فريدة وفرقة المقام العراقي أحيوا أجمل أمسيات مهرجان الأردن

فريدة وفرقة المقام العراقي أحيوا أجمل أمسيات مهرجان الأردن



في واحدة من اجمل أمسيات مهرجان الاردن الاول 2010، غنت وصدحت بصوتها العميق القوي والجميل، سيدة المقام العراقي فريدة وفرقة المقام بقيادة الفنان محمد حسين كمر، على مسرح القلعة مساء امس الاول.
موسيقى شرقية وغناء عربي اصيل بلهجة عراقية مميزة وأشعار وكلمات لكبار المبدعين، أطربت الأفئدة والعقول للسامعين العارفين لهذا الفن الجميل وأعادتهم الى زمن المقامات العراقية، وعرَفَتْ من يستمعون إليه لاول مرة ان هناك فنا راقياً يستحق الإستماع إليه.
العراقيون في الأردن ومن دول مجاورة حضروا للاستماع يجرفهم الحنين والشوق الى عراقهم المباح لكل الطغاة.
بداية الحفل رحب الفنان محمد حسين كمر بالحضور وشكر الاردن وادارة المهرجان وسفارة بلاده وسفارة هولندا وقدم اعضاء الفرقة الموسيقية التي ارتدت زياً موحداً بالاضافة الى انهم اعتمروا على رؤوسهم الفيصلية من تراث العراق القديم، تألفت الفرقة من قارئة المقام وسيدته الفنانة الكبيرة فريدة محمد علي، محمد حسين كمر مدير الفرقة عازف الجوزة والكمان - ، علاء مجيد- عازف آلة الناي، وسام العزاوي- عازف سنطور، سالار أسيد عازف الكمان، خالد حسين كمر عازف آلة العود ، محمد لفتة - عازف آلة الرق كريم درويش - عازف الطار والطبلة، أنمار العوفي - عازف الطبلة والبانكوز وصلاح جارا الله عازف الدهلة .
على مدى ساعتين قدمت فريدة وفرقة المقام أغنيات الحنين الى العراق وبغداد والحب والعشق والانسانية، كما اضافت على كلمات الاغاني كلمات لتحية الأردن وعمان ولبنان و سوريا،

غنت فريدة «العشق طعمة حلو» وتخلل الاغنية مقطع من اغنية الفنان الراحل ناظم الغزالي «يا ام العيون السود ما جوزن انا، خدك القيمر انا اتريق منا»، «عالشوملي . عالشوملي نارك ولا جنة هلي» الاغنية ايقاعية التي غنى معها الجمهور، وغنت «جوز لا تعاتبهم» وقصيدة حزينة تقول كلماتها «علام الدهر وطرنا . الف يا حيف ما قضينا وطرنا» و«خالة شاكو، شنهو الخبر احكيلي» وتنتقل الى «عمة هذا الحلو احبه . هذا الحلو قتلني واريده»

وتعود فريدة ثانية الحزن والحنين للعراق وبغداد باغنية» يا حمام النوح ألتي كتبها د. أكرم الحمداني وتقول يا دجلة وفرات خلص من بعد بغداد ما تحلة الحياة ..
يا حمام النوح الله يشهد والبشر ، وفركة العراق تعبتني دهر »،
ثم اعادت الفنانة فريدة الجمهور الى القليل من الهدوء باغنية ناظم الغزالي» أي شيء في العيد اهدي اليك يا ملاكي»، ومن المربع البغدادي انهت فريدة امسيتها والمقام العراقي باغنية قدمتها هدية للجمهور من المربع البغدادي والذي أستمتع بكلماته النقدية وتحكي قصة للمرأة التي تندبُ حظها برجل لعوب وضحك على كلماتها وهي تقول «يمة انباق رجلي .. نص الليل غطيته وقعدت الصبح ما لقيته .


» والسيدة فريدة محمد علي والفنان محمد حسين كمر من جيل شاب حمل على كاهله هذا الإرث الجميل يجولون به العالم حاملا رسالة حضارة
تتلمذت سيدة المقام العراقي فريدة محمد علي على يد الأستاذ الكبير حسين الأعظمي الذي كان حاضرا بين الجمهور وحيته الفنانة فريدة وقائد الفرقة محمد كمر، وهو متخصص في فن المقام العراقي. و تتكون فرقة المقام العراقي من مجموعة من عازفي الآلات التقليدية العراقية والتي تتميز بها بلاد الرافدين وتوغل جذورها في التاريخ الى آلاف السنين والى زمن سومر وبابل.
حقا كانت حفلة سيدة المقام فريدة وفرقتها من أجمل حفلات ليالي مهرجان الأردن تحية لهذه السيدة الرائعة ألتي تنشر تراث بلدها العراق الى كل العالم بهذه الطريقة من الرقي والتألق.
وكانت السيدة فريدة وخلال شهر تموز الماضي قد قدمت أول عرض موسيقي غنائي من العراق في دار الأوبرا البريطانية، التي لم تقدم بخلاف الأوبرا أية عروض عادية وتحتفظ بمواصفات عالية للعروض المقدمة فيها. فيما تواصلت عروض فريدة وفرقة المقام العراقي منذ بداية العام في مختلف أنحاء العالم مشاركين بأبرز المهرجانات حول العالم وستشارك بداية الشهر المقبل في المهرجان الثاني (النساء لا زالت تغني ) في العاصمة السورية دمشق على دار الأوبرا يوم الخامس من أكتوبر المقبل .
منقول