وأستمر الدكتور الخفاجي بخبرته الواسعة في التخطيط الصحي والصحة العامة والصحة الوقائية والمهنية وطيلة وجوده في بغداد بالتدريس في كلية التمريض وفي المعهد الطبي الفني في بغداد وتقاعد من الخدمة سنة 1986 ليواصل تقديم خدماته الطبية طبيباً في عيادته الخاصه في منطقة الامين. دعاؤنا للدكتور محسن الخفاجي بالصحة والعافية والعمر المديد.
53.الصيدلي عبد الرزاق كبّه:
هو الصيدلي الكميائي عبد الرزاق محمود كبّه المولود سنة 1934 في البصرة محلة السيمر. دخل كلية الصيدلية والكيمياء ببغداد وتخرج سنة 1957 وخدم كضابط احتياط صنف طبابة القوة الجوية ليتعين بعدها في مستشفى البصرة الملكي ويقدم استقالته من الوظيفة بعد عام واحد ويتفرغ للعمل في صيدليته الخاصة. في البداية كانت له صيدلية الثغر وبعد حوالي اكثر من عشر سنوات انتقل الى صيدلية الشعب والتي كان إسمها صيدلية غازي قبل تغيير اسمها بعد 1958 وتقع أيضا في سوق الهنود وكانت تقع حولها عيادات أشهر الأطباء كيعقوب بني وهجرس الربيعي والشمخاني ومحمد الحمداني والخضار. انتقل الى بغداد بسب ظروف الحرب مع ايران وتوفي فيها سنة 2003 بعد خضوعه لعملية جراحية في الشرايين التاجية في الاْردن ودفن في عمان. رحمه الله.
54.الدكتور صباح شاكر:
ولد الدكتور صباح شاكر الملّا في قضاء "أبو الخصيب" عام 1935 وأنهى دراسته الأبتدائية فيها ثم أنهى دراسته الأعدادية في الأعدادية المركزية بالعشار والتحق بالكلية الطبية ببغداد عام 1954 ليتخرج منها عام 1960 وبعد أنهائه تدريبه الأساسي وخدمة الأحتياط في طبابة الجيش العراقي عين طبيبا في قضاء الفاو ليقضي فيه سنوات عديدة قبل ان تنقل خدماته الى مستشفى حماية الأطفال ومن ثم الى المستشفى الجمهوري بالبصرة ويعمل كطبيب عام ومن ثم عمل كمعاون لرئيس صحة البصرة وعمل في عيادته الخاصة الكائنة في أخر سوق الهنود (سوق الصاغة). وفي أثناء معركة تحرير الفاو في نيسان 1988 ومن جراء القصف الأيراني الشديد على مدينة البصرة سقطت قذيفة في كراج بيتهم الكائن خلف مستشفى الولادة في شارع 14 تموز- الجزائر فأصابت ولديه فتوفي محمود رحمه الله وهو أبن ال17 سنة وأصيب الآخر اصابات بالغة ظل يعاني من علاجها خمس سنوات وقد أثّر الحادث وكما متوقع على الوالد الدكتور صباح وحطمه فتوقف عن العمل وترك العراق بعدها بسنتين الى كندا حيث يعيش الآن. تمنياتنا له بالصحة العافية والعمر المديد.
55.الدكتور فلاح الجواهري:
ولد الدكتور فلاح محمد مهدي بن عبد الحسين الجواهري في النجف عام 1935 وهو أصغر أخوته من الزوجة الأولى لشاعر العرب الأكبر وشاعر الجمهورية (أم فرات) والتي توفيت عام 1939 وكان عمره أربع سنوات (وأخته أميرة إحدى عشرة سنة وأخوه فرات تسع سنوات.) تخرج الدكتور فلاح من إحدى الكليات الطبية في موسكو بالإتحاد السوفييتي عام 1963 وتحصص فيما بعد في أختصاص الأشعة من جامعة بغداد وكان مقيماً في مستشفى البصرة الجمهوري عام 1966 ومن ثم أستشارياً في الأشعة قي نهاية الستينات والسبعينات ولسنوات طويلة وكان يعمل بعد الدوام الرسمي في العيادة الطبية الشعبية للاختصاصيين في البصرة بسوق الخضارة فى أيام الماضي الجميل. والدكتور فلاح شخصية متعددة المواهب وذو خلق راق وكان محبوبا ومحترما وهو أضافة الى كفاءته في الطب والأشعة فهو رسام تشكيلي وشاعر وكاتب روائي وعمل في حقل الترجمة من والى اللغات العربية والروسية والسويدية والانكليزية .وهو عضو جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين ببغداد وجمعية التشكيليين العراقيين في بريطانيا. نشر الدكتور فلاح في العديد من الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية عددا من المقالات والروايات وصدر له كتابان طبيان مترجمان هما كتاب "الولادة بلا ألم" وصدر عام 1964 عن دار الطبع والنشر باللغات الاجنبية في موسكو بالأتحاد السوفييتي السابق وكتاب "الرّق الشعاعي القياسي في تشخيص العارض البطني الحاد" الذي صدر عام 1981 عن مطبعة جامعة البصرة كما صدر له كتابان أدبيان هما: كتاب "الجواهري ..وعيّ ٌعلى ذكرياتي - ذكريات واقاصيص" والذي صدر عام 2008 عن دار المدى بغداد وكتاب "الضباب والغابة - مجموعة قصصية" وصدر عام 2011 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. تمنياتنا للعزيز الدكتور فلاح الجواهري بموفور الصحة والعافية والعمر المديد.
