اسبانيا تستخدم القوة لمنع استفتاء كاتالونيا !
الجمعة 06 ـ 10 ـ 2017
رئيس الاقليم يدين ضرب متظاهرين واستخدام الرصاص المطاطي في مواجهة
تصميم الآلاف على التصويت.
ميدل ايست أونلاين :
برشلونة ..
بدأت المواجهة التي كانت تثير مخاوف بين الانفصاليين الكاتالونيين والسلطات الاسبانية
الاحد بتدخل الشرطة لمنع اجراء الاستفتاء على استقلال المنطقة في مواجهة آلاف
من سكانها المصممين على التصويت ،ومن جيرونا الى برشلونة وفيغيراس، تجمع آلاف الكاتالونيين
امام مراكز الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء الذي منعه القضاء الاسباني
لكن السلطة الكاتالونية اصرت على المضي قدما فيه في تحد غير مسبوق للدولة الاسبانية.
وبدأت الشرطة الوطنية الاسبانية مصادرة صناديق وبطاقات اقتراع في المنطقة
مع فتح مراكز الاقتراع صباحا،
كما اعلنت وزارة الداخلية ، وقالت الوزارة في تغريدة مرفقة
بصور وضعتها عند الساعة التاسعة (07:00 تغ) "هذه هي الصناديق والبطاقات الاولى
التي صادرتها الشرطة في برشلونة"، مؤكدة ان "رجال الشرطة يواصلون انتشارهم في كاتالونيا".
وذكر شهود عيان ان الشرطة اطلقت الرصاص المطاطي بينما قال آخرون
انها قامت بضرب متظاهرين في برشلونة بالقرب من مدرسة في وسط المدينة اقتحمتها الشرطة
لمصادرة صناديق اقتراع ما ادى الى سقوط جريحين على الاقل ،
وذكر شهود ان بعض الناخبين تمكنوا مع ذلك من التصويت ،
وفي جيرونا دخلت شرطة مكافحة الشغب بالقوة الى مركز الاقتراع الذي يفترض
ان يدلي فيه رئيس كاتالونيا. واظهرت مشاهد التلفزيون عناصر من الشرطة المسلحة يحطمون الباب للدخول
الى المركز الرياضي الذي تم اختياره كمكتب للتصويت ، لكن الرئيس الانفصالي كارليس بيغديمونت تمكن
من المشاركة في الاستفتاء، كما ظهر في صور بثتها السلطة التنفيذية على حسابها على تويتر،
وندد بيغديمونت بـ"العنف غير المبرر" من جانب الشرطة الوطنية في برشلونة لتفريق متظاهرين
كانوا يريدون التصويت ، وصرح لصحافيين ان "الاستخدام غير المبرر للعنف وغير العقلاني
وغير المسؤول من جانب الدولة الاسبانية لن يعطل ارادة الكاتالونيين"، مشيرا
الى "ضرب بالهراوات و(استخدام) الرصاص المطاطي واعتداءات من دون تمييز"
على اشخاص يتظاهرون "سلميا" ، وقال المتحدث باسم الحكومة الاقليمية خوردي تورول
في مؤتمر صحافي "الحكومة اليوم في موقع يسمح لها بالتأكيد باجراء الاستفتاء على تقرير المصير
مع الضمانات التي وعدنا بها". واكد ان السلطة التنفيذية لديها "احصاء شامل"
يسمح للناخبين بالتصويت في اي مكتب في المنطقة.
وفي برشلونة حيث بدأت امطار تهطل صباح الاحد، وشمالا
في جيرونا معقل الرئيس الانفصالي كارليس بيغديمونت او فيغيراس المدينة العزيزة
على قلب الرسام الشهير سالفادور دالي، اكد هؤلاء انهم موجودون "للدفاع"
عن مراكز التصويت ، وبينما انهى محتفلون ليلتهم،
استيقظ آخرون في وقت مبكر على غير العادة.
وصرح بو فالس (18 عاما) الطالب الذي يدرس الفلسفة وقرر مساء السبت ان يتمركز
امام مركز للتصويت اقيم في مدرسة خاومي بالميس في برشلونة "في كاتالونيا نحن
في مرحلة نعتقد خلالها انه من الضروري ان نقرر ما اذا كنا نريد البقاء في الدولة الاسبانية".
واكدت سلطات كاتالونيا انها اقامت 2300 مركز اقتراع ليتاح لـ5.3 ملايين كاتالوني التصويت.
وكان الانفصاليون الحاكمون في كاتالونيا منذ ايلول/سبتمبر 2015 دعوا في السادس
من ايلول/سبتمبر الى هذا الاستفتاء على الرغم من حظره من قبل المحكمة الدستورية وغياب
التوافق داخل مجتمع كاتالونيا نفسه في هذا الشأن.
في الواقع تبدو المنطقة التي تصاعدت فيها النزعة الانفصالية منذ مطلع العقد الثاني،
مقسومة بالتساوي بشأن الاستقلال ، لكن سبعين بالمئة من الكاتالونيين يرغبون
في اجراء استفتاء قانوني وبموافقة الدولة الاسبانية حول حق تقرير المصير.
ومنذ السادس من ايلول/سبتمبر لم تردع الملاحقات القانونية ولا عمليات التوقيف
والدهم الانفصاليين في هذه النطقة التي يعيش فيها 16 بالمئة
من سكان اسبانيا، عن تنظيم الاقتراع المحظور ،
وتحول الخلاف المرتبط بالاستفتاء بين الحكومة المركزية والمسؤولين الكاتالونيين
إلى واحدة من أكبر الازمات التي تشهدها اسبانيا منذ عودة الديموقراطية إليها بعد
وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو في 1975.
وتعتبر كاتالونيا، التي يدفع قادتها باتجاه الاستقلال عن اسبانيا،
احدى ركائز الاقتصاد الاسباني المنتعش صناعيا وسياحيا
لكنه يرزح في المقابل تحت وطأة دين كبير.
لذلك تظاهر آلاف الاسبان السبت للاعتراض على الاستفتاء
ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "كاتالونيا هي اسبانيا".