|
| يسوع المسيح هو" الخبز الحي النازل من السماء | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429 مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010 الابراج :
| موضوع: يسوع المسيح هو" الخبز الحي النازل من السماء الجمعة 24 سبتمبر 2010 - 20:01 | |
| بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
يسوع المسيح هو" الخبز الحي النازل من السماء"
نافع البرواري
لماذا دعى يسوع المسيح نفسه خُبزَ الحياة؟ وكيف يُمكن ليسوع المسيح أن يعطينا جسده خُبزاً لناكلُه؟
يقول الرب يسوع المسيح: "أنا هو الخبز الحيُّ الذي نزل من السماء من أكَل هذا الخبز يحيا الى ألأبد والخبز الذي أعطيه هو جسدي أبذله من أجل حياة العالم "يوحنا 6:51" أنه كلاماً صعباً من الرب حتى أنّ بعض تلاميذه تركوه عندما قال لهم هذا الكلام .
نعم الكتاب المقدس يبقى لغزاً للكثيرين عندما لا يريدون ألأيمان بيسوع المسيح فيبقوا خارجين عن ملكوت الله ولا يستطيعون الدخول الى مائدة الرب ليتمتعوا ويأكلوا غذاء الروح الذي يهبه الرب يسوع المسيح لكُلّ الذين يقبلوه .
كان رؤساء اليهود يطلبون من يسوع على الدوام أن يُثبِت لهم سبب كونه أفضل من ألأنبياء الذين عندهم , مثل موسى , فيوضّح الرب يسوع المسيح الفرق بينه وبين ألأنبياء السابقين بمقارنة بسيطة يأتي على ذكر حادثة نزول الخبز (المن) من السماء (قارن عدد11:7,8,9) الذي أعطاه موسى لأجدادهم الذي كان خبزا جسديا ووقتيا , فكان الناس يأكلونه ليوم واحد, وكان عليهم أن يحصلوا المزيد منه كُلِّ يوم, ولم يقدر هذا الخبز أن يمنعهم من الموت أو يمنع الموت عنهم. أمّا الرب يسوع , ألأعظم من موسى وبقية الأنبياء السابقين بما لا يقاس , فيقدّم ذاته خبزاً روحيا نازلا من السماء يُشبع بالتمام , ويقودنا الى الحياة ألأبدية. فيسوع المسيح يقول لليهود, عن نفسه " هذا هو الخبز النازل من السماء , لا المَن الذي أكّلهُ ابائكم ثم ماتوا. من أكل هذا الخبز يحيا الى الأبد"يوحنا 6:59" نعم ألأنبياء لم يستطيعوا أو يتجرّأوا بنطق هذا الكلام الآ الذي أتى من فوق وهو فقط الذي يُشبعنا بالخبز الحي النازل من السماء, بينما ألأنبياء لم يستطيعوا اشباع الناس لا بالطعام المادي ولا بالأقوال , كلام الرب يسوع المسيح هو فوق أدراك الكثيرين من الناس حتى أن علماء الشريعة اليهود لم يستوعبوه, وهو صعب الفهم حتى للكثيرين من المسيحيين الذين لا يؤمنون بسر الأفخارستية عندما يقدم الرب يسوع المسيح نفسه ذبيحة حيّة لنأكله ونشرب دمه في رمز الخبز والخمر الذي ثبّتته الكنيسة كسِّرٍ من أسرارها لأن الرب يسوع قال"أعملوا هذا لذكري" . الأفخارستية هو الشكر لله لأنّه قدّم جسده كذبيحة حيّة لخلاص العالم, وهو سر الثبات في الأيمان لأنّ الرب يعطينا الخبز الحي النازل من السماء وهو القوت الذي يساعدنا في الحياة والعيش مع المسيح , وهو ليس كالخبز(المن ) الذي نزل من السماء حيث العبرانيين ماتوا بعد حين من أكله, بينما يسوع المسيح يقول لنا انَّ حياته ينبغي أن تصير حياتنا فبتناول القربان المقدس هو رمز الأتحاد بيننا وبين الرب يسوع المسيح لأنّه الخبز الحي الذي يسري في عروقنا فيهبنا الحياة الأبدية وبهذا الخبز نتّحد نحن ألأخوة لنكون أعضاء في جسد المسيح . هناك صراع بين ألأنتماء المادي للأنسان والصراع الروحي, بين من يركّز على الشهوات الجسدية فقط وبين الذين يركّزون على الحياة الروحية , فما أتعس هؤلاء الناس الذين يركزّون فقط على الحياة الجسدية الفانية , بينما الحياة الروحية تبقى الى الأبد .
