من هم الكلدان اهل العراق الاصليين «
في: 04:50 13/06/2011 »
كثيرا مانسمع هذا الكلمة لكن القليلون يعرفون معنى هذه الكلمة او ماذا يعني ان تكون كلداني
هنا بعض اللمحات السريعة للتاريخ الكلداني
الكلدان تاريخيا
لقد تيقّنَ علماءُ الآثار مؤخّراً من تواجد شعبٍ في منطقة وسط وجنوب العراق القديم عُرفت تاريخياً بالقطر البحري ، سبقَ وجودَ الشعب السومري بما يقربُ من ثلاثة قرون ، كان يعيشُ حياةً حضارية في المدن التي أنشأها ، ومن أشهرها : كيش ، اور ، اوروك واريدو ، سمّى العالِم والمؤرخ الكبير لاندزبيركَر Landsberger ذلك الشعب بالفراتيين الأوائل ، وقد سمّاه بهذا الاسم أيضاً بعضُ المؤرخين العراقيين ، وفي المدوّنات الرافدية القديمة ، وردتٌ تسمية سكان العصر البابلي القديم < كلدايي : ܟܠܕܝܐ> وهي التسمية التي سمّاهم بها العلاّمة المطران يعقوب اوجين منا في مُعجمه الشهير ( دليل الراغبين - قاموس كلداني = عربي ) وسمّى لغتهم < كلديثا : ܟܠܕܝܬܐ> وانتسابَهم الجغرافي واللغوي < كلدَيُوثا : ܟܠܕܝܘܬܐ> وامتهم < بَثٌ كلدايي : ܒܪܬܟܠܕܝܐ> الامة الكلدانية ص. 338 . أما الكتاب المقدس العهد القديم ، فقد سمّاهم باسم كسديم أو كشديم ، وكلتا اللفظتين تعنيان ( الجبابرة أو المُنتصِرين ) وباللغة الاغريقية دعاهم أبناء اليونان وباقي الاوروبيين < كالدْيَنس : Chaldeans > وترجمَها العربُ الى < الكلدان > وبهذه اللفظة اعتمدَتْها ترجماتُ الكتاب المقدس العربية .
إذاً كان موطن الكلدان الأصلي في وسط وجنوب بلاد ما بين النهرين وسواحل الخليج الكلدي ( الخليج العربي ) منذ عهودٍ سحيقة ، وكانوا مجموعات بشرية كثيرة العدد جداً تتشكَّلُ مِن قبائل عديدة يتزعَّمُ كُلَّ فبيلة الرئيسُ الأكبر فيها يُطلق عليه لقب ( الملك ) ، يقول بطرس نصري في كتابه ذخيرة الأذهان / الجزء الثاني ص . 24 - 25 < إن أول دولةٍ ظهرت بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية
أسَّسَها الملك نَمرود الجبّار ومَلَكَ عليها مِن بعدِه بنوه ، وأعظمُهم شُهرةً كان اورخاميس ، سَقَطت هذه الدولة بحدود عام 2449 ق . م ، حيث استولت عليها دولة ايرانية زُهاءَ قرنَين وربع القرن ، وأعقبَتها دولة عيلامية وحَكَمَت لمدة قرنَين وربع القرن أيضاً ، ثُمَّ استعادها الكلدانُ أصحابُها الأصليون منذ عام 2000 ق. م وامتدَّ حُكمُهم لمدة 245 عاماً > ويذكُر أحمد سوسة في كتابه / حضارة العرب ومراحل تَطوِّرها ص. 159 - 162 < وبَرَزَت خلال هذه الفترة دولة أو امارةُ القُطر البحري وعُرفَت بسُلالة الامراء ، وكان ظُهورُها على عهد خليفة حمورابي ( شمس - ايلونا ) واعتُبرَت امتداداً لسُلالة بابل الاولى التي أسسها الملك العموري (سمو آبوم 1894 - 1881 ق . م ) وجَعلَ مِن بابل عاصمةً لها مُستقِلَّةً عن سُلطة سُلالة اور الثالثة ، ويؤيِّدُ ذلك المؤرخ هاري ساكز في كتابه / عظمة بابل / ترجمة الدكتور عامر سليمان ص. 90 < في العام الثامن والعشرين مِن حُكم شمس ايلونا بنِ حمورابي ، حَدَثت ثورة في جنوب البلاد بمنطقة الأهوار المعروفة ببلاد البحر والتي لم يستطِع إخضاعَها ، ونتيجةً لذلك ظهَرَت سُلالة القطر البحري وسيطرَت على البلاد السومرية أثناءً حُكمِها الذي ناهزَ المئَتي عام .
