[rtl] المكتبة المركزية في جامعة الموصل[/rtl]
[rtl]ب. البحث العلمي:[/rtl]
[rtl]يستمد البحث العلمي أهدافه من المنطلقات الفلسفية والاهداف التربوية للتعليم العالي، وترتكز الاهداف الاساسية للبحث العلمي على ما يأتي :[/rtl]
[rtl]1. السعي لخلق مدارس فكرية علمية عراقية قادرة على الاستجابة لحاجة المجتمع ومواكبة للتقدم العلمي في العالم.[/rtl]
[rtl]2. تبني الابحاث والمشاريع التي يقترحها الأساتذة لتكون مشاريع تطبيقية ومنها مشاريع الأدوية.[/rtl]
[rtl]3. توسيع نطاق التعاون والتنسيق مع دوائر الدولة والقطاع الاشتراكي بهدف الاستفادة من نتائج البحوث التطبيقية المنجزة.[/rtl]
[rtl]4. ربط البحث العلمي بمشاكل المجتمع.[/rtl]
[rtl]بلغ عدد مراكز البحث العلمي حالياً (29) مركزاً بالإضافة إلى (27) وحدة بحثية تعمل وفق نظام مراكز البحث العلمي رقم (1) لسنة 1995 حيث تشرف هيئة البحث العلمي عليها وهي هيئة غير متفرغة تنظم عمل المراكز والوحدات البحثية.[/rtl]
[rtl]وفي مجال البحوث العلمية تحقق نتاج بحثي زاد عن (63000) بحثاً للسنوات التي اعقبت ندوة النهوض ولغاية نهاية العام الدراسي 1999/2000. وقد قامت الوزارة بخطوات هامة تمثلت بمد جسور التعاون مع القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة ووضع صيغ للتعاون، فصدرت عام 1992 وثيقة آلية التعاون بين الجامعات وقطاعات العمل وهي وثيقة تمت صياغتها بالاتفاق بين القطاعات التخصصية والجامعات. كما صدر قرار مجلس قيادة الثورة رقم 279 لسنة 1992 الذي اجاز قيام عضو الهيئة التدريسية باجراء البحوث والدراسات لصالح الوزارات لقاء اجور يتم الاتفاق عليها تكون حصة عضو الهيئة التدريسية 80% وتخصص 20% للجامعة. وقد بلغ مجموع الأعمال التي انجزتها الجامعات منذ ندوة النهوض لغاية نهاية عام 2000 حوالي (5056) عملاً كلفة (4000) منها (13) مليار دينار.[/rtl]
[rtl]وقامت الوزارة باقتراح مشاريع رئيسية للبحوث Master Project فبعد استكمال مشروع الأدوية والمواد الكيمياوية اقترحت الوزارة مشاريع البحوث الجيولوجية ومشروع البحوث الزراعية ومشروع بحوث البيئة.[/rtl]
[rtl]ثالثاً: العمق العلمي والاكاديمي وخدمة المجتمع:[/rtl]
[rtl]تعد خدمة المجتمع احد ثلاثة ركائز للتعليم الجامعي إضافة لوظيفة التعليم والبحث العلمي. ولذلك اصبحت الجامعات التي تمتلك رأس المال البشري عالي الكفاءة من العلماء والتقنيين تؤدي دوراً مهماً في تقديم خدماتها واستشاراتها لحقل العمل خاصة أن هذه الخدمات لم تعد مجانية بل مقابل اجور عززت من موارد الجامعات واعضاء الهيئة التدريسية.[/rtl]
[rtl]وكانت ندوة النهوض عام 1992 بداية الانطلاقة المهمة في هذا المجال، ونستعرض في ادناه اهم المتحقق في مجال خدمة المجتمع بالارتكاز على العمق العلمي للجامعات.[/rtl]
[rtl]أ. آلية التعاون:[/rtl]
[rtl]بدأ بتطبيق هذه الآلية مع بداية عام 1993 وقد حققت آلية التعاون نتائج ايجابية يمكن تلخيصها بالآتي :[/rtl]
[rtl]1. زيادة التفاعل بين الجامعة ومؤسسات الدولة.[/rtl]
[rtl]2. زيادة اطلاع التدريسيين على الجوانب التطبيقية.[/rtl]
[rtl]3. المساهمة في حل مشكلات حقل العمل.[/rtl]
[rtl]4. توجيه بحوث طلبة الدراسات العليا لحل مشكلات حقل العمل.[/rtl]
[rtl]5. زيادة مدخولات التدريسيين.[/rtl]
[rtl]6. التعرف على الامكانات العلمية المتوفرة في الجامعات.[/rtl]
[rtl]ب. الجامعة المنتجة:[/rtl]
[rtl]نتيجة اعتماد فلسفة الجامعة المنتجة فقد توسع دور الجامعة في تقديم الخدمات التي حققت لها موارد مناسبة لمعالجة الاختناقات في موازنتها الجارية. وفي هذا المجال تحقق ما يأتي :[/rtl]
[rtl]1. استحداث الدراسات المسائية ابتداءً من عام 1994.[/rtl]
[rtl]2. الدراسة على النفقة الخاصة للطلبة الوافدين.[/rtl]
[rtl]3. النشاط البحثي لمشكلات مؤسسات الدولة. (لقاء اجور)[/rtl]
[rtl]4. خدمات التعليم المستمر.[/rtl]
[rtl]5. المكاتب الاستشارية والعيادات التي وصل عددها إلى (115) مكتباً.[/rtl]
[rtl]6. النشاطات الإنتاجية في المزارع والمعامل.[/rtl]
[rtl]7. نتاجات الورش.[/rtl]
[rtl]8. نشاط دور الكتب للطباعة والنشر.[/rtl]
[rtl]9.[/rtl]
[rtl]ج. معايشة التدريسيين في دوائر الدولة:[/rtl]
[rtl]تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس القائد صدام حسين في مجلس الوزراء بتأريخ 16/5/1998 بضرورة معايشة التدريسيين، فقد تم تنفيذ التوجيه في نفس العام وبقيت الوزارة مستمرة بتنفيذ التوجيه. وقد ساهمت المعايشة في تحقيق الآتي :[/rtl]
[rtl]1. الاطلاع على أنشطة الدوائر وحاجتها للبحوث الضرورية للتطوير.[/rtl]
[rtl]2. المساعدة على وضع خطط بحثية مشتركة.[/rtl]
[rtl]3. وضع برامج للتطوير.[/rtl]