العبرانيّون وهم في صحراء سيناء , ركّزوا على الغذاء الجسدي , فتذكورا تلك الأيام التي كانوا في مصر يأكلون اللحم والسمك ووو... ولكنّهم نسوا أنّهم كانوا عبيداً للمصريين (الفراعنة) وجاء موسى بأمر من الرب ليحرّرهم من هذه العبودية , كانوا عبيدا لشهواتهم الجسدية, للطعام الفاني, بينما ها هو الرب يسوع المسيح يتكلّم معنا عن أنّه الخبز الحي الروحي النازل من السماء لكي يهبنا الحياة ألأبدية, أمّا اليهود(وعالم اليوم) يتكلّمون بلغة الجسد أي بالأشباع الجسدي دون أن يقيموا أية أهمية للخبز الروحي ألأبدي الذي عندما نأكل منه لا نجوع"لأنَّ خبز الله هو الذي ينزل من السماء ويعطي العالم الحياة" يوحنا 6:33" فالذي يأكل من الخبز المادي فهو يجوع ومن يشرب من الماء يعطش مرة ثانية, ولهذا قال الرب للمرأة السامرية ( التي أعطت الماء من البئر ليشرب منه الرب يسوع) : "كُلِّ من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية , أمّا من يشرب من الماء الذي أُعطيه يصير فيه نبعا يفيض بالحياة الأبدية "يوحنا 4:13" . يسوع يدعونا الى العمل من أجل الخبز الذي يبقى ويصبح حياة ابدية. كيف نعمل وماذا نعمل؟ يسوع يقول :عملُ الله ان تؤمنوا بمن أرسلَ" يوحنا6:29". يسوع المسيح يريد منا العبور من ألأفكار الجسدية , الى ما هو أسمى وأطيب بكثير , الى التمتع بكلّ كلمة يقولها الرب , فكلامه أشهى من العسل وأطيب من الشهد, وهوغذاء الروح , يقول كاتب المزمور"ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب". نحن لا نقلل من أهمية الغذاء الجسدي للقوت اليومي فالمسيح علمنا في صلاته الربانية أن نطلب من الآب في صلواتنا أن يعطينا" خبزنا كفافنا اليومي" فهو الخبز الجسدي الذي يوصلنا الى الخبز الروحي .
الرب يسوع المسيح يقول لتلاميذه في العشاء الأخير (العشاء الفصحي) "شهوة أشتهيت أن آكل الفصح معكم..."وهو بهذا العمل أراد أن يذكرهم بمحبّته لهم حتى المنتهى , وبرمز الفصح (القربان) قدّمَ جسده كخبز حي لخلاص العالم"والخبز الذي أُعطيه هو جسدي , أبذله من أجل حياة العالم"يوحنا 6:51". فعلى الأنسان العاقل , الذي هو جسد ورح, أن يفتش عن يسوع المسيح الذي هو طعام روحي لايفنى"لا تعملوا للقوت الفاني, بل أعملوا للقوتِ الباقي للحياة ألأبديّة. هذا القوتُ يهبهُ لكم أبن ألأنسان , لأنَّ الآب ختمه بختمه"يوحنا6:27".
يسوع المسيح جاء ليحرّك فينا "الرغبة " (ولكن ليست هذه الرغبة للشهوات الجسدية كالأكل والشرب والمال والسلطة ..الخ , كما يريد الشيطان أن يحرّك هذه الرغبة فينا, وكما يفعل الأنبياء الكذبة, ولكن الرغبة التي يريد الرب أن يحرّكها فينا هي التحرر من العبودية للشهوات الجسدية بالتفتيش عن الحياة الروحية , ولهذا قال الرب يسوع للشيطان في التجربة في البريّة "ليس بالخبزِ وحده يحيا الأنسان بل بكُلِّ كلمة تخرج من فم الله"متى4:4".
