كلمة اللجنة التحضيرية في المؤتمر الشعبي من ٨ - ١١ كانون الاول ( ديسمبر ) ٢٠١٧ - تونس ... ألقاها الدكتور ضياء سليم الصفار م
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61359مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: كلمة اللجنة التحضيرية في المؤتمر الشعبي من ٨ - ١١ كانون الاول ( ديسمبر ) ٢٠١٧ - تونس ... ألقاها الدكتور ضياء سليم الصفار م الأربعاء 13 ديسمبر 2017 - 20:48
الاخوات ... والاخوة الحضور ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني ويشرفني بإسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العربي أن أحييكم تحية طيبة وأرحب بكم أجمل الترحيب ، وأشكر لكم تلبية الدعوة وتجشمكم عناء السفر والحضور والمشاركة الكريمة في هذا التجمع العربي الهام الذي يأتي انعقاده في مرحلة مهمة من مراحل الحياة العربية ، وفي ظروف تحتل اهمية استثنائية بسبب ما تمر به معظم الاقطار العربية من أزمات وصراعات وما تتعرض له من تحديات داخلية وخارجية تستهدف وحدتها وهويتها الوطنية وسيادتها واستقلالها ومستقبل وجودها . أيتها الاخوات ... أيها الاخوة أبتدأ حديثي معكم بإدانة قرار الادارة الامريكية العدواني والذي يمثل انتهاكاً صارخاً لكافة القرارات الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني ، واعتداء على المقدسات العربية والفلسطينية ذلك بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب ، حيث إن من بين التحديات الاساسية كما هو معلوم لنا جميعاً ، يأتي الاحتلال الصهيوني لفلسطين والجاثم على صدر الامة منذ اكثر من سبعة عقود ، وما خلفه من تدمير للحياة والانسان والأرض والوطن ومن تهديد للامن القومي العربي برمته وليس في فلسطين الحبيبة فحسب ، ومن قبله كان احتلال الاحواز العربية من قبل النظام الايراني الفارسي منذ اكثر من تسعة عقود تم فيها تفريس هذا البلد العربي وتشريد شعبه ونهب خيراته العديدة والوفيره ، إضافة الى إحتلال العديد من الاراضي العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه من قبل دول الجوار الجغرافي بدون استثناء والتي لم تخفي اطماعها تجاه اقطار الامة حتى هذه اللحظة ،ليأتي إلاحتلال الامريكي والايراني المزدوج للعراق في مطلع القرن الحادي والعشرين ، والذي ادى الى تدمير هذا البلد العزيز بشعبه العريق وتاريخه المجيد ومكانته في أمته وثرواته الغزيرة وموقعه المميز ، والى قتل وتشريد وتهجير الملايين من شعبه بعد أن تم نهب وسرقة كافة ثرواته واجتثاث فكره وعروبته ومنجزاته ودولته ومؤسساته الوطنية والقومية والانسانية ليشكل التحدي الأخطر والتهديد الاهم لوجود الامة واستقرارها وسيادة أقطارها . وليس أقل من ذلك ماتعرضت له الشقيقة سورية من مؤامرة كبيرة ادت الى تدمير واسع وممنهج للدولة والمجتمع اشترك فيها النظام الاستبدادي المجرم وحليفته ايران ، واطراف أخرى محلية واقليمية ودولية وضعت هذا البلد العزيز في عاصفة من الازمات المعقدة التي تسببت في قتل وتهجير الملايين مِن شعبه ، وكذلك ما تتعرض له اليمن من صراع مدمر بسبب الدعم الايراني الفاضح لميليشيات ارهابية مجرمة تُمارس القتل والاغتيالات والتدمير ونشر الفتنة الطائفية والتخلف كسياسة ثابتة ، وازمة ليبيا بسبب العدوان والتدخل الاقليمي والأطلسي والذي اودى بهذه البلدان الى متاهات لايعرف مداها الا الله . هذا اذا ما أخذنا بعين الاعتبار التحديات الداخلية في معظم الاقطار على الصعيد الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدمي أو فيما يتعلق منها بسياسة الاستبداد والقمع والاضطهاد وانعدام الحريات والممارسة الديمقراطية الحقيقية وغياب العدالة وتطبيق القانون وغيرها . الا إن من أهم التحديات والتهديدات التي توجه أمتنا العربية اليوم والتي برزت بشكل حاد بعد احتلال العراق وإسقاط دولته الوطنية ، هو الاحتلال الايراني للعراق وهيمنته على كافة مفاصل الدولة والمجتمع وسيطرته على مصادر الثروة والقرار فيه ، وقيادته للعملية السياسية التي أنشأها الامريكان بعد الاحتلال كنواة ومنطلق لمشروعهم في مايسمى بالشرق الأوسط الجديد ( وهذه واحدة من المفارقات المهمة وهي ان ايران تدعي معاداة أميركا ولكنها تقود مشروعها في العراق وبرضا وموافقة أمريكية )!!