هل بدأ الحشد الشعبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ؟
الخميس 30 ـ 11 ـ 2017
بقلم سعيد العراقي :كاتب سياسي وناشط مدني :
مَنْ كان يتوقع أن الحشد الشعبي ستدور الدوائر عليه في يومٍ من الأيام ؟! ومَنْ كان يتوقع
أن زعيمه الروحي سيتخلى عنه ، ويضعه في زاوية ضيقة فيكون فريسة
سهلة لذئاب الاحتلال وجيوشه الغازية ؟! لان كل الأصوات السياسية النشاز وإعلامها المضلل كانت تمجد به ،
وعملت ليل نهار على دمجه ضمن القوات الأمنية العراقية ، فكانت التصريحات الإعلامية والأقلام
التي تعتاش على دولارات السياسيين كلها توحي بأن الحشد قوة باقية وستكون له كلمة ورأي
في العملية السياسية في المستقبل ، فبدأ الأمر وكأنه واقع حال مفروض لا محالة عنه ،
لكن اليوم نجد أن مؤسس الحشد يغدر به وفي وضح النهار و يسلمه على طبق من ذهب
لحراب المحتالين من جهة ، و يفتح الباب على مصراعيها أمام دخول القوات الأمريكية
لغزو جديد بذريعة حفظ الأمن في شمال العراق ، وكذلك توجيه صفعة قوية لإيران
وعملاءها قادة حشدها الفارسي الذي لا يختلف كثيراً عن الباسيج الإرهابية الفارسية ،
ومعها بدأت عملية قطع اذرع إيران في العراق ، ومن ثم يأتي الدور
في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى ، سلسلة خطوات اتخذتها أمريكا وحلفاءها لتضييق الخناق
على إيران و صنيعتها الساسة الفاسدين يدها الطولى في العراق كلها بدأت تلوح في الأفق
عندما صرح ممثل الأمين العام بان كوبيتش ومن على باب السيستاني أن الأخير يرغب
في حصر السلام في كركوك و غيرها بيد الدولة في إشارة لنزع سلاح مليشيا الحشد والحد
من تعاظم قوته وإنهاء سلسلة جرائمه ضد الإنسانية التي بدأت تطفو على السطح
منذ الوهلة الأولى لتأسيسه بفتوى مرجعية السيستاني ، وفي الوقت الذي صرحت فيه جهات
حكومية عراقية عن دخول الكثير من آليات و جيوش أمريكا إلى كركوك وسط صمت المرجعية الإيرانية
في العراق ، إجراءات بدائية تعكس واقع التدهور الذي يعيشه العراقيون والذي تقف وراءه
المرجعية الفارسية التي لم تنطق ببنت شفه وقت غزو البلاد في 2003 ،
واليوم أيضاً تلتزم جانب الصمت الغير مبرر ، وتفسح المجال للغزاة المحتالين لممارسة ما يحلو لهم
من جرائم وانتهاكات بحق العراقيين مقابل الدولارات التي تتقاضاها منهم ، وهذا ما يكشف النقاب
عن حقيقة التعامل والأسلوب الذي تعتمده هذه الآفة الفارسية مع العراقيين الذين لا زالوا مخدوعين
بكلامها المعسول وعباراتها الرنانة و فتاويها المحرضة على الفساد والطائفية التي أحرقت بنارها الأخضر
قبل اليابس ولا ننسى حادثة سامراء في 2006 وماذا حصل فيها من قتل وتهجير وسلب للحقوق
التي تعرض لها عراقيو الشمال على يد مليشياتها الإجرامية مرتع الفساد ومأوى الفاسدين .
دلائل كثيرة تشير بوضوح إلى أن الاحتلال الإيراني وحشده الشعبي
بدأوا يلفظون أنفاسهم شيئاً فشيئاً و المستقبل كفيل بقلب الموازين على نظام الملالي في العراق .