يسوع المسيح يريد أن يحرّك فينا الشهوة الى ما هو فوق الجسديات , الى ما هو أسمى , الى التمتع معه بالحياة ألأبدية , فهو يريد منا أن نشارك ابيه السماوي بملكوته الروحية هو يريد منا أن نعبر من الماديات (الموت) الى الروحانيات (الحياة ألأبدية) بالولادة الروحية, بينما الشيطان يريدنا أن نستسلم للموت وعبودية الشهوات الجسدية .
يسوع المسيح يريد أن يحرّك فينا الجوع الى الله, بينما اليهود (والكثيرين منا اليوم) يفكّرون بالخبز المادي وقالوا للرب "أعطنا هذا الخبز (المادي) فهم لم يفهموا قصد الرب وهكذا المرأة السامرية .
يسوع المسيح يريد منا أن نصغي الى كلمته (ونأكلها مجازا) لأنّ كلمته حيّة وفعالة وديناميكية وتغيّر الحياة أذ تعمل فينا وهي تُعلن ما لنا وما علينا بنفس حدّة مشرط الجرّاح "راجع : عبرانيين4:12,13"فبدون الطعام الروحي سنتضوَّر جوعا ولن تُشبعنا شهوات هذا العالم. فلكي نُغذّي نفوسنا, علينا أن نأخذ كلمة الله باشتياق كغذاء روحي .يقول الله على لسان اشعيا النبي:" لماذا تصرفون فضَّة لغير الخُبزِ وتتعبون في عملكم من غير شَبعِ ؟اسمعوا لي وكُلوا الطيِّبات وتلذَّذوا في طعامكم بالدسِّمِ أَميلوا اذانكم وتعالوا اليَّ اسمعوا فتحيا نفوسكم..."اشعيا55:2,3".
ويقول الله على لسان النبي عاموس"ستأتي أيّام أقول أنا السيد الربُّ, أُرسِل فيها الجوع على ألأرض ,لا الجوع الى الخبز ولا العطش الى الماء بل الى ألأستماع الى كلمة الربَ. عاموس8:11 اليوم الكثيرون يدّعون أنتمائهم للمسيح ولكنهم, في الحقيقة, تركوا ربّنا يسوع المسيح" خبز الحياة" ونبع الماء الحي" وأخذوا يفتّشون عن الخبز الفاني وينقّبون عن مياه الآبار ألآسنة بينما الرب يقول , "أنا هو خُبز الحياة . من جاء اليَّ لايجوع ومن امن بي لا يعطش أبدا"يوحنا6:35: اليوم الغالبية من شعبنا, للأسف, وبسبب الضروف الصعبة التي مرّوا بها, أنهارت قوّتهم وفتر ايمانهم وتزعز أساس بنائهم, لأنّهم لم يعتمدوا على الرب يسوع المسيح" خبز الحياة " وسدّوا اذانهم لسماع كلمة الله . وأصبحوا يبحثون عن مكان اخر لحل مشاكلهم الحياتية ووضعوا الكتاب المقدس على رفوف مكتباتهم ليغطيه التراب , بينما أخذوا يفتّشون عن المال والسلطة والشهوات الزائلة , وتركوا محبّتهم القديمة وطيبتهم وصدقهم الذي ورثوه من ابائهم وأجدادهم وأنقسموا على بعضهم وتشتتوا لأنّهم تركوا الراعي الصالح وظلّوا طريقهم وأصبحوا فريسة سهلة للذئاب الخاطفة .
