الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 130تاريخ التسجيل : 07/12/2009الابراج :
موضوع: مناقشة مقالة الكاتب الكوردي علي تتر 2 الثلاثاء 31 أغسطس 2010 - 13:47
مناقشة مقالة الكاتب الكوردي علي تتر الجزء الثاني:
في الجزء الأول من مناقشة حوار السيد علي تتر النيروي، ذكرت بأن الغرض من مناقشة موضوعه هو: تعميم الفائدة ولم ولم يكن من أجل التقليل من شأنه أو تجرح مشاعره، فهذه ليست أخلاقي، ولن أقبلها.
نحن الإيزيديون جميعا نحب أصدقاءنا من المسلمين والمسيحيين، خاصة الذين يكتبون عنا بضمير حي، ولكن هذا لا يعني بأن الذي يكتبونه مهما كان منزل لا يمس ، فهذا السيد زهير كاظم عبود صديق الإيزيدية المعروف ونحن نحبه كثيرا، فهذا لا يعني بأن ما يكتبه عن الديانة الإيزيدية، خالية من الأخطاء ولا تمس ولا تناقش..؟
أجزم بأننا الوحيدون في العالم، نفتقر إلى علماء دين متخصصين بالعلوم الدينية الإيزيدية، لكي يعتمد عليهم المهتمون بهذه الديانة كمرجعيات دينية، ولحتكم إليهم المثقفون الإيزيديون حول مختلف القضايا الدينية والتراثية، فنحن جميعا طلاب علم ونبحث ونشحذ المعلومات الدينية ولو حبة حبة، و بأي وسيلة. فهذه المعلومات غير موجود في الكتب وإنما مبعثرة في صدور رجال عشقوا تراث الدين ، فمنهم من قضى نحبه ودفنت معه مخزونه من المعلومات الدينية و التراثية، ومنهم من ينتظر قضاءه. دعونا نناقش أصدقاءنا من المسلمين والمسيحيين وكذلك بعضنا البعض، بأسلوب حضاري بناء هاديء، بعيدا عن التشنجات وجرح المشاعر، فهذه الثقافة لا تليق بنا ونحن في بداية المشوار البحث عن تراثنا الديني والدنيوي. النعودة إلى مناقشة الموضوع.
يواصل الكاتب قوله: ثم انتشرت فكرة التوحيد في المناطق الأخرى عن طريق الأميرات الميتانيات عندما تزوجن من ملوك مصر الفراعنة. ومثال على ذلك ففي القرن الرابع قبل الميلاد حملت (نفرتيتي) معها رمز التوحيد والذي كان يتمثل برمز الشمس وانتشرت هناك. أما اخناتون والذي يعدونه الناس قائد ثورة التوحيد وبتأثير الأخيرة (نفرتيتي) عليه صار لدى اخناتون الشمس رمز للتوحيد وسماه بـ (أتون) وانتشرت هذه الديانة في مصر.
الباحث أبو أزاد: لا يصح القول بأن الأميرات الميتانيات نقلت فكرة التوحيد من كوردستان إلى خارجه، لأنهن أميرات غير متخصصات بعلوم الدين، خاصة اللواتي تزوجن من ملوك مصر الفراعنة، وهو بهذا القول يؤكد على أن العديد من الأميرات الميتانيات قد تزوجن خارج كوردستان بالإضافة إلى الفراعنة في مصر، والحقيقة أميرة واحدة تزوجت الفرعون المصري أخناتون، تتويجا لإبرام صلح بين الإمبراطوريتين الميتانية و المصرية.
تقول المصادر بأن نفر تيتي كانت زوجة الملك أمنحوتب الرابع الذي أصبح لاحقا أخناتون فرعون الأسرة الثامنة عشر، نعم شاركت الأميرة نفر تيتي زوجها في عبادة الديانة الجديدة في مصر، وهي عبادة (أتون) قوة قرص الشمس، وكانت و زوجها الوسيط بين الشعب وأتون، وأخناتون هو الذي سمى زوجته الأميرة أسم (نفر تيتي) ومعناه ( الجميلة أتت)، وهنالك مصادر قوية تذكر بأن نفرتيتي هي أخت الفرعون الذي تزوجها بناء على رغبة عمته.
