كرملش ايام زمان : شخصية كرمليسية يوسف شموكا (شكوتة)

كرملش ايام زمان

Yesterday at 6:30am ·
شخصية كرمليسية 12
يوسف شموكا (شكوتة)
سلام توفيق
شكوتا ... خالا ... ابو الغيرة ... اوا
كلها القاب لشخص واحد هو المرحوم
يوسف شموكا - رحمه الله-
كنت اجده جالسا عند جدي القصاب متي ججو حندولا في الدكان وهو يمسك القلم والدفتر ليسجل اسماء الكرمليسيين الذين اشتروا لحما ومقدار المبلغ الذي عليهم دفعه ... وكان النظام ان تسجل جميع الاسماء ومقابل كل اسم المبلغ الذي يتوجب دفعه مقابل اللحم الذي اشتراه اليوم
وفي نهاية الامر يتم جمع المبالغ ليحصل القصاب على الوارد الاجمالي للذبيحة ويعرف صاحبها حساب البيدر والحقل ثم يقارن المبلغ الكلي المستحصل مع مبلغ شراء الدابة ليعرف كم هو مقدار الربح او الخسارة !!
وعند الانتهاء من العملية كان القصاب ينقل اسماء المشترين الذين يدفعون بالاجل اي عند حصولهم على رواتبهم الشهرية مثلا الى دفتر جيب خاص بالديون ...اما الذين يدفعون مباشرة وكان عددهم محدودا فكان يضع علامات معينة مقابل الاسم ليسهل فرزها لاحقا مع انه في الاغلب
لم يكن يحتاج لذلك فهو يحفظ على ظهر قلب الاسماء بشقيها العاجل او الاجل
وفي بعض الاحيان عندما تكون الغلة او الوارد دسمة يرسلون بطلب العم حنا بطيلا ياتيهم ببطل عرق من -صنع ايديا وحياة عينيا- ويشعلون النار في الفحم ليقوموا بحفلة شواء بسيطة
تعرفنا على المرحوم شكوتا اكثر في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عندما عمل حارسا للمدرسة الثانوية في كرمليس التي بنيت في محلتنا ...وقد بنى له غرفة صغيرة لاتتجاوز مساحتها مترين طولا وعرضا وارتفاعا لينام فيها صيفا وشتاءا ...وكنا نحن شباب المحلة نتسامر ونسهر عنده
على سطح غرفته الصغيرة حيث كان يقص علينا مغامراته عندما كان يعمل كمساعد سائق لسيارة حمل كبيرة وكنا نتعجب من بطولاته ونقارنها بجسمه الضئيل - شكوتا معناه الضئيل الجسم- ونكاد لانصدقها ولكننا كنا نستمتع بها كثيرا
وفي الشتاء كنا نعرف تحركاته من المصباح اليدوي المميز الذي كان يرافقه دوما ليستطلع ما حوله بدقة خصوصا انه كان ضعيف النظر الى حد ما ...وكان يتنقل بين بيوت المحلة حيث كانوا يكرموه ويستانسوا لروحه المرحة ويفرحون لقدومه
اذكر يوم وفاته سنة 1989 واتذكر تماما عندما اتت سيارة تحمل نعشه بعد ان فاضت روحه في احدى مستشفيات الموصل