واشنطن قلقة بشدة جراء الغارات التركية ضد الأكراد في سوريا والعراق
- مصدر الصورة Reuters Image caption قائد عسكري أمريكي التقى بمقاتلين أكراد بعد الهجوم لإظهار تضامنه معهم
أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الغارات الجوية التي شنتها تركيا على عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في العراق وسوريا، وأسفرت عن مقتل 18 شخصا.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لقد أعربنا عن هذه المخاوف لدى الحكومة التركية مباشرة".
وأضاف: "لم يقر التحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة ضد ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية) هذه الغارات التي أسفرت عن فقدان مؤسف لأرواح قوات شريكة (لنا)".
وأعلن الجيش التركي أنه قتل نحو 70 مقاتلا كرديا في هذه الغارات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوكالة رويترز إن "العمليات العسكرية في شمالي العراق وسوريا ستتواصل حتى القضاء على الإرهابيين هناك."
وأضاف أردوغان: "لقد شاركنا هذه العملية مع أصدقائنا الأمريكيين، ومع أصدقائنا الروس، وبالمثل نحن نشارك المعلومات مع الإدارة في الجزء الشمالي من العراق (كردستان العراق). ونحن ملتزمون بمواصلة هذا القتال حتى سقوط آخر إرهابي".
مصدر الصورة Reuters Image caption مسلحون من وحدات حماية الشعب الكردية وكان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض أعلن أن 18 مسلحا على الأقل من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا في غارات شنتها القوة الجوية التركية على مقر لهذه الوحدات في جبل "قره تشوك" شمال شرقي سوريا يوم الثلاثاء.
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله "إن القتلى من مسلحي وحدات حماية الشعب ومسؤوليه الاعلاميين".
وقال المرصد إن الطائرات التركية شنت "عشرات الغارات المتزامنة" على مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب في محافظة الحسكة، وإن 3 من الضحايا كانوا من المسؤولين الاعلاميين والـ 15 الآخرين كانوا من مسلحي الوحدات.
وجاء في بيان اصدرته وحدات حماية الشعب أن "الطائرات التركية شنت غارات على موقع لوحدات حماية الشعب يضم مراكز اعلامية ومراكز للاتصالات ومنشآت عسكرية".
وقال ريدار جليل الناطق باسم وحدات حماية الشعب في وقت لاحق "نتيجة الغارات البربرية التي شنتها الطائرات التركية فجر اليوم على موقع لوحدات حماية الشعب، استشهد 20 مقاتلا واصيب 18 بجروح، اصابات 3 منهم خطيرة."
وكانت القوات التركية هاجمت ايضا مواقع لوحدات حماية الشعب وغيرها من الفصائل الكردية في العراق يوم الثلاثاء، وذلك في اطار حملتها التي تستهدف حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور، واسفرت هذه الهجمات عن مقتل 6 من عناصر الأمن الكردية.
وقالت حكومة اقليم كردستان العراق في وقت لاحق إن الغارة التي وقعت قرب جبل سنجار "غير مقبولة".
ونقلت الوكالة الفرنسية عن جبار الياور الامين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق قوله إن "خمسة من القتلى كانوا من عناصر البيشمركة بينما كان القتيل السادس من عناصر الأسايش (الأمن الكردي)".
وقال الجيش التركي إنه هاجم اهدافا في شمال العراق وشمال شرقي سوريا "من أجل تدمير ملاذات الارهابيين الذين يستهدفون بلدنا".
وقال الجيش التركي في بيان "ستتواصل هذه العمليات بكل تصميم حتى يتم تحييد كل الارهابيين".
وجاء في بيان اصدره الجيش التركي أن الغارات الأخيرة أسفرت عن مقتل 70 مسلحا في سنجار بالعراق وفي سوريا.
ودانت الحكومة العراقية من جانبها الغارات الجوية التركية التي استهدفت مواقع في كردستان العراق.
وقال سعد الحديثي الناطق باسم الحكومة العراقية في تصريح "إن الحكومة العراقية تدين وترفض الغارات التي نفذها الطيران التركي على الاراضي العراقية".
وقال الحديثي إن بغداد تعتبر الغارات التي وقعت فجر الثلاثاء "انتهاكا للقانون الدولي والسيادة العراقية".
وأضاف ان الحكومة العراقية تنظر الى هذه الغارات "التي جرت دون تنسيق مسبق على انها تؤثر سلبا على الجهود التي يبذلها العراق والمجتمع الدولي في محاربة الارهاب."