مجلس الأمن يقر وقفا لإطلاق النار في سوريا بعد مماطلة روسية !
الثلاثاء 27 ت 02 ت 2018
ماكرون وميركل يجريان محادثات مع بوتين حول الالتزام بتطبيق
وقف إطلاق النار وإفساح المجال لوصول المساعدات الانسانية العاجلة.
تحرك متأخر :
العرب
نيويورك- منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011، اتُخذت عدة مبادرات
بهدف التوصل الى حل سلمي للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل.
حيث أعرب المجتمع بشكل متكرر عن سخطه من العنف المستمر الا انه
كان عاجزا عن وقفه بعد سلسلة من الفيتوات الروسية الداعمة للنظام السوري.
وبعد سبعة أيام من الضربات الدامية
على الغوطة الشرقية وفي جو من المماطلة الروسية صوت مجلس الامن الدولي
بالاجماع على مشروع قرار يطالب بوقف لوقف اطلاق النار " في اسرع وقت "
لدوافع انسانية لمدة شهر في سوريا بعد 15 يوما من المداولات التي
تمحورت خصوصا حول الموقف الروسي.
ويأتي القرار لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الانسانية
فيما قتل نحو 519 مدنيا خلال سبعة ايام من القصف الذي ينفذه
النظام السوري على الغوطة الشرقية المحاصرة، معقل فصائل
المعارضة قرب دمشق بدعم عسكري روسي.
وبعد قليل من تصويت مجلس الأمن الذي جاء بإجماع الأعضاء الخمسة عشر
على قرار يطالب بوقف إطلاق النار، قالت خدمات طوارئ وجماعة
تراقب الحرب إن الطائرات الحربية قصفت بلدة في الغوطة الشرقية،
آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة السورية دمشق.
وواصلت الطائرات الحربية قصف المنطقة لليوم السابع على التوالي
بينما تحصن السكان في المخابئ.
وغداة إقرار الهدنة في الأمم المتحدة يجري الرئيس الفرنسي
ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل محادثات الأحد
مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تطبيق وقف اطلاق النار
الذي طالب به قرار دولي في سوريا، على ما أعلن قصر الإليزيه في بيان.
وستتركز هذه المحادثات التي اعلن عنها بعد تصويت مجلس الأمن الدولي بالاجماع
على قرار لوقف اطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا
على " تنفيذ هذا القرار وخريطة الطريق السياسية المطلوبة لتحقيق
سلام دائم في سوريا "، بحسب بيان الرئاسة الفرنسية.
وإذ وصف قصر الإليزيه القرار الدولي بأنه " خطوة اولى ضرورية "،
حذر " سنكون يقظين للغاية خلال الساعات والأيام المقبلة بشأن تطبيقه العملي "
مؤكدا أنه " من الواجب احترام " الهدنة و " يجب أن تتمكن القوافل الإنسانية
من الوصول بدون إبطاء إلى البلدات الأكثر تضررا جراء أعمال العنف
وانقطاع ( المواد الغذائية والأدوية )، ويجب أن
تطبق عمليات الإجلاء الطبية العاجلة بدون عوائق ".
جحيم على الأرض :
وندد البيان بـ " عمليات القصف العشوائية التي ينفذها النظام السوري "
مشيرا إلى أن " الحاجات الميدانية هائلة ولا سيما في منطقة الغوطة شرق دمشق ".
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن "على جميع الدول المعنية أن تتحرك
من أجل التطبيق التام للالتزامات التي قطعت خلال الأيام التالية،
بدءا بالجهات الضامنة لـ ( اتفاق ) أستانا، روسيا وتركيا وإيران ".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعا يوم الأربعاء إلى إنهاء فوري
" للأعمال الحربية " في الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف شخص
تحت حصار تفرضه الحكومة منذ عام 2013 دون ما يكفي من الطعام أو الدواء.
وبينما أيدت روسيا، حليفة سوريا، قرار مجلس الأمن الدولي، أثار سفيرها
لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا شكوكا في جدواه. ولاتفاقات وقف
إطلاق النار السابقة على الأرض سجل ضعيف فيما يتعلق بإنهاء القتال
في سوريا التي صار للرئيس بشار الأسد اليد العليا فيها.
وأبلغ نيبينزيا مجلس الأمن بعد التصويت قائلا " الضروري هو
أن تعزز طلبات مجلس الأمن اتفاقات راسخة على الأرض ".
وقال بعد ذلك للصحفيين إن توقع وقف فوري لإطلاق النار
غير واقعي وإن هناك حاجة لتشجيع الأطراف على العمل من أجل ذلك.
وبعد تأخر لأيام ومفاوضات في اللحظات الأخيرة للحصول على التأييد الروسي،
وافق المجلس على القرار الذي صاغته السويد والكويت والذي يطالب بوقف الأعمال
العدائية لمدة 30 يوما " دون إبطاء " للسماح بدخول المساعدات الإنسانية
وبإجراء عمليات الإجلاء الطبي.
وقالت وزيرة خارجية السويد مارجو والستروم لرويترز " نقبل أن الأمر
قد يستغرق عدة ساعات قبل أن يتم تنفيذه بشكل كامل .
علينا فحسب أن نواصل الضغط والتنفيذ هو المهم الآن ".
ولم ترغب روسيا في تحديد موعد بدء وقف إطلاق النار ومن ثم جرى تخفيف
مقترح بأن تبدأ الهدنة بعد 72 ساعة من الموافقة
على القرار على أن يكون البدء " دون إبطاء ".
وأضافت مباحثات يوم السبت طلبا لجميع الأطراف
" بالعمل على الفور لضمان تطبيق كامل وشامل ".
وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن
" بينما كانوا يطيلون في المفاوضات، كانت القنابل
مستمرة في السقوط من طائرات الأسد المقاتلة.
في الأيام الثلاثة التي احتجناها للموافقة على هذا القرار، كم
من الأمهات فقدن أبناءهن في القصف ؟ "
وأضافت " نشعر بشكوك عميقة في أن النظام ( السوري ) سيُذعن ".
وبعد تصويت مجلس الأمن على القرار، رحبت جماعتا المعارضة الرئيسيتان
في الغوطة الشرقية بالقرار وتعهد جيش الإسلام وفيلق الرحمن
في بيانين منفصلين بحماية قوافل الإغاثة التي ستدخل الجيب المحاصر الخاضع
لسيطرة المعارضة المسلحة قرب دمشق.
وقال المسلحون إنهم سيلتزمون بوقف إطلاق النار لكنهم سيردون
على أي انتهاكات من الحكومة السورية وحلفائها.
وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن " نؤكد التزامنا الكامل والجاد
بوقف إطلاق نار شامل وتسهيل إدخال كافة المساعدات الأممية
إلى الغوطة الشرقية استجابة لقرار مجلس الأمن رقم 2401
مع حقنا المشروع في الدفاع عن النفس و رد أي اعتداء ".