56.الدكتور نجم الدين الرزنامجي:
ولد الدكتور نجم الدين عبد الله الرزنامجي في بغداد محلة باب الشيخ في 8 شباط 1935 واكمل الأبتدائية في مدرسة تطبيقات دار المعلمين الأبتدائية عام 1949 ودرس المتوسطة والأعدادية في ثانوية الأعظمية 1954 وسافر الى تركيا ليدخل كلية الطب بجامعة اسطنبول وتخرج منها عام 1961 وسافر الى الولايات المتحدة ونال شهادة البورد الأمريكي في أختصاص طب الأطفال عام 1969 وعمل لمدة سنتين في مستشفيات عديدة في أميركا كان آخرها مستشفى جونز هوبكنز وعاد الى العراق عام 1971 وعين مدرساً في كلية الطب بجامعة البصرة وشغل منصب معاون للعميد حتي سنة 1976 وكان قد سبقه الى الكلية وفي طب الأطفال الدكتور داود الثامري ومن ثم التحق بهما الدكتور ابراهيم الناصر. كان تخصص طب الأطفال يُدرس ضمن مادة الطب الباطني فقدم الثلاثة مطالعة حول قصور دور الكلية في تدريس الطلبة لهذا التخصص الحيوي ونالت تلك المطالعة تأييد عمادة الكلية ورئاسة الجامعة وتم تكوين فتح اول فرع لطب الأطفال في كليات الطب وكان رئيسه الأول الدكتور داود الثامري. إنتقل الدكتور نجم عام 1977 الى كلية طب المستنصرية ومستشفى اليرموك وعمل معاوناً للعميد وعرض موضوع الفرع على مجلس الكلية هناك وتم تكوين ثاني فرع من نوعه في القطر بعد البصرة كما ساهم بنشاط في وضع منهج التدريب والدراسة لدراسة البورد العربي وبإفتتاح مركزين تدريبيين في مدينة الطب ومستشفى اليرموك ومن ثم نفلت خدماته الى كلية صدام الطبية (النهرين فيما بعد) عام 1989 رئيساً لفرع طب الأطفال وسبق وهو رئيس جمعية أطباء الأطفال العراقية منذ 1978 وعضو الأكاديمية لطب الأطفال منذ 1970 وعضو الهيئة الإدارية لجمعية مكافحة التدرن والأمراض الصدرية العراقية وشخصية علمية وطنية، مخلص لطلبته ومحب ومساعد لزملائه ويقول فيه تلميذه الشاعر الدكتور ذر شاهر الشاوي خريج طب البصرة 1978 واصفا إياه:
أهدى لريعان الطفولةِ وردةً
لا زال عطرُ أريجها يتضوّعُ
57.الدكتور صبري شكر:
أمضى الدكتور صبري طوبيا شكر حياتَه في إنقاذ الأرواح وتطوير الاختراعات الجديدة وكتابة المقالات التي ساعدت في تطوير العديد من البحوث العلمية في أختصاص جراحة الفم وجراحة الوجه والفكين ولعب دوراُ رائداُ في جراحة الحرب حيث يمتلك قائمة طويلة من الإنجازات الإبتكارية في تقليل الضحايا وتخفيف الألم وتصليح التلف مما يتطلب إحصاؤها كتاباً كاملاً وهو بحق يعتبر "رائد جراحة الوجه والفكين في العراق والمنطقة." وعندما تواجهه بذلك يقول لك أبو علاء ضاحكاً: "ربما لدي القليل من المواهب ولكني في الغالب أنا عصامي وأحب عملي وليس هناك حدود للنجاح." ولد الدكتور صبري عام 1936 في عائلة متوسطة ولم يجد غير العمل المجدي والمخلص سبيلا له وما زال. إلتحق بكلية طب الأسنان بجامعة بغداد عام 1954 وتخرج منها عام 1960. أكمل خدمة الأحتياط في طبابة الجيش العراقي وعين بعدها طبيب أسنان في مدينة العمارة حيث أستمر هناك بين 1961- 1969. تزوج الدكتور صبري من الدكتورة نجيبة توما وهي طبيبة التقاها في محرابه العلمي (المكتبة) وذهبا سوية الى دندي في أسكتلندا ببريطانيا عام 1969 حيث تخصصت هي في أمراض النسائية والتوليد وقام هو بتغيير تخصصه الى جراحة الفم وجراحة الوجه والفكين وحصل على درجة الماجستير في العلوم الطبية من كلية طب الأسنان في جامعة دندي وأتبعها بالشهادة المرموقة عالمياً وهي زمالة كلية الجراحين الملكية في المملكة المتحدة في عام 1972 وأقفل راجعاً إلى العراق ليعين في وزارة الصحة كأول جراح بهذا الأختصاص ويعمل في البصرة ومحاضراً في فرع الجراحة في كلية طب البصرة. وفي عام 1980 وعندما بدأت الحرب العراقية