إعتمد الكلدانُ قبل العهد الامبراطوري نظامَ الممالك ، حيث تُشيرُ المصادر التاريخية الى قيام ممالكَ عديدة قوية منذ الجيل الحادي عشر قبل الميلاد ، ولم يتوَحَّدوا في الزمن الغابر تحت راية دولة عُظمى ليخلقوا لهم كياناً سياسياً كبيراً إلاّ في الربعِ الأخير من القرن السابع قبل الميلاد ، وكانت ممالكُهم تشغَلُ مساحات شاسعة مِن وسطِ وجنوبِ بلاد ما بين النهرين ( العراق الحالي ) بالإضافة الى جنوب غربي ايران وكافة سواحل الخليج وجُزُره ، وكانت جزيرة الدَيلمون أكبر تلك الجُزُر وتُسمّى اليوم ( البحرين ) ، وجزيرة ( فيلكا ) التابعة لدولة الكويت حالياً ، واسم هذه الجزيرة مُشتَقٌ من لفظة كلدانية ( بَلكا أو بَلكَوثا ) وتفسيرُها بالعربية ( المُنتصف ) وسُمِّيَت بهذا الاسم لموقِعِها الوسطي بين البر والبحر الكلدانيين ، وكان يُطلَقُ على بلاد الكلدان في الزمن السابق للقرن الحادي عشر قبل الميلاد ( بلاد البحر ) نَظراً لكثرة أهوارها وبُحَيراتِها ، وجاء ذِكرُ هذه التسمية في حَوليات الملك الآشوري ( تُوكَلتي نينورتا الأول 1245 - 1208 ق . م ) وكذلك على عهدِ الملك ( تَكلَتبيلاصَّر الأول 1115 - 1076 ق . م ) ، بينما وردت تسميتُها في حوليات الملك الآشوري ( آشورناصربال الثاني 882 - 860 ق . م ) ( بلاد الكلدان ) و ( بحر الكلدان ) وهي تَرِدُ في الوثائق الآشورية لأول مرة ، حيث يتحدَّث الملك شلمَنَصَّر الثالث أيضاً في حولياته عن شعبٍ اسمه الكلدان ، وأشار أنه ساعدَ حلفاءَه البابليين بإرساله إليهم قواتٍ عسكرية لدعمهم ضِدَّ تهديدات الكلدان والآراميين للدولة البابلية ، وأنه قد أغار على بلاد ( كلديا ) .
إن أهمَّ الممالك الكلدانية القوية التي قامت في جنوب ما بين النهرين في مطلع القرن الحادي عشر قبل الميلاد كانت التالية:
1- مملكة بيث - ياقين : Beth -Yakin كانت عاصمتُها دور - ياقين : Dur - Yakin ( تَل اللحم حالياً / بين الناصرية والبصرة )وتشمُل رُقعتُها الحَوضَ الأسفلَ مِن الفرات وشواطيءِ الخليج وجُزُره حتى الخليج العُماني ، أشهر ملوكِها كان الملك ( مردوخ بلادان 733 - 710 ق . م ) ، احتلَّ سنة 733 ق . م مدينة بابل الواقعة تحت الهيمنة الآشورية ، ونودِيَ به ملكاً على الدولة البابلية ، تَمَيَّزَ بالقوة والعزيمة فقام بتوحيد كافة الممالك والقبائل الكلدانية في مملكة مُتحدة واحدة ، مؤكِّداً استقلالَ بابل السياسي وحَقَّها الشرعي في حُكم البلاد البابلية ، ولكن الملك الآشوري ( سركَون الثاني 722 - 705 ) انتصر عليه عام721 ق . م واستعاد بابل منه ، كانت مملكة بيث - ياقين أكبر وأقوى الممالك الكلدانية ، ومِن بين أبنائها ظهر أغلبُ ملوك الكلدان في العهد البابلي الحديث ( عهد الامبراطورية الكلدانية 626 - 539 ق . م ) .
2 - مملكة بيث - دَكّوري : Beth- Dakkuri كان موقعُها في حَوض الفرات الى الجنوب مِن مملكة بابل ، تمتدُّ مساحتُها مِن مدينة بورسيبا ( برس نمرود حالياً / جنوب الحلة ) من الشمال وحتى حدود مدينة اوروك ( الوركاء ) من الجنوب . تَعَرَّضت لحَملةٍ عسكرية من قبل الملك الآشوري أسَرحَدون ، تَمَّ فيها سَلبُها وأسرُ ملكِها شمش-ابني .
3 - مملكة كَمبولو : Gumbulo وعاصمتها ( دور- ابيهار Dur-Abihar وبدورها كانت ضحية الحملة العسكرية الأسَرحدونية التي شَنَّها أسَرحدون عليها وعلى مملكة بيث- دَكّوري .
4 - مملكة بيث - شيلاني : Beth-Shilani عاصمتُها ( سَر أنابا Sar-Anaba ) في سنة 732 ق . م قاد الملكُ الآشوري ( تَكلّتبيلاصَّر الثالث 745 - 727 ق . م ) حملةً عسكرية على عاصمتِها سَر أنابا ، قُتِلَ خلالها ملكُها وسُبيَ خمسةٌ وخمسون ألفاً من أبنائها الكلدان ورُحلوا الى البلاد الآشورية .
