ناجيات من داعش ؛ يتعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي بمخيمات النزوح !
الأحد 30 ـ 04 ـ 2017
كشفت منظمة معنية بمجال حقوق المرأة في العراق ، عن تعرض نساء هاربات من المناطق
التي وقعت تحت بطش وسيطرة تنظيم “ داعش ” في شمال البلاد ، لتحرش وعنف جنسي واغتصاب
داخل المخيمات المخصصة للنازحين ، وأعلنت المدير التنفيذي لمنظمة بنت الرافدين ،
الناشطة في حقوق المرأة ، علياء الأنصاري ، في بيان صحفي ، عن أوضاع صعبة من نقص
مستلزمات العيش الأساسية وفقدان لمصادر الأمن والسلامة إضافة إلى عدم توفر بيئة آمنة
للاحتفاظ بالحقوق والكرامة ، تعيشها الآلاف من النساء النازحات في مخيمات محافظة صلاح الدين
شمالي بغداد .
وأضافت الأنصاري ، وما يزيد من خطورة ما تتعرض له النساء في مخيمات صلاح الدين ،
من التحرش والعنف الجنسي ، هو السكوت على هذا النوع الحساس من العنف
، وعدم وجود آليات مناسبة وواضحة للإخبار والإبلاغ عن هكذا تجاوزات بطريقة
تحفظ كرامة النساء وتؤمن لهن إجراءات جيدة للحصول على حقهن أو تأمين الحماية الكافية لهن .
وتابعت الأنصاري ، في الوقت الذي يتحدث العالم عن تدابير الوقاية ضد العنف الجنسي ،
نجد أن أوضاع المخيمات التي تعيش فيها النساء النازحات غير مؤهلة بشكل كاف لتأمين الحماية
أو حتى لردع من يمارس تلك الانتهاكات بحق النساء ، وألمحت إلى معلومات عن استغلال للنساء
في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية ، إضافة إلى استغلال من قبل كادر المخيمات للنساء
الفاقدات للمعيل وقائدات الأسر، مع خوفهن من التحدث عن هذا الأمر وعدم استطاعتهن ردع
أولئك الأشخاص لفقدانهن مصادر القوة والحماية ، وهناك المئات من النساء اللواتي فقدن أزواجهن
بحكم القتال أو النزوح ، تعرضت البعض منهن للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي ، ويقعن ضحية الاستغلال
والاعتداء ، وهناك قصص عديدة في هذا المجال ولكن لغياب آليات الحماية السرية والقانونية
لهن ، فأنهن يفضلن الصمت واجترار الواقع الأليم لهن على أن يتحدثن ويصبحن مادة إعلامية
أو تسويقية لبعض المنظمات التي تأخذ القصص دون أن تقوم بأي مساعدة لهن أو تحسين لأوضاعهن ،
حسبما ذكرت الأنصاري ، وترى منظمة بنت الرافدين ، أن سلطة الرجل في إدارة المخيمات لها دور كبير
في تغييب آليات الحماية للنساء أو الوقاية ، وغالبا ما تكون تلك السلطة مدعومة
بشكل كبير قانونيا واجتماعيا ، مما يجعل الرجل بمأمن من العقاب أو حتى بمأمن من المساءلة ،
وبذلك يتضاعف خوف النساء من الإبلاغ أو حتى الحديث ، وتعتبر أيضا
أن افتقار إدارة المخيمات للعنصر النسوي في كوادرها ساهم
من تضاعف استغلال الرجال للنساء في تلك المواقع .
وتشدد المنظمة في بيانها ، على إن الحديث عن العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء في المخيمات ،
إضافة إلى ما تعرضن له أثناء النزوح من استغلال وتحرش واعتداء ، يجب أن يتصدر قائمة
الاهتمامات الدولية والحكومية والمحلية ، وتضافر الجهود الحقيقية لأجل إيجاد حلول صائبة
ومناسبة للوقاية والحماية وحفظ الكرامة ، حيث أن ما هو موجود الآن
على أرض الواقع قاصر عن توفير تدابير الوقاية والحماية وحفظ كرامة النساء .