الإيرانية كان وزملاؤه الأطباء والفريق الطبي لطبابة الجيش العراقي أول من واجه وتعامل مع المصابين في الوجه حيث قضى ثماني سنوات في رعاية جرحى إصابات الحرب وفتحت له هذه التجربة المهنية الفريدة الطريق الواسع لإظهار موهبته في اختراع تقنيات تناسب مختلف الحالات الطبية حيث يقول عنها: "إنها كانت عملية تحدٍ من الألف إلى الياء حيث وقعت الحرب فجأة وكان المستشفى يبعد 15 ميلا فقط من خط المواجهة في الشلامجة فلذلك تحملت مستشفيات البصرة العبء في معالجة الجنود المصابين إضافة الى نتائج القصف المدفعي الأيراني لأحياء المدينة بأسلحة من الأكثر تدميراً حيث كانت تصلنا إصابات الجنود والمدنيين من جراء المدفعية الثقيلة والعبوات الناسفة والصواريخ الثقيلة وقذائف الآر بي جي مع مرافق وموارد محدودة حيث لم تتوفر لدينا أجهزة الكمبيوتر أو المجلات الطبية حول موضوع هكذا إصابات." وعمل الدكتور صبري مندفعا بما لديه من معرفة وخبرة جراحية وكما كتب في إحدى مقالاته يقول: "علاج مثل هذه الإصابات غالباً ما يكون أكثر صعوبة في مستشفيات خط المواجهة بسبب ظروف الحرب ومع ارتفاع معدل تدفق المرضى وتوفر مرافق محدودة." ولكن وعلى الرغم من كل القيود قام الدكتور صبري بتطويع ماكان متوفرا واكتشف العديد من التقنيات لإعادة بناء وجه الجريح وكتب مقالات في اللغة الإنكليزية ليشارك العالم خبرته وتجربته حيث بكّر في نشر أولى بحوثه عام 1983 وفي كبرى المجلات العلمية ما فتح الباب أمامه لتلقي دعوات عديدة للتحدث في المؤتمرات الخاصة وفاز بالعديد من الجوائز واستمر في ابتكار طرق لعلاج الوجه وحتى خلال العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة في التسعينات وقام بأبتكار تقنيات جديدة حيث أبتكر في وقت مبكر من الثمانينات طرقاً لإعادة بناء الفكين المدمرين بصورة تامة وكذلك بناء الشفتين والتجاويف الأنفية والأذنين وحتى محاجر العين وكتب في واحدة من بحوثه التي تزيد على الأربعين بحثاً يقول أن "إصابات الحرب الشديدة التي تصيب الشفة السفلى كانت من أسوأ تشوهات الوجه مع الآثار الجسدية والنفسية المؤلمة." ويلاحظ الدكتور شكر أن الوجه يبقى ذلك الجزء من الجسم الأكثر أهمية من أي جزء آخر حيث يكون مكشوفاً وعرضة للإصابات والتشوهات الناتجة عن ذلك وهذا له تأثير بالغ ومؤسف في مجتمع يضع إعتباراً كبيراً لتماثل الوجه والمظهر ولذلك فإن تشويه الوجه هو أحد أسوأ الإعاقات الجسدية والنفسية وعلاجاتها لا تسفر في غالب الأحوال عن نتائج مقبولة." غادر الدكتور صبري شكر العراق وعائلته خلال أشهر قليلة قبل بدء حرب 2003 وكان قد قام بإجراء اخر عملية جراحية له قبل خمسة أيام من مغادرته بغداد. وعلى الرغم من انه متقاعد الان وبعيش في الولايات المتحدة فإنه لازال مستمراً في كتابة المقالات العلمية وبانتظام ويساهم في تقدم العلم في اختصاصه في جميع أنحاء العالم ونشر أكثر من 45 بحثا أصيلا في كبرى المجلات المتخصصة في أميركا وبريطانيا وكان آخرها منشورا عام 2016 في "مجلة جراحة الرأس والوجه" الأميركية وكذلك يضع اللمسات الأخيرة على كتاب من تأليفه. الدكتور صبري والدكتورة نجيبة لهم ثلاث بنات وولد واحد وهو طبيب أيضا. وقامت مؤخرا زوجة إبنه بإهدائه لوحة من إبتكارها أفرحته كثيراً في عيد ميلاده ووصفها ب "الهدية الأفضل على الإطلاق" وهي عبارة عن لوحة جمعت كل بحوثه ومقالاته التي كتبها مؤطرة بإطار فخم حيث تشاهد اللوحة معلقة في غرفة دارهم الكبيرة في الولايات المتحدة جنباً الى جنب لوحة جميلة يعتز بها كان قد أهداها له زميله وصديقه الجراح الشهير علاء بشير. دعاؤنا للدكتور صبري وللدكتورة نجيبة بالصحة والعافية والعمر المديد.
