انصروا الله ينصرْكم / د. ليلى عريقات

انصروا الله ينصرْكم

أيا ربي جنودُ الارضِ تطغى
وتُفلتُ مِن أيادينا الزِّماما
فأينَ المجدُ اين بنو أُميّةْ
بنو مرْوانَ في الأرجاءِ جالوا
مضوْا شرقاً وغرْباً قي جهادٍ
حدودَ الصّينِ مِن شَرقٍ أدانوا
وعندَ البحر غرباً ما استكانوا
وكم قد كبّروا للهِ عزّاً
تعاليمُ الإلهِ لها جلالٌ
بها اعتصموا ودينَ اللهِ صانوا

وفي عهد الوليدِ يُتِمُّ فتحا

وربّي ناصرٌ يؤتيهِ نُجْحا
وشاع العدلُ والدنيا رخاءُ
ولم يجدوا فقيراً للزّكاةِ
وخامسُ في الخلائفِ أيُّ تقوى!
يسجِّلُها لنا كلُّ الرّواةِ

وآخرُهم لأندلسٍ يُهاجرْ
ويفتحُها لدينِ اللهِ ناصِرْ
ويبني الدّاخلُ الجبّارُ مجدا
وقرطبةُ الحضارةِ دارُ عِلمٍ
وإشبيليةْ بها علمٌ وفنٌّ ويأتي مِن بلادِ الغربِ ناسٌ

لقصدِ العلمِ والإسلامُ يحنو

بنو العباسِ يا عهداً تسامى
ومنصورُ الهداةِ لهم إماما
بنى بغدادَ حاضرةً وحِصْنا وعزَّ الدينُ كانَ الكلُّ جندا
ولا يُنسى الرّشيدُ يحجُّ عاما

ويغزو في سبيلِ اللهِ عاما
ولا تُنْسى مقالتُهُ لِغيْمةْ
(ألا سيري ومهما رحتِ آتٍ
خراجُكِ قد غدا لِلدّينِ غُنْما)
ومأمونُ الخلائفِ كانَ صقرا
وحازَ لِدينِنا نصْراً فنَصرا
وكانَ العلمُ عندهُ خيرَ زادٍ
وبيتُ الحكمةِ الغرّاءِ كنزٌ
حوى كلَّ المعارفِ في الزّمانِ
وترجمَ كلَّ أسْفارِ الأنامِ
وضمَّ الصّرحُ مِليونيْ مُجَلَّدْ
لِذا المأمونُ في الدُّنيا مُخَلَّدْ
* * * * *
فكيفَ وكيفَ يخذلُنا الهوانُ
وعُربُ اليومِ يا أهلي نِيامُ
لِمَن أشكو وصدري ضاقَ صبراً
أكادُ أموتُ يا أصحابُ قهراً
تخلَّوْا عن كتابِ اللهِ خابوا
وضلّوا كم بلادَ اللهِ جابوا
حيارى تائهينَ بِغيرِ عِزٍّ
فذاكَ العزُّ ولّى..عنهُ غابوا

وتُحْتَلُّ البلادُ ولا نصيرُ وتعلو الآهُ حرّى والعويلُ
بلادُ العُربِ تغرقُ في سُباتٍ
وتُسلِمُ أمرَها لهوى الطُّغاةِ
وصهيونٌ تعيثُ بأرضِ أهلي
تُقَتِّلُ ذا وتأسرُ ذا
تجَرِّفُ أرضَنا والحالُ مُرُّ
وصمتُ عُروبتي لهُوَ الأمَرُّ
وإنَّ العُرْبَ قد شهدوا الرّزايا
ولكن لن يَبِن حُسنُ النّوايا
مضَوا لِلنّتنِ يرجونَ الصّداقةْ
أبعدَ فعالِهم تبقى صفاقةْ؟
ويأتي ترامبُ يسلبُ ارضَ قدسي
ويُهديها لصهيونٍ غنيمةْ
أيعقلُ يا بني قومي سكتُّم
تروحُ القدسُ ما هذي الحماقةْ
وأينَ المسلمونَ بكلِّ أرضٍ
تهونُ القدسُ والأقصى يُنادي
أليسَ لكم إلى التّحريرِ هادي؟
وإسراءُ الرسولِ إلى حِماها

ومعراجٌ إلى عالي السّماءِ

يجفُّ دمي على ما سوفَ يجري
وكلُّ الناسِ تنظرُ آهِ تدري
وقُرِّحتِ النواظرُ والجفونُ
فيا للّهِ هل قدسي تهونُ؟!

يثورُ الشعبُ في أرضي لُيوثا
ولا نُحصي لهم عدَداً وزندا
رباطٌ في سبيلِ اللهِ يبقى
فإنّ الحرَّ في الشدّاتِ يشقى
وإنّ اليأسَ ينخرُ لي فؤادي
وهل مِن شرّهم أنُصيبُ عِتقا؟
وأخجلُ كيفَ آيَسُ إنّ فرداً
غلاماً أرعب الأعداءَ طُرّا
ويطعنُ بالمُدى ويثيرُ ذُعرا
فدائيٌّ ومن صلبِ النّشامى
رمى في صفّهم دلّاً وقهرا

فيا ليلى رويدَكِ لا تنوحي
شبابٌ مثله تشفي جروحي
وهل يُنسى ابنُ عمٍّ لي شهيدٌ
بِهِ أرضي مدى الدّنيا تُفاخِرْ
وكم في الأرضِ مِن بطلٍ وثائرْ
ولا يرضونَ سِكّيرا يُقامِرْ
وينزعُ حقَّنا من ارضِ جدّي
* * * * *
غداً لا بدّ أن تدنو البشائرْ
غداً يا أرضُ سوفَ الحرُّ يُنصَرْ
وكم عُمَرٌ بأرضِ الأهلِ كبَّرْ
وتلكَ قوافلُ الشهداءِ تتلو
غداً لا بدَّ أن نرقى ونظفرْ

أعدّوا يا أُصيْحابي نشيدا
لتحريرِ البلادِ همى سعيدا
سينصُرُنا الإلهُ فذاكَ وعدُ
فأينَ هتافُكم: اللهُ أكبرْ

القصيدة مبنية على وحدة تفعيلة البحر الوافر...مُتَفاعِلُن وصورها الفرعية

انصروا الله ينصرْكم / د. ليلى عريقات 133135

لطفي الياسيني
شاعر المقاومة