يعتبر التجبير من العمليات الطبية القديمة عندنا او في العراق ، وقد اشتهر العديد من الرجال في معالجة الكسور بالتجبير، ومنهم من توارث المهنة ابا عن جد، وجمع كلمة التجبير "جبائر" التي تعني العيدان التي تشد على العظم المكسور لتجبره، والعيدان هي من جريد النخل، تقطع بأحجام مختلفة، ثم توضع على موضع الكسر مع مواد من الاعشاب، تساعد على سرعة التئام العضو المكسور،او أصلاح ماهو مكسور وقد تفنن بعض الرجال المجبرين( الذين يعالجون الكسور ) في عملية تتبع موضع الكسر وتلمس مكانه، كان ذلك عند الكبار او الصغار، وهو ما اخبرنا العم ايشو ، الذي يعتبر من أمهر المجبرين في قرية ليفو والمشهور في منطقة زاخو شمال العراق من مواليد (١٩٢٦ م) يقول : الكسور التي يصاب بها الانسان تختلف بين كسور الرجال والنساء والاطفال، حيث كسور كبار السن تتطلب وقتا اطول وكذلك المصابين بمرض السكر حيث تتضاعف مدة علاجهم، وبالنسبة للأطفال الرضع فهم اكثر ما يصابون بكسور الترقوة بسبب ضعف عظامهم وحملهم بطريقة غير سليمة، ويتم علاجهم بغسل المكان بالماء الدافئ وبالعلاج الشعبي (اندروت) ثم يوضع عليه (عظم الهبه) ويلف بالقطن والشاش، ويوضع قطن في ابطه ثم يربط حبل على عنقه لتثبيت المكان، والطفل الرضيع لا يستغرق شفاءه اكثر من يومين او بالكثير بحسب ايام عمره، لكن الطفل الذي يمر على كسره اكثر من خمسة ايام يصبح من الصعب تجبير كسره، كذلك الكسر الذي يصيب الكبار ويمر عليه اكثر من 15 يوما يصبح علاجه صعبا. . بالرغم من تطور الطب الحديث في الدولة وتطور مستوى الخدمات الصحية، الا انه ما زال بعض الناس يتداوون بالطرق التقليدية في العلاج، ولهذا فإن القائمين على هذا النوع من التداوي ما زالوا يمارسون مهنتهم ويتوارثونها أبا عن جد، ولم يتراجع الإقبال على ممارستها
الحاجة أم الاختراع !! قال العم أيشو كنت في سن(السابعة عشر)عملت كراعي الغنم في احد الايام بعد مناداتي للخراف أي الطريقة والصوت التي يفهمونها تلك الخراف كي أسقيهم الماء طبعا ماء النبع الواقعة على طريق القرية الكل تبعوني وشربوا من النبع ماعدا خروف صغير بقى على طريق حيث وجدتُ ساق الخروف الصغير مكسورا حملته بين يديه ثم جلست بعد شد ومد ساق الخروف ثم لفيت بلفاف بقطعة قماش حتى الغروب كي اخذه لمجبر القرية عند عودتي للبيت مع الماشية ادخلت جميع الماشية للحظيرة او الزريبة وبالسرياني (گوما ) المكان المخصص للماشية ثم قمت بحمل المكسورة ساقة للمجبر قال لي من الذي قام بلف ساقه قلت انا فأجابني طريقة التجبير صحيحة وكأنه لأحد محترف الصنعة هكذا تعلمت تجبيرواصبحت خبير بكسور عظام البشر لي الخبرة حتى بعظام الطيور وطريقة تجبيرها من ذلك الْيَوْمَ انا أمارس هذة المهنة أي اكثر من سبعين سنة تعلمت الخبرة هذة المهنة الانسانية التي اقدمها دون مقابل حتى لا اقبل اي هدية تقدم لي مقابل العلاج بعدها قابلت حالات كثيرة مستعصية حيث