58.الدكتور حكمت عبد الرسول:
ولد الدكتور حكمت عبد الرسول حاتم الخزعلي في الكاظمية ببغداد عام 1936 وأنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها ثم أنهى دراسته الثانوية مابين الناصرية والكاظمية (وفقا للتنقل الوظيفي لوالده) فيدخل الكلية الطبية ببغداد عام 1954 ويحصل على بكالوريوس الطب والجراحة منها ضمن عام 1960 ليقضي إقامته الدورية في مستشفى الفرات الاوسط 1960-1961 وإقامته القدمى في الجراحة في المستشفى ذاته 1961-1962 ثم يعمل بعد ذلك كجراح ممارس في المستشفى الحسيني في كربلاء بين 1962 و1966 فيسافر بعدها الى بريطانيا ويحصل على زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية عام 1971 وكان لعمله جراحاً في مستشفيات بريطانيا من 1967 الى 1974 قد أثرى خبرته حيث عمل في مستشفى لستر التعليمي وبعدها في مستشفى دونكاستر ووصل درجة الجراح الأستشاري في مستشفى دونكاستر ليعود الى العراق ويعين مدرساً في فرع الجراحة بكلية طب جامعة البصرة عام 1974 ومن ثم أصبح معاونا للعميد لشؤون الطلبة وبعدها للشؤون العلمية 1975-1977 ثم رئيسا لفرع الجراحة 1977-1985 ومشرفا على دراسة المجلس العربي لاختصاص الجراحة العامة في مركز البصرة 1980-1985 وساهم بالمجهود الكبير لمعالجة الجرحى في الحرب العراقية الأيرانية وأختير أستاذا مكرما لجامعة البصرة عام 1984 تثمينا لجهوده وتميزه في تقديم الخدمات الطبية الجراحية. إنتقل بعدها الى كلية طب بغداد عام 1985 وأشرف على دراسة المجلس العربي في مركز كلية طب بغداد 1985-1989 وكان دوره بارزا في عضويته للجنة الاعتراف بالمستشفيات والتدريب والتوصيف في المجلس العربي لاختصاص الجراحة بين 1980- 1988. وشغل منصب رئيس لجنة التعليم الطبي في كلية طب البصرة 1979-1985 ورئيس فرع الجراحة بكلية طب النهرين 1991 ثم عميداً لكلية طب النهرين ورئيسا للجنة تحرير مجلتها العلمية "المجلة العراقية للعلوم الطبية" 2005-2009 وعضوا في لجنة تحرير المجلة العلمية للجمعية الطبية العرافية "المجلة الطبية العراقية" من 2001-2006 والرئيس المؤسس للجنة الوطنية لأعتماد كليات الطب العراقية منذ 2007 وحتى وفاته رحمه الله حيث قاد عملية واسعة لأدخال مفاهيم الأعتماد وتطوير الجودة لكليات الطب وأنجز وثيقة معايير الأعتماد العراقية وبمصادقة وزيري التعليم والصحة عام 2010. وحصل الدكتور حكمت على مايزيد عن الثلاثين من كتب الشكر والتقدير من وزراء التعليم والصحة والمؤسسات العلمية الأخرى وأنجز ونشر مايزيد على الأربعين بحثا علميا وعدد آخر من المقالات في الجراحة والتعليم الطبي. كان الدكتور حكمت رحمه الله ذا شخصية محبوبة من زملائه ومن طلبته الكثر من طلبة الكليات الطبية وطلبة الدبلوم والبورد وأجتماعيا وصاحب نكتة كما كان له أهتمامات واسعة في تأريخ العراق الحديث حيث يملك مكتبة من الكتب النادرة والنافذة الطبع عن تأريخ العراق كنا طالما نلتقي ونستمتع بأحاديثه وآخر لقاء لنا كان قبل وفاته بيومين في لندن عام 2015 رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان ولديه الدكتور حيدر والدكتور فراس وأبنته الصغرى والسيدة المهندسة أم حيدر.
59.الدكتورة نعيمة أسطيفان:
ولدت الدكتورة نعيمة أسطيفان عام 1936 وتخرجت من كلية الطب في بغداد عام 1959 وبعد إنهائها التدريبات الأساسية سافرت الى بريطانيا وعملت في مستشفيات ويلز في حقل الأمراض النسائية والتوليد وحصلت على شهادة زمالة كلية الجراحين الملكية وعادت الى العراق أواخر الستينات وعينت إستشارية في النسائية والتوليد في قسم النسائية والتوليد في المستشفى الجمهوري في البصرة في الستينات والسبعينات. غادرت الدكتورة نعيمة العراق الى الولايات المتحدة وعملت في نيويورك. وتمتلك الدكتورة نعيمة اسطيفان شخصية قوية وصاحبة قرارات ويحكى أنها لما كانت تعمل في نيويورك أقامت دعوى قضائية وإشتكت على حاكم ولاية نيويورك بقضية وربحتها. تحية للدكتورة نعيمة أينما تكن متمنياتنا لها بالصحة والعمر المديد.
60.الدكتور أرشد الناصري:
هو اللواء الطبيب أرشد حمدي مجيد الناصري المولود في تكريت عام 1936 وخريج الكلية الطبية في بغداد عام 1959 وكان على ملاك وزارة الدفاع وحصل على الدبلوم العالي بطب وجراحة العيون من جامعة لندن وعمل طبيباً أختصاصياً في مستشفى الديوانية العسكري ثم خدم في مستشفى البصرة العسكري في الستينات والسبعينات وأصبح آمرا لها لسنوات طويلة ومن ثم أنتقل الى بغداد وأصبح آمراً لمركز التدريب الطبي المهني (مدرسة الطبابة سابقا) و من ثم آمراً لمستشفى الرشيد العسكري وبعدها مديراً للخدمات الطبية العسكرية وهو أعلى موقع يمكن أن يشغله طبيب في الجيش لعراقي لينسب بعدها للعمل كوكيل أول لوزارة الصحة أيام أستيزار الدكتور عبد السلام محمد سعيد في أواخر الثمانينات. تقاعد الدكتور أرشد بعدها عام 1991 ومارس العمل باختصاصه في طب وجراحة العيون طيلة خدمته وبعد التقاعد بمهارة ودقة وكفاءة عالية ولغاية السنوات الاخيرة حين اقعده المرض. توفي في أربيل في يوم 7 تشرين الثاني عام 2014 وعُرف رحمه الله بقدرة وكفاءة إدارية وبحزم ممزوج بالمرونة والرصانة والإنضباط العالي و بخبرته الواسعة التي أكتسبها خلال تدرجه الإداري في الطبابة العسكرية لفترة طويلة رحمه الله وأحسن إليه.
