أهوار العراق .. سحر في الجنوب يتحول الى قبلة السائحين

أهوار العراق .. سحر في الجنوب يتحول الى قبلة السائحين

متابعة(موازين نيوز) - تحولت منطقة الأهوار في جنوب شرق العراق، التي عانت من تدمير متعمد إبان فترة حكم صدام حسين ونجت من سنوات الحرب، الى منطقة جذب لسائحين وعلماء.

وتعرضت الأهوار للتجفيف بشكل كامل تقريبا على يد صدام حسين قبل ضمها لقائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في العام الماضي.

والآن تنقل قوارب خشبية ( المشحوف والطرادة والبلم ) الزوار وهم يتجولون في بيئة فريدة من نوعها، ويردد سائقوها والراكبون معه أغنية تراثية ( طر الهور مشحوفي ) .

وقال عمر فاضل عبد الرحمن المدير التقني لمنظمة المناخ الأخضر العراقية "قامت منظمة المناخ الأخضر العراقية بالتعاون مع منظمة الجبايش للسياحة البيئية بإجراء رحلة ميدانية ترفيهية علمية للتعريف عن جزئين أساسيين في الأهوار العراقية. وهو الجزء البيولوجي والأنثروبولوجي يعني الجزء الأحيائي والمكون الأركيولوجي التراثي. لأن هذين الجزءين هو أهم جزءين دخلت به الأهوار العراقية كمجمل إلى لائحة التراث العالمي لليونسكو. طبعا الهدف من هذه الرحلة هو جلب الناس إلى بيئة الأهوار العراقية وجعلهم في تماس مباشر مع حياة الأهوار. مع حياة عرب الأهوار".

ومنطقة الأهوار، التي يصب فيها نهرا دجلة والفرات، منطقة تفريخ للأسماك وموطن لأنواع الطيور مثل طائر أبو منجل المقدس.

كما أنها تعد منطقة استراحة لألوف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا.

وتضم مجموعة من الزوار باحثين من جامعة بغداد يجرون أبحاثا على بعض أنواع النباتات واستخداماتها الطبية.

ويجمع الباحثون حبوب لقاح نبات القصب، وهي مسحوق أصفر، لعمل محلول ودراسة آثارها في علاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا.

وقال عصام الخليفتين الأستاذ المساعد في كلية التربية ابن الهيثم بجامعة بغداد "قدمنا بسفرة إلى منطقة الأهوار لجمع عينات البحث. البحث مالتنا (الخاص بنا) هو دراسة فعالية الأزهار الذكرية والأنثوية لنبات البردي. حسب البحوث العالمية وحسب البحوث القديمة الحضارة البابلية والحضارة المصرية أثبتت البحوث يستعملون الزهرة الأنثوية لنبات البردي لعلاج الجروح".

وقالت باحثة الأحياء في كلية التربية ابن الهيثم بجامعة بغداد ياسمين جمعة كاظم إن الجولة ساعدت في إثراء معرفتها العلمية بالمنطقة.

وأضافت "بصراحة جئت اليوم من أجل شغلتين. الترفيه وشغلة علمية. لأنني بصراحة عندي بحث أريد أنشره بالخارج بمجلة أمريكية أريد أن أعرف وأعبر عن أهمية الأهوار بصورة عامة واللي ما يعرف أهمية الأهوار أعطيه فكرة أوسع عن ما موجود بها من طبيعة الناس وطبيعة الكائنات الموجودة بها. الرحلة كانت جداً جداً ممتعة وبصراحة تعرفت على أشياء أنا كواحدة من هذا البلد ما كنت أعرفها فشحال (ما هو حال) الذي بالخارج".

وقالت منظمة الجبايش للسياحة البيئية الشريكة في تنظيم الرحلة إن المنطقة جذبت ألوف السائحين العرب والأجانب إضافة للعراقيين وحثت الحكومة وأطرافا أخرى على تشجيع الاستثمار الأجنبي في المنطقة.

وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب "سجلنا توافد أكثر من ١٥٠٠٠ سائح في يوم دخول الربيع الأهوار.

هذه الأعداد لابد أن توضع لها دراسة من أجل الاستفادة منها وكذلك توفير الخدمات السياحية للناس الذين يزورون مناطق الأهوار بالإضافة إلى انه إحنا بدورنا كمنظمات مجتمع مدني نناشد الجهات المعنية أن توجد فرص استثمارية للشركات العالمية أو الدول الأوربية".

وأوضح حبيب أن المنطقة تحتاج إلى استراحات ومرافق للترفيه مثل الفنادق والمطاعم وحث الحكومة على الاهتمام بشكل أكبر بها وتشجيع السياحة.

وعن الوضع في المنطقة قال رجل من أهالي عوز الجبايش يدعى عطية خريبط منشد "السمك يوم تصيد ويوم ما تصيد. يوم تحصل ٢٠،١٥ الصيد مو ثابت. السياحة الحمد لله والشكر إذا تجي الناس تطلع تحصل ٣٠ -٤٠ ألف".

وانكمشت مساحة الأهوار التي كانت تغطي تسعة آلاف كيلومتر مربع في السبعينات إلى 760 كيلومتر مربع في عام 2002 قبل أن تسترد نحو 40 في المئة من منطقتها الأصلية في 2005.

ويقول العراق إنه يأمل في أن يستعيد ستة آلاف كيلومتر مربع في المجمل.