أحمد حسن البكر .. ودوره في تاريخ العراق السياسي الحديث
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61368مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أحمد حسن البكر .. ودوره في تاريخ العراق السياسي الحديث الإثنين 19 فبراير 2018 - 23:56
أحمد حسن البكر .. ودوره في تاريخ العراق السياسي الحديث
ت
أحمد حسن البكر .. ودوره في تاريخ العراق السياسي الحديث (1914م – 1982م) تم اختيار العقيد أحمد حسن البكر ليكون وزيراً للدفاع من قبل الضباط الذين قرروا الإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم
المشرق/ شامل عبدالقادر:اجريت سلسلة حوارات ولقاءات معمقة مع الأستاذ صبحي عبد الحميد (الوزير السابق) وأحد كبار الشهود الاحياء من ثوار 14 تموز 1958م، ومن ابرز رجالات العهد العارفي حيث شغل منصب وزير الخارجية بعد 18 تشرين الثاني عام 1963، ثم وزيرا للداخلية عام 1965، والصديق المقرب إلى المرحوم الرئيس الاسبق عبد السلام عارف.
يعد العقيد الركن المتقاعد صبحي عبد الحميد من كبار رموز الحركة القومية العربية في العراق وله بصمات عميقة وواضحة على صفحات كثيرة من تاريخ العراق السياسي الحديث ويؤدي دورا تاريخيا خطيرا وكبيرا من خلال مسؤوليته امينا عاما للتيار القومي العربي. في العاشر من ايار عام 2005 بدأت اولى حلقات حواري الطويل مع الأستاذ صبحي عبد الحميد في منزله العامر، تناولنا فيه بعض المحطات الرئيسة في تاريخ العراق السياسي منذ التحضيرات الأولى لثورة 14 تموز 1958 والأحداث اللاحقة التي اعقبت سقوط نظام المرحوم عبد الكريم قاسم. سلم لي العقيد الركن صبحي عبد الحميد نسخة من فصل تحدث فيه عن الاستعدادات التي سبقت انقلاب 8 شباط 1963 قال فيه: ((بعد اخفاق محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم التي نفذها حزب البعث العربي الاشتراكي في 7/10/1959م شنت السلطة حملة اعتقالات في صفوف المنتمين إلى الحزب والمتعاطين معه، صحبتها فترة ركود في نشاط الضباط الذين فقدوا القيادة والتنظيم بعد اخفاق ثورة الشواف في الموصل، واعدام الضباط القائمين بها في يوم 20 أيلول 1959م في ميدان ام الطبول، واتسمت الاتصالات بين الضباط القوميين بالفردية وعلاقات الصداقة والتذمر من الأوضاع. وجاء أيلول سنة 1960 فانتهزت فرصت عودة عبد الستار عبد اللطيف إلى بغداد من فترة علاج طويلة قضاها في لندن، فأقمت على شرفه مأدبة عشاء في داري في الوزيرية، وتعمدت دعوة اخواننا من (أعضاء الحلقة الوسطية السابقة) إليها وهم المقدم الركن إبراهيم جاسم والمقدم الركن خالد حسن فريد والمقدم الركن خالد مكي الهاشمي والمقدم الركن صالح مهدي عماش وكان إبراهيم جاسم آمر كتيبة الدبابات الأولى في معسكر الرشيد وخالد حسن فريد آمر كتيبة دبابات المثنى وخالد مكي آمر كتيبة الدبابات الرابعة وكلتاهما في معسكر ابو غريب. بحثنا في هذه المأدبة