61.الدكتور داوود الثامري:
ولد الدكتور داوود مزبان الثامري في في العمارة عام 1937 وأكمل الدراسة الابتدائية والثانوية في البصرة ليدخل الكلية الطبية الملكية ببغداد عام 1955 ويتخرج في الدورة التاسعة والعشرين عام 1961. وبعد أن أنهى خدمة الأحتياط في طبابة الجيش العراقي قضى سنة الإقامة وبعدها أستمر بالعمل في مستشفى الأطفال التعليمي حتى عام 1963 ليغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنهى الأقامة الدورية هناك وسافر الى بريطانيا وأنظم الى دراسة الدبلوم العالي في طب الأطفال وحصل على الدبلوم العالي من جامعة لندن عام 1964 وعمل بعد ذلك مقيم أقدم في طب الأطفال في مستشفى رايل في ويلز ولمدة سنة واحدة ويعود بعدها الى الولايات المتحدة ويلتحق بمستشفى طب الأطفال التابع لكلية طب هارفارد الشهيرة في بوسطن بولاية ماساجوستس ويحصل عام 1967 على شهادة البورد الأميركي بطب الأطفال. عاد الدكتور الثامري بعد ذلك الى البصرة وعمل أختصاصيا في المستشفى الجمهوري وأصبح مديرا للمستشفى وحتى عام 1972 و في ذلك العام حصل على زمالة الكلية الأميركية لطب الأطفال وفيه أيضا نقلت خدماته الى كلية طب البصرة وأصبح أول رئيس لأول فرع لطب الأطفال في العراق ولسنوات طويلة فيها وبعد عشر سنوات من إلتحاقه بالكلية وهي المدة الصغرى للوصول الى لقب الأستاذية وهو ما حصل عليه الدكتور الثامري في عام 1982 وكان بذلك أول من يحصل على ذلك اللقب من منتسبي الكلية من العراقيين. وفي عام 1986 نقلت خدماته من البصرة الى كلية الطب في بغداد ومستشفى الأطفال بمدينة الطب حيث أصبح رئيسا للقسم هناك ومن ثم تم نقلت خدماته الى كلية طب صدام (النهرين فيما بعد) ليتقاعد منها عام 2006 ويغادر العراق للعيش في نيوزيلندا مع ولده الدكتور مصطفى منذ ذلك الوقت.
وللدكتور الثامري إنجازات مهنية وجامعية كثيرة يصعب حصرها ونكتفي في هذا المقال بما حققه أثناء عمله في البصرة حيث كان طبيبَ الأطفال الأول الذي أدخل في البصرة المفاهيمَ الجديدة لطب الأطفال ومن خلال التركيز على الوقاية وكان من أشهر ما نشره من ممارسات في الأختصاص بين الأطباء وبين الناس هو معالجته للإسهال الذي كان واسعَ الأنتشار وقتها بالسوائل ودون أدوية أخرى وسبق بذلك توصيات منظمة الصحة العالمية حول الأرواء الفموي بسنوات طويلة وكان يوصي بشرب الكوكا كولا كعلاج للتيبس الناتج عن الأسهال وقاد الدكتور الثامري في نهاية الستينات حملات توعية صحية إعلامية واسعة حيث كان يظهر بصورة منتظمة على شاشة تلفزيون البصرة متحدثا الى الأمهات بلغة تلقائية مبسطة وغير متكلفة لم يسبق لهن سماعها من طبيب من قَبْل مما جعل الأمهات في البصرة وضواحيها بأختلاف ثقافاتهم ينتظمن بمجاميع لسماعه يرد على شكواهن ويعطيهن ما يحتجنه من نصائح علاجية. ومن منجزاته المهنية التي يُفتَخَر بها أنه كان له الدور الأساس في كليات الطب في تغيير مكانة طب الأطفال كتخصص مستقل عن الطب الباطني وأستطاع مع زملائه الدكتور نجم الرزنامجي والدكتور أبراهيم الناصر تأسيس أول فرع مستقل لطب الأطفال في كلية طب البصرة عام 1977 وكان الدكتور داود أول رئيس لذلك الفرع وادى ذلك لنأسيس فروع مشابهة في كل كليات الطب العراقية الأخرى وكذلك إجراء أمتحانات مادة طب الأطفال بصورة مستقلة لطلبة الصف السادس بعد أن كانت جزءاً ضمنياً من درجة مادة الطب الباطني. وكان الدكتور الثامري رئيسا لتحرير "المجلة الطبية لجامعة البصرة"ورئيساً للجنة تطوير التعليم الطبي في كلية طب البصرة ولابد له أن يفخر بأن فرع طب الأطفال بكلية طب البصرة كان أول من أستخدم في العراق عام 1978 الأمتحان السريري البنيوي الهادف المسمى بال: "أوسكي" وبمشاركة فعالة بين الدكتور الثامري وزميله الدكتور أحمد الخفاجي رئيس فرع طب المجتمع حيث كان الفرعان يتشاركان بأمتحانات طلبة الصف السادس في مادة طب الأطفال ولاتخلو اليوم كلية طب في العراق والعالم من إجراء ذلك النوع من الأمتحانات. كما يعد دور الدكتور الثامري الذي لعبه في تطوير وتوسيع الدراسات العليا في تخصص طب الأطفال في العراق وفي الوطن العربي من أكبر منجزاته حيث كان دوره بارزاً على مستوى الدول العربية في عملية تأسيس وتوسيع دراسة البورد العربي في وقت شغل منصب فيه أول رئيس للجنة العلمية في المجلس العربي ومركزه دمشق وتم التجديد له لثلاث دورات عن طريق أنتخابه من قبل الدول العربية الأعضاء بالمجلس وشارك كرئيس للجنة العلمية للتخصص في قيادة فرق التقييم التي زارت مستشفيات طب الأطفال في كافة الدول العربية المختلفة (بإستثناء سلطنة عمان وموريتانيا) ولغرض إعتمادها كمراكز تدريبية للدراسة وشارك كذلك بالأمتحانات بعد ذلك. وقد منحهُ المجلس العربي شهادة البورد الفخرية تثمينا لجهوده وحصل مع الدكتور حسن جابر على جائزة مجلس وزراء الصحة العرب تثمينا لدوره في تطوير طب الأطفال وساهم كذلك في وضع لبنات الدراسة في تخصص طب الأطفال وضوابطها عند تأسيس المجلس العراقي للتخصصات الطبية ودرَّس ودرَّب أعداداً لاتحصى من الأطباء طلبة الدبلوم والماجستير والبورد (الدكتوراه) في طب الأطفال والذين تبوؤا اليوم مراكز بارزة في تدريس وممارسة طب الأطفال في العراق وفي عدد كبير من الدول العربية.
