أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه من المحتمل تنفيذ عملية مشتركة مع إيران ضد "حزب العمال الكردستاني"، من شأنها أن تكون فعالة.وقال أردوغان للصحفيين: إن "صراعا أكثر كفاءة ضد الحزب المحظور وفرعه الإيراني حزب (الحياة الحرة لكردستان) سيكون ممكنا من خلال تحرك مشترك مع طهران".
من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري، أنه بحث مع نظيره التركي خلوصي أكار قضية الحدود بين البلدين، وضرورة ضبطها، كاشفا عن قرب زيارة نظيره التركي إلى إيران لإكمال المفاوضات والمحادثات التي تخوضها البلدان في ما يخص المسائل ذات الاهتمام المشترك. عن هذا الموضوع يقول الدكتور خالد عبد الإله: هذا التحالف بين إيران وتركيا ليس بجديد، هناك تحالف ميداني في إطار مناطق خفض التصعيد في مؤتمر الأستانة الخاص بالأزمة السورية، وبالتأكيد هناك أطراف ضامنة للاتفاقات وهي كل من تركيا وإيران وروسيا، أما الجديد في هذا الأمر هو في أن يكون هناك ترتيبات بفعل الأوراق الجديدة التي تلعب بعض الأطراف فيها، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية في مناطق الحكم الذاتي شمال سوريا و وبما يتعلق بالاستفتاء في العراق، الذي يمثل خطراً على تركيا وإيران في إطار هذه المعادلات الجديدة، لذلك تم الحديث على أن هذا التنسيق قد يتحول إلى نوع من المقاربات الواضحة من أجل أن لايكون هناك عملية تحقق لهذا المشهد وأقصد به استفتاء إقليم كردستان، وبالتأكيد أن هذا الموضوع يشكل خطراً كبيراً جداً على الأمن القومي التركي وعلى الأمن القومي الإيراني، وأنا أتوقع أن هذا التنسيق التركي الإيراني يأتي في ظل ظروف صعبة تشهدها المنطقة، وقد يكون لضرورة أعلنها البلدان في محاربة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ومثلث الحدود العراقي السوري التركي، لكن طبيعة المعادلات الجديدة قد تكون موجهة أيضا إلى إقليم كردستان العراق بطريقة غير مباشرة.
لحد هذه اللحظة الكل يقول مسألة الاستفتاء في إقليم كردستان مازالت مستمرة، ولكن التدخل العسكري ضد هذا الموضوع يدخل ضمن إطار التوازنات الدولية، لهذا أتوقع إن الغرض الأساسي من التحالف هو ما شهدته مناطق شمال إيران وما شهدته مناطق الجنوبية الشرقية من تركيا من عمليات نوعية لحزب العمال الكردستاني و ارتباطه بحزب الاتحاد الوطني الديموقراطي الموجود في سوريا وبجماعة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وكل من إيران وتركيا يجدون أن هناك تصرفات ومصالح أمريكية ابتعدت عن مسألة حفظ الأمن القومي لكلا البلدين، خصوصا تركيا التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات استراتيجية قوية جداً، لذلك أنا أتوقع في أن هذا التنسيق الأمني والاستخباري والعمليات العسكرية هي بمثابة رسالة غير مباشرة تفيد بأنه إذا لم يكن هناك تغيير في المواقف الكردية سيكون هناك حساب عسكري، وقد يكون هذا الحساب بصورة غير مباشرة عبر دعم بعض المجاميع المسلحة داخل الإقليم لإرباك الأوضاع، لكن التدخل العسكري المباشر في ظل وجود دول عظمى في المنطقة كروسيا الاتحادية والولايات المتحدة غير مطروح الآن. ويجب التنويه إلى أن الحرس الثوري الإيراني نفى التنسيق لأي عمليات مشتركة مع تركيا ضد "حزب العمال الكردستاني" خارج الحدود الإيرانية.