[rtl]4. تعريف العاملين بالدوائر بالتوجهات العلمية الحديثة.[/rtl]
[rtl]5. توجيه بحوث طلبة الدراسات العليا.[/rtl]
[rtl]6. اطلاع التدريسيين واستفادتهم من التقنيات التي تستخدمها دوائر الدولة.[/rtl]
[rtl]د. الممارسة الميدانية:[/rtl]
[rtl]قامت جامعتا بغداد والموصل بتوسيع خدماتها خصوصاً في البيئة المحيطة بموقع الجامعة، بالمشاركة في توجيه خدماتها نحو المجتمع المحلي من خلال توظيف خبرة ملاكاتها لخدمتهم. لقد ساهمت تلك الممارسات على تشخيص الواقع الاجتماعي اقتصادياً وصحياً وثقافياً ومادياً للقرى التي شهدت الممارسة الميدانية، وقد استطاع التدريسيون المشاركون في الممارسات الميدانية من إجراء مسوحات ميدانية ساعدتهم على تشخيص المشاكل التي تواجه المجتمع الريفي مما فسح المجال امامهم لتطبيق الأفكار النظرية في ميدان العمل واصبحت الممارسة الميدانية شكلاً للربط بين النظرية والتطبيق.[/rtl]
[rtl]ه. تعشيق العمل مع قطاعات الدولة:[/rtl]
[rtl]جاءت هذه المبادرة بتوجيه من الرئيس القائد صدام حسين بجلسة مجلس الوزراء في 28/3/2000 بشأن تعشيق عمل الطلبة مع الوزارات وخصوصاً طلبة الجامعة التكنولوجية والمعاهد الفنية للمساعدة في تلبية حاجات المعامل والمصانع، وتصنيع وتجميع بعض الاجزاء الضرورية للمعدات المستخدمة في تلك المعامل.[/rtl]
[rtl]خامساً: المعالجات الاستراتيجية لمواجهة تحديات الحصار:[/rtl]
[rtl]منذ بدء الحصار العلمي والتكنولوجي عام 1990، وبعد بدء نزيف الكوادر العلمية نتيجة الظروف الاقتصادية. بدأت الوزارة بتطبيق مجموعة من المعالجات الاستراتيجية للحد من هجرة الادمغة والمحافظة على الثروة البشرية التي يمتلكها العراق وبشكل خاص الجامعات العراقية. كما حاولت الوزارة اعادة النظر بجملة من القضايا التي احتاجت لمعالجات استراتيجية منها ما يتعلق بحوافز اعضاء هيئة التدريس، وضبط الجودة، والدراسات العليا والقبول في الجامعات وكما يلي:[/rtl]
[rtl]1. صندوق التعليم العالي: كانت الجامعات تعاني من جانبين الاول نقص التمويل بشكل عام لسد احتياجاتها التشغيلية، والثاني تناقص القيمة الشرائية لرواتب اعضاء هيئة التدريس رغم الزيادات التي طرأت عليها. وبهدف زيادة العوائد تقرر انشاء صندوق في مركز الوزارة وفي كل جامعة وكلية ومعهد اطلق عليه صندوق التعليم العالي. تتكون موارده من حصة الوزارة والجامعة والكلية من ايرادات الدراسات المسائية والانشطة الانتاجية والرسوم المسوفاة من تسجيل الطلبة والغرامات واجور اصدار الوثائق واجور الدراسة للطلبة العرب والاجانب بالعملة الصعبة. واعتمد الصندوق نظام محاسبي خاص به لتحريره من تعقيدات نظم المحاسبة الحكومية. تقوم الوزارة والجامعة والكلية بالانفاق من موارد الصندوق لمواجهة النقص في النشاطات التشغيلية. ويوزع الباقي على العاملين في الجامعة والكلية وفق نظام للنقاط ياخذ بالاعتبار الالقاب العلمية وسنوات الخدمة ومؤشرات علمية اخرى.وفي هذا الجانب تمكنت الجامعات من استثمار الاموال المتحققة من رسوم الدراسة للطلبة العرب والاجانب في استيراد المستلزمات المختبرية والاجهزة والكتب وغيرها عن طريق استيرادها رغم الظروف والقيود المفروضة على العراق.[/rtl]
[rtl]2. موازنة الدراسات العليا: رغم جمود نظم المحاسبة الحكومية وعدم تقبلها التكيف مع التغيرات التي تشهدها الاجهزة الحكومية. الا ان التخطيط الاستراتيجي السليم للوزارة اقنع وزارة المالية على تخصيص موازنة خاصة للدراسات العليا في الجامعات العراقية. وكانت هذه من المعالجات الاستراتيجية التي وفرت للاقسام العلمية تمويلا عادلا يتفق وطبيعة التخصص والموارد اللازمة لنجاح برنامج الدراسات العليا وبشكل يتفق مع عدد الطلبة في التخصص.وبتعاون جرى بين وزارتي التعليم العالي والمالية وضعت تفاصيل هذه الموازنة لتلحق بفصل المستلزمات السلعية والخدمية في الموازنة لغرض توفير ممتطلبات نجاح هذه البرامج في الجامعات العراقية. وساهمت هذه المعالجة في تحقيق اهداف برنامج الدراسات العليا الذي تخرج منه من 1992-2002 اكثر من 24000 طالب ماجستير ودكتوراه في مختلف التخصصات واطلق عليه برنامج بعثات الداخل.[/rtl]
[rtl]3. الطاقات الاستيعابية: رغم التوسع في الطاقات الاستيعابية للجامعات والمعاهد، ظلت هناك نسبة من مخرجات التعليم الثانوي بلا فرصة للتعليم العالي. وكانت احدى المعالجات الاستراتيجية هو تشجيع قيام تعليم عالي خاص من قبل مؤسسات المجتمع المدني. فبدأت الجامعات الخاصة بالظهور ورغم انها ركزت على التخصصات الانسانية في ادارة الاعمال واللغات والكومبيوتر بداية الامر. الا انها توسعت فيمل بعد لتشمل التخصصات الاخرى كالهندسة والصيدلة. كما كان استحداث الدراسات المسائية معالجة مضافة لزيادة الطاقات الاستيعابية التي وسعت من قدرات الجامعات من قبول اعداد اكبر من مخرجات التعليم الثانوي. وقد ساهمت تلك المعالجات بزيادة نسبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي للفئة العمرية 18-23 من 12% ثم الى 18% واخيرا الى 24% وهي نسب نموذجية مقارنة بمستواها في الدول النامية.[/rtl]