وبعيداً عن العلم والخبرة فإن الدكتور الثامري يمتلك شخصية متميزة فهو واقعي وصريح وتلقائي ومحب وإنساني بمعنى الكلمة فعندما كان مديراً للمستشفى الجمهوري كان نشاطه مثيرا للأنتباه تراه أمامك أينما ذهبت في أروقة المستشفى وهو يتابع أعماله ميدانياً وكنا نلتقي به في دار الأطباء المقيمين يزورنا ومعه عدد من الأختصاصيين لنقضي وقتا معهم يتابعون عملنا ويلبون طلباتنا وكان لذلك دفعا وتشجيعا للعمل لايقدر بثمن.
ويتحدث طبيب مقيم عن الدكتور الثامري قائلا: "تدربت بإشرافه بالبصرة عام 1977 وكان طبيباً بارعاً وعالماً وانسانياً جداً وسوف لن اتحدث عن علمه وخبرته بل أقول في الجانب الانساني "أصبتُ بانفونزا شديدة وخسرتُ ذلك اليوم جولتَه الصباحية الممتعة وإذا بي وقد جاءني المعين ليخبري بان استاذي سيزورني فهرعت رغم ما ألمّ بي من مرض لترتيب غرفتي....." ويذكره تلاميذه بالشكر والعرفان ويقول أحدهم بحقه: "الاب والمربي الفاضل ولاتزال كلماته ونصائحه والاسلوب الراقي في التدريس البعيد عن النمطية حيث تتسم محاضراته بالتشويق ولانزال نتذكرها ونطبقها منذ اربعين عاما ،أدامك الله رمزاً للمروءه والوفاء للمهنة وبرهاناً على المحبه والإباء". ينهمك الدكتور داود الثامري حاليا في أوكلاند بوضع اللمسات الأخيرة على كتابين من تأليفه لدفعهم الى المطبعة لسد الفراغ في تأريخ الطب بالبصرة، والكتاب الأول عنونه بالتالي: "تجربتي في الطب وفي الحياة: حكايات قصيرة من الناس وإليها" والكتاب الثاني تحت عنوان "مايتوجب معرفته في طب الأطفال" والكتابان كتبا باللغة العربية. أطال الله في عمر الدكتور الثامري وأدام عليه الصحة والعافية فقد وصفه تلميذه وخريج طب البصرة (1978) الشاعر الدكتور ذر شاهر الشاوي قائلاُ فيه:
وفاءٌ في محبَّتِه يدومُ
بدا قمراً تحفُّ به النجومُ
62.الدكتور طلال الجلبي:
ولد الدكتور طلال سليم عبد الغني الجلبي في بغداد عام 1937 وأنهى دراسته الثانوية فيها عام 1955 ودخل كلية الطب ببغداد ليتخرج منها في الدورة التاسعة والعشرين عام 1961 وسافر الى بريطانيا وعمل في مستشفياته حتى السبعينات وحصل على زمالة الكلية الملكية للجراحين عام 1963 كما حصل على شهادة التخصصية الدقيقة ونيله درجة الماستر (إم. سي. إج.) في جراحة العظام والكسور من جامعة ليفربول وعاد الى العراق بداية السبعينات وعين مدرسا في كلية طب البصرة وإستشاريا في العظام والكسور في المستشفى الجمهوري ومن ثم في المستشفى التعليمي منذ إفتتاحه عام 1980 وترأس فرع الجراحة في الكلية لحين تكليفه عميدا لكلية طب البصرة من 1979 ولغاية 1985 لينتقل بعدها أستاذاً في كلية طب المستنصرية وأستشاريا في مستشفى اليرموك ومن ثم في مستشفى الواسطي. رحمة الله عليك ابو زينب. لقد عملتُ معاوناً له بعد تعيينه عميداً لكلية طب البصرة في 1979 ولمدة أربع سنوات. أنسان من المستحيل ان تجد من أمثاله كثر وكما وصفه الكثير ممن عرفوه يعمل بهدوء وأهدافه دائماً بناءة وكان يقضي أوقاتاً طويلة يعمل المستشفى التعليمي بالبصرة أيام الحرب بين صالة العمليات وغرفة العمادة وخصوصا اثناء الحرب كان يستمر بالعمل في صالة العمليات ساعات طويلة في علاج الجرحى وبدون أكل او نوم او راحة.
