بـبـالـغ الأسى ومزيد الأسف تلقينـــا نبــأ رحيل الماسوف عليه الشماس الفاضل القدير جليل , نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الأليم سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنـاته ويلهمكم جميعـــا ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين اليه تعالى ان لا يريكم اي مكروه ويحفظكم من كل سوء انه سميع مجيب .
برحيل الانسان الطيب ، المحب ، الهادئ ، الدمث الاخلاق الكاهن الورع كوب ، فـان الكنيسة المقدسة قد خسرت شخصية من شخصياتها المحبوبين .
يقول احباء الراحل العزيز الشماس جليل ...
جليل يـا حبيبنـا .... ايهـا المسافر عبر السحاب الراحل الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيت سريعـا دون وداع ، ولمـا غادرتنـا بهذه العجالة وانت في مقتبل العمر وكنت لنا كالخيمة الكبيرة التي نتفيأ في ظلها وقت الجهير ، وشجرة حياتك ال خضراء رغم ذبولها قليلا بفعل السنين والمرض الا انها كانت في قمة عطائها ... ؟ هل سئمت الحياة بسبب معـانـاة وطنك الثاني الحبيب وابنائه الأعزاء في الزمن الصعب فابيت الضيم وتساميت في العطاء فعدت الى منابع الصفاء تاركاأهلك ومحبيك بلا محب .
لقد ذهبت يـا شماس جليل وتركت في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصة ، وفي العيون دمعـا وخاصة لدى من شاركك الحلوة والمرة طيلة حياتك اهلك ومحبيك الأحباء ، لكنك رغم بعادك عنـا فانت تعيش معنـا ، وفي افكارنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمائرنـا ، نذكرك مع الأصيل ، ونراك عند الفجر بسمة حلوة في افواه الأطفال الصغار ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والقديسين .
فنم قرير العين في مثواك السرمدي يا قرة عيوننا ومهجة قلوبنا وتاج رؤوسنا ، ولتسعد روحك الطاهرة في عليائهـا فمـا هذه الدنيــا الا دار فناء وزوال .
فوداعـا يـا حبيبنـا الغالي وداعــا ...
ان الموت حق على جميع الناس ، ولكن حينمــا يرحل الأنسان ويترك اثـارا حسنة فهذه نعمة من الله ، فالمرحوم الشماس جليل رحل بعد مسيرة لم تدم طويلا في الحياة ولكنها حافلة بالعطاء اكسبته سمعة طيبة في المجتمع وترك تلامذة احباء لهم مكانة مرموقة في المجتمع وسيكونون خير خلف لخير سلف ، وهذا مــا يتمنـاه كل انسان في حيـاته .
ادامكم الله بخير برعايته الألهية ذخرا وملاذا لشعبكم الكريم ، ويجعل هذا المصـاب الأليم خـاتمة احزانكم .