احد الأشخاص وهو على قيد الحياة ليومنا هذا كان نآئمآ في احدى مستشفيات لمدة ثلاث أشهر بسبب ساقه المكسورة ثم طلب اهلة من مدير المستشفى بخروجهم على مسئوليتهم وآتوا باأبنهم لبيتي ثم قمت بعلاجها بعد ثلاث ايّام عافى بعدما كان ممد لثلاث شهور في المستشفى البعض اذهب لبيوتهم لعلاج لعدم قدرتهم على المشي قال تمكنت في علاج الكثير بنجاح ولَم اتعرض في حياتي لأي خطأ،مشيرآ انه المجبر الشعبي لا يستعمل في عملة الجبس في تثبيت العضو المكسور كما يفعل الأطباء والمستشفيات لكنه يستعمل أدوات بسيطة أي طبيعية مثل صفار البيض مع قمح الحمص او قمح الحنطة مع الدهن وغسلها بالصابون الرقي او القديم المصنوع من زيت الزيتون الصافي هناك حالات بعد معالجتها تبقى المنطقة المكسورة اي على الجلد لون احمر مِمَّا يضطر المجبر وضع مادة زاج تشترى من العطارين على جلد الدجاج ولفها بقماش يومين او ثلاثة ايّام كي ترجع للونها الطبيعي ،وبعضها يضع البيض مع المادة اللزجة ويضعها على صوف الغنم وتسمى هذة المادة بالمادة الجبارة منوهآ ان الطب الشعبي يتطور ويتقدم في زمننا هذا واوضحة باستطاعته بعد ايّام بحكم خبرته بان التجبير صحيحا ام لا فهو يميز سلامة التجبير بإحساس أصابعة او اليدين معا وتوزيع أصابعه على المنطقة اذا العظام جبير بطريقة معوجة فله أيضا طريقته الخاصة في تعديله او أعادة تجبيره حدثنا العم أيشو الكثير حياته والتجارب التي مره بها ويمر بها ليومنا هذا يقول رغم عدم استطاعتي للممارسة المهنة مثلما كنت في شبابي لكن هناك أشخاص يساعدونني بعلاج المصاب وقال لنا أسباب كثيرة تأتي منه الكسور وخاصة هذة الايام تناول الشباب الوجبات السريعة الغير الصحية التي تحتوي على دهون تسبب هشاشة العظام أيضا للبعض ثقة اكبر بعملية التجبير من الطبيب المختص لخبرته الطويلة وسبب اخر أجرة طبيب العظام يطلبون الكثير من المال ،العم ايشو شخص يحب القصص والامثال ويرويها لنا بهدوء ولباقة وفن في صوته كأنه هوصاحب القصة والاحداث هو بطلها العم ايشو فقط يقبل بدعاء الناس له بعد معالجتهم في اي وقت كانت متأخر لو تدق بابه لا ينزعج ويرحب بالمرضى بكل فرح وابتسامة ان كان هناك محتاجين له لخبرته العظيمة ، ويقول أسفي وحسرتي على أبناء او الشباب هذا الزمن بعدم رغبتهم في تعلم المهنة عكس زمننا كنّا نتسابق على تعلم المهنة . نعم هناك خبراء وعظماء اصبحوا أطباء من اجدادنا دون القراءة وأخذ الشهادات لكن بخبرتهم في الحياة تعلموا مالم نستطيع تعليم قال لنا فقط الذي يزعجني في تجبير من هم لاعبي القدم حيث أقوم بعلاجهم وانصحهم عدم ممارسة الرياضة لشهر او شهرين دون جدوى يأتون بِعد أيام لأعادة تجبير رجلهم بنفس المكان قال العم ايشو انا بصحة جيدة لكن مرور الزمن روحنا تهلكنا لا ننجو من الشيخوخة التي كل منا يتمنى ان لاتأتية وهنا طبق المثل الذي قيل [size=32]الحاجة ام الاختراع رب يحفظك ويطول عمرك.[/size]