تفكك الصف القومي في الجيش، وخلو الساحة من تنظيم عسكري سري وعدم وجود قيادة تأخذ على عاتقها إعادة تنظيم الضباط القوميين، والتصدي لحكم عبد الكريم قاسم الذي أصر على اتباع نهجه الخاطئ والابتعاد عن الأهداف التي قامت من اجلها ثورة 14 تموز،وتكريس حكمه الفردي الدكتاتوري واستمرار اسناده للقوى اليسارية والشيوعية والتنكيل بالقوى القومية واضطهادها وبعد نقاش عميق اتفقنا على العمل لتشكيل قيادة تأخذ على عاتقها الاطاحة بنظام عبد الكريم قاسم، وتقيم بدلا منه حكما قوميا وحدويا يأخذ على عاتقه تحقيق اهداف ثورة 14 تموز 1958 يديره مجلس قيادة ثورة منسجم ومؤمن بتحقيق الوحدة العربية، ولا يؤمن بحكم الفرد ويمهد الطريق لاقامة حكم ديمقراطي سليم يعتمد على التعددية الحزبية والحياة النيابية السليمة. وبعد نقاش طويل عن الماضي والحاضر والمستقبل واستعراض أسماء الضباط الذين قادوا تنظيم الضباط الاحرار قبل 14 تموز 1958 والذين كانوا في محل الصدارة في قيادة التنظيم في حركة الشواف، وجدنا ان معظم القادة السابقين اما خارج العراق او استشهدوا في ميدان ام الطبول او تركوا العمل او ساروا في ركب عبد الكريم قاسم، ولم نجد نحن الستة احق واجدر منا بتولي قيادة التنظيم المنوى اعادته على اسس عقائدية خاصة، واننا كنا نمثل الصف الثاني بعد الهيئة العليا لتنظيم الضباط الاحرار، وكنا قبل 14 تموز القيادة البديلة لها وجميعنا كنا نحمل رتبة مقدم ركن وهي رتبة متقدمة في الجيش وثلاثة منا يقودون ثلاث كتائب دبابات. واقسمنا اليمين على ان نبدأ بالعمل فورا، واتفقنا ان نفاتح الضباط الذين يؤمنون بالخط القومي الوحدوي فقط ونبتعد عن مفاتحة المتذمرين الذين لا هوية قومية او عقيدة تشدهم للعمل. طرح صالح اسم العقيد المتقاعد أحمد حسن البكر ليكون عضوا في القيادة وطرحت انا العقيد الركن عبد الكريم فرحان، فوافق الآخرون على قبولهما عضوين في القيادة. وفي الاجتماع الثاني الذي عقد في داري أيضا اجتمعنا نحن الثمانية ووضعنا اسس التنظيم واهدافه واسلوب المفاتحة والعمل ووحدنا التنظيم بما يأتي: 1.الاطاحة بنظام عبد الكريم قاسم واقامة حكم جماعي بدلاً منه يتبنى اهداف ثورة 14 تموز. 2.يستمر الحكم الجماعي خلال فترة اقصاها سنتان تهيئ الاجواء خلالها لاقامة حكم دستوري ديمقراطي يؤمن بالتعددية الحزبية كما يؤمن باقامة مجلس نيابي منتخب انتخابا حرا. 3.العمل بجدية وتصميم على اقامة الوحدة العربية. ثم استعرضنا بعض الأسماء لمفاتحتها اولا على حسب اهميتها وثقتنا بها لتكون نواة للتنظيم، وبدأنا بالعمل بعد هذه الجلسة بجدية ونشاط فتمكنا من تشكيل الحلقات والخلايا بسرعة في كافة معسكرات الجيش وتنامى في وقت قصير. وكنا نشدد على الضباط المفاتحين بأن اهداف التنظيم هي نفسها اهداف ثورة 14 تموز مع التركيز على تحقيق الوحدة العربية واقامة نظام دستوري ديمقراطي يؤمن بالتعددية الحزبية.
