حامد الفقيه يتمكن في مجموعته القصصية من تقديم تجربة فنية تصغي لأوجاع الإنسان وتختزل قضاياه وتعبر عن هواجسه. ميدل ايست اونلاين صنعاء – من محمد الطويل
انفردت مجموعة "شيخوخة قمر" للقاص حامد الفقيه، بلغة شيقة وعالية تجعل القارئ ينظر إلى أحداثها وكأنها حدثت للتو.
ويقول الناقد الدكتور حاتم الصكر: "يمكن قراءة قصص القاص حامد الفقيه بما تهيمن عليها من ثيمات يظهر من معانيها احتفاء القاص بالحياة من خلال مفردات يتخيرها مما يهبه المحيط؛ فيسبغ نظرته الإنسانية التي تنحاز للفقراء والضعفاء والمستبعدين، فتمتد رؤاه في قصة (شيخوخة قمر) من الأسرة حيث الزوجة المرهقة التي حولتها آلية الزوج الذي كان حبيبا إلى ماكينة تعمل بصمت، وتبذل شبابها من خلال حادثة مرض ابنها، كما ينحاز القاص للفقراء، ويرصد خطاهم وهي تهيم متعبة على أرض لا يملكون فيها سوى الفتات. وتمتد رؤاه أبعد من ذلك ليرصد الوجع الفلسطيني من خلال نموذج بشري سرعان ما يألفه القارئ وينحاز إلى قضيته ضد مسببي تشرده".
ويتابع الصكر القول: "كل هذا في إطار فن القصة القصيرة التي أجد أننا بأحوج ما نكون لتغذيتها بالتجارب والأصوات الجديدة".
ويرى الناقد الدكتور عبدالحميد الحسامي أن القاص حامد الفقيه تمكن في مجموعته "شيخوخة قمر" من تقديم تجربة فنية تصغي لأوجاع الإنسان، وتختزل قضاياه، وتعبر عن هواجسه. فيقول: "حامد رسم تلك الأوجاع بلغة شاعرة معطرة بنكهة النعناع. يغزلها من خيوط الأقمار وقطرات الندى".
ويقول رئيس نادي القصة (إلمقة) محمد الغربي عمران عن المجموعة: "القاص حامد الفقيه، من خلال هذه المجموعة القصصية، يكتشف ما حوله، ليعرض على القارئ صورا إبداعية صاغها بقلم المبتكر".
ويضيف الغربي: "المجموعة تنوعت موضوعاتها بين الذاتي ومعالجة قضايا الآخر، ينتقي أفكار نصوصه بعين القناص الذي ينظر إلى الأشياء من زوايا لا يراها من حوله، ليقدم لنا كوكتيلا ذكائيا شيقا لقضايا اجتماعية غاية في التأزم".
يذكر أن القاص حامد الفقيه فاز بجائزة رئيس الجمهورية للشباب في القصة القصيرة 2009. وصدرت ممجموعته القصصية "شيخوخة القمر" مؤخرا عن مركز عبادي للدراسات والنشر ونادي القصة (إلمقة) وعناوين المجموعة توزعت كالتالي:" جنائز الصمت، يفرحون للموتى، صوت الملح، المفتاح، عصفور النار، شعب بني هاشم، عقد الحياة، شيخوخة قمر، وتفجر الشفق، أغنية صامتة، عرس السحاب، محراب الحرمان، الخيط الذهبي، طفل القدر، رائحة النعناع، نسيج السماء، هدهد سليمان، الساعة السليمانية، العقرب السداء، كشك الذكريات، موجة غادرة".