الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: تراث بيروت المعماري يتجه نحو الأنقراض الأربعاء 1 سبتمبر 2010 - 1:39
تراث بيروت المعماري يتجه نحو الانقراض
- تتجه مباني بيروت القديمة الانيقة نحو الانقراض كأحد أنواع الكائنات المعرضة للخطر. وفي طفرة بناء أذكاها الاقتصاد المنتعش وأموال المستثمرين الخليجيين واللبنانيين استطالت الابراج الشاهقة في أنحاء العاصمة اللبنانية وكثير منها بني على أطلال التراث المعماري المهدم لبيروت.
وتحاول قلة من المهتمين بالحفاظ على التراث انقاذ ما يمكن انقاذه من الدمار لكن في مدينة يحكمها المال ربما يكون قد فات الاوان.
من هؤلاء على سبيل المثال الفنانة والمدرسة باسكال اينجيا (33 عاما) التي كونت مجموعة على موقع فيسبوك الاجتماعي على الانترنت باسم (اوقفوا تدمير تراثكم) في مارس اذار للتعبير عن الغضب من عمليات الهدم التي لا تتوقف في حي الاشرفيه الذي نشأت به.
وقالت باسكال أثناء جلوسها بالطابق العلوي من ورشتها في مبنى قديم "ذات يوم سئمت كوني مواطنة سلبية."
حكت باسكال اينجيا كيف وقفت عاجزة تشاهد من شرفتها العمال يهدمون مبنى رائعا يرجع الى القرن التاسع عشر كانت تراه منذ طفولتها. وأضافت "حلمت بشراء هذا القصر وترميمه وتحويله الى أكاديمية للفنون الجميلة."
وأشارت باسكال اينجيا الى انها تعمل للضغط على الحكومة من أجل اصدار أمر يجعل التجميد الراهن لهدم المباني القديمة وقفا دائما مؤكدة أن العنصر الاساسي في ذلك المسعى هو زيادة الوعي بين أبناء الجيل الاصغر.
وتنبه بعض اللبنانيين من الجيل الجديد الى التغيرات المفاجئة في نسيج المدينة التي يعيش بها نحو 1.5 مليون نسمة.
وفي الاونة الاخيرة أطلقت جماعات حماية التراث حملة توعية تحمل صورة لشواهد أضرحة للمباني القديمة التي هدمت في الاونة الاخيرة أمام ناطحات سحاب داكنة.
وحصلت تلك الجماعات على دعم وزير الثقافة اللبناني سليم وردة الذي عقد العزم على وقف هذا الدمار.
ويجب ان يحمل اي أمر بالهدم الان توقيع الوزير. كما يضغط وردة على البرلمان لسن قانون يمنح اعفاءات ضريبية وحوافز أخرى لملاك المنازل التراثية.
وحتى اذا سن القانون الذي ظلت نسخة منه أعدت عام 1997 مهملة فسيستغرق تطبيقه عدة أعوام وقد يستغل مشترو المنازل القديمة الذين يتمتعون بعلاقات جيدة فارقا زمنيا بهذه القوة.
وقالت باسكال اينجيا إن هذا البيت لا يخص فقط لمالك البيت بل هو منفعة عامة للشعب اللبناني كله.
ونجت بضعة مبان لبنانية قديمة بنوافذها المميزة وشرفاتها الواسعة وأسطحها المكسوة بالقرميد الاحمر لكن تحجبها الان مبان سكنية خرسانية. وتعني اي علامة على الاهمال الان أنها في طريقها للزوال.
وتغري أسعار الاراضي الباهظة أصحاب العقارات في بيروت. ولديهم الكثير من الحوافز لبيع المنازل القديمة للمطورين العقاريين الذين يهدمونها لاقامة مبان شاهقة دون التقيد بقواعد تقسيم المدينة الى مناطق ودون اعتبار للارتفاعات المناسبة للبشر.
وتسارعت وتيرة طفرة البناء في العامين الاخيرين بينما كان لبنان يخرج من الازمة المالية العالمية دون أن يصيبه سوء يذكر بينما تضررت من جرائها قطاعات العقارات الخليجية في دبي وغيرها.
ولبنان الذي لا يزال يقوم بعمليات اعادة اعمار بعد حربه الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990 قد يبدو ملاذا غير مستقر للاستثمار.
وقبل أربعة أعوام فقط كانت القوات الجوية الاسرائيلية تقصف جنوب بيروت وتحوله الى أنقاض خلال حرب مع حزب الله. وكادت حرب أهلية جديدة تندلع عام 2008 .
والان تعيش البلاد فترة راحة من عدم الاستقرار الامر الذي أدى الى نمو الاقتصاد بنسبة مذهلة بلغت تسعة في المئة عام 2009 وربما تبلغ ثمانية بالمئة في العام الحالي.
وتخترق مبان شاهقة جديدة أفق بيروت من بينها برج سما بيروت المكون من 50 طابقا والذي سيكون أعلى برج في العاصمة اللبنانية حيث سيبلغ ارتفاعه 200 متر.
ويهدر صخب أعمال البناء وتثور أتربتها فوق الشوارع الضيقة والمنازل الصغيرة والحدائق التي كانت تمثل يوما زاوية حميمية بحي الاشرفية الذي يغلب على سكانه المسيحيون.
والكثير من الابراج الفاخرة في بيروت شبه خاوية اذ أن الشقق مملوكة لخليجيين او مغتربين لبنانيين لا يستخدمونها الا بضعة أسابيع في العام. ولا يقدر المواطنون اللبنانيون العاديون على ثمنها.
وعلق رجل مسن من سكان منطقة الجميزة على هدم البيوت القديمة في بيروت قائلا "نحن نحبذ يكون عندنا تراث قديم لان عندنا حينا هون أحسن حي بالبناء القديم. مناظر شيء بيشهي عم يعمروا لنا هذه البنايات..بتقطع الهواء..بتقطع الشمس عنا....هيدا حرام حرام يهدموا لنا هذا البناء. سبحان اللى خالق."
وقبل 13 عاما سجلت جماعة للحفاظ على التراث أربعة أحياء بها 520 مبنى تستحق الحفاظ عليها وقالت "نعلم أن 70 من هذه هدم. البقية في الطريق