الأحداث العالمية في عام... تطرف يتقلص وشعبوية تتفشى
غليان سياسي وإنجازات أمنية وظواهر طبيعية ميزات العام 2017
من أبرز الأحداث التي طبعت العام 2017 تنصيب دونالد ترمب إلى الكوارث المناخية مرورًا بأزمة كاتالونيا وإطلاق الصواريخ الكورية الشمالية، والمقاطعة الخليجية لقطر وإنطلاق بريكسيت وهزيمة داعش.
إيلاف من بيروت: فاجأ انتخاب ترمب العالم وأربكه خاصة مع نهجه الجديد الناسف لقرارات سلفه داخليًا وخارجيًا، كما تصاعد التوتر وتبادل التهديدات بين واشنطن وكوريا الشمالية. قطر تعزل من قبل أشقائها الخليجيين بعد اتهامها بدعم الإرهاب في وقت تنفي الدوحة ذلك.. داعش يخسر نفوذه في سوريا والعراق لكن المجموعات المتشددة لا تزال تحتفط ببعض الوجود. العالم ينتفض ضد قرار ترمب نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس وجعل الأخيرة عاصمة لإسرائيل.... وإليكم بالتفصيل أبرز محطات العالم:
عام ترمب
في 20 يناير، أصبح الملياردير الأميركي دونالد ترمب البالغ 70 عامًا رئيسًا للولايات المتحدة من خلال شعار "أميركا أولًا"، في ولاية سممت انطلاقتها شبهات بالتآمر مع روسيا.
سعى ترمب في تغريدة صباحية تلو الأخرى إلى إبطال إنجازات سلفه الديموقراطي باراك أوباما، فانسحب أو هدد بالانسحاب من عدد من الاتفاقات الدولية (التبادل الحر، المناخ، الهجرة الصحة، يونسكو). وفي 6 ديسمبر، أثار صدمة حول العالم معلنًا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما عاد عليه بإدانة واسعة في الأمم المتحدة.
في 20 ديسمبر، حقق ترمب أول تعديل بارز للقوانين في ولايته عبر التصويت لمصلحة تعديلات ضريبية واسعة.
غليان في الشرق الأوسط
في 5 يونيو، قطعت الرياض وحلفاؤها العلاقات مع قطر، واتهموها بدعم مجموعات إسلامية متطرفة، وبالتقارب مع إيران، الخصم الأبرز في المنطقة للسعودية.
وفي نوفمبر، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته (سحبها لاحقًا) من الرياض، متهمًا طهران بالتدخل في شؤون بلده، وسط احتدام التوتر بين السعودية وإيران. كما تعتبر السعودية أن إيران تقف وراء تمرد الحوثيين في اليمن، الأمر الذي تنفيه طهران. وتشهد اليمن "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، بحسب الأمم المتحدة.
في الشهر نفسه في السعودية، تم توقيف أكثر من 200 شخصية نافذة في إطار حملة على الفساد في المملكة، بينهم وزراء ووزراء سابقون، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة .ولاحقًا أفرج عن معظمهم في مقابل تسديدهم أموالًا اعتبر أنه تم كسبها بطريقة غير مشروعة.
تزامنت التوقيفات مع تسريع الأمير الشاب تنفيذ خطته الاقتصادية الشاملة التي تسمى "رؤية 2030" لتنويع موارد الاقتصاد السعودي وقيادة المملكة نحو حقبة ما بعد النفط، فيما تتخذ المملكة مواقف أكثر حدة على صعيد قضايا المنطقة.
كذلك أثار قرار ترمب بشأن القدس تظاهر عشرات آلاف العرب والمسلمين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم في مسيرات وتظاهرات أحرقت خلالها أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل، وداس فيها متظاهرون على صور ترمب. كما اندلعت مواجهات في الأراضي الفلسطينية بين متظاهرين فلسطينيين والأمن الإسرائيلي، فيما دعت حركة حماس إلى "انتفاضة ثانية".
داعش هزم لكن لم يقض عليه
في 17 أكتوبر في سوريا، طرد تنظيم داعش من الرقة في حملة عسكرية لـ"قوات سوريا الديموقراطية"، تحالف الفصائل الكردية العربية الذي تدعمه واشنطن. وفي في 9 ديسمبر في العراق أعلنت بغداد الانتصار على هذا التنظيم المتشدد. لكنّ البلدين ما زالا يواجهان تحديات خطيرة بعد تدمير مدنهما واستمرار التهديد المتطرف.
كذلك تعرّضت بلدان كثيرة، ولا سيما مصر وأفغانستان وإسبانيا وبريطانيا والصومال، مجددًا، لهجمات دامية في العام الجاري من تنفيذ أو إيحاء تنظيم داعش أو مجموعات متصلة بالقاعدة.
تصعيد مع بيونغ يانغ
في 3 سبتمبر، نفذت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة، الأقوى في سلسلة تجارب صاروخية كثفتها أخيرًا. وفي آخر نوفمبر، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده أصبحت دولة نووية بعد تجربة ناجحة لصاروخ قادر على ضرب أي موقع في الولايات المتحدة. ورد ترمب بالتهديد بـ"التدمير التام" لكوريا الشمالية في حال هجومها.
في 22 ديسمبر، شددت الأمم المتحدة العقوبات على كوريا الشمالية.
انطلاق بريكسيت
في 29 مارس، بدأت لندن آلية للخروج من الاتحاد الأوروبي بعد تسعة أشهر على استفتاء بشأنه أثار انقسامًا في البلاد.
وفي 8 يونيو، دعت رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي إلى انتخابات تشريعية مبكرة على أمل تعزيز موقعها في البرلمان، لكنها خرجت منها أكثر ضعفًا. وفي 8 ديسمبر، بعد أشهر من المشاورات، اتفقت بروكسل ولندن على ترتيبات الانفصال، ما فتح المجال أمام بدء مناقشات تجارية.
زلزال سياسي في فرنسا
في 7 مايو، فاز الوسطي المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون البالغ 39 عامًا في الانتخابات الرئاسية بفارق كبير عن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. وتمكن على رأس حركته "إلى الأمام!" التي أنشئت قبل عام، من إزاحة الحزبين الحاكمين الكبيرين في فرنسا للمرة الأولى عن الإليزيه، أي الحزب الاشتراكي و"الجمهوريون".
انهيار اقتصادي في فنزويلا
في 30 يوليو، انتخبت جمعية تشريعية تتمتع بسلطات محدودة في استحقاق قاطعته المعارضة، بعد أربعة أشهر من التظاهرات العنيفة. وأقالت الجمعية المدعية العامة لويزا أورتيغا المعارضة الشرسة للرئيس نيكولاس مادورو، ثم منحت نفسها سلطات البرلمان.
ويعتبر البلد الذي أنهكه انهيار أسعار الخام في حالة تخلف جزئي عن السداد.
"تطهير عرقي" للروهينغا
بعد هجمات في أواخر أغسطس على مراكز للشرطة البورمية، رد الجيش بعملية عسكرية على قرى الروهينغا. وفر مذاك أكثر من 655 ألفًا من أفراد هذه الأقلية المسلمة إلى بنغلادش.
وفي 11 سبتمبر، نددت الأمم المتحدة بـ"تطهير عرقي"، واتهمت بورما بالـ"تخطيط" للهجمات، مشيرة إلى "عناصر إبادة".
محاولة انفصال كاتالونيا
في الأول من أكتوبر، نظمت كاتالونيا استفتاء بشأن استقلالها، رغم منعه بقرار من القضاء الإسباني.
وفي 27 منه، أعلن البرلمان الكاتالوني الاستقلال من جانب واحد، فردت مدريد بوضع الإقليم تحت وصايتها، وأقالت حكومته، وحلت برلمانه قبل الدعوة إلى انتخابات مبكرة في الإقليم. ولجأ الرئيس الكاتالوني المقابل كارليس بوتشيمون إلى بروكسل هربًا من الملاحقات القضائية.
في 21 ديسمبر، أحرزت الأحزاب الانفصالية أكثرية مطلقة بعدد المقاعد في البرلمان الكاتالوني، فيما جمع أنصار الوحدة مع إسبانيا أكثرية بعدد الأصوات.
صدمة واينستين
في 5 أكتوبر، اتهم عدد من النساء المنتج الذي يتمتع بنفوذ هائل في هوليوود هارفي واينستين بالتحرش الجنسي.
وفي تبعات الفضيحة توالت المعلومات عن اعتداءات جنسية وتحرش واغتصاب في بلدان كثيرة، وطالت إلى جانب السينما، عالمي الإعلام والسياسة.
سقوط موغابي في زيمبابوي
في 21 نوفمبر، استقال روبرت موغابي (93 عامًا) بعد 37 عامًا في الحكم، بعدما تخلى عنه الجيش وحزبه، ليخلفه في الرئاسة نائب الرئيس السابق إيمرسون منانغاغوا.
ظواهر مناخية قصوى
بعد عامين على إبرام اتفاقية باريس للمناخ، شهد العام 2017 في الأول من يونيو إعلان الأميركيين الانسحاب من الاتفاقية، فيما واجهت مناطق مختلفة حول العالم سلسلة كوارث مناخية (أعاصير عاتية، زلازل، وحرائق كاسحة). ويتوقع أن يرد هذا العام بين السنوات الثلاث الأكثر حرارة المسجلة على الإطلاق في العالم.