ويواصل الكاتب قوله: وفي القرن السابع قبل الميلاد وبعد ظهور الزرادشتية نجد أن هذه الديانة كان أكثر انتشاراً في شرق كوردستان في حين كانت (الميثرائية أي ميهرديني) منتشرة في غرب كوردستان ولا يزال هناك مدينة كوردية باسم (ميردين) وهي مشتقة من هذا الاسم أي (المثيرائية - ميهرديني) وفي القرن الرابع قبل الميلاد ظهر نوع من التقارب ما بين كلا الدينين.
الباحث أبو أزاد: في مقدمة هذه الفقرة لا يشير الكاتب إلى الديانة الداسنية والداسنيين الذين قاوموا الزرادشتيين الميديين والفرس، ومن أجل حماية أصالتهم قدموا تضحيات جسيمة. وأما بخصوص مێردين أو ماردين، ربما ما ذكره الكاتب صحيحا، ولكن المصادر العربية تقول شيئا أخر: يقول الياقوتي:
ماردين بكسر الراء والدال ، كأنه جمع مارد جمع تصحيح، و أرى أنها إنما سميت بذلك لأن مستحدثها لما بلغه قول الزباء: تمرد مارد و عز الأبلق، ورأى حصانة قلعتها وعظمها فقال: هذه ماردين كثيرة لا مارد واحد. وماردين قلعة مشهورة على قمة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين..إلخ. نعم انتشرت الديانة الزرادشتية في كوردستان الشرقية أولا بالقوة، وبحكم وقوعها على تخوم إيران الفارسية، ولكن لم تنتشر في كوردستان الغربية رغم استعمال القوة، إلا في عهد الساسانيين الذين جعلوا الديانة الزرادشتية دين الدولة الرسمي.
في عهد الفرس انتشرت الديانة الزرادشتية بين الشعوب الزاكروسية ، وقاومها الداسنيون الصورانيون في كوردستان الوسطى وقاومها الداسنيون الكورمانجيون في كوردستان الغربية، ومع هذا نجد أثار بيوت النار منتشرة في كوردستان الغربية، فنذكر منها: قرية بيت النار القريبة من عين سفني مركز قضاء الشيخان.
ويواصل الكاتب قوله: ويصبح الإله (ميثرا) من اكبر الآلهة، وبعد أن تم التثليث ما بين (أهورا مزدا) و (ميثرا) و (أناهيتا) إلهة الحياة.
الباحث أبو أزاد: الثالوث المذكور هو خاص بالمعتقد الميدي الفارسي الساساني الزرادشتي، ولا علاقة له بالديانة الداسنية ديانة الكورد الأصلاء الباقون، فمن غير المعقول أن يكون ميترا أكبر من هورا مزدا إله النور والحكمة عند الزرادشتيين الميديين والفرس، وهم الشعب الحاكم والمتسلط على شعوب إيران.
وفكرة الثالوث قد ظهرت في وادي الرافدين، وبالذات في زمن السومريين، حيث كان الثالوث يتكون من الآلهة: ( آن، أنليل، إيا) وفي زمن البابليين كان الثالوث يتكون من: القمر والشمس والعشتار (أناهتيتا)، وفي بداية المسيحية ظهر الثالوث المسيحي الذي يتكون من (ألآب والابن وروح القدس)، وبالنسبة للديانة الإيزيدية فقد ظهرت فكرة الثالوث على مرحلتين: الأولى قبل ظهور الشيخ عدي، وكان حينذاك يتكون من: (خودا، طاؤوس ملك، ئيزيد)، وفي عهد الشيخ عدي الثاني ظهر الثالوث الثاني الذي يتكون من: (طاؤوس ملك، ئيزي، شيخادي).
ويواصل الكاتب قوله: إن مجيء أي دين وانتشاره بالشكل السريع نحو منطقة ما، لابد من توفر بعض العوامل القوية. وكما أوضحه التاريخ أن الانتشار كان يتم عن طريقة استخدام القوة والسلاح وانتشرت المسيحية إلى حد ما عن طريق التبشير في كوردستان.
وخاصة في بداية القرن الأول الميلادي ودليلنا على ذلك النصوص التاريخية القديمة. فتذكر أن الكهنة الزرادشتيين كانوا يراسلون الملوك الساسانيين ويلومون فيها أولئك الناس الذين كانوا يتخلون عن الديانة الزرادشتية ويعتنقون المسيحية. وهذا الشيء يدل على أن أكثر أهل كوردستان ومثلهم الزرادشتيين قد تخلوا عن أديانهم واعتنقوا المسيحية.