5 - مملكة بيث - أموكاني : Beth-Amukani عاصمتُها ( شيبيا Shipia ) الواقعة في حَوض دجلة الأسفل ، كانت تحتضِنُ بالإضافة الى قبائل أموكاني قبائل الفوقودو ( بْقيذي ) كان الملك ( نابو موكِن زيري ) مؤسِّسُ سُلالة بابل العاشرة أحدَ أبنائها ، تسنَّمَ عرش بابل عام 731 ق . م .
6 - مملكة بيث - شعالي : Beth-Shaali عاصمتُها ( دور- ايلاتا Dur-Elata ) وقد شملَتها حملة تَكلَتبيلاصَّر الثالث العسكرية التي قادها عام 732 ق . م ضِدَّها وضِدَّ مملكة بيث - شيلاني حيث أسِرَ من سُكّانِها خمسين ألفاً وأربعمِئَة فردٍ ورَحَّلهم الى المناطق الآشورية .
وقد أشارت المصادر التاريخية ومنها ( مجلة لغة العرب / للأب أنستاس الكرملي / المُجلَّد الأول ) بأن الكلدان عموماً ، كانت ممالكُهم تَزهرُ بوضعٍ اقتصادي مُزدَهِر ، لا يعرف الفقرُ إليها سبيلاً ، يجنون أرباحاً هائلة مِمّا تَدُرُّه عليهم أراضيهم الوافرةُ الخِصب بفضل المياه التي يَرفُدُها النهران الخالدان دجلة والفُرات ، فكانت غِلالُ مزروعاتهم وأشجارهم غَزيرةً ومناطقُ الكلأ واسعةً ، أتاحت لهم اقتناءَ أعدادٍ كبيرة جداً من قطعان الماشية والأبقار والبِغال والحَمير والخيل ، ولم تَكُن تجارتُهم أقلَّ ازدهاراً مِن زراعتِهم ، فكان أبناؤهم يركبون البحر بمهارةٍ لا يُجاريهم بها مُنافسٌ ، وتًشيرُ بعضُ اللوحات الآثارية المُكتشفة الى تجارةٍ رائجة كانت تجري مع الأقطار الشرقية بصورةٍ متواصلة ، تتبادلُ بها البضائعُ عن طريق مُقايضة مُنتجاتِها الزراعية والحيوانية بالمعادن المتوفرة لدى تلك البلدان . لقد حافظت هذه الممالكُ القبلية على استقلالها وديمومَتِها زَمناً قارب الخمسمائة عاماً
بماذا نفتخر
من ابرز الامور التي تدعو الكلداني ان يفتخر بامته الكلدانية وبإنتماءه القومي الكلداني وتجعله متباهيآ بذلك الانتماء بين الامم والشعوب ، هي تلك الخصال التي ترتقي من حيث قيمها وجوهرها الانساني والحضاري الى درجة استحالة الكلام في التاريخ والحضارات العريقة التي عرفها الانسان من دون ذكر الامة الكلدانية وحضارتها وعلومها وثقافتها العريقة التي اغنت الحضارة الانسانية وطورتها لما هو خير البشرية . فكانوا الكلدانيون موجودين في الازمنة الغابرة ، وتمتد جذورهم الى ما قبل التاريخ المدون للبشرية ، و يكاد التاريخ الرافدي القديم بهم يفتتح صفحاته ، وبهم ايضآ ختمها في 539 ق . م كآخر دولة او نظام وطني حكم وادي الرافدين ، فبكل رحابة صدر ندعوكم لكي نستأنس معآ بتلك الخصال الكلدانية الراقية التي يتحسسها الفرد الكلداني ويتمتع بها عندما تلقى على مسامعه :
1 – التسمية الكلدانية مقدسة ومصانة في الكتاب المقدس:
لا نشير في مقالنا هذا الى تصنيف تسمية ( الكلدان ) او ( الكلدانية ) من حيث معناها او منشأها الزمني او مدلولها القومي أو المفهوم التاريخي والبشري الذي تدل عليه ، لآن تغطية جزء من تفاصيل تلك الامور تحتاج الى مجلدات كثيرة للكتابة عنها ، ولكن ما يهمنا من تلك التسمية في مقالنا هذا هو ذلك الجانب الاسمى والارقى الذي شغلته ، ألا وهو الكتاب المقدس الذي لا يعلو ولا يسمو عليه شيء ، فأول ذكر للتسمية الكلدانية في الكتاب المقدس كان من خلال مدينة اور الكلدانية التي تقع على نهر الفرات في جنوب العراق ، حيث من مواليدها اختار الله احد ابناءها ليكون ( ابآ لجميع الذين يؤمنون )( رو 4 – 11 ) وهو ابينا ابراهيم الذي ولد وعاش مع والده تارح في تلك المدينة الكلدانية ، الله خاطب ابينا ابراهيم في مدينة اور الكلدانية ومنها تلقى دعوة الخروج الى كنعان عبر حاران ، كما نقرأ في سفر التكوين 11 ( 31 واخذ تارح ابرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امرأة ابرام ابنه. فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان. فأتوا الى حاران واقاموا هناك. ) وقد اكد ذلك الوحي الالهي على فم استفانوس شهيد المسيحية الاول كما هو مذكور في <a href="
