الاطفال في افغانستان ـ خلفيات أفغانستان من خلال عيون أطفالها
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7043مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: الاطفال في افغانستان ـ خلفيات أفغانستان من خلال عيون أطفالها الجمعة 17 سبتمبر 2010 - 21:21
الأطفال في أفغانستان - خلفيات أفغانستان من خلال عيون أطفالها
في خريف 2001 وخلال عملي كمراسل لإذاعة ARD الألمانية في نيودلهي كنت أرسل تقارير صحافية عن سقوط نظام طالبان في أفغانستان. وبعد سنتين، أي في أوائل 2004 وطأت قدمي أفغانستان لأول مرة.
قمت منذ ذلك الحين بعدة زيارات لأفغانستان. كانت مهمتي الأساسية تتمثل في تدريب الصحافيين الأفغان ومساعدة وسائل الإعلام المستقلة، إضافة إلى عملي الصحفي لوسائل إعلام ألمانية. ويتضح لي كلما ألقيت نظرة على التقارير الصحافية عن أفغانستان في وسائل الإعلام الألمانية هيمنة صور الهندوكوش على صورة أفغانستان في مخيلتنا.
إلا أنه يبدو لي أن هذه الصورة في طريقها إلى التلاشي، فالصحافة الألمانية تُركز حالياً في الدرجة الأولى على الجانب العسكري والعمليات الإنتحارية والإرهاب. ويستجيب مراسلو وكالات الأنباء الأجنبية لأوامر أرباب عملهم في اختيار المواضيع مثل كلاب بافلوف التي يسيل لعابها بمجرد سماع خطوات صاحبها. وتجدر الإشارة أن الصورة التي تنشرها وسائل الإعلام تلك تهيمن عليها صورة البرقع والتسول وأصحاب اللحى والمسلحين. علماً أن ثمة حياة يومية طبيعية تسود في أفغانستان بعد خمس سنوات ونصف من سقوط نظام طالبان ولكن للأسف لا نسمع عنها شيئاً.
ويشكل الأطفال جزءً من الحياة اليومية هذه. ويعتبر الأطفال في بلد لا يتعدى فيها متوسط حياة الفرد ستة وأربعين عاماً مستقبل البلاد وأملها. وصادفني خلال قيامي بالتصوير في مناطق متعددة جيلاً شاباً مليئاً بالنشاط والحيوية تشع منه الطاقة وترتسم على وجهه الضحكة. ما رأيته في هذا الجيل لا يتطابق مع الصورة النمطية المعروفة لدينا.
وتنطبق هذه الصورة الحيوية على وجه الخصوص على الأطفال العاملين في سيرك كابول للأطفال الذي تأسس في عام 2002 ويهدف إلى تنمية وتشجيع المواهب الفنية لدى الفتيات والفتيان.
وحاولت أيضاً من خلال صوري التركيز على عمالة الأطفال التي تُعتبر في معظم الأحيان ضرورة إجتماعية لن تزول في المدى القريب، حيث أن الفتيات والفتيان يساعدون عائلاتهم على تحسين مدخولهم المادي.
وتكمن المشكلة في تصوير عمالة الأطفال في كيفية إظهار الطفل في الصورة. وحاولت تصوير أولئك الأطفال على أنهم أشخاص يقومون بعمل ولم أصورهم كمجرد موضوع أمام عدسة الكاميرا، أي أني اتبعت مراقبة ما يقومون به فعلاً وتصويره بدلاً من أن أطلب منهم القيام بعمل ما من أجل الكاميرا فقط.
كانت محاولة التقرب هذه في نفس الوقت مواجهة مع نفسي. وقد ساعدني هذا التحدي والتجرؤ على إلقاء نظرة غير مسبوقة على عالم غريب في تحديد موقفي وساعدني في توضيح الصورة لدي عن ثقافتي الخاصة. إلى جانب ذلك تأتي فردية المصور: نظرتي للأشياء لا يشاركني بها أحد
مارتين غيرنير ترجمة منال عبد الحفيظ - شريده حقوق الطبع قنطرة 2007
الاطفال في افغانستان ـ خلفيات أفغانستان من خلال عيون أطفالها