لندن ـ القدس العربي ـ دافع قائد القوات الامريكية في افغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس عن تدخله في الجدل حول قرار قس مغمور لكنيسة معمدانية في فلوريدا تنظيم يوم عام لحرق القرآن الكريم في ساحة عامة التي من المقرر ان تتم يوم السبت. واكد بترايوس في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "كريستيان ساينس مونتيور" انه كعسكري تدخل في النقاش وحذر من تداعياته ليس كي يمنع حرية التعبير عن الرأي ولكنه قام بتقديم "تقييم" لاثار عمل كهذا على حيوات الجنود الذي يقاتلون طالبان في افغانستان والتي ستستخدم العملية لتحشيد الرأي العام الافغاني ضد الامريكيين.
واكد الجنرال انه لم يتجاوز موقعه كعسكري للمشاركة في نقاش اختلف عليه الرأي العام بل شعر بواجبه "اجبر" على التحذير من مخاطر العمل.
وقال المسؤول انه مجبر على تقديم تقييم حول اثار العمل على الجنود الذين اختير لقيادتهم. ودافع باحثون واكاديميون عن موقف بترايوس قائلين ان من حق مسؤولي الحكومة استخدام مواقعهم للتعبير عن ارائهم وما قام به بترايوس انه استخدم سلطته الاخلاقية وخبرته لتقديم رأي حول ما يقوم به اشخاص وما سيتركه من اثار حسب باحث في القانون بجامعة كاليفورنيا.
ولكن الباحث حذر من ان تدخل بترايوس بصفته العسكرية في نقاش عام "وطني"فانه يعمل بطريقة غير مباشرة على مفاقمة المشكلة لا حلها، ويعني ان الجنرال يطلب من الناس التوقف عن عمل اشياء يريدون عملها خوفا من تصاعد العنف ضد الجنود الامريكيين في افغانستان. وحذر الباحث من ان نقد الادارة الامريكية في جانبها المدني والعسكري لخطط القسيس واعتبارها عملا قبيحا وجلوسها موقف المتفرج قد يغضب الافغان الذين سيقولون ان امريكا تعترف بان ما سيقوم به القسيس فعل شنيع لكن لماذا لا تقوم بمنعه؟. ويرى كريستوفر سويف من جامعة فرجينيا انه من الجيد ان يتدخل جنرال باربعة جنود في النقاش مطالبا بوقف امر لخطره على حياة الناس وليس التهديد، لان ما قاله بترايوس يتركز على طبيعة المهمة التي يعمل عليها وهي كسب عقول وقلوب الافغان وان ما تفعله حفنة من المتدينين في فلوريدا قد تهدد كل المهمة.
واضاف قائلا ان بترايوس لا يطلب اسكات هؤلاء وقمع حريتهم بالتعبير عن رأيهم ولكن ما يهمه هو موقف جندي امريكي يعمل في افغانستان وعمره 18 عاما عندما يواجه اخر افغانيا بنفس العمر، فماذا سيقول الامريكي للافغاني الذي شاهد صوره القرآن وهي تحرق امام عيون العالم.
وفي جانب اخر يحلل خبراء القانون تصريحات بترايوس فيما ان كانت خرقا لقواعد عمل الجيش الذي لا يتدخل في السياسة.
وهنا يرى باحثون ان التصريحات قد تكون خرقا لقواعد العلاقة بين الجانبين المدني الذي يحدد مسار الجيش والعسكري الذي ينفذ التعليمات ان كانت تصريحات بترايوس قد لقيت دعما او ضوء اخضر من ادارة اوباما.