[rtl]4. تقويم الامتحانات: بهدف الترصين العلمي والحفاظ على جودة العملية التعليميةفي الجامعات خاصة بعد استحداث مجموعة من الجامعات الحكومية في معظم المحافظات، واستحداث الدراسات المسائية والجامعات الاهلية. كان لابد من معالجات ووسائل لضبط النوع. فتم تبني معالجتين الاولى انشاء لجنة في مركز الوزارة تشرف على اختيار مقررين دراسيين في التخصصات المتناضرة في الجامعات يقوم اساتذة تختارهم اللجنة بوضع نماذج لاسئلة امتحانية واجوبتها النموذجية تقوم اللجنة باختيار احدهذه النماذج وتقوم بارسالهللجامعات لاعتمادها، وترسل الاوراق الامتحانية لتصحيحها مركزيا من اساتذة مختصين ووضعت ضوابط للعملية.وقد لاقت التجربة اصداء متباينة بين مؤيد ومعارض لهذه المعالجة. وقد اعتبر الغالبية من اعضاء الهيئة التدريسية ان هذه المعالجة تعد تدخلا من قبل مركز الوزارة بشؤون الجامعات والكليات والاقسام العلمية، التي يفترض انت تكون الاقدر ان تتولى امتحاناتها بنفسها وان تتولى بنفسها المعالجات والاجراءات التصحيحية في حالة اكتشاف خلل ما في العملية العلمية والتربوية.وكانت المعالجة الثانية في هذا المجال هو ما يطلق عليه امتحان الكفاءة الجامعية حيت تتنافس الجامعات - الحكومية منها والخاصة– في امتحان للخريجين الثلاث الاوائل (على جائزة رئيس الدولة) في كل قسم من الاقسام العلمية المتناضرة في القطر. وتعلن النتائج وتثمن جهود الجامعات وكلياتها واقسامها واساتذتها وطلبتها التي تحقق المراتب الاولى والثانية والثلثة في الامتحانات التي تشرف عليها هيئة متخصصة برئاسة الجمهورية.[/rtl]
[rtl]5. التشابك مع حقل العمل: تعد الشراكة مع حقل العمل معالجة رائدة اعتمدت بعد عام 1992. فقد عقد ندوة للشراكة بين وزارة التعليم العالي و وزارات الصناعة والنفط وهيئة التصنيع ومنظمة الطاقة الذرية ثم شملت كل وزارات الدولة لاحقا. استهدفت تحقيق التكامل في الامكانات في مجالات البحث العلمي والدراسات العليا وفي معالجة مشكلات الانتاج. وقد حققت هذه المعالجة اهدافا علمية وتقنين ومالية استفاد منه اعضاء هيئة التدريس والعلماء في حقل العمل ووسعت من قدرات الجامعة في القبول في الدراسات العليا كما ساهمت في حل الكثير من مشكلات الانتاج في مؤسسات من خلال توجيه بحوث الاساتذة وطلبة الدراسات العليا لحل هذه المشكلات.[/rtl]
[rtl]سادساً: حوكمة التخطيط الاستراتيجي:[/rtl]
[rtl]يتفق المختصون على ان الحوكمة تعني اشراك جميع الجهات ذات العلاقة بالتعليم العالي في عملية اتخاذ القرار.وان لايكون القرار مقتصرا على مجموعة معينة من التعليم العالي. وان تتوفر المعلومات لجميع الاطراف بشفافية ووضوح وتحديد مسؤولية وحقوق وواجبات المسؤولين عن ادارة انشطة الوزارة والجامعات والمؤسسات التابعة لهاوذلك تجنبا لحدوث حالات الفساد الاداري.وتهدف هذه العوامل للتأكد من ان الجامعات تدار بطريقة سليمة وانها تخضع للرقابة والمتابعة والمسآءلة.[/rtl]
[rtl]ومن خلال تتبع مسيرة التعليم العالي نجد ان هناك تطبيقا لفلسفة الحوكمة من خلال الممارسات الميدانية، ويؤكد ذلك قانون وزارة التعليم العالي والانظمة والتعليمات التي اصدرتها وزارة التعليم العالي والتي زادت عن 100 مجال والتي كانت تحكم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي وكما يلي:[/rtl]
[rtl]1. المشاركة: تبنى قانون الوزارة عند تأسيسها مبدأ المشاركة لاصحاب المصلحة من داخل الوزارة وخارجها. فابتداء كان مجلس التعليم العالي يضم وزير التربية ورئيس مجلس البحث العلمي ورئيس منظمة الطاقة ونقيب المعلمين (واضيف لهم ممثل الطلبة لاحقا) وهم اطراف العملية التعليمية والتربوية. ومن الداخل كان رؤوساء الجامعات ومدراء الدوائر. ان مبدأ مشاركة اصحاب العلاقة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية استمرت حتى بعد الغاء مجلس التعليم العالي وتشكيل مجلس الوزارة او هيئة الرأي لاحقا. وينسحب القول على مجالس الجامعات التي تضم ممثلين لاعضاء هيئة التدريس والطلبة. ولاهمية المدربين الفنيين في التعليم التقني فقد ضمن قانون الهيئة مشاركة ممثل منهم في مجلس المعهد. كما منح القانون حرية لرئاسة الجامعة لمشاركة حقل العمل في مجالس الكليات والاقسام.[/rtl]
