انه طريق الآلام وينبوع الدموع يـا ابناء شعبنـا المظلوم الذي فرض عليكم بالقوة منذ أمد بعيد وفي كل مكان وزمان ، ففي كل يوم جديد يسقطون شهداء جدد لينظموا الى قـافلة شهداء المسيحية الذين يروون بدمـائهم الزكية ارض أوطانهم الطاهرة ويكتبون بهـا سفر العالم ليولد من جديد وقد ساد فيه السلام والوئام بين بني البشر ، وهـا هو ولدكم العزيز ابن سوريا البار الشاب اليافع المؤمن فادي يسقط شهيدا على ايدي الأوباش المجرمين القتلة الذين جـاء بهم الأرهابيين من كل حدب وصوب وهو امن في بيته .
فبقلوب حزينة وعيون بـاكية نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي ،، الشاب اليافع المؤمن فاديبرحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنـاته ويلهمكم ومحبيه ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، ضارعين اليه تعالى ان لا يري اي من ابناء شعبنـا اي مكروه انه سميع مجيب .
يقول أحباء الشهيد فادي ...
فادي يـا حبيبنـا ... ايهـا المسافر عبر السحاب ، الراحل الى مـا وراء الغمـام في السمـاء العليـا ، كيف مضيت دون وداع ، ولمـا غادرتنـا بهذه العجالة وانت في ربيع العمر .. وشجرة حياتك خضراء وفي قمة عطائها ...؟
لقد ذهبت يـا فاديوتركت في النفوس لوعة وفي القلوب غصة ، ولكنك رغم بعـادك عنـا فانت تعيش معنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمـائرنـا ، نذكرك في الأصيل ، ونراك بسمة حلوة في شفـاه الأطفال الصغـار ، ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والصديقين وأجراس الكنائس في الاعياد الكبيرة ، فنم قرير العين في مثواك السرمدي ولتسعد روحك الطاهرة في عليـائهـا فمـا هذه الدنيـا الا دار زوال وفنـاء .
الا شلت الأيدي الآثيمة التي خططت ونفذت الجريمة وقتلتك بدم بارد وأنت امن في عقر دارك ومزقت جسدك الطاهر وافنت شبـابك واوقفت قلبك النـابض بـالحياة ومرح الشبـاب وقضت على كل احلامك في الحياة وانت في اول الطريق ومقتبل العمر .
لقد بكيناك بحرارة يـا فاديوانقبضت قلوبنا وحزنت نفوسنا عليك كثيرا .
ان القلم يقف حائرا احيـانـا لأيجاد الكلمـات المعبرة المنـاسبة في هكذا منـاسبات لأن الحادث جلل والمصاب اليم .
نطلب من الرب ان يكون هذا المصاب خـاتمة احزانكم وان يسبغ نعمه على سوريا الحبيبة ليعود الى ربوعها الأمن والأستقرار ويعيش شعبها الطيب عيشة تليق به كونه صاحب حضارة قديمة في التاريخ، ودمتم برعايته الألهية .