الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 130تاريخ التسجيل : 07/12/2009الابراج :
موضوع: مناقشة مقالة الكوردي علي تتر الأربعاء 15 سبتمبر 2010 - 16:26
مناقشة مقالة الكاتب الكوردي علي تتر الجزء الرابع يضيف الكاتب يقول: وبخصوص العلاقة بين الإيزيدية والمثيرائية كما هو معلوم كانت المثيرائية سائدة في المنطقة وإن الإله (ميثرا) وكما هو مذكور في النصوص الفهلوية باسم (ميهركا) كان معروفا بين الداسنية بـ (ميرك) وكان قصد الفهلويين والداسنيين والايزديين هو (ميثرا) اله الشمس والنور .
وكما ذكرنا سابقاً أنهم وضعو أمام المسلمين بعض الشروط منها: ان لا يذكروا هذا الاسم أي (ميثرا_ميهرك–ميرك) لا سلباً ولا إيجاباً، فحينما كان الايزيدي يسمع هذا الاسم من احد كان يشمئز منه، لذلك يتهم المسلمين الايزديين بعبادة (الشيطان) أو (أهريمن). أن كلمة (ميرك) هو رمز ديانتهم القديمة، أذاً كان الايزدي لا يسمح لأحد أن يسيء لهذا الاسم فنرى هنا أن الإله (ميثرا – ميهرك – ميرك) وهو من جانب إله الخير والعهود وإله النور، ومن جانب آخر له صفات القهر والشر، وميثرا في الوقت الذي كان خيراً كان في نفس الوقت شراً.
الباحث أبو أزاد: لو كان اسم إله الشمس عند الإيزيدية (ميثرا) لماذا يمنعوا ذكر اسمه سلبا أو إيجابا، وهكذا اسم الله (خودا)، فأن الإيزيدية لا يمنعوا أحدا من ذكره سلبا أو إيجابا. ولا شأن للإيزيدية بتسمية ميثرا عند الفرس أو غيرهم، وأما أن يكون أسم ميترا عند الإيزيدية (ميرك)، فهذه شتيمة من وزن إبليس ( ش) لأن الإيزيدية يشيرون إلى إبليس فقط ب(ميرك)، لأنهم يعتقدون بأن المسلمين يذكرون اسم إبليس بقصد الإساءة إلى معبودهم (طاؤوس ملك)، لذلك ينزعجوا من الشخص الذي يلفظ أسم إبليس (ش) على مسمعهم خاصة عند التعمد، وبالنسبة لاسم (ميرك) بهذه اللفظة، لا ينزعج الإيزيديون من سماعها لو ذكرها المسلمون أو غيرهم .
ويواصل الكاتب قوله: بعد اعتناق بعض العشائر الكوردية المسيحية كان يتم التعامل معهم معاملة أهل الكتاب ولا يعني هذا أن أكثر أهل كوردستان كانوا مسيحيين وكما هو معلوم إن الديانة الزرادشتية لم تكن معروفة لدى العرب، فقط كان لهم معرفة بالأديان السامية أما الآرية فلم يكن لهم معرفة بها. فحينما وصلت الفتوحات الإسلامية إلى كوردستان زمن عمر بن الخطاب فكان قادته يراسلونه ويذكرون في رسائلهم له أن هناك شعب ونبيهم (زرده شت) ولهم كتاب اسمه (آفيستا) فرد عليهم عمر بن الخطاب وقال لهم (سنوا بهم سنة أهل الكتاب) أي عاملوهم معاملة أهل الكتاب رغم ذلك فإنهم لم يكونوا متساوين مع العرب بل كانوا يحسبونهم مواطنين من الدرجة الثانية بل ويحسبونهم (رعية) يؤخذوا منهم الخراج ويصادروا أراضيهم.
الباحث أبو أزاد: كانت الديانة الزرادشتية معروفة عند باني الإسلام نبي محمد، والقرآن يشهد على ذلك، فسلمان الفارسي الزرادشتي كان من أصحاب نبي محمد وكان يقتبس منه أفكار زردشتية، وعندما كان نبي محمد في بداية رسالته الإسلامية، يكون قد مضى على ظهور الزرادشتية أكثر من ألف سنة، وحكم الفرس الزرادشتيون الجزيرة العربية لمدة طويلة، فلا يقل بأن العرب لم يعرفوا الكثير عن الديانة الزرادشتية، وبالنسبة للقبائل الكوردية التي أعتنقت المسيحية، فلو أن الكاتب ذكر لنا أسماء بعض تلك القبائل، لأختصر علينا مشوار البحث عن هذه الحقيقة.
في بداية الفتوحات عامل الفاتحون الزرادشتيون سنة أهل الكتاب، ولكن بعد أن قوية شوكتهم خيروهم بين الإستسلام وبين الموت، وبالنسبة إلى نظرة الإسلام نحو الكورد، فأن العرب ليسوا فقط لا ينظرون نظرة الإسلام للكورد، وإنما الفرس والترك أيضا لا ينظرون إلى الكورد نظرة الإسلام ولا حتى بأي درجة.
الكورد في نظرهم جبليون متوحشون بربريون صيدهم حلال، والسؤال الذي يفرض نفسه : إذا كان الفاتحون يأخذون الخراج من الكورد المستسلمين ، فما كانوا يأخذونه من الكورد الداسنيين المقاومين، والواقع لم يرضوا بأقل من قبولهم الإستسلام أو قطع أعناقهم بالسيف الإسلامي ونهب أموالهم.
يواصل الكاتب قوله: بل لو نظرنا إلى النصوص التاريخية في زمن الدولة العباسية، كانت الأخيرة تنظر إلى الأكراد باستصغار وكانت تعد كلمة (كوردي) كلمة أهانة حينما كانت تطلق على شخص ما، لذا كان الكورد يدافعون عن أنفسهم كما كانوا يعانون من الاضطهاد والجدير بالذكر أنهم كانوا يحافظون على دينهم القديم في السر، وبالمقابل كانوا يتظاهرون أمام الناس أنهم مسلمين.
وفي زمن المهدي وهارون الرشيد والمأمون ظهرت ولأول مرة في التاريخ (محاكم التفتيش) والتي كانت مختصة بمراقبة أولئك الناس الذين يشكون بهم كتظاهرهم بالإسلام في الظاهر وفي بيوتهم يمارسون نهجهم الديني القديم، وكان هؤلاء الناس يلقون العقوبات بل كانت العقوبة تصل حد قطع الرأس، فكلما كانوا يشدوا عليهم الخناق بالمقابل كانت تزداد المقاومة.
ومثال على ذلك استطاع (مير جعفر الداسني) أن يقاوم العباسيين ولم يتنازل لهم إلى أن استعان العباسيين بقوات تركية وقضوا على ثورته وعلى تلك المقاومة، ففي حينها أعلن البعض من الداسنيين إسلامهم مؤقتاً للحفاظ على دينهم وحالما زوال الخطر عنهم كانوا يرجعون إلى دينهم السابق وكثيراً ما كانوا يفرضون بعض الشروط مقابل اعتناق الإسلام.
الباحث أبو أزاد: لقد صدق كاتبا فيما ذكره عن إحتقار كلمة الكورد عند أبناء الفاتحين من أمثال العباسيين، وهذا الإحتقار هو سبب تجنب الداسنيين الإيزيديين منذ ذلك التاريخ الانتساب إلى اسم الكورد التي أحتقرها العرب والفرس والترك ، وفضلوا الانتساب إلى تسمية الداسنية الإيزيدية، واعتبروا هذا الانتساب هويتهم الدينية والقومية. أنا لم أسمع بأن المسلمين أنشئوا محاكم التفتيش، وكل الذي أعرف هو أن الكنيسة الكاثليكية هي التي شكلت محاكم التفتيش في أوربا في القرون الوسطى. أستخدمت المحاكم التفتيش في أسبانيا ضد المسلمين، والمصادر تقول لولا هذه المحاكم لبقي المسلمون في أسبانيا حتى هذا اليوم.
يعيد الكاتب إلى إذهننا الكورد الذين تظاهروا بلأسلام، ولكنه يضرب مثالا على الأمير جعفر الداسني الذي كان على داسنيته ويقاوم الإسلام وهو ليس من الكورد الذين كانوا يتظاهرون بالإسلام وفي السر كانوا على دينهم القديم، ولم يذكر الكاتب اسم الدين القديم، فهو بذلك يتجنب ذكر الديانة الداسنية الإيزيدية.
يواصل الكاتب قوله: ومثال على ذلك قاموا بمصادرة أراضي الآذربيجانيين وتم توزيعها على العرب، فأضطر الكورد بإيجار أراضيهم من العرب والعمل فيها. أما أراضي العراق فقد بقيت مدة بأيدي أصحابها وكان لهم غرض في ذلك ألا وهو كي يفسح لهم المجال لشن الحروب في أماكن أخرى ولكن رغم هذا كان يؤخذ منهم الجزية والخراج فكان الكوردي غير متساوياً مع العربي وبكل المقاييس الإنسانية كان ليس من حقه أن يكون في مستوى الإنسان العربي ولهذا الأسباب ظهرت الحركات الشعوبية. ليس هذا فحسب بل كانوا يقولون للحكام العرب: ((لستم اصلاء أكثر منا ولا تراثكم التاريخي أغنى من تراثنا)) فكانت هذه الكلمات أو الأقاويل تؤدي بالقائل إلى الموت. فمثالاً على ذلك (ابن المقفع) الذي لم يتوانى في تقديم الخدمات للعرب، لقي حتفه بسبب كلمة واحدة حينما قال لهم نحن العجم لسنا أقل منكم أصالة. وبحسب مقولة ((الشعوب على ديانة ملوكهم)) فالدين المسيطر كان الدين الإسلامي وفي مناطق أخرى كان الدين المسيحيهو المسيطر. فأضطر الناس في تلك المناطق أن يسلموا أو أن يتنصروا حفاظاً على مصالحهم إما البقية الباقية فألتجئوا إلى الجبال وحافظوا على ديانتهم القديمة.
أما المعاملة التي اتبعوها مع الزرادشتيين لم يتبعوها مع الآخرين فكانوا يعدونهم من (الكفرة) بل كانوا يخيرونهم بين الموت أو الدخول في حضيرة الإسلام. مما اضطر الكثير منهم اللجوء إلى الأماكن العاصية والاختباء فيها. فيما عدا هذه المناطق وكما نحن نعلم أن بعض المناطق المجاورة للموصل وكركوك كانت مسكونة بالإيزديين فأستطاع البعض منهم إن يجد نوع من التنسيق مع المسلمين ليس هذا فقط وإنما اطلقوا أسماء إسلامية على أنفسهم أو على أوليائهم وغيروا أسمائهم القديمة هكذا أظهروا ارتباطهم ببعض أولياء المسلمين.
الباحث أبو أزاد: نعم لقد وزع الفرس أراضي الكورد على العرب، ولنهم بالدرجة الأولى كانوا من الداسنيين المقاومين، ومثالنا على ذلك وزع الفرس أراضي الداسنيين في مناطق (آميد) على قبائل البكر وعلى أثر ذلك سميت المنطقة بديار البكر، وبالنسبة للداسنيين في كركوك، فقد هاجر منها القبائل التي سميت بالقبائل الشرقية لكونهم جاءوا من الشرق، وسكنوا في كوردستان الغربية بجوار العشائر الدنادية الداسنية، وهاجر قسم منهم إلى سنجار، وبالنسبة إلى الداسنية في الموصل، فكانت القرى الداسنية تحيط الموصل من الغرب والشمال والشرق، فهذه القرى برمتها أحتلها نادر شاه.
تقول المصادر التاريخية: في أوائل سنة 1743م وردت أخبار يعزم نادر شاه على غزو العراق، وفي فصل الربيع من السنة ذاتها تقدم نادر شاه نحو الموصل وعسكر عند قرية (يارمجة).
ولا تذكر المصادر أيا كانت الشبك مرتزقة نادر شاه الذين جاءوا معه من شاه بك ديار هورمان، والذين ساهموا في قتل الداسنيين وشردوهم من قراهم وسكنوها وهم باقون فيها إلى اليوم. وبالنسبة للاسماء العربية، تأثر الداسنيون بأشقائهم الكورد المستسلمون، فأنتشر بينهم أسماء عربية، ومع ذلك هم يحتفظون باسماءهم الكوردية الأصيلة بنسبة أكثر مما عند أشقاءهم الكورد المستلمين.