http://www.arabchurch.com/ArabicBible/Acts/" >اعمال الرسل[/url] 7 : 2 – 4 ( 2 فقال ايها الاخوة والآباء اسمعوا. ظهر اله المجد لابينا ابراهيم وهو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران 3 – وقال له اخرج من ارضك ومن عشيرتك وهلم الى الارض التي اريك. 4 فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين وسكن في حاران. ومن هناك نقله بعد ما مات ابوه الى هذه الارض التي انتم الآن ساكنون فيها. ) .وايضآ نقرأ في سفر التكوين 11 – 28 (28 ومات هاران قبل تارح ابيه في ارض ميلاده في اور الكلدانيين. )) كل هذه التأكيدات تدل على ان اصل ومنبع ابو المؤمنين ، ابينا ابراهيم هو من الامة الكلدانية ومن الديار الكلدانية ، فكيف لا يفتخر الكلداني او يتباهى بأن يتكنى بالتسمية الكلدانية المقرونة بأسم ابنها البار ، ابينا ابراهيم الذي اختاره الله لكي يعطيه المواعيد المقدسة .
- الزمان :
احتار العلماء بزمان الكلدانيين لقدمهم والكل متفق ان زمانهم سبق التاريخ المدون وعلى يدهم وفي زمانهم د وّن التاريخ ، وهم الذين فصلوا الزمان وقسموا السنة الى اشهر فأسابيع فأيام والايام الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثواني، فكيف لا يفتخر الكلداني بامته الكلدانية التي اخضعت الزمان وفصلّت منه اوقاتآ لتنظيم حياة البشر . وبمناسبة ذكر الساعة اتساءل ، اذا كان اليوم يتكون من 24 ساعة ، لماذا آلة حساب الوقت والتي نسميها الساعة قسمت الى 12 رقم فقط ؟ نعم انه التقليد الذي ظل جاريآ ومصانآ منذ ان قسموا اجدادنا الكلدانيين القدامى اليوم الى 12 ساعة التي كان مقدارها آنذاك ضعف ساعتنا الحالية ، فكيف لا يفتخرالكلداني بأجداده الكلدانيين الذين فصلوا الزمان ليلائم كل زمان ومكان ولكل البشرية .
3- المكان:
لا اذهب ابعد من التواجد السومري حيث اقول : يكفي الكلدانيين انهم جاوروا السومريين في جنوب وادي الرافدين ليكونوا من السكان الأصليين لعراق اليوم ، اما عاصمتهم فكانت مدينة بابل العظيمة فليس غريبآ ان ينسبوا الى عاصمتهم المقدسة او كما يقول ديدروس الصقلي ( ان الكلدان هم قدامى البابليين لا بل الأقدم بينهم ) ، ويزيدهم فخرآ انهم الورثة الحقيقيين للسومريين والاكاديين والدليل ان مدينة اور السومرية العريقة والاكادية فيما بعد صارت تعرف في القرن السادس ق . م بحسب التوراة الذي كتب في تلك الفترة ب أور الكلدانيين ، وفي سنة 612 ق . م مارس كامل سيادتهم على كل ارض وادي الرافدين ، وتواجدهم اليوم هو امتداد طبيعي لمسيرة الانسان الكلداني على هذه الارض ، امام هذه الاصالة والعراقة ، كيف لا يفتخر الكلداني بل لا يتمنى المرء ان يتكنى بالكلداني ؟ .
4- سرجون الكلداني :
سرجون ، هذا الاسم الذي يحمله بكل فخر واعتزاز الكثيرين من ابناء شعبنا تيمنآ بالملك سرجون الاكدي الذي وهو في قمة النشوة وفي قمة فخره واعتزازه بمملكته كان قد سماها بـ امبراطورية الكلدان العظيمة ، فكيف يسمي امبراطوريته بالكلدانية أو يعطي فخره واعتزازه ا للكلدان ان لم يكن هو اصلآ كلداني ؟، لأنه لا احد يعطي فخره للغريب ، إذن كان سرجون كلداني القومية واكدي المنشأ ، فهنيئآ وفخرآ لكل شخص يحمل اسم سرجون الكلداني الأصل .
5- فاتحة وخاتمة التاريخ القديم تمتا بالكلدان :
نقرأ عن الطوفان الذي يسمى بطوفان نوح ، ان اغرق كل الأرض واهلك من عليها ، إذ لم ينج منهم غير نوح واهل بيته ، أي لم يعد هناك قبيلة او دولة او نظام حكم ، كل شيء مسح وزال من الوجود وكأن التاريخ القديم على الارض قد انتهى ولم يعاود نشاطه الا بعد ان تراجعت المياه عن وجه الأرض وتكاثر البشر مجددآ ،،
وهنا يخبرنا الكتاب المقدس ان اول دولة نشأت بعد الطوفان كانت في بابل الكلدانية التي حكمها نمرود الجبار ، إذ يقول الكتاب المقدس عنه ((10 وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ، فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. ))( تك 10 : 10 ) . وايضآ آخر دولة رافدية وطنية حكمت في العراق كانت ايضآ من نصيب الكلدانيين ، فبعد قضائهم على دولة اشور بين عامي 612 – 609 ق . م خضعت بلاد وادي الرافدين للحكم الكلداني الى عام 539 ق . م حيث سقطت الدولة الكلدانية الوطنية الحاكمة على يد كورش العيلامي الذي اخضع عاصمة الكلدانيين ( بابل ) لحكمه ، فكما كانت بابل مركز اول مملكة وطنية نشأت في وادي الرافدين بعد الطوفان كذلك كانت آخر عاصمة وطنية في وادي الرافدين سقطت بيد الغرباء ، فكيف لا يفتخر الكلداني بأمته الكلدانية التي احتوت كامل التاريخ القديم المسمى بالتاريخ ما قبل الميلاد ووضعته بين دفتي تاريخها العظيم ؟ .
6- الكلدان امة حرة ولا ترضى بالغزاة
لا يوجد شعب عانى من غزوات وظلم الشعوب الاخرى مثل ما عانوه الكلدانيين ، وايضآ لا يوجد شعب قام بثورات تحررية ضد المحتلين الغزاة مثل ما قام به الكلدانيين ..
ما بين نشوء اول دولة كلدانية بعد الطوفان وآخرها في 612 ق . م تعد بالاف السنين ، وخلال هذه الفترة الطويلة الطويلة
تعرضت الديار الكلدانية الى الكثير الكثير من المآسي والمحن الانسانية الفظيعة نتيجة الغزوات العدوانية المتتالية عليها ، فبعد اقامة اول دولة كلدانية في بابل بعد الطوفان تعرضت لغزو واحتلال العيلاميين ثم عادوا الكلدانيين وحرروا بلادهم من ذلك الغزوولكن سرعان ما اضطروا للدخول في الكثير من الحروب الدفاعية التحررية والتي دامت حوالي الف سنة مع الاشوريين الى ان تكللت بالنصر النهائي عليهم سنة 612 ق.م غير ان العيلاميين عادوا سنة 539 ق . م وغزوا الديار الكلدانية ورغم قيام الكلدانيين بعدة ثورات ولكنهم لم يستطيعوا مجابهة قوة العيلاميين وطردهم من الديار الكلدانية لذلك بقيت تحت سيطرة الغزاة العيلاميين الى ان تم طردهم من قبل الجيوش العربية الاسلامية التي اخضعت ولا زال كل الديار الكلدانية تحت حكمها المباشر ، صحيح أنه لم يعد بمقدورالكلدانيين تجييش الجيوش لتحرير ديارهم عسكريآ ولكنهم حافظوا على هويتهم وتاريخهم وحضارتهم و تقاليدهم وعاداتهم وخصائصهم واصالتهم الرافدية واهمها تسميتهم القومية الكلدانية ، و لم يرضوا في اي وقت من الاوقات ان يكونوا سلبيين او انعزاليين عن الظروف المحيطة بهم فكان لهم حضور مؤثر وفعال في كل مرافق الدولة العراقية وعلى كل المستويات وفي كل الازمنة ، ولا زالوا يتعرضون لهجمة شرسة من قبل بعض المنشقين المرتدين من كلدانيتهم ، و رغم كل ذلك سارت عجلة الكلدانية وتعددت المكاسب والانتصارات ومنها ، تثبيت التسمية الكلدانية في الدستور ، وتجميع كل الاحزاب والتنظيمات الكلدانية تحت خيمة واحدة وهي اتحاد القوى الكلدانية والاهم من كل ذلك هو ايقاظ الوعي القومي الكلداني لدى ابناء امتنا الكلدانية ، فكيف لا يفتخر الكلداني بقوميته الكلدانية وهو يرى الشموخ الكلداني الذي كان وسيبقى كالجبل لا يهزه ريح او سلوك اعوج .