كان المرحوم ابو زينب إنساناً مهذباً جداً ولم أشاهده مرة وهو عصبي أو كان شاكياً رغم كل الصعوبات والمنغصات والقصف المستمر والأعداد المتزايدة لجرحى المعارك وكان كثير منهم من الجرحى الإيرانيين الذين يقعون في الأسر وكانوا يعالجون دون تمييز من قبل جميع أطقم المستشفى التعليمي في البراضعية الذي كان أقرب مستشفى الى جبهة شرق البصرة وكنا نشاهد ونراقب العمليات الجارية قرب الشلامجة وينزل الجميع الى الأستشارية بمجرد مشاهدة إسعاف أو باص المنشأة الذي كان ينقل الجرحى يتحرك بإتجاه التنومة وشط العرب. كان رحمه الله صاحب نكتة ويحكيها بخجل الا انه كان يقهقه عالياً على غير عادته عندما كان يستمع الى نكتة من أعز أصدقائه وتوأم روحه المرحوم الدكتور حكمت عبد الرسول. كان عندما يتنقل في ممرات المستشفى والكلية يسير مسرعاً ودون ان ينظر لما حوله وأجابني مرة عن سبب ذلك بانه لا يريد ان يحرج احداً قد يكون في موقف او حالة لا يتوقع مني ان أراه فيها. كانت يده عندما تسالمه رخوة جداً ورطبة ولكني رأيت عندما ساعدته في بعض عملياته لقلة المقيمين وانشغالهم ايام الحرب رأيت كيف كانت تلك اليد أقوى من يدي وهي تتجاذب الأطراف الثقيلة وعظامها وعلمت منه ان سر تلك النعومة في المصافحة هو نفس السبب من عدم التأثير سلباً على من يصافحه. زرناه اخر مرة في منزله في حي العامرية قبل وفاته بمعية د. حكمت ود. احمد الخفاجي وكان كعادته بشوشا ومتفائلا لدرجة مدهشة. يصفه زميلخ الدكتور رجاء كمونة الذي زامله في الكلية الملكية في بريطانيا بالستينات وفيما بعد في مستشفيات بغداد بأنه كان "رمزاً للخلق الرفيع واﻻدب الجم فهو استاد في تعليم اﻻخلاق قبل ان يكون جراحاً عظيماً وعملاقاً في جراحه العظام وهو دائما هادئ في كلامه ويعتز باصدقائه وقام بدور كبير بعد ذلك حين انتقل من البصرة الى مستشفى اليرموك ثم الى مستشفى الواسطي ليدخل مجال الجراحة التقويمية ويترك اثراً وارثاً عظيماً في الجراحة التقويمية للعظام فهو مدرسة عظيمة لن تتكرر اغتاله هدا المرض اللعين سرطان القولون رحمة الله على روحه وكنت ازوره خلال مرضه في البيت وفي مستشفى الواسطى وكنت أتألم حينما أراه متعذباً." توفي الدكتور طلال بعد معاناة طويلة من المرض ورغم أنه عمل في بريطانيا لسنوات طويلة في الستينات فلم يمنح تأشيرة للعلاج هناك أيام الحصار وعندما توفى عام 2000 حيث شارك بتشييعه من مستشفى اليرموك و كلية طب المستنصريه طلبته وزملاؤه ومنتسبو المستشفى وكان قد أوصى قبل وفاته بالتبرع بجميع كتبه لمكتبة كلية طب المستنصرية. رحمه الله و اسكنه فسيح جناته.
63.الدكتور فاروق شينا:
الدكتور فاروق حبيب شينا مواليد 1937 وأنهى دراسته الثانوية في كلية بغداد العريقة عام 1954 ليدخل كلية الطب في بغداد ويتخرج منها في دورة عام 1960. وبعد أتمام تدريبه الأساسي في المستشفى التعليمي ببغداد غادر عام 1964 الى بريطانيا حيث عمل في المستشفيات هناك وحصل على عضوية الكلية الملكية للأطباء عام 1970 وعلى زمالة الكلية الملكية للأطباء في أدنبرا عام 1990. عاد الدكتور شينا الى العراق عام 1970 وألتحق بكلية طب البصرة مدرساً في فرع الطب الباطني وإستشاريا في المستشفى الجمهوري حتى عام 1982 وشغل كذلك منصب معاون العميد لشؤون الطلبة أثناءها. وفي العام 1980 أصبح استاذاً مساعداً وفي العام 1982 أنتقل الى كلية طب بغداد وأستشارياً في مدينة الطب وفي العام 1992 حصل على لقب الأستاذية في كلية طب بغداد. ويشهد للدكتور فاروق شينا الدور الكبير في تطوير العديد من محاور أختصاص الطب الباطني حيث قاد مشروع تأسيس وحدة إنعاش القلب في المستشفى الجمهوري بالبصرة منتصف السبعينات وكان المسؤول عنها وأنضم الى المشروع المرحوم الدكتور جوزيف مارو والدكتور عمار طالب الحمدي.