الباحث أبو أزاد: نفهم مما يذكره الكاتب في بداية الفقرة، بوجود أديان استخدمت القوة من أجل انتشارها بين الشعوب، وهذا ما فعله نبي زرادشت، فكان من الأوائل الذين طالبوا بإستخدام القوة على نشر تعاليمه بين الشعوب الإيرانية والشعوب المجاورة، وهو الذي طلب من الملك الميدي كشتاسب أن ينشر تعاليمه بين الطورانيين بالقوة، وعلى أثر ذلك أنتقم منه الطورانيون فقتلوه. والتاريخ يؤكد على أن الديانة الزرادشتية كانت الأولى التي استخدمت القوة لانتشارها بين شعوب الإيرانية، والشعوب الكوردستانية، وهم الآشوريون والكلدانيون والكورد الداسنيون أجداد المستسلمين والإيزيديين المقاومين.
وفي جزء آخر من هذه الفقرة يعترف الكاتب بانتشار السلمي للمسيحية، وفي جزء أخر يذكر بأن المسيحية استخدمت القوة في إنتشارها، والذي أستغربه أن أسمع من الكاتب بوجود إقبال شديد من الزرادشتيين من الفرس و الكورد في اعتناق الديانة المسيحية سلميا، والذي أعرفه هو أن شريعة الديانة الزرادشتية تشبه شريعة الإسلام التي تأمر بقتل المرتدين، ولا إشارة تذكر للكورد الداسنيين أضا.
ظهرت أديان إيمانية في الشرق وهذه الأديان اعتمدت على رسالتها الإيمانية، وانتشرت بالتبشير السلمي بين شعوب المنطقة، نذكر منها: البوذية والكونفوشية والشامانية والمسيحية. وهنالك أديان قومية خاصة بشعوبها وأن جوهرها القومي لا يسمح بنشرها بين الغرباء لا بالقوة ولا بالسلم.
نذكر منها الديانة السومرية والبابلية والأشورية واليهودية والداسنية الإيزيدية. وهنالك أديان قومية انتشرت بالقوة نذكر منها: الديانة الإسلامية التي انتشرت بالقوة بين الشعوب وبالغتها العربية، فأثرت لغة القرآن على موروث الثقافي بين معتنقيها وغيرت حتى أسماءهم وإستراتيجياتهم القومية، وعلى سبيل المثال الكورد: لقد اختفت الكثير من الأسماء هم الكوردية وحلت محلها أسماء عربية إسلامية، وهكذا الشعوب الأخرى .
وحسب معلوماتي لم تنتشر المسيحية في بلاد إيران لا بالقوة ولا بالسلم، وأن المسيحيين في إيران ليسوا فارسيون ولا ميديون ولا كورد، و ليسوا من الأقوام الهندوا الأوربية، والغالبية العظمى من سكان كوردستان كانوا من الكورد الأصلاء الذين أعتنقوا الديانة الداسنية الشمسانية أو المترائية كما يسميها الكاتب، والتجارب قد أثبت بأن الكوردي الداسني لا يغير دينه وهو على أرضه من دون استخدام السلاح، فكيف في السلم..؟
يواصل الكاتب قوله: وبالرغم من هذا وبعد فترة من الزمن تذكر المصادر الإسلامية القبائل المسيحية ويفصلونها عن الأخرى ويسمونها بعشائر الكورد المسلمين وعشائر الكورد المسيحيين. وبسبب تأثرهم ببعض المواضيع انفصل مسيحيو كوردستان عن الأكراد وكونوا لهم شعباً بتأثير المسيحية.
وبعدما صار قوياً وأصبح ديناً رسمياً توجه نحو الإمبراطورية البيزنطية والرومانية وتحت تأثير هذا الدين الرسمي فقد اعتنق المسيحية البعض من سكان شمال كوردستان وغربها . وأن المسيحية أيضا انتشرت كالإسلام عن طريق استخدام القوة وشن الحملات العسكرية. مثال على ذلك ففي القرن التاسع الميلادي وفي زمن (شارلمان) تحديداً قضي على (1300) سكسونياً لأنهم تخلوا عن العقيدة المسيحية كما قضوا على ألف يهودي بيوم واحد في الحروب الصليبية .
الباحث أبو أزاد: إذا كانت المصادر الإسلامية قد صنفت الشعب الكوردي بين مسيحي ومسلم ولا غيرهم، فمعنى هذا لا وجود للكورد الداسنيين، وإن كانوا موجودين في كوردستان، فبهذا التصنيف يعني أن الداسنيون ليسوا كورد، وهل هذا معقول ..؟
ولو ألقينا النظر إلى وجوه المسيحيين في كوردستان سنجدهم من أصول أرمينية وروسيا وآراميا سريانية، وأن كان بينهم من أصل كوردي فعددهم قليل جدا، وأن الأشوريين والكلدانيين والآراميين وغيرهم هم من الأقوام السريانية جميعا دخلوا المسيحية، وهذه الشعوب كانت موجود في وادي الرافدين وفي جميع مناطق كوردستان خاصة القسم الغربي، وفي إيران أيضا.
كان هنالك صراع بين الشرق والغرب على مستوى إبمراطريات قبل ظهور المسيحية، وقبل ظهور الإسلام تجدد الصراع بين الفرس والبيزنطينيين ، و لم تكون هذه الحروب دينية رغم حمل الفرس شعار الديانة الزرادشتية وحمل البيزنطينيون الصليب شعار المسيحية.
وعندما كانت الحرب دائرة بين الفرس و البيزنطنيين كان الأشوريون والكلدانيون يسكنون قرى كوردسانية، وكانوا هنا منذ ألاف السنوات، وعاشوا بجوار الكورد الداسنيين الإيزيديين، وكان البيزينطنيون يستهدفون الفرس الزرادشتيين في كل مكان، وكان الداسنيون أكثر من الفرس الزرادشتيين عرضة للجيش البيزنطي ولم يستطيع جيرانهم الأشوريون والكلدانيون واليعاقبة على حمايتهم، فهم أيضا كانوا يعانون من البيزنطيين ولم ينفعهم أنتماءهم الديني للمسيحية .
والفرس كانوا يستهدفون المسيحيين سواء في إيران أو في كوردستان، وفي هذا الجانب كان الأشوريون والكلدانيون وغيرهم من المسيحيين ضمن إيستهداف الفرس، وفي هذه الجبهة أيضا كان الداسنيون أكثر عرضة من المسيحيين لهجمات الجيش الفارسي.
وحسب معلوماتي لم يحمل الصليبيون شعار المسيحية لنشر الديانة المسيحية في منطقة شرق الأوسط، وإنما لإنقاذ بيت المقدس من السيطرة الإسلامية، والصلبيون قد أساؤوا إلى أنفسهم وكذلك إلى المسيحيين والمسيحية كدين، أكثر مما أساءوا إلى المسلمين والإسلام كدين. و بالنسبة لليهود فأن الإسلام كاد أن يقضي عليهم في المنطقة العربية، ولم يبقى الكثير حتى يقتلوهم الصليبيون.
ومن نتائج الفتوحات الإسلامية في كوردستان هي: أنقسام الشعب الكوردي الداسني الإيزيدي على نفسه إلى ثلاثة فيئات: الفئة الأولى ـ الداسنيون الشهداء الذين قاوموا حتى الاستشهاد. الفئة الثانية ـ الداسنيون المقاومون ضد الإسلام، وهم الإيزيديون الباقون. الفئة الثالثة ـ الداسنيون الذين تظاهروا بالإستسلام وكانوا يتأملون أن يعودوا إلى دينهم في أقرب فرصة تسمح لهم بذلك، وعندما لم تأتي الفرصة ظلوا على تظاهرهم الإستسلامي وهو لا داسني ولا إسلامي، نذكر منهم: الهرامانيون ومنهم الشبك، والكاكائيون والصاروليون والقزلباشيون الكورد والعلويون الكورد.
رابعا ـ الكورد المستسلمون الحاليون وهم أكثرية سكان كوردستان. الخزي والعار سيلاحق المعتدين حتى قبورهم، وهؤلاء تطوعهم كمرتزقة للفاتحين ضد أشقائهم الداسنيين المقاومين، والمطلوب من أحفادهم تقديم إعتذار رسمي على مستوى رئيس الأقليم الكوردستاني ورؤساء الأحزاب لأبناء عمومتهم الإيزيديين، وهذا أقل طلب .