ألمانيا تسرّع خطواتها في مراقبة المساجد المتطرفة !ولايات ألمانية تركز على تتبع خطب لدعاة متشددين تنطلق منها الذئاب المنفردة،الأثنين 20 ـ 11 ـ 2017
وعيون الاستخبارات على مراكز ومساجد تركية وإخوانية.
العرب :
تحت المراقبة :
دوسلدورف (ألمانيا) - تحركت ولايات ألمانية مختلفة وبنسق غير معهود
لمراقبة المساجد التي ينشط فيها دعاة وأئمة متشددون، والتحري بشأن الأفكار
التي يلقونها، وعدم الاكتفاء بتتبع من يشك في انتمائه لتنظيم متشدد
أو التحرك كـ”ذئب منفرد” لاستهداف الأبرياء.
وتدرس ولاية شمال الراين-ويستفاليا الواقعة غربي ألمانيا
حظر مساجد متطرفة وجماعات سلفية.
وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في عددها الصادر السبت
أن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) وضعت قائمة
تضم 19 مسجدا وجمعية تُلقى فيها خطب متطرفة.
وبحسب التقرير فإن هذه القائمة مطروحة أمام سلطات حماية أمن الدولة
لدى شرطة الولاية بغرض التقييم والإضافة.
ولم يؤكد متحدث باسم وزارة الداخلية المحلية بالولاية معلومات عن ضربة مرتقبة
ضد مساجد متطرفة.
وقال “بالطبع السلطات الأمنية لولاية شمال الراين-ويستفاليا ترصد منظمات محددة.
نبحث بشأن هذه المنظمات وما إذا كانت تتوفر شروط لإجراءات حظر جمعيات أو إجراءات جنائية”.
وأوضح المتحدث أن الأمر يدور حول عملية ديناميكية يمكن أن تدخل فيها
منظمات تحت المراقبة وتخرج منها منظمات أخرى بسبب عدم كفاية الأدلة ضدها.
وكشف عن أن عدد السلفيين في ولاية شمال الراين-ويستفاليا واصل ارتفاعه
من 2500 عام 2015 إلى 2900 سلفي عام 2016 وازداد
إلى 3 آلاف سلفي حتى أكتوبر الماضي.
وجاء في التقرير أنه تمّ رصد خطباء متطرفين في 70 مسجدا من إجمالي 850 مسجدا،
مشيرا إلى أن الخطر ينبثق على وجه الخصوص من العائدين من سوريا.
وقالت أوساط من الجالية العربية إن ألمانيا، التي بدأت بإصدار قوانين
واتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة موجة العمليات الإرهابية، لم تعد تكتفي فقط
بتتبع المشبوهين في قضايا إرهابية، وأنها بدأت بالتحري بشأن الجماعات والخطباء
الذين يبثون فكرا متطرفا يحرض على الكراهية واستهداف المختلفين في الرأي أو الدين.
أفكار عشرات الخطباء تحت المتابعة :
وكشفت هذه الأوساط أن الباحثين الألمان في شؤون التيارات المتشددة في ألمانيا وافقوا
على أهمية تتبع أفكار عشرات الخطباء في المساجد، والذين يتولى البعض منهم
زرع الأفكار المتشددة لدى الشباب بحماس كبير، ما يجعل استقطابهم
من الشبكات الموالية لداعش أو القاعدة أمرا سهلا.
وحثّت شخصيات ألمانية على أن تلعب الدولة دورا أكبر في مراقبة المساجد
واختيار الأئمة وفق شروط مضبوطة بدل تركها إلى جماعات ممولة
من الخارج للسيطرة عليها وبث أفكارها المتطرفة.
ولا تلعب الدولة في ألمانيا أي دور في اختيار أئمة المساجد،
كما لا تحتاج إقامة مساجد هناك إلى تصريح.
وتشير هذه الشخصيات إلى تجربة فرنسا مع المساجد ونجاحها في البدء
بتكوين أئمة يراعون القيم الفرنسية ويوالون فرنسا وهويتها كدولة علمانية تتعامل
مع الأديان بحياد، داعية إلى البحث عن طرق تجعل المساجد داعمة للفكر المتسامح
الذي يسود ألمانيا لقطع الطريق على المتشددين.
ويذكّر هؤلاء بعملية استقطاب التونسي أنيس العامري الذي تم شحنه بأفكار
متشددة في مسجد ببرلين قبل أن ينفذ هجوم الدهس الذي وقع في إحدى أسواق
عيد الميلاد نهاية العام الماضي وأودى بحياة 12 شخصا.
واكتشفت السلطات أن العامري كان زار هذا المسجد ساعة قبل تنفيذ الجريمة،
وأن المنظمة التي تدير المسجد متورطة في عملية جمع تبرعات لتنظيم داعش
والقيام بتجنيد عناصر له ونشر أفكار جهادية.
وحث سياسيون محليون على متابعة دقيقة لكل المساجد بما في ذلك تلك
التي يظهر القائمون عليها أنهم مسالمون ومتماهون مع فكر الدولة الألمانية،
محذرين من أن يكون ذلك الأسلوب طريقة للتخفّي عن أعين الاستخبارات
وأجهزة الرقابة خاصة أن تلك المساجد تنشر بدورها فكرا متشددا
يحث على اعتزال المجتمع والتبرؤ من أفعاله.
وقالت أوسط الجالية العربية في ألمانيا إن السلطات المحلية بدأت بتتبع
المساجد والمراكز الإسلامية الواقعة تحت سيطرة موالين للرئيس التركي
رجب طيب أردوغان أو لجماعة الإخوان المسلمين أو لجماعات أخرى
قريبة منها وممولة من الخارج، وإن الجميع صار مثار شك
بسبب الأفكار المتشددة التي تلقى على مرتادي تلك الأماكن.