في العام 1992 أصبح الدكتور فاروق المسؤول عن أمتحان القسم الأول من أمتحانات عضوية الكلية الملكية للأطباء (أدنبرا) في العراق كما شارك في الأمتحانات النهائية للعضوية والتي تتم في مركز الكلية الملكية في أدنبرا وبإستضافة منها للدكتور شينا وكممتحن خارجي. يذكره طلبته ومن تدرب تحت يديه من الأطباء ويذكرون مشيته الراكضية المعروف بها وكأنها جزءاً من رياضة القلب التي يتخصص به ويقول طبيباً تدرب معه "عملت بإشرافه لأول مرة في عام 1977 في مستشفى البصرة الجمهوري في ردهة الانعاش، حيث كانت بمسؤوليته وكانت تسير بنظام صارم ففيها كانت غمضة العين ممنوعة وكنا مقيمان دوريان نتقاسم الخفارة بدون نوم خلالها ولمدة شهر ونسجل العلامات الحيوية كل ساعة واشرف علينا المقيمان الاقدمان دكتور لينارد والدكتور سركيس ويشاء لي الحظ السعيد فيشرف الدكتور شينا بعدها في عام 1984 على تدريبي في دراسة البورد في مدينة الطب ولمدة ثلاث من اربع سنوات دراستي هو والاستاذ مصطفى سليم والاستاذ فائق الحديثي والاستاذ فالح احمد البياتي. تعلمت منه الكثير فهو متمكن بعلمه وخبرته وتلك مكنتني من الحصول الشهادة العليا وهو يمتاز إضافة الى علمه وخلقه بالهدوء والمرونة وحسن التعامل مع العاملين معه ويا ليتني استطيع رد جميله." غادر الدكتور فاروق شينا العراق عام 1995 وهو يقيم الآن في الولايات المتحدة.
64.الدكتور أبراهيم الناصر:
علمٌ آخر من أعلام أطباء العراق وعبقرييه الذين شرعوا في ممارسة تخصصاتهم بدءاً من البصرة الحاضنة الولّادة وفيها إلتقوا مرضاهم وزملاءهم وطلبتهم لينطلقوا بعد حين الى بغداد ويلتقوا ويخدموا كل أبناء العراق. ولد الدكتور إبراهيم جبار ناصر الناصر في العمارة في الأول من تموز عام 1937 وتخرج من كلية الطب في بغداد عام 1960 وبعد خدمة الأحتياط والتدريب الأولي سافر الى الولايات المتحدة وتخصص وحصل على شهادة البورد الأمريكي في طب الأطفال عام 1971 ويذهب الى كندا ويلتحق بجامعة دالهاوسي في مدينة هاليفاكس في نوفا سكوتيا وهي من أقدم وأعرق الجامعات الكندية وفيها قسم شهير لأمراض الدم والذي تدرب فيه الدكتور إبراهيم وحصل على شهادة التخصص الدقيق في أمراض الدم والاورام عام 1972 وأصبح زميلا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال فيما بعد (1977) وعاد الى العراق عام 1972 وعين مدرسا في كلية طب البصرة ويلحق بزميليه الدكتور الثامري والدكتور الرزمامجي ويبدأ مسيرة علمية زمهنية أضاءت حياة الآلاف من أطفال البصرة ومن ثم أطفال العراق وينشر علمَه الثر ومهنيتَه المتقنة وأخلاقَه الراقية بين الآلاف من تلاميذه في الدراسة الطبية الأولية ودراسات البورد. إنتقل الدكتور أبراهيم الناصر من البصرة الى بغداد أواخر السبعينات ليحل في كلية طب بغداد ويعمل في الطابق الخامس بردهة أمراض الدم في مستشفى الطفل المركزي في كرادة كريم وفي عيادته في المنصور في تقاطع الرواد. يصفه أحد تلاميذه قائلاً بحقه: " عالم وأستاذ كبير متوج باخلاق وآداب سامية ومعطر بتواضع جميل. قريب الى القلب جدا. نادر الوجود. اتشرف ان جمعني الزمان بهذه القامة الشامخة في بداية حياتي العملية فتعلمت منه أخلاق المهنة والكثير الكثير من الطب. كان التزامه ودقته تذكرني بحضارات العراق القديمة وكأنه قادم من ذلك الزمن ليحط في زمن لم اكن أشعر انه ينتمي اليه. كان أرقى من زمنه الذي رأيته فيه بكثير. تحية وفية خالصة لاستاذي الكبير." غادر الدكتور أبراهيم الناصر العراق وسكن مغترباً مدناً وبلدانا من الباكستان الى سورية....تمنياتنا له بالصحة والعافية والعمر المديد.
65.الدكتورة حذام ياسين:
ولدت الدكتورة حذام ياسين طه عام 1937 وتخرجت من الكلية الطبية ببغداد عام 1961 وتخصصت في الأمراض النسائية والتوليد وعملت أختصاصيةً في ردهة الأمراض النسائية والتوليد في المستشفى الجمهوري بالبصرة في الستينات والسبعينات ولسنوات طويلة.
ومع هذه الكوكبة من رواد الطب في البصرة نود أن نقدم الشكر الجزيل على تواصل الأخوة والأخوات من ذوي الأطباء الرواد والذين ساعدونا في إتمام مضمون هذا الجزء وهم حسب تسلسل ذكر الأطباء كما في أعلاه: السيدة عايدة يوسف جابرو والمهندس سالم حبيب هندو والمهندس نبيل توما هندو والدكتور بسمل نافع المقادسي والدكتور عضيد إدورد فاضل زيا يوسف والدكتورة باسمة صبري والسيدة نجاة بككي والدكتورة فرقد كامل الدوركي والمهندس الأستاذ غانم العنّاز والدكتورة نغم محسن الخفاجي والدكتور محمود كبّه والدكتورة بان فرات الجواهري والمهندسة نوارة داود الثامري والسيدة سلمى الجلبي. والى اللقاء في الجزء الخامس والذي سنكمل فيه المقال مع كوكبة أخرى من أطباء البصرة الرواد متمنين على قراء حدائق الكاردينيا الكرام لأكمال ما بدأنا به والتعليق بإضافات عن الرواد أو ما يتذكرونه عنهم زيادة بالتوثيق الهادف لحقبة مهمة من تأريخ الطب في البصرة والعراق.
للراغبين الأطلاع على الجزء الرابع: