الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: تأمل في علامة الصليب مع مار افرام الخميس 16 سبتمبر 2010 - 0:17
تأمل في علامة الصليب مع مار افرام
الخوراسقف فيليكس الشابي
مقدمة: من المهم ان نعرف ان علامة الصليب لم تكن معروفة لدى المسيحيين الاوّلين حتى القرن الثالث والرابع، الى وقت قسطنطين الملك. ان اشارة الصليب التي بها نرسم وجوهنا عند النهوض من النوم وعند الاكل او عند الذهاب الى الشغل او إبّان السفر الى مناطق بعيدة... هي بمثابة بركة لحياتنا.
الصليب ومار افرام: من هنا يتناول القديس افرام، ملفان كنيستنا الكبير موضوع علامة الصليب "التي كانت حديثة الاستعمال في وقته" وتأثيرها في الحياة المسيحية. انه يتأمل باشكال يستقيها من الطبيعة ومن الخلائق التي حوله (من طيور واشجار..الخ) كما ويوصي بالنهاية بضرورة التقيد برسم هذه العلامة المباركة على وجه المؤمن.
التشبيه الاول ـ
الطيور ترسم الصليب عند الطيران: يقول مار افرام ان الطيور عندما تحلق في السماء ترسم علامة الصليب بالاخص عندما تفرش جناجيها في الهواء، فيأتي ضلها بهيئة الصليب، مثلما فرش المسيح ذراعيه ليضم الخليقة كلها بين احضانه ليخلصها. هنا يقرّ ويعترف ويؤكد مار افرام بان هذه هي ارادة الخالق منذ البداية. فمنذ بدء العالم اراد اللـه ان يضع رسم الصليب في خليقته لتتبارك به الارض. فكلما طارت الطيور كلما ازدادت بركة الارض بعلامة الصليب. فيقول مار افرام:
"لو ان الطير يعقد جناحيه ويتنكر لرمزه المفروش الذي هو بهيئة الصليب، انذاك فان الهواء ايضا سيتنكر له ولا يعد يحمله الا اذا اعلنا جناحاه شكل الصليب".
<
التشبيه الثاني ـ
الصليب جسر يربط الجحيم بالجنة: قد يبدو التشبيه الثاني نادرا ايضا، لكنه مؤثر ومعبر في نفس الوقت. اذ يصور ما افرام صليب يسوع على انه الخشبة التي يضعها النجار العظيم "ربنا يسوع المسيح" جسراً على فوهة او فتحة النار، فيعطي الفرصة للناس للعبور من جهة الموت الى جهة الحياة، والهروب من محيط الخطيئة الى محيط الخلاص والراحة الابدية مع اللـه في نعيم الفردوس. ليس هذا فحسب، ولكنّه يشبه الصليب بشجرة الحياة التي تخلص العالم. اذ ان العالم سقط بسبب شجرة واحدة، ولكنه خلص ايضا بشجرة اخرى، هي شجرة الصليب. فيقول افرام متاملا:
"هذا هو ابن النجار الماهر الذي وضع صليبه فوق الجحيم الملتهبة وقاد البشرية الى مكان الحياة. ولان البشرية سقطت بالجحيم بسبب شجرة، فها انها تعبر الى مكان الحياة على شجرة. ولهذا فمن جراء شجرة ذيقت المرارة، ولكن ذيقت الحلاوة ايضا. لكي نتعلم من هو هذا الذي ليس له نظير او شبيه بين البشر".
ثم يختم افرام تامله بهذه الصلاة:
"المجد لك يا من اوقفت صليبك بوجه الموت، بحيث تتمكن النفوس من العبور فوقه. من دار الاموات الى دار الاحياء".
التشبيه الثالث -
رسم الصليب في الحياة اليومية: كون التقيد والالتزام برسم علامة الصليب هو ذو فائدة كبيرة للمؤمنين، نرى القديس افرام ينصح القارئين والسامعين بعدم اهمال رسم علامة الصليب على الوجه في كل خطوة نخطوها، وكما قال يسوع "من دوني لا تستطيعون ان تعملوا شيئا" فهكذا ينصحنا مار افرام ان لا نقوم بعمل ما في حياتنا مهما كان اعتياديا دون ان نتوكل على صليب مخلصنا يسوع المسيح له كل المجد. فلنقرأ كلمات مار افرام بهذا الخصوص:
"دع علامة الصليب الحي تطمغ كل افعالك. لا تخرج من باب منزلك دون ان ترسم نفسك بالصليب. لاتنسى علامة الصليب قبل الاكل او الشرب او عندما تذهب الى المنام، او عند تواجدك في البيت، او لدى ذهابك في رحلة. فليست هناك من عادة تفضّل عليها او تقارن بها. وليكن الصليب اذا مثل حائط يحميك، يحوط كافة افعالك. وعلمها لاطفالك ليتعلموا هذه العادة بجد".
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: تأمل في علامة الصليب مع مار افرام الأحد 19 سبتمبر 2010 - 16:08