداد وتسلم حصتها من الأموال من الموازنة الاتحادية. وكانت آخر زيارة لرئيس اقليم كردستان الى بغداد في عام 2013 حين تباحث خلالها مع قادة الكتل السياسية حول الاوضاع السياسية في البلاد واستكمال المباحثات مع الحكومة المركزية بشأن المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم.
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
الجمعة 30 سبتمبر 2016 - 22:16