سألتُ أحد الآباء, الذي كان يكرّس حياته لخدمة أحدى القرى المسيحية في شمال العراق , لماذا تركتَ العراق وهاجرت الى الغرب بينما المسيحيين في العراق يُضطهدون ويُهجِّرون ويُقتلون وهم في أشّد الحاجة الى أب روحي وراعي للكنيسة يعزّيهم ويشدُّ أزرهم ويقوّي ايمانهم ويقوم بخدمتهم ويقيم قداس الذبيحة الحيّة ليعترفوا ويتناولوا القربان (خبز الحياة)؟
فكان جوابه لي صدمة كبيرة وهو يدعو الى الحزن والأحباط والألم عندما قال (ولم أستوعبه الاّ بعد التأكد من ذلك من عدّة مصادر لأنّي تركت الوطن منذ سنين لأسباب ليست في صلب موضوعنا) .
أبني : انّ المسيحيين اليوم, في العراق, ليسوا نفس مسيحيي الأمس!!! فقلت له كيف؟ فأجابني أنّ الكثيرين من مسيحيي اليوم فقدوا محبّتهم وأيمانهم وأصبحوا يلهثون وراء المال والجاه وأصابهم الكسل والخمول وتركوا أعمالهم وأصبحوا يُفتّشون عن كُلِ ما هو جديد وسلكوا الطريق الواسع والمفتوح وتركوا كنائسهم ومقدّساتهم وحتّى أرض ابائهم وأجدادهم.
في الحقيقة لم يقنعني هذا الأب بجوابه , فهو راعي , والراعي يجب أن لا يترك رعيّته مهما كانت الأسباب والظروف , ولكن لا ألوم هذا الراعي فقط بل اللوم أيضا علينا نحن الذين تركنا المسيح الراعي الصالح وأصبح لكلّ منا راعي مزيّف ماجور نتبعه وللأسف هذا الراعي المأجور يقودنا الى حيث هناك ذئاب مفترسة فتمزّقنا وتُشتتنا .
صدق الرب يسوع المسيح عندما يقول "لا يجيءُ السارق الآّ ليسرق ويقتل ويهدم .أمّا أنا فجئتُ لتكون لهم الحياة , بل ملءُ الحياة"يوحنا 10:10".
انّ احد ألأسباب الرئيسية للحالة التي وصلنا اليها , نحنُ مسيحيي العراق, هي فتور ايماننا بشخص يسوع المسيح ابن الله الذي بذل نفسه من أجلنا ودعانا الى مائدته ليشاركنا في ملكوته ولكننا رفضنا هذا العرض السخي بحجج واهية كما فعل المدعوّين الى وليمة الملك في أنجيل "متى22" وكانت النتيجة كما يخبرنا البشير متى :"...الوليمة مُهيّأةٌ ولكن المدعوّين غير مستحقين".
اليوم كنيستنا المشرقية منقسمة على نفسها وحتى الرعاة أصبح الكثيرون منهم يفتشون عن الطعام الفاني وتعلّقوا بالمال والسلطة والكراسي والنتيجة صار هناك تشويش وتهميش لدور الرعاة الحقيقيين فتشتت الرعية بانقسام الكنيسة الواحدة على نفسها وهذا يُذكّرنا بكلام الرب يسوع المسيح "كُلِّ بيت ينقسم على نفسه يخرب".
ولكن يبقى أملنا كبيرا ورجائنا لن يخيب بيسوع المسيح الذي لن يتركنا على هذه الحالة مهما أشتدَّ الظلام ومهما كانت الظروف صعبة ومهما حاول الشيطان تقسيم وحدتنا المسيحية , فيسوع سيتدخّل ويعيد الى كنيسته وشعبه الوجه الناصع ويجدد بروحه القدوس حياتنا ويلم شملنا ويداوي جراحاتنا ويغفر لنا بعد أن نتوب ونرجع اليه قائلين , كما قال الرسول بطرس"الى من نذهب يارب وعندك كلام الحياة الأبدية" . | |
| | | حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010 الابراج :
| | | | كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429 مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010 الابراج :
| موضوع: رد: يسوع المسيح هو" الخبز الحي النازل من السماء السبت 25 سبتمبر 2010 - 16:39 | |
| بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
لك كل الشكر والتقدير اخي نادر لمتابعة المواضيع الدينية
يحفك الرب يسوع امين
اختك كريمة | |
| | | | يسوع المسيح هو" الخبز الحي النازل من السماء | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |