الغموض يكتنف نتائج مفاوضات الوفد الكوردي في بغداد والجميع
يتحدث عن الالتزام بالدستور !
السبت 19 ـ 08 ـ 2017
تبدو نتائج مفاوضات الوفد الكوردي في بغداد غامضة لاسيما وان غالبية المواقف
التي وجدها أعضاء اللجنة العليا لاستفتاء إقليم كوردستان
في بغداد، تشير إلى أن الحصول على “ضوء أخضر”
لقبول ساسة بغداد في مسألة الاستفتاء،
وتالياً انفصال الإقليم عن العراق، أمر متعذر في ظل “عتمة” المواقف السياسية الرافضة
التي تتبناها معظم الشخصيات والجهات السياسية العربية.
صحيفة “الشرق الأوسط”قالت في تقرير لها “يظهر من مجمل المواقف والبيانات
التي أعلنت عقب اجتماع الوفد الكوردي
بالشخصيات السياسية وسفارات بعض الدول في بغداد،
أن الاجتماعات اتخذت طابعاً بروتوكوليّاً عادياً،
ولم يحصل الوفد الكردي على أي ضمانات أو مواقف مؤيدة لموضوع الاستفتاء”.
وأضافت ان “رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أصدر بياناً
عقب اجتماعه بالوفد الكوردي، أول من أمس، قال فيه :
إن اللقاء شهد حواراً صريحاً ومعمقاً حول ضرورة تفعيل الآليات المناسبة لحل المشكلات العالقة،
بيد أنه عاد وقال في مؤتمر صحافي: ليس للأكراد مصلحة في إجراء الاستفتاء”.
ونوهت الى ان “بيان الرئيس العراقي فؤاد معصوم (وهو كوردي)
لم يشير إلى مسألة الاستفتاء في البيان الصادر
عن مكتبه عقب اللقاء بالوفد الكردي، لكنه: ثمّن روح التعاون والحوار والرغبة الصادقة
لحل جميع القضايا العالقة بين حكومتي الإقليم والحكومة الاتحادية، مشدداً
على أهمية احترام مبادئ الدستور. وتجدر الإشارة هنا
إلى أن الدستور العراقي الدائم لا يتيح عملية الانفصال لأي جماعة قومية أو دينية”.
وتابعت ان “رئيس الوفد الكوردي روز نوري شاويس، شدد بعد لقاء الوفد
بالرئيس معصوم على أهمية وأولوية مبدأ التشاور والتعاون البناء بما يحقق الطموحات العليا المشتركة”.
واردفت “يذهب مراقبون إلى أن الوفد الكوردي قد يسعى للحصول على تنازلات محددة
من بغداد في مقابل تأجيل أو إلغاء الاستفتاء المزمع، خصوصاً مع تأكيد شخصيات
كوردية على أن الوفد حمل عشرات الملفات الخلافية لمناقشتها مع بغداد،
حيث أكدت النائبة عن كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني أشواق الجاف،
في تصريحات إعلامية: أن الوفد الكوردي الذي زار بغداد
حمل معه 55 ملفاً يتضمن انتهاكات الحكومة الدستورية تجاه الإقليم”.
ورجحت “يبدو أن الوفد الكوردي سمع من رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الذي التقاه أمس،
العبارات العامة ذاتها
التي استخدمتها بقية الشخصيات والأطراف السياسية، حيث أشار بيان صادر عن الجبوري،
إلى تأكيده للوفد الكوردي على ضرورة إعادة الثقة بين مكونات الشعب
وتفعيل المشتركات، مشدداً على أن الاستفتاء يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية،
فيما حذر من اتخاذ (مواقف مصيرية) تنعكس سلباً على المناطق المتداخلة، وذكر:
أن اللقاء استعراض أبرز التطورات السياسية والأمنية في العراق.
ونقلت “البيان عن الجبوري، قوله:
نحترم توجهات جميع الأطراف مع موافقتها للدستور، وبما يعزز اللحمة الوطنية،
ويحفظ الاستقرار وإعادة الثقة بين مكونات الشعب العراقي.
وتفعيل المشتركات ضرورة حتمية لتجاوز التحديات”، مضيفاً أن “خيار الاستفتاء
يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية بما يكفل مصلحة العراق، مع الأخذ بالاعتبار الظروف
التي يمر بها البلد”، داعياً إلى “أهمية مواصلة الحوارات
لتجاوز الخلافات السياسية والأمنية بين جميع الأطراف، بما يحقق المصالح
التي تحفظ وحدة العراق”.
وأشارت الى ان “نائب الرئيس نوري المالكي المعروف بمواقفه المناهضة للكورد،
استقبل هو الآخر وفد الإقليم، وأسمعهم العبارات العامة ذاتها
التي استخدمها الجميع ودعاهم لحل المشكلات استناداً إلى الدستور”.
ونقلت “بيان صادر عن مكتب المالكي ذكر:
أن اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، وتبادل الطرفان
وجهات النظر حول العلاقات بين بغداد وأربيل، مشددا، بحسب البيان،
على ضرورة اتباع الطرق القانونية والدستورية
في حل الخلافات والإشكاليات المتعلقة بالاستفتاء أو أي قضية أخرى”.
وذكرت “كان الوفد الكوردي الزائر لبغداد اجتمع مع رؤساء الجمهورية
والوزراء والبرلمان، إضافة إلى اجتماعه بالسفيرين الأميركي والإيراني في بغداد،
كما التقى نائب الرئيس نوري المالكي ورئيس (تيار الحكمة) عمار الحكيم،
والقيادي في (الحشد الشعبي) هادي العامري، ورئيس البرلمان العربي
مشعل بن فهم السلمي، الذي يزور بغداد هذه الأيام”.