ويبدو ان النقاش الدائر حول تصريحات بترايوس يتراوح بين حقه كعسكري التدخل والتحذير وبين ثمن الافعال التي يرى الكثيرون انها جزء من اللعبة الديمقراطية. ومن هنا جاء رد تيري جونز القس المغمور الذي اصبح في عين الاهتمام وصاحب فكرة حرق القرآن فيفي الذكرى التاسعة لهجمات الحادي. رفض تحذيرات بترايوس وقال في تصريحات نقلت عنه انه وان اتفق مع الرأي القائل بأن حرق نسخ من القرآن قد تؤدي الى اعمال انتقامية، لكن على امريكا التوقف عن الاعتذار عن تصرفاتها وتكف عن الانحناء للملوك. وكان بترايوس قد اشار الى ان فعل القس الامريكي لن يخلق مشاكل في كابول فحسب، بل في كل ارجاء العالم. واضاف:"ان هذا التصرف هو بالضبط ما تتوق لاستغلاله حركة طالبان، وقد يشكل لنا مشاكل جدية وتخطط الكنيسة الأمريكية إلى حرق نسخ من القرآن في ساحة الكنيسة ويقوم أفراد تابعون لها بترويج الحدث على شبكة الانترنت عبر موقع الكنيسة ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك.
يذكر أن الكنيسة الواقعة في مدينة غينيسفيل قد أثارت جدلا شديدا العام الماضي بعد أن وزعت قمصانا كتب عليها "الإسلام دين الشيطان". تاجر روبابيكا وفي الوقت الذي يتركز فيه النقاش حول مخاطر فعل القس على العلاقات الدينية والتسامح في امريكا ووضع المسيحيين في العالم الاسلامي، ومخاطره على الجنود الامريكيين في العراق وافغانستان اختارت صحيفة يمينية بريطانية جانبا شخصيا من في جونز الذي قالت انه قام باستغلال رعايا الكنيسة.
ونقلت الصحيفة عن رعايا سابقين للكنيسة قولهم انه قام باستخدامهم كعمال مجانا في تجارة المفروشات القديمة "الروبابيكا" التي يديرها وزوجته سيلفيا. وتكشف الصحيفة ان القس استخدم مشاعر الرعايا الدينية من اجل ان يسخرهم لخدمته ومساعدته التنقل بين منزليه: الاول في سلديل في ولاية لويزياناوالذي اشتراه بثمن300 ألف دولار، ومنزله الصيفي في تامبا بفلوريدا، فيما قام باسكانهم في شقة رخيصة وحقيبة. وكان موضوع ممتلكاته من الموضوعات التي رفض القس الاجابة عنها فيما تجنب اسئلة عن نسبة المكاسب التي تحققه شركته، وعن العمال الذين يرتادون كنيسته ولا يتقاضون أجراً.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن شين بوتشر، الذي طرد من كنيسة جونز الصغيرة ما قاله لصحيفة "غينسفيل صن أنه عمل لدى القس جونز وشركته مدة 72 ساعة في الاسبوع بدون تقاضي أي أجر، وأن وجبات الطعام التي كان يحصل عليها وغيره من العمال كانت توفرهاجمعية خيرية تحضر الوجبات للفقراء تعرف.
وكشف باتشر ان عقوبة من كان يعصي الاوامر كانت تتراوح بين تكليفه بتنظيف قارب جونز في تامبا، او حمل صليب خشبي ضخم، أو كتابة المزمور 119، وهو أطول الفصول في الانجيل.
وكشف العضو السابق في الكنيسة ممارسات القس التي تمثلت بممارسة الديكتاتورية حيث قال: كنا نحمل باستمرار بطاقة كتب عليها: الطاعة نعمة. فيما قال زوجان المانيان وهما جنيفر ودانيال أنجل انهما سافرا الى غينسفيل بتأشيرة للعمل الديني الخاص، والتبشير، لكن وجدا نفسيهما يعملان في مجال المفروشات القديمنة. وقالت انجل انه عندما قرر زوجها العودة الى المانيا، طلب منها القس جونز تطليقه.
وأضافت : لقد تحكمت الكنيسة بحياتنا بالكامل، بمن يحق لي الزواج منه او ما يجل او لا يجب ان افعله. واكدت ابنة جونز من زواجه الاول ان كنيسة والدها تقوم على الطاعة العمياء "كلت" وانها تقوم على مبدأ " التخويف" اي "أنك ان لم تفعل هذا فسيعاقبك الرب". واشارت الصحيفة الى عضوين كبيرين في الكنيسة كانا يحملان البنادق مستعدان للعمل حيث وصفا عملية الحرق بانها "امر الهي".
الجنرال بترايوس : واجبي تجاه جنودي دفعني للتحذير من مخاطر حرق القران