[rtl]وتضمن المشاركة عدم انفراد الادارة العليا باتخاذ القرار.وتضمن للمجتمع أن الإدارة الجامعية تسعى إلى الارتقاء بالتعليم العالي في الأجل الطويل، وتكشف مدى اهتمام الإدارة بالمصالح الأساسية للطلبة واعضاء هيئة التدريس فضلا على تحقيق مصلحة المجتمع، كما تمكن الدولة واصحاب المصلحة من رقابة قيادة التعليم بشكل فعال.[/rtl]
[rtl]2. اقرار الاستراتيجيات: اعتمد العراق التخطيط المركزي ابتداء من عام 1969، حيث هناك الخطط الخمسية. وكانت تلك الخطط ترتكز على الاولويات الوطنية والقطاعية.وكانت وزارة التعليم العالي مسؤولة عن اقرار الخطط الاستراتيجية للجامعات وضمن مستويات المسؤولية التي حددها القانون. فالقرارات الاستراتيجية مثل استحداث الجامعة يكون بموافقة رئاسة الجمهورية. اما استحداث كلية فضمن صلاحية الوزارة، واستحداث قسم ضمن صلاحية الجامعة. وكان وضع الخطط الاستثمارية يقع ضمن صلاحية الوزارة التخطيط وفقا للاستراتيجيات الوطنية المعتمدة.[/rtl]
[rtl]وكانت الجامعات تتولى تنفيذ المشاريع الاستراتيجة وفقا للتخصيصات المرصدة لها في الخطة الاستثمارية للدولة. وكانت الوزارة تقوم بدور الرصد والمتابعة والدعم الفني وبطريقة شفافة انطلاقا من مبدأ المساءلة والتأكد من جهود الجامعات في تحقيق الاهداف والاولويات القطاعية ودون تعارض مع الرؤى الوطنية.[/rtl]
[rtl]وقد سعت الوزارة من خلال انظمتها الى قياس الاداء بمجموعة من مؤشرات الاداء الرئيسية سواء على صعيد الخطط العلمية او غيرها لغرض تسهيل عملية متابعة الاداء وتحقيق الاهداف الوطنية الخاصة بقطاع التعليم. وكانت تقوم بارسالها الى جهاز الاحصاء الذي يقوم بنشرها سنويا.[/rtl]
[rtl]وقد عمدت الوزارة الى تطبيق نظام لتقويم الاداء الجامعي الذي يتضمن مجموعة واسعة من المؤشرات لقياس الاداء لكل مجال من مجالات العملية العلمية والتربوية فضلا على مؤشرات ادارية ومالية. ووضعت الوزارة عدد من برامج المتابعة الدورية لقياس مدى تقدم الخطط وكانت دائرتي التخطيط والمتابعة والبحث والتطوير وغرفة العمليات تقوم باعداد تقارير دورية شهرية وفصلية وسنوية لرفعها للمراجع العليا لتوضيح مستوى التقدم المتحقق وتحديد نوع وحجم الدعم المطلوب ماديا وبشريا وماديا فضلا على قيام الوزارة والجامعات بالاجراءات التصحيحية اللازمة في الوقت والمكان المناسبين.[/rtl]
[rtl]3. توفير المعلومات: تميزت عملية التخطيط في وزارة التعليم العالي بمشاركة جميع الاطراف المسؤولة في المعلومات المتوفرة تسهيلا لعملية التخطيطوبشكل خاص ما يتعلق منها بخطط القبول في الجامعات وخطط استحداث التخصصات والاقسام والدراساتالعليا والمقاعد المتوفرة وخطط الموارد البشرية وتطويرها والخطط المالية ضمن الموازنتين السنوية والاستثمارية.... الخ، بهدف تمكين الجامعات من التخطيط بشكل كفوء. وكانت الجامعات العراقية ترسل لباقي الجامعات نسخة من محاضر اجتماعاتها ضمن منهج اطلاع باقي الجامعات على المعلومات وتبادلها.وكانت دراسات دائرة التخطيط والدراسات بمركز الوزارة وكذلك الاحصاء الجامعي الذي تنجزه سنوياً يرسل لكافة الجامعات قبل اعلانها لضمان التحقق من صحة الاحصاءات وقبل اعتماد تلك الاحصاءات بشكل نهائي للوصول الى اعلى مستوى من موثوقية المعلومات التي ستعتمد في دعم عملية اتخاذ القرارات. وكان التنسيق مع وزارة التربية يجري بنفس المستوى لتحقيق التكامل في تنفيذ الخطط والمشاريع المشتركة.[/rtl]
[rtl]4. تحديد المسؤوليات والحقوق: يعد قانون وزارة التعليم العالي رقم 40 لسنة 1988 من بين القوانين المتميزة في مجال تحديد مسؤوليات وحقوق كل الاطراف. فهو يحدد مهام مجلس الوزارة (هيئة الرأي لاحقا) ومهام كل اداة من الادارات المركزية. كما حدد مهام مجلس الجامعة ورئيسها ومجلس الكلية وعميدها ومجلس القسم ومهام كل الحلقات العلمية في المؤسسة الجامعية. وعلى مستوى الجامعات والمعاهد كان هناك توصيف وظيفي دقيق لكل مسمى علمي وظيفي وصلاحياته وحقوقه. وربط جميع ذلك بنظام تقويم الاداء. وكانت عملية اتخاذ القرارات سهلة ومتسلسلة تنطلق من الصلاحيات المحددة لكل مستوى علمي ابتداء بالقسم العلمي فالكلية ثم الجامعة واخيرا الوزارة.[/rtl]
