د.خضير المرشدي لعل واحدة من أهم الجرائم التي أرتكبها الاحتلال ومرتزقته وخدمه العامل

د.خضير المرشدي
****************************************
لعل واحدة من أهم الجرائم التي أرتكبها الاحتلال ومرتزقته وخدمه العاملين في العملية السياسية وبدون إستثناء ، والتي تعبر عن حقدهم وكراهيتهم ليس للبعث فحسب ، وإنما للعراق وشعبه ، هي إزالة كافة المنجزات والمعالم والرموز التي بناها البعث في العراق وما يرتبط بها من قوانين وقرارات ، ونسف كل ماحققته هذه المنجزات والقوانين من مردودات إيجابية تتعلق بحياة الناس ، وما أفرزته من قيم وطنية وقومية وانسانية ، أي بمعنى تدمير البناء الحضاري الذي بدأ البعث بنائه في العراق ببعده العربي والانساني ، ولهذا تم تدمير كافة المنظومات المادية والمعنوية والاخلاقية والقيمية التي بذل العراقيون من أجل إنجازها وحمايتها الدماء والجهود وتعب السنين ، متناسين هؤلاء الاغبياء من خدم المحتل ، إن التاريخ سوف لن يهمل فعلتهم وسيجعلهم سبّة للأجيال القادمة ولآلاف السنين لسوء مافعلوا ، وسيخلّد في الوقت ذاته اصحاب المنجزات الكبرى والمواقف العظيمة مهما كثر الزيف والتشويه وطمس الحقائق من قبل هؤلاء الفاسدين والكذابين وأسيادهم الفرس والامريكان والصهاينة ، ومهما إشتدت قوة آلتهم الاعلامية السوداء .
وإستناداً لهذه الحقيقة الواضحة فلم يتبقى أمام هؤلاء الخدم ، سوى تدمير ما حققه قانون الحكم الذاتي للأكراد والذي يعتبر واحد من أهم الإنجازات الوطنية التي حققها البعث ليس للشعب الكردي فقط وإنما للعراق كله ، مجسداً بذلك إستراتيجيته العربية والانسانية البعيدة في معالجة قضية التنوع القومي على مستوى الوطن العربي ككل ، نعم لم يعد أمام هؤلاء سوى تدمير هذا الإنجاز التاريخي المتبقي من إنجازات البعث وثورته وقيادته ، بعد أن ألغوا من قبله الكثير من القرارات ودمروا الكثير من المنجزات إبتداءاً من إلغاء تأميم النفط ، ومجانية التعليم الإلزامي والخدمات الصحية والاجتماعية ، وتدمير الصناعة والمصانع العملاقة العسكرية والمدنية وسرقتها وبيعها بالخردة لدول الجوار ، وإهمال الزراعة وتخلفها وهدم مشاريع الري العملاقة ، وتغيير المناهج الدراسية من مناهج وطنية الى طائفية وعنصرية ساهمت في تجهيل الشعب وافقاره ، وتفكيك المؤسسات الامنية والعسكرية الوطنية وفي مقدمتها حل جيش العراق الباسل ، وقتل العلماء من مختلف الاختصاصات وتشريدهم ، وتسليط الحثالات على حكم العراق ، وغيرها الكثير والمثير من الافعال الشريرة .
إن الخاسر من ذلك ليس الشعب الكردي فحسب ، وإنما شعب العراق كله ، مثلما كانت الخسارة كبيرة لعموم العراقيين عندما تم تدمير وسرقة منجزاتهم وحضارتهم وثرواتهم .

Gefällt mirWeitere Reaktionen anzeigen
KommentierenTeilen