وفي الجلسة الثالثة حضر صالح ومعه حردان التكريتي وفرضه عضوا في القيادة بدعوى عدم وجود من يمثل القوة الجوية في القيادة وقبلنا الأمر الواقع لاننا جميعنا نعرف حردان ونثق به وكان مرتبطا قبل 14 تموز بإبراهيم جاسم، اننا لمنا صالح بعدئذ وحذرناه من فرض أعضاء في قيادة التنظيم مهما كان مقامهم دون مناقشة الأمر مسبقا. وبعد تنامي التنظيم درسنا امكاناتنا العسكرية لتنفيذ الحركة وكنا نعتمد بالاساس على الكتائب الثلاث التي اشرت إليها سابقا وهي كتيبة الدبابات الأولى التي كان يقودها إبراهيم جاسم والرابعة التي كان يقودها خالد مكي والتي كان يقودها خالد حسن فريد وفوج من اللواء العشرين كان مسؤولا عن حراسة دار الاذاعة وكان يقوده زميلي وصديقي المقدم الركن هادي خماس الذي قبل ان يكون عضوا في خليتي، وعليه كانت القوة كافية لذلك قررنا مناقشة الخطط السياسية التي تعقب الحركة تمهيدا لاستغلال الفرص والظروف لتنفيذها وتحقيق الاهداف التي ذكرتها سابقا فقررنا: 1.الابقاء على مجلس السيادة بشكله الذي كان عليه خاصة وان رئيسه الفريق الركن محمد نجيب الربيعي كان محل احترام وتقدير القيادة جميعا. 2.تشكيل مجلس قيادة ثورة من أعضاء القيادة انفسهم يمارس واجبات السلطة التشريعية ويشرف على السياسة الاقتصادية الداخلية والخارجية والعسكرية والأمنية ويوجه اعمال السلطة التنفيذية.
3.تأليف وزارة برئاسة اللواء الركن ناجي طالب العضو البارز في قيادة الضباط الاحرار (اللجنة العليا للضباط الاحرار سابقا) وكان وقتذاك يعيش في المنفى في فينا وانتخبنا اعضاءها من القوميين المشهود لهم بالكفاءة والمقدرة وقررنا ان يكون اللواء ناجي طالب رئيسا لمجلس قيادة الثورة إضافة إلى رئاسة الوزارة وذلك: أ. لاعتمادنا عليه وثقتنا به. ب. لأننا كنا نعتقد قبل ثورة 14 تموز انه اجدر واقدر من عبد الكريم قاسم لتولي زعامة الثورة وقيادتها. ت.القضاء على الازدواجية في عمل مجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة بحيث يكون شخصا واحدا رئيسا للمجلسين. 4.تعيين العقيد أحمد حسن البكر وزيرا للدفاع والعقيد الركن عبد الكريم فرحان رئيسا لاركان الجيش. 5.تعيين العقيد رجب عبد المجيد وزيرا للداخلية وضمه إلى مجلس قيادة الثورة ولقد ذهبنا إليه انا والاخ عبد الكريم فرحان وبلغناه بقراراتنا اعلاه فوافق واتفقنا على ان لا يحضر اجتماعاتنا خوفا من انكشاف التنظيم لاننا كنا نعلم في ذلك الوقت انه كان تحت المراقبة. 6.ناقشنا موضوع الاخ جاسم العزاوي وقررنا مفاتحته والاستفادة من مركزه الخطير لحماية التنظيم من جهة ومساعدتنا في نقل بعض الضباط الذين نعتمد عليهم إلى المحلات الحساسة خاصة في بغداد، فذهبنا إليه انا والاخ إبراهيم جاسم فوافق على ان يكون عضوا في القيادة على ان لا يحضر اجتماعاتها حتى لا ينكشف، فنفقد بذلك مركزا مهما قرب عبد الكريم قاسم حيث كان يشغل منصب سكرتير وزير الدفاع واتفقنا على ان نمر عليه انا وإبراهيم او احدنا اسبوعيا او كلما دعت الحاجة لتبادل المعلومات.
للراغبين الأطلاع على المزيد من الحلقات، النقر على الرابط أدناه: