العبادي أخطأ في فهم الإعلام الكوردي 01-11-2017 مراسلي ومصوري شبكة رووداو الإعلامية خاطروا بحياتهم لتغطية العمليات ضد تنظيم د

العبادي أخطأ في فهم الإعلام الكوردي
01-11-2017
مراسلي ومصوري شبكة رووداو الإعلامية خاطروا بحياتهم لتغطية العمليات ضد تنظيم داعش في الموصل، القيارة، بيجي، الرمادي، والفلوجة على مدار الساعة
مراسلي ومصوري شبكة رووداو الإعلامية خاطروا بحياتهم لتغطية العمليات ضد تنظيم داعش في الموصل، القيارة، بيجي، الرمادي، والفلوجة على مدار الساعة
قال رئيس الوزراء العراقي إن الإعلام الكوردي يحرض على قتل القوات العراقية، وبذلك فهو يرتكب جرائم حرب، ولكن الحقيقة هي أن وسائل الإعلام الكوردية، ومن أهمهما شبكة رووداو الإعلامية، قد عملت على كشف الجرائم التي ارتكبتها القوات العراقية والميليشيات، وكان آخرها خلال الحرب ضد تنظيم داعش، ومن المعلوم أن وسائل الإعلام تقوم بعمل محق، عندما تكون هناك اتهامات وبحث عن الأعذار لإغلاقها.
لقد اقترحت اللجنة الإعلامية العراقية على المؤسسات الحكومية، لا سيما العسكرية، منع فرق شبكة رووداو الإعلامية من القيام بعمله في أي مكان داخل البلاد، وكذلك الاستيلاء على معداتها واعتقال موظفيها.
السلطات العراقية، ومن ضمنها السيد العبادي، يجب أن يتذكروا أن مراسلي ومصوري شبكة رووداو الإعلامية خاطروا بحياتهم لتغطية العمليات ضد تنظيم داعش في الموصل، القيارة، بيجي، الرمادي، والفلوجة على مدار الساعة، ومن أبرز أولئك المراسلين، شفاء كَردي، التي فقدت حياتها في الموصل عندما كانت تحاول إخبار العالم عن الجرائم التي ارتكبها ذلك التنظيم المتطرف بحق الشعب العراقي.
المسؤولون الحكوميون والعسكريون العراقيون، ومن ضمنهم السيد العبادي نفسه، غالباً ما ظهروا على شاشة رووداو، ونقلوا رسائلهم إلى العالم، فمع منصاتها الإعلامية متعددة اللغات، كانت رووداو مصدراً رئيسياً للأخبار بالنسبة للعالم، وقد عرض تلفزيون رووداو الجنود العراقيين خلال عملياتهم العسكرية لتحرير بلادهم، وكذلك مئات الآلاف من المدنيين الذين نزحوا أو ذبحوا على يد تنظيم داعش، حيث كانت رووداو دائماً في المقدمة لتنقل أصواتهم إلى العالم.
الطائفية ليست موجودة في شبكة رووداو الإعلامية، بل إن تصميم وبث برامج خاصة بتعزيز التعايش العرقي والديني، كان من صلب عمل هذه الشبكة، وقد ظهر قادة شيعة وسنة ورجال دين وخبراء ومواطنون عاديون على شاشة رووداو بشكل مستمر، كما سعى مراسلونا في بغداد والبصرة والرمادي لمعرفة كل شخص لديه قصة ليرويها، وكذلك سافر مراسلو رووداو لحضور مؤتمرات دولية لمقابلة القادة العراقيين ونقل آرائهم على الهواء مباشرةً.
من الغريب أن السيد العبادي يتهم وسائل الإعلام الكوردية بالتحريض على العنف، فيما تهدد حكومته بإغلاق شبكة رووداو الإعلامية، وهذه ليست إهانة كبرى لحرية الصحافة فحسب، بل إنها خطوة من جانب زعيم عراقي آخر لخنق حرية الصحافة، وربما أعطت بعض الانتصارات الأخيرة في المعركة هذا الجو من الثقة لبغداد، وأن بإمكانها إنهاء الإعلام الحر باعتباره الحاجز النهائي أمام الحكم المطلق.
إذا كان السيد العبادي قلقاً بالفعل بشأن التحريض على العنف، فربما يجب عليه أن ينظر إلى عدد لا يحصى من القنوات الإذاعية والتلفزيونية التي تنبع من الكراهية الطائفية ليلاً ونهاراً دون أي تنظيم أو رقابة، وعلى حكومته أن تحاول إغلاق صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع عمليات القتل الانتقامية في وضح النهار، إن وجود مؤسسة إعلامية موثوق بها في العراق أمر نادر، لأن الميليشيات تملك معظمها وتوجهها، وكذلك الأحزاب السياسية ورجال الأعمال ورجال الدين الذين أضرموا لهيب الحرب الطائفية في العراق بنتائج مميتة.
رووداو هي إحدى الوسائل التي بقيت بعيدة عن هذا العالم الملوث بالسياسة الطائفية، وغطت الأخبار في كل ركن من العراق، وفي رووداو، وجد شعب العراق والسياسيون وسيلة للتحدث مع بعضهم البعض من خلالها.
بدأ عداء الحكومة العراقية تجاه رووداو في بداية أحداث الشهر الماضي، وتقدم الجيش والحشد الشعبي إلى كركوك والمدن الأخرى عبر حدود إقليم كوردستان، وقد غطت رووداو جميع الأخبار وكذلك هروب المدنيين، كما أن كاميراتنا هرعت للقاء المدنيين الشيعة والسنة عندما فروا من داعش أيضاً.
نأمل بأن لا يبدأ السيد العبادي بملاحقة الصحفيين ووسائل الإعلام، لأنها ستقتل الفرصة الأخيرة للديمقراطية في العراق، كما إننا ضد التحريض على العنف والتقارير غير المسؤولة، ولكننا نؤمن بأن الصحافة الحرة تساعد على بناء بلد قوي وبيئة سياسية صحية.
ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم
***
رووداو – أربيل

Gefällt mirWeitere Reaktionen anzeigen