○ ماذا تعرف عن السود العراقيون الأفرو ـ عراقيون ؟ ! ○
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ○ ماذا تعرف عن السود العراقيون الأفرو ـ عراقيون ؟ ! ○ الأربعاء 7 يونيو 2017 - 13:18
ماذا تعرف عن السود العراقيون الأفرو - عراقيون ؟ الثلاثاء 06 ـ 06 ـ 2017 في ظل الوعي المتصاعد بالهوية في العراق بعد سنة 2003 ، طفت على السطح مشاكل
جمة ناتجة عن تهميش وإقصاء بعض فئات المجتمع العراقي ، هذه الفئات التي لطالما أدت ما عليها من واجبات ، لكنها لم تحظى في المقابل بحقوقها المشروعة ، من هذه الفئات نتناول في المقال التالي السود العراقيين . يعود أصل السود العراقيين ( الأفرو - عراقيين ) إلى الزنوج ، القادمين من بلاد الزنج ، واسمها باللاتينية Zingium ، والتي تعني أرض السواد ، ويقصد بها إفريقيا الشرقية : الصومال وإثيوبيا والسودان وكينيا وتنزانيا . ويعود تواجد هذه الفئة في بلاد الرافدين إلى القرن السابع ( القرن الأول الهجري ) ، حيث جرى استقدامهم كعبيد بواسطة تجار عرب من أجل الخدمة والأعمال الشاقة ، والأعمال العسكرية على حد سواء . تمركزهم : تتمركز هذه الفئة في البصرة وميسان وذي قار، وتوجد تجمعات قليلة منهم في بغداد وواسط ،
تتراوح أعدادهم من 500000 نسمة حتى المليون نسمة ، غالبيتهم مسلمة شيعية ، يتحدثون اللغة العربية باللهجة العراقية الجنوبية ، وفي السابق كان في لهجتهم تلحين سواحلي اندثر بمرور الزمن . حالتهم الإجتماعية : جرت المتاجرة بالسود كعبيد منذ القرن السابع الميلادي حتى منتصف القرن التاسع عشر، عن طريق البصرة ، التي اكتسبت أهميتها في التجارة كونها تحوز على أهم ميناء بحري في جنوب بلاد الرافدين ( العراق حالياً ) ، وقد انصهر مجتمع السود العراقيين واكتسب عادات وتقاليد مجتمع جنوب بلاد الرافدين ، وتطبع ” العبد الأسود “ بصفات مالكيه
من تجار وأغنياء وشيوخ عشائر وشخصيات نافذة ، حتى أن لغته الأم اختفت من ذاكرته ،
وانتمى لمعتقدات أصحابه ، وحمل نسب العشائر التي كانت تملك أسلافه ،
القادمين من كينيا وتنزانيا والصومال والسودان وإثيوبيا . مواطن عراقي أسود : عمل السود في ظروف سيئة وقاسية ، كتجفيف الأهوار، وإزالة الطبقة الملحية ” السباخ “ عن التربة ، لجعلها صالحة للزراعة ، وتعين عليهم أن ينقلوا الملح المزال على ظهور البغال إلى الأسواق ، ومنهم من استعمل في مزارع النخل وقصب السكر لاستخراج الدبس من التمر . وعلى الرغم من تجريم العبودية في العراق عام 1924 ، في عهد الملك فيصل الأول ، إلا أن نظرة الاحتقار بقيت تلاحقهم ، فلم يتمكن أطفالهم من دخول المدارس الحكومية حتى العام 1960 ، ولم يسبق لعراقي أسود أن تقلد منصباً رفيعاً في الحكومة ، كما لم يكن لهم ممثلون في مجالس المحافظات أو في البرلمان العراقي ، فبقوا يشغلون وظائف خدمية في المطاعم والمصانع وغيرها ، كالتنظيف والبناء والحراسة والنقل . على الرغم من ندرة حالات الزواج والمصاهرة بينهم وبين البيض ، فإنها وإن تمت ستسفر عن مواليد يطلق عليهم اسم ” المولدين “ الذين لا تقل نظرة الازدراء تجاههم حدة عن تلك التي تلاحق أسلافهم ، ويذهب بعض العراقيين إلى أبعد من ذلك بنعتهم بالعبيد ، حتى أن لفظة ” عبد “ كثيرا ما اقترنت بسواد البشرة في قاموس معظم كبار السن والشيوخ العراقيين . السود العراقيون سياسياً : يعود أقدم تحرك سياسي للسود في بلاد الرافدين إلى الفترة ما بين القرنين السابع والتاسع ، حين قاموا بثلاث انتفاضات ، أكبرها وأشهرها ما يُعرف بـ ” ثورة الزنج “ بين عامي 868 و883 م . بقيادة علي بن محمد ، قادت إلى تأسيس حكم ذاتي سياسي ، وبروز عاصمتهم ( مدينة المختارة ) ، التي حاصرت المدن في الجنوب ، منها البصرة ، وحل الدمار والخراب وقتل الآلاف نتيجة هذا التمرد ، ومنه جاءت عبارة ” بعد خراب البصرة “ ،
وقد أُنهي التمرد نهائياً في سنة 883 ، بسحقه من طرف السلطة العباسية ،
التي عادت لتفرض سيطرتها في المنطقة ، وكعقاب على تلك الانتفاضات ،
تم تشتيت وتوزيع السود بين العوائل والعشائر لطمس هويتهم وقتل روح التمرد فيهم
من خلال إقناعهم أنهم عبيد بالفطرة ، وأن العبودية قدرهم المحتوم .
○ ماذا تعرف عن السود العراقيون الأفرو ـ عراقيون ؟ ! ○