7- العلوم والمعارف الكلدانية :-
ليس ممكنآ لأي شخص ومهما وصل علمه وفكره وابحاثه ان يدعي انه يلم بكافة العلوم والمعارف والفنون التي عرفها ومارسها الكلدانيون ، وفي مقالي هذا ايضآ لن ادخل في التفاصيل العلمية التي كانت بحوزة الكلدانيين كالعلوم الطبية والصيدلانية حيث ثبت استعمال حوالي 250 نوع من الحشائش في العلاجات الطبية لديهم ، والهندسية مثل اكتشافهم للعلاقة التي تسمى اليوم بنظرية فيثاغورس والرياضيات كإيجاد نظام خاص بالعد وتنظيم الوقت من خلال تحديد رأس السنة الجديدة وتقسيمها الى شهور فأيام فساعات ودقائق وثواني ومعرفتهم عن حركة النجوم والمسافة التي تفصل بينها ومواقعها وعن عدد دورات القمر حول الشمس وبراعتهم ومهارتهم في الهندسة المعمارية التي توجت ببناء جنائن المعلقة والتي حسبت كواحدة من عجائب الدنيا السبعة . وغيرها الكثير الكثير من العلوم والمعارف التي شهد لهم بها العلماء والباحثين والمختصين بالتاريخ القديم وخاصة تاريخ وادي الرافدين ، فكيف لا يفتخر الكلداني بأجداده الكلدانيين الذين كانوا اول من اسس دعائم العلوم الانسانية الاساسية .
8- قالوا وكتبوا عن الكلدانيين :-
أ- الوحي المقدس في سفر التكوين الذي كتب قبل مجي السيد المسيح وقبل ظهور المذاهب المسيحية بالاف السنين يخبرنا بالنصوص الكريمة التي تذكر التسمية الكلدانية بصريح العبارة وهي ( ...بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين ..."اشعياء 13-19") و(...فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان..."التكوين 11-31 ) وايضآ ( ... فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين وسكن في حاران ..." <a href="
http://www.arabchurch.com/ArabicBible/Acts/" >اعمال الرسل[/url] 7 ، 2- 4 " ) فكيف يدعي البعض أن الكلدانية مذهب مسيحي ، في الوقت الذي ذكرت التسمية قبل الاف السنين من ظهور المسيحية ؟ انها محنة العقل لدى كل من يصدق مثل هذه السذاجات .
ب ـ تقول الدكتورة مارغريت روثن في كتابها ( علوم الكلدانيين ) ترجمة الاب يوسف حبي ، بأن الكلدان هم اوائل البابليين او الاقدم بين البابليين .
ج – جاء في معجم المصطلحات والاعلام في العراق القديم لمؤلفه حسن النجفي ص 127 ، أن سركون الأكدي لدى تأسيسه امبراطوريته سمّاها " امبراطورية الكلدان العظيمة " .
د – وصف الأب انستاس الكرملي في كتابه ( لغة العرب ) ص 58 ، بأن الكلدان أمة عظيمة قديمة الرئاسة نبيهة الملوك كان منها النماردة الجبابرة الذين اولهم نمرود الجبار ( نمرود بن كوش بن حام ).
هـ - ورد في كتاب ( مدارس العراق قبل الاسلام ) للمؤرخ روفائيل بابو اسحق ص 8 ، ان الكلدان هم أسبق الأقوام في وضع الكتابة على طريقة التهجئة ثم انتشر اسلوبهم بين الأشوريين والأرمن والشعوب الاخرى المجاورة كالفرس والميديين .
و - ورد في ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ) للمؤرخ طه باقر في الصفحات
أسّس منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد 74 – 494 – 548 الكلدان شعب سكن شواطيء الخليج ،
أو قبله سُلالة القطر البحري التي عرفت بسُلالة الامراء ... ) والسؤال للذين ينعتون الكلدانية بالمذهب المسيحي ، هل كان هناك مذاهب مسيحية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ؟.
ز– وينعت العلاّمة المطران يعقوب اوجين منا في معجمه الشهير " دليل الراغبين " الكلدان بأمة حيث يقول ( الامة الكلدانية ).
ك – يقول جورج روو أبرز المؤرخين الثقاة في كتابه " العراق القديم " ص 479 ( بالرغم من معرفة اليونانيين بالكلدان واعجابهم بعلمهم الفلكي ألحقوا بالكلدان الكثير من الأذى من حيث تشويه سمعتهم بسبب ترجمتهم لعِلمهم وفق معرفتهم المحدودة المستوى قياسآ بمستوى علماء بابل ) .
ل – ويكتب عن الكلدانيين عبدالرزاق الحسني فيقول " انهم هادئون وادعون متفاهمون مع الاكثرية المسلمة مخلصون للحكم الوطني ميالون الى الثقافة والتطور ، يشغل لفيف منهم مناصب كبيرة في بعض دواوين الحكومة ، ويتعاطى الباقون الصناعة والتجارة والزراعة ولبعضهم رغبة في العلم والفن .
