تقرير: الأسوأ مازال بانتظار المنطقة إذا لم يتم التصدي للميليشيات الشيعية بالعراق
شفق نيوز/ ذكر موقع "البوابة نيوز" في تقرير له اليوم الخميس انه يبدو أن الأسوأ ما زال بانتظار الشرق الأوسط، إذ لم يتم التصدي "للميليشيات الشيعية المسلحة"، التي تعول عليها إيران كثيرًا في مواجهاتها المحتملة مع خصومها الإقليميين والدوليين، في إطار سياسة الحرب بالوكالة، التي تتبعها في العقود الأخيرة.
وأظهرت دراسة أعدها، فرزين نديمي، المحلل المتخصص في الشئون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن إيران تراهن على الميليشيات الأجنبية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، موضحة أن تركيبة قوات «الباسيج» الإيرانية أصبحت تضم جنسيات متعددة، لذلك بوسع أي ميليشيا تابعة لها، أن تنفذ مخططات إيران في أي مكان، حتى من دون وجود كبير لإيران على الأرض.
ولعل مسارعة زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، الذي يشغل منصب نائب الرئيس العراقي، والحليف القوي لإيران، لرفض أي محاولة لتقييد دور الحشد الشعبي، بعد القضاء على «داعش»، يكشف بقوة أبعاد المخطط الإيراني.. وتقول مصادر مطلعة في بغداد: إن «رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى يسعى لتحجيم الحشد الشعبي، وإبعاده عن نفوذ إيران، وإن هذه الخطوة، لن تنجح، إلا بإقالة المتحدث باسم الحشد، أحمد الأسدي، حليف المالكي، والنائب في البرلمان العراقي عن دولة القانون».
وقبل أن يقدم العبادى على هذه الخطوة، سارع المالكى لإحباطها، عبر انتقاد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب بحل «الحشد الشعبي».
وحسب وسائل الإعلام الفرنسية، أكد ماكرون «وجوب إنهاء الميليشيات في العراق، ومن ضمنها الحشد الشعبي»، مشيرًا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء العراقي، بهذا الشأن.
وكان مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (Central Intelligence Agency)، حذر أيضًا قوات الحرس الثوري الإيراني من مهاجمة القوات الأمريكية في العراق، أو انتهاج أي سلوك ينطوي على تهديد لها، بعد انتهاء الحرب على داعش.
وجاء تحذير الاستخبارات الأمريكية في رسالة وجهها بومبيو إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، المشرف المباشر على فصائل الحشد الشعبي في العراق، محملا المسئولين العسكريين الإيرانيين، مسئولية أي هجمات على المصالح الأمريكية في العراق، من قبل الميليشيات الخاضعة لسيطرتهم.
خريطة الميليشيات الشيعية في العراق
منظمة بدر- الجناح العسكري
يقدر عدد أفرادها بعشرات الآلاف، وانضوت أكثرية الشباب العراقي الشيعي تحت رايتها بعد إعلان السيستاني لفتواه، وانفصلت المنظمة، بقيادة أمينها العام الحالي هادي العامري، النائب الحالي والوزير السابق، أوائل عام ٢٠١٢ عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بقيادة عمار الحكيم، بسبب رغبة العامري في التحالف الانتخابي مع نوري المالكي.
وتعتبر منظمة بدر أقوى ميليشيات الحشد الشعبي، وعبرها يمرّ السلاح الإيراني، وهي التي توزّعه على ميليشيات الحشد الأخرى، وهناك علاقة وثيقة بين العامري وبين مرشد الجمهورية الإيرانية على خامنئي، وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني.
الحشد الشعبي.. ذراع
كتائب حزب الله العراق
تعمل تحت إشراف إيراني مباشر وظهرت سنة ٢٠٠٧، وعدد أفرادها كبير، ومنظمون بشكل جيد.
عصائب أهل الحق
ظهرت أيضًا سنة ٢٠٠٧ من رحم جيش المهدي بقيادة قيس الخزعلي، بعد قرار زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر تجميد نشاطه، فرفض الخزعلي الانصياع لأمره، ثم استقلت العصائب بشكل كامل سنة ٢٠٠٨.
يقدّر عدد عناصر العصائب بعشرات الآلاف، وهم ثاني أكبر ميليشيا شيعية ويمتلكون خبرة عسكرية اكتسبوها من محاربتهم الأمريكيين، ولديهم مصانع تنتج صواريخ من طراز «الأشتر»، ولاء العصائب للمرشد الإيراني على خامنئي، وتربطهم علاقة وثيقة جدًا بفيلق القدس.
حركة حزب الله النجباء
انشقت عن عصائب أهل الحق سنة ٢٠١٣، ويقودها أكرم الكعبي الذي كان نائب الأمين العام للعصائب.
كتائب سيد الشهداء
انشقت عن كتائب حزب الله بالتزامن مع فتوى السيستاني، ويقدر عدد أفرادها بين ٣ و٤ آلاف.
وهناك ميليشيات أخرى صغيرة من أبرزها: الوعد الصادق، لواء أسد الله الغالب، كتائب أنصار الحجة، ولواء القارعة، وسرايا الزهراء، وسرايا أنصار العقيدة، كتائب الغضب، وحركة الأبدال، ولواء المنتظر، وكتائب درع الشيعة، وجيش المختار، وحزب الله الثائرون.
وعزا مراقبون كثرة الميليشيات الشيعية إلى رغبة إيران فى عدم الاعتماد على فصيل بعينه، لضمان تنفيذ أجندتها داخل العراق وخارجه من ناحية، وتوزيعها فى مناطق كثيرة، من ناحية أخرى.