لماذا أربعة أناجيل ؟
يجب أن نعرف أولاً أن كلمة إنجيل معناها الأخبار السارة – أي المفرحة.
وفي الغالب تطلق كلمة ( الإنجيل ) على كتاب العهد الجديد كله ( لأنه مليء بالأخبار السارة ) .
إلا أن كلمة إنجيل عادة يقصد بها أحد الكتب الأربعة التي نقلت لنا بشارة المسيح
والتي دونها أربعة من أتباع المسيح المعاصرين له بإيحاء من الروح القدس.
فقد شاء الله أن يسجل سيرة المسيح في أربعة كتب، فحصلنا
على بشارة الخلاص المفرحة : إنجيل واحد، تعليم واحد، وحقيقة واحدة،
مسجلة في أربعة كتب بأربعة أساليب إنشائية وأدبية مختلفة.
إنجيل متى أي الأخبار السارة عن المسيح
كما دونها البشير متى بوحي من الروح القدس.
وهدفه الأساسي أن يثبت للناس عامة، ولليهود خاصة، أن يسوع هو المسيا أي المسيح
الذي تنبأ عنه الأنبياء مئات المرات.
ولذلك تتكرر فيه عبارة " لكي يتم ما هو مكتوب ( أي في العهد القديم ) " .
وفيه يعطي سلسلة نسب المسيح إلى أبيهم إبراهيم، وإلى داود الملك.
ولكن اليهود لم يؤمنوا به فرفضوا ملكهم ومخلصهم.
إنجيل مرقس، كتبه مرقس بوحي من الروح القدس وفيه
سرد للخدمات التي قام بها المسيح الذي قال عن نفسه أنه جاء
" لا لـيُـخدَم، بل ليَخدُم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين .
إنجيل لوقا، كتبه البشير لوقا بوحي من الروح القدس ليثبت أن المسيح
جاء أيضا لكل العالم. ولذلك فسلسلة نسبه تمتد إلى آدم،
الذي هو أبو الجنس البشري كله.
وأنه جاء " يطلب ويخلص ما قد هلك ".
ففيه تظهر نعمة الله التي ترحب بالخاطئ التائب.
وفيه قال المسيح أنه " يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب ".
إنجيل يوحنا، كتبه الرسول يوحنا بوحي من الروح القدس،
ليثبت أن المسيح جاء من السماء وصار إنسانا لأجلنا.
وأن الله أحب العالم كله وبذل المسيح " لكيلا لا يهلك كل
من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ".
فالإنجيل الواحد، كما دوّنه أربعة بشيرون مختلفون،
ليس من تأليف إنسان، بل هو من الله، وإذ ندرسه نحصل
على فكرة أكمل وأشمل عن فادينا ومخلصنا يسوع المسيح.
وبخلاف ما يظن البعض لم يكن هناك إنجيل " أنـزل على المسيح " ،
بل المسيح هو الذي أوحى لهؤلاء الأربعة، بروحه القدوس،
أن يكتبوا هذه البشائر الأربعة.