- الكلدان أمة احتوت الكثير من الشعوب
نقرأ في كتاب " تاريخ الكلدان " لمؤلفه ابلحد افرام ساوا القول ( ...يذكر ارسطو وكذلك بطليموس ، بأن الكلدان ودار مملكتهم كلوذاي من بلاد ما بين النهرين واليها اضيفوا ومنهم ( النينويون ، الاشوريون ، الارمان ( الاراميين ) ، الجرامقة ، النبط ، وأهل السواد )( المسعودي – الاشراف والتنبيه ص 68 ).
10 – الكلدان من اصول الأمم :-
يقول المسعودي في كتابه الاشراف والتنبيه ص1 ( ذكرت الاخبار عن بدء العالم والخلق وتفرقهم على الارض والممالك والبر والبحر في القرون البائدة والامم الخالية كالهند والصين والكلدان ). .. وقال من عنى باخبار الامم وبحث سيرة الاجيال بأن اصول الامم في سالف الزمان سبعة هم ( الفرس ، الكلدان ، اليونان ، القبط ، الترك ، الهند ، الصين ) ( نفس المصدر السابق )
11- الأيمان :-
المؤرخ اوبنهايم عندما قال في كتابه " بلاد ما بين النهرين " ان علم الفلك الكلداني كان من الشهرة بالنسبة للكلدان حتى اصبح مرادفآ لاسمهم ... ولشهرة التنجيم البابلي اطلق عليه " العلم الكلداني .))) لم يكن يعرف ان ذلك كان ترتيب إلهي للأمة الكلدانية التي اختيرت للتخصص بتلك العلوم لتكون قادرة على معرفة اسرار النجوم وحركتها واتجاهها وتوقيتها لتكون متهيئة على تنفيذ أمر السماء باتباع النجم الذي سيرشدهم الى مكان ولادة السيد المسيح .
ففي الايام الاولى لميلاد السيد المسيح كانت السماء قد بشرت الكلدانيين كأول شعب وأمة بميلاد مخلص البشرية ، فأمرتهم ان يتبعوا النجم ، وبكل حرص وسرور وفرح حملوا هداياهم ومارسوا علومهم الفلكية بمتابعة النجم الذي ارشدهم الى مكان ولادة السيد المسيح له المجد ، وطبيعي جدا ان يكونوا اولئك الكلدانيين اول من آمن بالسيد المسيح وايضآ ان يكونوا وهم بطريق عودتهم الى ديارهم الكلدانية اول من بشّر بولادة المخلّص وبواسطتهم كان اول انتشار للايمان المسيحي في بلاد وادي الرافدين ، فكيف لا يفتخر الكلداني بتسميته الكلدانية التي ذكرها الوحي المقدس للإشارة الى الأمة الكلدانية التي اعطيت لها الوعود المقدسة من خلال ابنها البار ابراهيم الذي خرج من اور الكلدانيين ( التكوين 11 – 31 ) ليكون ( ابو المؤمنين )(رومية 4- 11 ) وقد تحقق ذلك عندما آمن بني قومه الكلدانيين اولآ بالسيد المسيح .
ان ما ذكرته كان جزء يسير جدآ من كنز كبير وضخم من الامور الحضارية والعلمية والانسانية التي تجعل الانسان الكلداني
دائم الافتخار بحضارته و بأمته الكلدانية العريقة ، فهنيئآ لكل كلداني بما انعم الرب عليه من تسمية قومية عزيزة و تاريخ مشرّف مجيد وحضارة انسانية نبيلة وعلوم مبدعة وايمان مسيحي كاثوليكي عميق . حقآ الكلدانية كانت ولا تزال مفخرة لأهلها وللانسان العراقي في كل زمان ومكان وعبر كل التاريخ البشري ، فبكل فخر انا كلداني وافتخر بكل مَن يعتز بأصله الكلداني
النجمة الثمانية المستخدمة بلعلم الكلداني واصلها التاريخي ولماذا نعتز بها نحن الكلدان تؤكد الإثباتات المادية التاريخية بأن
النجمة الرباعية لم تكن النجمة الخاصة بالسكان الأصليين الوسط جنوبيين أي سكان الإقليم البابلي من الكلدان الأوائل بناة أريدو 5300 ق.م ، لأنها وبكل بساطة
نجمة هامشية ودخيلة على الحضارة البابلية بشكل عام والعهد الذهبي الكلداني بشكل خاص ، إذ لم تستخدم هذه النجمة في المسلات الرافدية على طول التاريخ البابلي إلا في أربع حالات نادرة وهي :
1- في أحجار الكودورو الكشية ، وهي أحجار حدود أوجد إستعمالها لأول مرة غزاة آسيويون جبليون عرفوا في التاريخ بأسم الكشيين نسبة لإلهتهم كشو ، وهؤلاء الأقوام الجبلية الهندوأوربية
لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بوادي الرافدين أو بالكلدان عرقاً أو لغة .
