الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: سياحة نووية : رحلة الى جحيم تشرنوبيل الخميس 23 سبتمبر 2010 - 2:01
7500 سائح سنويا
سياحة نووية: رحلة إلى جحيم تشرنوبيل
سياح من مختلف أنحاء العالم يدفعون 160 دولار لقضاء يوم في أكثر المناطق تلوثا في العالم. ميدل ايست اونلاين تشرنوبيل – من آنيا تسوكانوفا
يحمل الدليل السياحي جهازا لقياس الاشعاعات، ويعلن ان مستوى الاشعاع يفوق المعدل العادي بخمسة وثلاثين ضعفا... انها مدينة تشرنوبيل التي شهدت في العام 1986 أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
يقصد تشرنوبيل متخصصون وسياح من مختلف انحاء العالم لا سيما من الدول الغربية، ويدفع الواحد منهم 160 دولارا مقابل قضاء يوم في هذه المنطقة المنكوبة.
وقد صنفت مجلة فوربز الاميركية المدينة على انها واحدة من اكثر الوجهات السياحية تميزا في العالم. وبحسب الارقام الرسمية، يتقاطر اليها سنويا 7500 زائر.
تنقل حافلة السياح الى المنطقة المحظورة. وعلى مدخلها يوقع كل منهم تعهدا باحترام قواعد تهدف الى منع التلوث بالاشعاعات، فالتدخين والاكل في الهواء الطلق ممنوعان، وكذلك لمس أي شيء والجلوس ووضع الامتعة على الارض.
يضحك السياح وهم يوقعون هذا التعهد، لكن هذا الضحك يخفي وراءه توترا كبيرا.
تقر الطبيبة النفسية البلجيكية دافيانا شوتيتن لدى زيارتها المكان انها تشعر "بقليل من الخوف"، وتقول انها سترمي حذاءها بعد انتهاء الزيارة.
لكنها تتابع رحلتها مع السياح الآخرين، متجهة الى المفاعل الذي تسبب بالكارثة في العام 1986.
في محيط المفاعل، يشير جهاز قياس الاشعاعات الى ان معدل الاشعاعات بلغ اعلى مستوى له في المنطقة (3,9 ميكروسيفير، مقابل 0,12 ميكروسيفير في المناطق غير الملوثة).
وبعد التقاط الصور، تتوجه المجموعة الى مدينة بريبيات التي اقيمت على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط عن المفاعل لتكون مقرا لاقامة عماله. وقد اجلي سكان هذه المدينة غداة وقوع الكارثة.
توقف الزمن في بريبات منذ 24 عاما، فما زالت اللافتات السوفياتية معلقة على الأبنية بالقرب من متنزه صدىء... كتب والعاب متناثرة في شقة مهجورة وأقنعة واقية من الغاز في مقصف مدرسة.
تبدي السائحة الاسترالية بوبي هارنغتون تأثرها لهذا المشهد، وتقول "انه امر محزن جدا". وتبدي انزعاجها من زيارة الاماكن المهجورة لا سيما ان اصحابها ما زالوا على قيد الحياة في مكان آخر.
اما الموسيقي السويدي كارل باكمان فيقول "لطالما اردت زيارة هذا المكان". وهو لا يرى ان اختياره هذا المكان لزيارته أمر غريب، فالمكان "لا يختلف عن الكوليزيه الذي شهد ايضا مقتل عدد من الاشخاص، او (معسكر) اوشفيتز (النازي)".
في 26 نيسان/ابريل 1986، وقع انفجار في المفاعل الرابع من محطة تشرنوبيل النووية شمال اوكرانيا بمحاذاة روسيا وبيلاروسيا، ملوثا جزءا كبيرا من اوروبا لا سيما هذه الجمهوريات الثلاث من الاتحاد السوفياتي السابق.
اما الالاف من رجال الانقاذ الذين هرعوا الى المكان لاطفاء الحريق دون وقاية، فقد ماتوا خلال سنوات قليلة. وفي اوكرانيا وحدها اصيب 2,3 مليون شخص بتداعيات التلوث النووي الذي يسبب خصوصا مرض السرطان.
وفيما تقدر الامم المتحدة عدد الوفيات جراء هذا الحادث باربعة آلاف، اشارت منظمة غرينبيس الى ان هذا العدد لا يقل عن 100 الف.