إن المشروع الايراني الطائفي التوسعي المستهدف لكافة الاقطار العربية من العراق الى سورية ولبنان واليمن والبحرين والسعودية وبقية الاقطار في مشرق الوطن العربي ومغربه ، بات يشكل التحدي المركزي الاول اضافة الى التحدي الأساسي الذي يمثله الكيان الصهيوني في فلسطين . السيدات والسادة إن هذه التحديات وتداعياتها وانعكاساتها على الامن القومي العربي والامن والسلم الاقليمي والدولي ، تفرض وتحتم على الاحزاب والحركات والشخصيات العربية في كل قطر من الاقطار العربية الى التمسك بمباديء وأهداف مشروع نهضة عربي حضاري وتوحيد النضال العربي لايقاف حالة التردي والتراجع والانهيار التي أنتجتها هذه التحديات ، والعمل على توفير امكانية مقاومتها ، والانطلاق بإيجاد الحلول والمعالجات لها . إن فكرة انعقاد هذا المؤتمر تأتي من إدراك خطورة هذه التحديات على الامة بشكل عام وعلى الامن الوطني لكل قطر من اقطار العروبة بشكل خاص ، واستشعاراً لتداعياتها وانعكاساتها على الامن والسلام والاستقرار في العالم أجمع ، وبذلك فإن المؤتمر مدعو الى إتخاذ قرارات مهمة ومصيرية لمواجهة ومقاومة هذه التهديدات ومنها : ١- إقامة جبهة القوى الشعبية العربية لتوحيد مواقف التيارات والاحزاب والحركات في الوطن العربي ، وإيجاد الالية العملية لتحقيق وحدة النضال والمقاومة فيما بينها . ٢- التمسك بالوحدة الوطنية لكل قطر من الاقطار العربية وحمايتها من التقسيم مع السعي الدائم والنضال المشترك لتحقيق الوحدة العربية الشاملة كحتمية تاريخية ضامنة للمستقبل ، بما لايلغي احترام الخصوصيات الوطنية للبلدان العربية ٣- رفض ومقاومة الاحتلال والتدخل الاجنبي في شؤون الدول العربية بكافة أنواعه ومصادره ، والتصدي لمشاريعه السياسية ومخططاته الاستعمارية . وتوحيد مواقف القوى الشعبية العربية في مقاومته وفضح أدواته وأذرعه وتعريتها على المستوى العربي والعالمي . ٤- رفض وفضح المشروع الايراني الطائفي والعنصري التوسعي وأدواته وأحزابه وميليشياته ومن يتحالف أو يتعاون معهم في الوطن العربي ومقاومته بمختلف الوسائل . ٥- رفض وادانة قوى الاٍرهاب والطائفية والمذهبية والنزعات العنصرية والعشائرية ، والانتماءات الاقليمية والمناطقية ، ومشاريع التقسيم والتفتيت التي تتعرض لها مجمل الاقطار العربية . ٦- محاربة ظواهر الفساد المالي والسياسي والاداري والاخلاقي في الاقطار العربية ، ووضع الخطط الشعبية لمواجهة هذه الظواهر والتصدي لها ومقاومتها . ٧- إعتماد استراتيجية نضالية وكفاحية شعبية عربية لتحقيق مباديء مشروع النهضة الحضاري العربي الذي يحقق أهداف الشعب ويضمن حقوقه ويحافظ على مصالح الأمة العليا في الوحدة ، والحريّة والتحرر ، والسيادة والاستقلال الوطني والقومي ، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحريات ، والمشاركة الديمقراطية ، وتحقيق التنمية والبناء والتطور والتقدم الحديث . ٨- نبذ العنف والكراهية والتطرف ، والتمسك بمبدأ الحوار فيما بين الاحزاب والتيارات الوطنية ضمن القطر الواحد من جهة ، وبينها وبين الاحزاب والحركات في الاقطار العربية من جهة ثانية ، ومع الاطراف الدولية من جهة ثالثة ، كوسيلة حضارية في توحيد الصفوف وحل النزاعات وإنتزاع الحقوق وضمان المصالح المشتركة . ٩- السعي الدائم لقيام دولة المؤسسات الوطنية على أساس التداول السلمي للسلطة والتعددية الحزبية والمنافسة السياسية بموجب دستور دائم وقوانين مدنية حديثة تعتمد المقاييس الحديثة في تقييم الأداء . ١٠- التعاون والتنسيق وتوطيد العلاقات مع كافة المنظمات العربية والاقليمية والدولية المهنية والشعبية والرسمية والتواصل مع دول العالم وأحزابها وبرلماناتها وإعطاء أهمية للعلاقة