مطالبات باللجوء إلى مجلس الأمن لإلغاء استفتاء كردستان العراق
- مع اقتراب موعد استفتاء كردستان العراق المثير للجدل، تصاعدت الدعوات للضغط على حكومة الإقليم من أجل العدول عن ذلك عبر مطالبة حكومة بغداد باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يلغي الاستفتاء، في ظل بروز تضارب في المواقف بين الأوساط السياسية الكردية حول الإقدام على إجراء الاستفتاء.
العرب [نُشر في 2017/09/12، العدد: 10749، ص(3)]
مصير غامض ينتظر المنطقة
بغداد - تصاعدت التحذيرات داخل الأوساط السياسية العراقية من إقدام إقليم كردستان العراق على إجراء الاستفتاء المثير للجدل والمقرر في الـ25 من هذا الشهر، وسط حالة من الترقّب الشديد.
وطالب عضو البرلمان العراقي عبدالرحمن اللويزي، حكومة حيدر العبادي، باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لإلغاء استفتاء إقليم كردستان، بعد فشل كل الدعوات التي وُجهت إلى حكومة الإقليم لإلغاء الاستفتاء أو تأجيله.
واعتبر اللويزي خلال تصريحات صحافية نقلتها محطة “العراق نيوز” الاثنين، أن استفتاء إقليم كردستان يُشكّل تهديدا للشعب العراقي، مشيرا إلى أن موقف بغداد كان واضحا بعدم الاعتراف بهذا الإجراء ونتائجه لأنه مخالف للدستور العراقي.
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي قد صرّح في وقت سابق بأن “الاستفتاء خطوة غير قانونية وتتنافى مع الدستور العراقي”، مؤكدا على ضرورة إجراء حوار مع أربيل لمناقشة كافة القضايا الخلافية.
ويعارض العرب والتركمان في كركوك بشدة الاستفتاء وشمول المحافظة والمناطق المتنازع عليها في العملية. ودعت الأحزاب العربية في المحافظة الأحد، السكان إلى مقاطعة الاستفتاء وعدم المشاركة فيه.
ويرفض حزب للعراق متحدون وجبهة الحوار الوطني وحزب اتحاد القوى الوطنية وحزب الحل وحزب الحق والتجمع الجمهوري العراق ونهضة جيل والمشروع العربي وحزب العمل وحزب الوفاء والهيئة الاستشارية العربية فى كركوك (منظمة بدر) والتيار الصدري (كتلة الأحرار) وحزب الوفاق الوطني، الاستفتاء.
وتسيطر قوات البيشمركة الكردية على مدينة كركوك الغنية بالنفط كما سيطرت على مناطق أخرى، وذلك خلال السنوات الثلاث الماضية في قتالها ضد تنظيم داعش المتطرف.
وهدّدت قوى شيعية مرارا بأنها لن تسمح بأن تكون كركوك جزءا من “دولة كردية مستقلة”، وهو ما يزيد من تعقيد القضية التي أخذت أبعادا دولية في الاشهر الماضية.
عبدالرحمن اللويزي: على بغداد إيجاد حل آخر بعد فشل الدعوات الموجهة للإقليم لإلغاء الاستفتاء
ويبدو أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني مصرّ على القيام بالاستفتاء رغم كل الضغوطات، محليا ودوليا، حيث أظهر تماسكا في وجه كل المعارضين لهذه الخطوة التي قد تزيد من التوترات في منطقة تعصف بها الحروب من سنوات طويلة.
وقال رئيس الإقليم، في وقت سابق لهيئة الإذاعة البريطانية الـ”بي.بي.سي” إن “الاستفتاء لن يؤثر على استمرار العلاقة بين شعب كردستان والشعب العراقي، بل سيعمل على تعميق هذه العلاقة”.
لكنه حذّر في المقابل من أن الإقليم سيرسم حدود دولته المستقبلية إذا لم تقبل بغداد بالاستفتاء. وقال إن “الأكراد سيحاربون أيّ مجموعة تحاول تغيير الواقع في كركوك بالقوة”.
وهذه المرة الأولى في التاريخ التي يقرر فيها شعب كردستان مستقبله بحرية، وفق بارازاني، الذي أكد على أنه “بعد ذلك سنبدأ في محادثات مع بغداد للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود والمياه والنفط”.
ورفض رئيس الإقليم تحذيرات أميركية وبريطانية، من أن السعي إلى الاستقلال يمثّل خطرا كبيرا، حيث لا يزال العراق يخوض حربا ضد تنظيم داعش.
وبرز تضارب في المواقف بين الأكراد، فقد أقرّ رئيس برلمان الإقليم، يوسف محمد، بشكل مفاجئ الاثنين، بأن “الاستفتاء حول الانفصال سيؤدي إلى مشاكل جديدة في المنطقة”.
وجاء ذلك في تصريح للصحافيين خلال زيارة السفير الإيطالي لدى بغداد ماركو كارنيلوس، والقنصل الإيطالي في أربيل سيرينا موروني، لرئيس حركة التغيير الكردية عمر سيد علي، في مدينة السليمانية شمالي البلاد.
وأوضح محمد، أن الاستفتاء سيوجد مشاكل جديدة في الشرق الأوسط والعراق وفي الإقليم الكردي، متوقعا أن يشهد الإقليم حالة عدم الاستقرار عقب الاستفتاء.
وكانت حركة التغيير الكردية، ومقرّها الرئيسي في السليمانية، نظمت مظاهرات ضد رئيس الإقليم بسبب مواصلة بقائه في منصبه رغم انتهاء فترة رئاسته، ما دفع رئيس وزراء الإقليم نجيرفان بارزاني في أكتوبر 2015 إلى إصدار قرار عزل رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد، ووزراء حركة التغيير من حكومته.
وما يزال رئيس برلمان الإقليم يوسف محمد، ممنوعا من دخول مدينة أربيل إذ يزاول مهامه من السليمانية منذ ذلك الوقت.
وندّد أكراد الإقليم، المناهضون لإيران وتركيا الأسبوع الماضي، بالتهديدات بعملية مشتركة إيرانية تركية ضدهم في حال مضت حكومة الإقليم قُدما في خطط الانفصال.
وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، أسو حسن زادة، أن الأكراد مستعدون لحمل السلاح ضد الدولتين.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي، أن عملية مشتركة مع إيران ضد الاكراد “مطروحة على الدوام ضد القواعد الخلفية للمتمردين في العراق”، بينما نفت طهران خطط بشأن ذلك
والاستفتاء غير مُلزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم وهي أربيل والسليمانية ودهوك ومناطق أخرى متنازع عليها بشأن إن كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.