وصف ديوان الوقف السني، اليوم السبت، التصريحات المسيئة للمسيحيين من قبل مفتي الجمهورية العراقية، مهدي الصميدعي، بـ"الهوجاء غير الموزونة".
وقال رئيس الديوان عبد اللطيف الهيميم في بيان تلقت شبكة رووداو الإعلامية، نسخة منه "تابعنا بأسف عميق التصريحات المسيئة للمسيحيين من أبناء شعبنا العراقي الكريم في عيد ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام"، مبينا انها "تصريحات خارجة عن المعقول والمقبول والمألوف والمعروف".
واضاف ان "هذه التصريحات لا تمثل ديوان الوقف السني بجميع منابره وأفكاره وتوجهاته في ترسيخ الوحدة الوطنية، التي كان للمسيحيين السبق في وجودهم التاريخي على أرض الرافدين من خلال أبائهم الكلدان والآشوريّين، بحضارتنا التي علّمت أهل الأرض كيف يُمسكون قلماً ويتنفّسون هواء الحرية، البابلية والسومرية والأكدية والآشورية، وجنائنه المعلقة، وقصر الإمارة، ومسلة حمورابي، وأسد بابل، وملحمة جلجامش، وشارع الموكب، الذي عبرت فوقه خيول نبوخذ نصر وعربات البابليين".
وأكد ان "مثل هذه التصريحات الهوجاء غير الموزونة ولا المقفاة ولا المنضبطة تعيدنا إلى خطاب الكراهية والتحريض والفتنة ورفض الآخر، ولا تمثل التعايش المشترك بين العراقيين بجميع شرائعهم قومياتهم وأطيافهم وطوائفهم ومذاهبهم، عربهم وكردهم وتركمانهم، شعب واحد تقاسم السرّاء والضرّاء منذ أن تشكلت هوية العراقيّ من الدم المنساب من ألوان الطيف كلها، يوم شقّت الأرض في العراق نخلة، فصارت حزمة الطيف أمتن من حزم العصيّ".
كما تابع بالقول: "اننا لسنا مستغربين من هذه التصريحات التي تصدر عن هؤلاء الأشخاص، فمثلما هم يُحرّمون علينا الاحتفال بمولد فخر الكائنات وسيّدها نبيّنا الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نجدهم اليوم يُحرّمون الاحتفال بعيد السيد المسيح عليه السلام"، لافتا الى اننا "لا ننسى قصة عنقود العنب الذي قدمه عدّاس النصراني إلى نبيّنا محمد حين خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف، فكان ذلك العنقود مثالاً للمحبة والتسامح والتعايش المشترك على طوال الحقب والعصور".
وتابع "أَوَ لم يهاجر المسلون الأوائل بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت واتسع الظلم في كل مكان، ينشدون الأمن لدى النجاشي المسيحيّ ملك الحبشة"، موضحا "اننا في هذه اللحظة نود التذكير إلى أن الدين واحد وإن تعدّدت الشرائع الإسلامية والمسيحية واليهودية والصابئية بالنص القرآني الكريم".
ولفت أيضاً: "كما نود التذكير أن هنالك العديد من المسميات والعناوين التي ظهرت ما بعد الاحتلال لجهات وأفراد تدعي تمثيلها المذهبي والديني والشرعي لأهل السنّة والجماعة ، وهي تجمعات وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني خارجة عن الإطار الرسمي لديوان الوقف السني، وأن جميع ما يصدر عنها من بيانات وتصريحات ومواقف إنما تمثلها بشكل شخصي ولسنا معنيّين بها لا من بعيد ولا من قريب".
استنكر رئيس البطركية الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس رؤفائيل ساكو، إصدار مفتي الجمهورية العراقية مهدي الصميدعي فتوى تحرم الاحتفال بأعياد المسيحيين، مضيفاً: "من يتبنى كذا خطاب هو شخصية غير مكتملة"، وطالب بمقاضاته.
وقال ساكو في بيان صادر عن البطركية الكلدانية: "المعروف عن رجل الدين من اي دين كان ان يدعو الى الاخوّة والتسامح والمحبة وليس الى الفرقة والفتنة. من يتبنى كذا خطاب هو شخصية غير مكتملة!".
وتابع: "من المؤسف ان نسمع كذا ادبيات مستهلَكة بين حين وآخر"، مطالباً "الحكومة العراقية الموقرة بمتابعة كذا خطابات ومقاضاة مروّجيها خصوصاً عندما تصدر من منابر رسمية".
ومضى بالقول: "هذه مفاهيم خاطئة وخبيثة وبعيدة عن المعرفة الصحيحة بالأديان. فشعوبنا اليوم بحاجة الى تعميق القواسم المشتركة بما يُسهم في تحقيق العيش المشترك وليس التخوين والتكفير والحثّ على الكراهية".
وكان مفتي الجمهورية العراقية، مهدي الصميدعي قد قال في وقت سابق: "لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها، قال ابن القيم رحمه الله؛ من هنأ النصارى في أعيادهم كمن هنأهم في السجود لصلبانه"، وذلك تعليقاً على إعلان الحكومة العراقية يوم 25 كانون الأول من كل عام عطلة رسمية بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، على عكس إقليم كوردستان الذي اقرّها عطلة شاملة منذ سنوات عديدة.
الوقف السني يرد على إساءة الصميدعي للمسيحيين: تصريحاتك الهوجاء لا تمثلنا الصميدعي