[rtl]5. الشفافية والمساءلة والفساد الاداري: تعد الشفافية الدعامة العامة لضمان النزاهة والثقة في اجراءات الادارات الجامعية. وتؤمن هذه الداعمة ايصال معلومات صحيحة وكاملة الى كل الاطراف ذات المصلحة بشكل يتيح الوقوف على قرارات الادارات في مختلف المستويات. لقد كانت تشكيلات المستويات الادارية وطريقة رفع التقارير (محاضر الاجتماعات) الاقسام والكليات والجامعات الى المستويات الاعلى وتبادلها بين الجامعات (على مستوى محاضر الجامعات) من افضل الطرق في موضوع الشفافية. كما ان وجود ممثل للهيئة التدريسية والطلبة في مجالس الكليات والجامعات ومجلس الوزارة يجعل جميع الاطراف في العملية التعليمية على الاطلاع على ما يجري فيها. وعلى الرغم من ان القانون يسمح بوجود ممثلين عن جهات اخرى تمثل حقل العمل الا ان مشاركة وحضور هؤلاء كان شكلياً. اما موضوع المساءلة والتي تقضي بمحاسبة الذين يتخذون القرارات في الجامعات والمؤسسات التابعة لهافكانت على نوعين، الاول الخاص بالشؤون العلمية وتكون عائديته وصلاحيته للجهة العلمية كالامتحانات والترقيات العلمية وهذه لايجوز حتى للمحاكم قبول النظر فيها. اما الثاني فيتعلق بالقضايا المالية والادارية والتي كانت تخضع لنظم مساءلة متنوعة وضمن الية واضحة وشديدة. ولذلك يمكن القول ان ظاهرة الفساد الاداري في المجتمع الاكاديمي في العراق كانت غريبة وكانت القيادات العليا في الدولة تتابعها حرصا على سمعة الوسط الجامعي.وكانت نظم الرقابة المعتمدة بكل انواعها واشكالها ومصادرها كفيلة بمنع حالات الفساد. وظل المجتمع الجامعي الى وقت قريب جدا بعيدا عنها. وكانت منظومة حوكمة التخطيط تستخدم ادوات عديدة للحد من الظاهرة وتكون معالجاتها ومواجهتها شديدة جدا خاصة تلك المتعلقة بالجوانب العلمية. وقد وضعت لضمان تحقيقها آليات متنوعة منها:[/rtl]
[rtl]1. تسمية خبراء للتقييم العلمي الخارجي من جامعات اخرى لحضور مناقشات جميع رسائل الدكتوراه ونسبة من رسائل الماجستير، كمراقبين لاجراءات المناقشة ومدى علمية توجهاتها دون التدخل في اجراءات المناقشة ولا في تقييم النتيجة النهائية. ويقوم هؤلاء المقومين برفع تقارير عن سير المناقشة ومدى موضوعيتها والتقويم الذي يحصل عليه الطالب. وقد ساهمت هذه الاجراءات بالاضافة الى الاجراءات الدقيقة التي تعتمدها الاقسام العلمية وفق للضوابط والاعراف العلمية الى الحد من حالات المجاملة في عمليات التقويم للاسباب المختلفة.[/rtl]
[rtl]2. اعتماد تجربة الخبراء الزائرين من دول عديدة منها المملكة المتحدة والاردن لاعادة تصحيح عينات من اختبارات طلبة كليات الطب والهندسة والعلوم للوقوف على مدى شفافية ونزاهة عمليات التقويم فضلا على تقويم العملية العلمية اجمالا.[/rtl]
[rtl]3. وضع ضوابط لاختيار رؤوساء الاقسام العلمية ومدد تكليفهم برئاسة الاقسام وبشكل يتيح تناوب الكوادر العلمية الكفوءة على رئاسة الاقسام وعدم بقائها لفترة طويلة بيد اساتذة بعينهم.[/rtl]
[rtl]4. بناء منظومة رقابية متقدمة في مجال الشؤون المالية والادارية ومنظومة تقارير متابعة حسن الاداء كانت كفيلة بكشف الخلل في التصرفات المالية والادارية.[/rtl]
[rtl]سابعاً: تقويم الاداء الاستراتيجي والتميز الاكاديمي وتحسين الجودة:[/rtl]
[rtl]لقد كان موضوع التقويم والمتابعة من الموضوعات التي شغلت بال المخطط العراقي في التعليم العالي، وقد مرت عملية رصد ومتابعة وتقويم التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق بعدة مراحل يمكن اجمالها بالاتي:[/rtl]
[rtl]1. اللامركزية: كانت الجامعات قبل انشاء المجلس عام 1970 تتمتع باستقلالية وادارية وعلمية كاملة فضلا على استقلالية قراراتها العلمية وشؤون بعثاتها وعلاقاتها الثقافية. وبعد صدور قرار انشاء المجلس ووزارة التعليم العالي اعتمد هذا المنهج، ليتولى المجلس عملية التخطيط ووضه الاهداف الاستراتيجية، وتتولى وزارة التعليم والجامعات مهمات التنفيذ ومتابعة الاداءمن خلال رفع التقارير الدورية الى المجلس. وكانت العمليات تتابع من خلال دوائر اختصاصية في الوزارة كل منها يشرف على قطاع مثل دائرة العلوم الطبية ودائرة العلوم الهندسية ودائرة العلوم الانسانية...الخ.[/rtl]
[rtl]2. المركزية: وتدريجيا سعت وزارة التعليم العالي ومن خلال قانون الوزارة واستطاعت خلال فترة قصيرة ان تبسط هيبتها وسلطتها على الجامعات وان تبحث لها عن ادوار وابتدأت بالتدخل التدريجي بشؤون الجامعات، ابتداء بسياسة القبول وتحديد عدد الطلبة المقبولين في الجامعات ثم معالجة المشكلات التي تنشأ عنه. ومركزية البعثات واختيار طلبتها وصولا الى صلاحيات اقرار الترقيات العلمية لمرتبة الاستاذية على سبيل المثال لا الحصر.[/rtl]
[rtl]3. تقويم الاداء الجامعي: وفي بداية التسعينات وبعد ندوة النهوض بالتعليم العالي، كان لابد من التفكير بمنهج يتلائم وفلسفة التخطيط الاستراتيجي التي انتهجتها الوزارة. فشكلت لجنة من مجموعة من الاساتذة المتخصصين في التقويم لتضع نظاما لتقويم الاداء الجامعي اطلقت علية الملف التقويمي لمدخلات وعمليات ومخرجات الجامعات وكلياتها واقسامها. واعتمت مؤشرات لتقويم الاداء لكل مؤشر درجة محددة له واجمالي من النقاط لكل المؤشرات يتم في ضوئه تصنيف الاقسام في الكلية الواحدة او الكليات في الجامعة او الجامعات على مستوى الوزارة حسب المجموع النهائي للدرجات التي تحصل عليها اعتمادا على البيانات والمعلومات التي تقدمها الجامعة والتي يجري تدقيها وفحصها من قبل لجان متخخصة.[/rtl]
[rtl]4. الاعتماد الاكاديمي ونظم الجودة: وفي نهاية التسعينات وبداية الالفية الثالثة ابتدأت الوزارة وبالتزامن مع صدور قانون الجامعات الاهلية الذي اعطى للوزارة صلاحية تدقيقتوفر الامكانيات لانشاء الجامعات الاهلية. طبقت الوزارة مجموعة من المؤشرات العلمية والتربوية والادارية اطلقت عليها مؤشرات الاعتماد الاكاديمي، الا ان تلك المؤشرات كانت تطبق على الجامعات الخاصة دون الجامعات الحكومية التي كانت مستثناة منها. لكن الوزارة وخلال نفس الفترة اعتمدت تطبيق نظام للجودة الجامعية على جامعاتها القائمة من خلال تبني المواصفة العالمية الايزو 9001 وذلك بتطبيقها على سبيل التجربة في جامعة مختارة على ان يعمم تطبيقها في حالة استقرار ونجاح التطبيق على باقي الجامعات وقد استكملت عملية التطبيق في الجامعة التكنولوجية ببغداد مع نهاية عام 2002. الا ان تعميم النظام على باقي الجامعات لم يتم.[/rtl]
[rtl]5. تقويم اداء الموارد البشرية: اعتمدت الجامعات العراقي نظامين في تقويم الموارد البشرية الاول خاص باعضاء هيئة التدريس والثاني خاص بالموظفين الاداريين والفنيين. ويعد نظام تقويم اعضاء الهيئة التدريسية المعتمد في منتصف الثمانينيات شموليا ويحتوي على محاور عدة اهمها الادائين التدريسي والبحثي، فضلا عن جوانب اخرى تتعلق بالتعاون مع الادارة الجامعية والزملاء والطلبة والمشاركة في الانشطة اللاصفية. ويجري ابلاغ عضو الهيئة التدريسية بتقويمه وامكانية الاعتراض عليه.[/rtl]
[rtl]لقد ظلت الجامعات الرئيسية بغداد والبصرة والموصل وصلاح الدين والتكنولوجية تضع خططاً طويلة الاجل بضوء قدراتها وامكاناتها والدعم المالي المرصود لها. حتى استحدثت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عام 1970 وشكل مجلس التعليم العالي، ليتولى وضع الاستراتيجيات الخاصة بالتعليم العالي والبحث العلمي والدراسات العليا وخدمة المجتمع.[/rtl]
[rtl]واستمرت الجامعات بوضع خططها طويلة الاجل. وفي منتصف السبعينيات وضعت رؤى لمستقبل التعليم العالي في ضوء واقعه بعد زيادة عوائد النفط بعد تأميم النفط عام 1972. ونجحت بعض الجامعات في تحقيق رؤاها وفشلت اخرى لاسباب تتعلق بالقدرات الجامعية والموارد المتاحة.[/rtl]
[rtl]ولكن ابرز ما يشخص على الجامعات انها لم تشجع كلياتها على وضع خطط طويلة الاجل، ولذلك لم تشجع الاقسام العلمية على وضع تصوراتها ورؤاها لربط واقعها بالتطورات العلمية في العالم. ورغم ان اعادة تنظيم الجامعات وكلياتها وتسمياتها وتخصصاتها تم قبل انشاء وزارة التعليم العالي، فدمجت العلوم السياسية بالقانون والاقتصاد بالتجارة. ولم تستثمر الجامعات والكليات ذلك وظلت انشطتها وتطورها مرهون بمبادرات القيادات العلمية الوافدة من الخارج في استحداث التخصصات والاقسام العلمية.[/rtl]
[rtl]وفي ظل ظروف التنمية الاقتصادية التي شهدها العراق خلال الفترة 1974-1980 تم التركيز على تطوير كليات الهندسة والعلوم نتيجة احتياجات خطط التنمية، ورغم التطور النسبي الذي شهدته التخصصات الاخرى الا انه لم يكن ضمن خطة استراتيجية وكان يجري بخطوات غير منظمة.[/rtl]
[rtl]وقد اثرت الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 على قدرات الجامعات خاصة في مجال استحداث تخصصات جديدة او الدخول في الدراسات العليا، ولكن خطط التنمية دعت الدولة للتدخل ومن اعلى قياداتها لدعم بعض التخصصات للمبادرة على استحداثها على مستوى الدراسات العليا والدراسات الاولية.[/rtl]
[rtl]وكان حقل العمل ممثلا بالوزارات والاجهزة الحكومية الاخرى داعما ودافعا للجامعات في استحداث بعض التخصصات التي تحتاجها تلك الجهات، واستحدثت بعض التخصصات من هذا المنطلق.[/rtl]
[rtl]وكان خيار الاستقرار خلال فترة السبعينيات هو قرار الجامعات العراقية عدا التعليم التقني الذي شهد طفرات نوعية كبيرة في قدراته وبناه التحتية وطاقاته وتخصصاته التي زادت عن 60 تخصصا. ولكن خيار التوسع والنمو ابتدأ مع منتصف الثمانينيات وذلك باستحداث خمسة جامعات في محافظات الانبار والقادسية وبابل وصلاح الدين والنجف، ووضع استراتيجية لاستحداث جامعة في كل مدينة يزيد سكانها عن مليون نسمة بعد استكمال استحداث الجامعات في جميع المحافظات.[/rtl]
[rtl]اما خيار خدمة المجتمع من خلال الفعاليات المتنوعة فكان يعتمد على جهود المكاتب الاستشارية وخاصة الهندسية منها والذي كان محدودا ومحصورا بالخدمات الاستشارية والتعليم المستمر. وكان يعتمد على مبادرات شخصية لهذه المكاتب واداراتها وحجم علاقاها مع حقل العمل. الا أن النشاط والتنسيق مع قطاع الصناعة والعمل لم ينطلق الا بعد 1992 حيث جرى عقد ندوة الشراكة بين التعليم العالي والوزارات الاخرى، والتي مكنت الجامعات من تحقيق ايرادات كبيرة من انشطة خدمة المجتمع وصلت الى 25% من اجمالي موازنتها وهذا يشكل نسبة كبيرة لم تتحقق مسبقاً مكنها ذلك من تمويل بعض انشطتها التي كانت تعاني من نقص موازنتها كما مكنها من زيادة دخول اعضاء هيئات التدريس.[/rtl]
[rtl]تطوير جامعة البصرة[/rtl]
[rtl]وكان للعلاقة بين تنفيذ الاستراتيجية وصياغتها اتجاهان هما:[/rtl]
[rtl]الاول: يؤكد العلاقة بين صياغة الاستراتيجية وتنفيذها، وهي على مستوى التعليم العالي تتطلب التنسيق بل التكامل بين الوزارة والجامعات.[/rtl]
[rtl]والثاني: يؤكد على عدم وجود علاقة بين صياغة الاستراتيجية وتنفيذها وهو ما عملت به الجامعات العراقية ابان الخمسينات والستينات وهي الفترة التي لم تكن قد استحدثت فيها وزارة التعليم العالي وكانت الجامعات تتمتع باستقلالية كبيرة.[/rtl]
[rtl]ويمكن القول ان نجاح اي استراتيجية يبقى مرهون بتكامل الصياغة والتنفيذ. وهنا لابد من تأشيرمستوى التنسيق بين الجامعات والوزارة وتنفيذ الاستراتيجية لتحقيق جوانب التميز التي سعت لها وكما يلي:[/rtl]
[rtl]1. لم تواجه الوزارة صعوبات في صياغة الاستراتيجية، لكن تنفيذها من قبل الجامعات واجه العديد من الصعوبات نتيجة ضعف الامكانات احيانا او لان الجامعات اعتادت ان تبني خططها بضوء نقاط قوتها وما تميزت به في السابق. في حين ان الاستراتيجية صيغت بطريقة تحقيق نتائج محددة وخاصة الخطط الاستراتيجية ما بعد ندوة 1992.[/rtl]
[rtl]2. عملت الوزارة من خلال اجهزتها لرسم وصياغة استراتيجية التعليم العالي في مجالات القبول واستحداث الكليات والدراسات العليا والبحث العلمي، وقد كان وضوح الرؤية للقيادة العليا دليلا لصياغة الاستراتيجية في حين كان التنفيذ صعبا وشاقا لان تنفيذ الاستراتيجية اثر على بعض الجامعات وكلياتها والاقسام العلمية فيها التي لم تكن مستعدة لهذا الدور، وتطلب من الوزارة تحسين ادائها التنظيمي للقيام بعمليات الرصد والمتابعة وبناء اليات الرقابة والتنفيذ.[/rtl]
[rtl]3. انطلقت صياغة الاستراتيجية من رؤية القيادة السياسية لمتطلبات المستقبل في ظروف متنوعة (الازدهار الاقتصادي – الحرب – الحصار). وكانت عملية صياغة الاستراتيجيةمن قبل الوزارة واجهزتها الفنية تتصف بالطابع العلمي المنهجي، ومن خلال العصف الفكري للافكار المطروحة. ولكن التنفيذ والذي اعتمد على وظائف تشغيلية اكاديمية وفنية وادارية ومالية واجه صعوبات نتيجة لضعف القدرات التشغيلية احيانا مما اضعف مستوى التنسيق بين القمة والقاعدة.[/rtl]
[rtl]4. كان التنسيق سهلاً على مستوى صياغة الاستراتيجية سواء في مرحلة السبعينات والتسعينينات لانه كان يتطلب التنسيق مع عدد محدود من المختصين في الجامعات والمعاهد العراقية. اما مستوى التنسيق على مستوى التنفيذ فكان صعبا لانه يتطلب التنسيق مع اعداد كبيرة من المختصين الاكاديميين والادارات الفنية والادارية والمالية والتي كان بعضها يفتقر للمهارات خاصة تلك المهارات المتعلقة بتحفيز العاملين للوصول الى الاهداف المنشودة.[/rtl]
[rtl]ويمكن الاشارة الى بعض المحاور التي كان التنسيق فيها نموذجياً واخرى كان التنسيق والتكامل فيها ضعيفا وكما يلي:[/rtl]
[rtl]1. خطط القبول: كانت طاقات القبول بداية السبعينات محدودة وكانت هناك حاجة للتنسيق والتكامل بين الجامعات ومركز الوزارة لتحقيق الهدف الاستراتيجي وهو قبول جميع مخرجات التعليم الثانوي. وكان صياغة الخطة يتطلب عدة اشهر من المناقشات بين القيادات العلمية للجامعات ابتداء برؤوساء الاقسام العلميةالتي تضع خططها اولا ثم خطط الكليات فخطط الجامعات. وتجري مناقشات الخطة على مستوى الجامعة والقطاع وبشكل عال من التنسيق قبل اقرار الخطة ثم بعد اعلان نتائج القبول ثم استعياب متغيرات تغيير الخطة واجراء التنقلات بين الجامعات بعد اعلان القبول.[/rtl]
[rtl]2. الموازنة المالية السنوية: تقوم الجامعات بضوء خططها العلمية بوضع موازناتها. ثم تقوم الوزارة بتجميع وتوحيد تلك التقديرات وترفعها لوزارة المالية. ثم تجري مناقشات تمتد لاشهر بين مركز الوزارة والجامعات من جهة ووزارة المالية من جهة اخرى تنهي بالاتفاق المبدئي على سقف الموازنة من خلال التنسيق مع وزارة المالية.[/rtl]