مع حركات التحرر الوطني في العالم . إن المؤتمر الشعبي العربي في الوقت الذي يسعى فيه لتحقيق اهدافه الوطنية والقومية والانسانية ، ويهدف الى تحشيد الطاقات والامكانات العربية في مواجهة كافة انواع المخاطر والتحديات التي تحيق بالامة وأقطارها ، فإنه مدعو من أجل ذلك وفي هذه المرحّلة بالذات ، وفي أطار هذا الاجتماع التأسيسي الى تحليل الواقع العربي تحليلاً دقيقاً ، وتناول كافة شؤون الامة في جميع أقطارها وبالتفصيل ، ووضع رؤيته وما يتفق عليه المشاركون من مواقف وتصورات ، لغرض البناء عليها مستقبلاً في تحديد بوصلة تحركه وتوجيه خطة عمله على المستوى السياسي والاعلامي والقانوني وفي مجال العلاقات وتحشيد الامكانيات وغير ذلك من المجالات الممكنة عملياً ، وأن يتحول الى مؤسسة عربية دائمة وينتخب أمانة عامة ويؤسس مكاتب أو فروع له في الاقطار العربية بعد انتهاء أعماله لتتولى متابعة تنفيذ قراراته واهدافه الوطنية والقومية والانسانية . الاخوات ... والاخوة الاعزاء لابد لي من الاشارة الى ان هذا المؤتمر وبهذا التنظيم الرائع والحضور المميز ، قد عقد بجهود ذاتية وتبرعات شخصية من اخوة ورفاق مناضلين مخلصين لوطنهم وامتهم وقضيتهم ، ومن الأهمية بمكان أن نعلن ان المؤتمر لم يعتمد في تمويله على دولة من الدول ولا أي جهة من الجهات ، ولم يقف خلفه الا من هو حاضر في هذه القاعة من الاخوة والاشقاء الذين تحملوا تكاليف سفرهم ، ولم ينحاز هذا المؤتمر الا لأمته والمناضلين من أبنائها ، وكان للاخوة والمناضلين من فلسطين والعراق دوراً متميزاً في التبرع ودعم المؤتمر ماديا ومعنوياً فلهم منّا عظيم الامتنان وبالغ الشكر والتقدير . أود أن أشكر تونس الشقيقة دولة وشعباً ومؤسسات رسمية وشعبية على موافقتهم لعقد المؤتمر في ربوع تونس ، واحتضانهم لهذا التجمع العربي الكبير ، كما ويسرني ان اشكر الاخوة اعضاء اللجنة التحضيرية التي ضمت مناضلين من مختلف الاقطار العربية ، من فلسطين والعراق وتونس ولبنان والجزائر وموريتانيا ، وكل من ساهم وشارك وعاضد بأي جهد كبيرآ كان أم صغيرآ في سبيل عقد المؤتمر وإنجاحه ، وأخص بالذكر الاخوة والاشقاء اعضاء اللجنة المنظمة في تونس وشبابها الذين بذلوا جهوداً مضنية ومخلصة تستحق منا كل الاحترام والتقدير والتثمين . السيدات والسادة في نهاية حديثي يسرني أن أقول كلمة بحق الرجل والأنسان الذي بادر بتنفيذ فكرة إحياء المؤتمر الشعبي العربي وخطط لإنعقاده وأشرف على تحضيراته وتابع تنفيذ أدق تفاصيله منذ عدة أشهر ولغاية هذه اللحظة التي نقف فيها أمامكم ، وعمل جاهداً معنا بصورة استثنائية ليل نهار دون كلل أو ملل من اجل عقد المؤتمر وإنجاحه ، ذلك هو الاخ والرفيق المناضل الدكتور خضير المرشدي ابو محمد ، المشرف على عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، والذي يؤسفنا جدآ عدم تمكنه من الحضور معنا في هذا اليوم بسبب ظروف قاهرة حالت دون حضوره ، أضافة الى تعرضه لظرف صحي طاريء ، تمنياتنا للأخ ابو محمد بالصحة والسلامة والشفاء التام ليبقى معنا اخا ورفيقا حميماً ، وفي ساحة النضال مع رفاقه من مناضلي الأمة وطليعتها الثائرة . ايها الاخوة ... ان نجاح هذا المؤتمر قد تحقق منذ هذه اللحظة التي التئم فيها هذا الجمع الخير من مناضلي أمتنا على ارض تونس الطاهرة ، متمنياً لكم سيداتي وسادتي طيب الإقامة وحسن المقام ... ونرجو المعدرة مقدماً عن اي تقصير او هفوة في التحضيرات حصلت أو قد تحصل خارج ارادتنا وإمكانياتنا ، وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والبركة ، والى لقاءات عربية اخرى ... دمتم برعاية الله وحفظه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاثنين ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ ۞۞۞ الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٧ م
كلمة اللجنة التحضيرية في المؤتمر الشعبي من ٨ - ١١ كانون الاول ( ديسمبر ) ٢٠١٧ - تونس ... ألقاها الدكتور ضياء سليم الصفار م