[rtl]3. البحث العلمي: لقد كان البحث العلمي في التعليم العالي مهمة الاقسام العلمية(حيث ان مؤسسة البحث العلمي هي مستقلة عن الوزارة وكان لها مراكزها وخططها البحثية).وبعد الغاء مؤسسة البحث العلمي وانتقال معظم كوادرها وبعض مراكزها للجامعات العراقية، انشأت الوزارة هيئة للبحث العلمي غير متفرغة برئاسة احد رؤوساء الجامعات وضمت في مجلسها المراكز البحثية التابعة للجامعات، وصار التنسيق بين المراكز البحثية والهيئة المستحدثة نموذجا للتنسيق الهادف للارتقاء بالبحث العلمي. وصدر نتيجة لهذا التنسيق نظاما لمراكز البحث العلمي وهيكلا لعمل الباحثين فيها ووضعت استراتيجية للبحث العلمي مكنت الجامعات العراقية من بناء قدرات علمية راقية المستوى، فضلا عن الدخول في تخصصات علمية جديدة مثل الليزر والبلازما والتقنيات الاحيائية والعقم والاجنة وغيرها.[/rtl]
[rtl]4. الجامعة المنتجة: كانت ندوة النهوض عام 1992 بداية انطلاقة الجامعة الحقيقية للتعاون والتشابك مع حقل العمل من خلال شراكات حقيقية لاستثمار القدرات العلمية فيها. وتمكنت الجامعات خلال فترة قصيرة من اعادة جدولة انشطتها واستثمار قدراتها البحثية والعلمية في الورش والحقول والعيادات والمختبرات والمعامل وغيرها. وعملت الجامعات بفلسفة الجامعة المنتجة بتشجيع ودعم من مركز الوزارة التي تولت صياغة منهج التشابك مع حقل العمل. فكان نموذج التنسيق بين الوزارة والجامعات احد ابرز نجاح الاستراتيجية والتكامل بين الصياغة والتنفيذ حيث اكدت الوزارة على بناء الاسس التشريعية والتنظيمية بشكل يضمن ان تؤول موارد انشطة الجامعة الى العاملين فيها بدلا ان تعود الى خزينة الجامعة ثم وزارة المالية وهو المنهج الذي كان مطبقا قبل عام 1992.[/rtl]
[rtl]5. التعليم المسائي: بهدف اتاحة الفرصة لمن فاتته فرصة التعليم سابقا، شجعت الوزارة -وضمن اولوياتها الاستراتيجية- الجامعات على استثمار قدراتها في استحداث برامج للدراسات المسائية مقابل اجور مقبولة ومعقولة يدفعها الطلبة. وقد مكنت هذه السياسة الجامعات من تحقيق رغبات شريحة واسعة من المجتمع.كما انها حققت موارد اضافية لموازنة الجامعة مكنها من توفير موارد لدعم واسناد العملية التعليمية، لان الجزء الاعظم من تلك الايرادات صار يعود للجامعة لتستثمره في المجالات التي تعاني من نقص في التمويل فيه.[/rtl]
[rtl]6. جودة المؤسسة الجامعية: كان مستوى التنسيق بين الوزارة وجامعاتها ينطلق من رغبة اكيدة في تحقيق شعار " النوعية قرين الوطنية" ولذلك وبعد نجاح باحثون في جامعة بغداد بتكييف المواصفة العالمية الآيزو 9001 لتتلائم مع البيئة الجامعية العراقية. وبتوجيه ودعم ورغبة من الوزارة وقيادتها على الارتقاء بالجودة، وافقت الجامعة التكنولوجية لتكون الجامعة الريادية التي تطبق المواصفة. وتمكنت الوزارة من ادارة العملية وتصميم منهج يساعد في نهاية المطاف على صياغة نموذج واقعي قابل للتطبيق في جميع الجامعات. واختارت الوزارة الفريق المشرف من الباحثين الوطنيين وبدعم مادي ومعنوي من مركز الوزارة ومتابعة مستمرة تم اختيار قسم نظم الحاسبات في الجامعة لتكون له الريادة في تطبيق المواصفة للارتقاء بالجودة الجامعية في كل مجالاتها العلمية والتربوية والبحثية وكان ذلك التطبيق نموذجا من نماذج التعاون والتنسيق بين مركز الوزارة والجامعات العراقية في قضية استراتيجية.[/rtl]
[rtl]المحورالرابع: خيارات وزارة التعليم العالي والجامعات ورؤاها الاستراتيجية:[/rtl]
[rtl]اتخذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال السنوات 1970-2003 خيارات استراتيجية متنوعة يمكن تشخيص ابرزها بالتالي:[/rtl]
[rtl]اولاً: خيارات مركز الوزارة:[/rtl]
[rtl]لقد كان اساس الخيار الاستراتيجي واضحا منذ استحداث الوزارة، وهو الرصانة العلمية واعتماد التوجهات العالمية في استحداث التخصصات مع توجه محافظ الى حد ما. لكن هذا التوجه اتسم بطابع الانفتاح والتوسع في التخصصات بعد فرض الحصار العلمي والتكنولوجي، حيث توجهت الوزارة الى تشجيع جامعاتها على استراتيجية التنوع في الاستحداث على مستوى الكليات والتخصصات فاستحدث في اصعب الظروف اقسام مثل الميكاترونكس. كما تغيرت رسالتها ورؤيتها اذ كانت تركز في السنوات 1970-1980 على توفير احتياجات خطط التنمية، ثم انتقلت الى رؤية اوسع وهو التعليم مدى الحياة، وتوفيره لكل الراغبين في الاستزادة او الولوج في تخصصات غير التي درسوها سابقا او توفيره لمن فاتته الفرصة.... الخ. فتوسعت في التعليم المسائي ونوعت مسارات التعليم ونوعت فرصة التجسير بين التعليم التقني والتعليم العالي وتم استحداث الكليات التقنية. كما سمح للمتميزين والمبدعين من موظفي الدولة والقطاع الخاص من استكمال دراستهم العليا (حتى وان كانت معدلات تخرجهم من البكالوريوس تقل عن المعدلات في الشروط العامة للقبول بالدراسات العليا). ولكن قدر تعلق الامر بالملكية ظل التعليم العالي ومؤسساته حكراً للدولة حتى نهاية الثمانينيات عندما سمح للجمعيات والكيانات العلمية والثقافية في المجتمع المدني بانشاء الجامعات والمؤسسات التعليمية الخاصة وفق ضوابط وشروط محددة.[/rtl]