2- في حجر حدود كودورو الملك نبوخذنصر الأول وهو ليس الإمبراطور الشمس نبوخذنصر الثاني أبن نبوبلاصر ، وقد أستعمل فنانو هذا الملك في حجرة الحدود الخاصة به الإسلوب الكشي الشائع في عصرهم آنذاك ، وهو الأسلوب الذي أستخدمه الكشيون الذين حكموا الإقليم البابلي لما يقرب من أربعمائة عام فأثروا وتأثروا بالحضارة الرافدية ، وبديهي أن الإسلوب المستخدم في كودورو نبوخذنصر الأول هو إسلوب
(دخيل) خاص بهؤلاء الملوك الأجانب .
3- من قبل الحاكم المحلي (نبو أبلا إيدينا) وهو حاكم كلداني محلي
لا حول له ولا طول، نصبه الملوك الآشوريون حاكماً محلياً بأسمهم على بابل عام 870 ق.م إبان فترة تفوقهم عسكرياً ، وتتسم فترة حكمه القصيرة بالتبعية لإقليم آشور وبسيادة الفوضى وإنحسار الروح الوطنية البابلية وإنكماش الحماسة القومية الكلدانية ، ولهذا فقد استخدم في لوحه المكرس للإله شمش رمزاً شمالياً لم تستخدمه المسلات البابلية مطلقاً وذلك تزلفاً لولي نعمته آشورناصربال الثاني ، الذي كان متأثراً بدوره بالتصورات الآسيوية الشوبارية الأجنبية السائدة آنذاك في إقليم آشور الذي كان يتسمى على المستوى الشعبي بلاد شوبارو .
4- مسلة الملك نبونائيد في حران ، حيث أستخدم النحات الشمالي ثقافته الشوبارية الأجنبية لتصوير رموز الآلهة وفق العقلية الشمالية ، ومما يؤكد ذلك أن هذه المسلة لم تستخدم في بابل
لأنها كانت موجهة أصلاً لمخاطبة سكان الإقليم الشمالي الذين كانوا قد تطبعوا بهذا الرمز الأجنبي الدخيل منذ عهد الهيمنة الشوبارية الأولى .
في المقابل كانت (النجمة الثمانية) أساسية ومستخدمة في الإقليم البابلي منذ عهد الكتابة الصورية وهو عصر سيادة الكلدان الأوائل في الألف السادس ق.م حيث كانت النجمة ترسم بشكل أربعة خطوط متقاطعة ينتج عنها نجمة بثمانية رؤوس ، ثم صارت تكتب منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد بشكل أربعة مسامير متقاطعة (ثمانية رؤوس) ، ويقرأ هذا الرمز دنكر بالسومرية -Dinger- وإيلو بالأكدية -Ilu- ، وظلت هذه المسامير المتقاطعة (ثمانية الرؤوس) مستخدمة حتى عهد آخر رقيم طيني وصلنا من الإقليم البابلي بحدود 80م ، أي أن إستخدامها قد أستمر على طول فترة تزيد على خمسة آلاف عام ، كما إن النجمة الثمانية قد أستخدمت أيضاً بشكلها الثماني الأصيل في الفخاريات الرافدية منذ العهود الموغلة في القدم ، وقد وصلتنا منها نماذج تعود إلى حقبة سامراء 5500 ق.م .
وكتأكيد على ما نذهب إليه فإن الملك نرام سين -2254-2218 ق.م -Naram Sin- حفيد الإمبراطور الكلداني شروكين 2334-2279 ق.م -Sharru kin- مؤسس الإمبراطورية الأكدية قد أستخدم نقش (النجمة الثمانية) في مسلته الشهيرة التي تصور إنتصاره على قبائل اللولوبيين الآسيويين ، وقد حاول العيلاميون طمس معالم هذا النقش من المسلة فيما بعد ، لكن خشيتهم من العواقب الإلاهية لآلهة بابل جعلهم يترددون من طمس كامل معالم الرمز ، فعاد البابليون إلى نحت النجمة ثانية بشكلها البابلي الثماني فيما بعد ، ولهذا تنفرد مسلة الملك نرام سين بوجود نجمتين ثمانيتين واحدة مشوهة وأخرى كاملة ترمزان لمعنى واحد هو شمش / الشمس (الخير والعدل / الحضارة) .
ولو اطلعنا على النجوم المستخدمة في عصر الإمبراطورية الأورية أو كما تسمى سلالة أور الثالثة لوجدنا محافظة الملوك السومريين على إستخدام النجمة الرافدية القديمة التي أبتدعها الكلدان الأوائل أي (النجمة الثمانية) الرسمية للإقليم البابلي ، ويلوح ذلك جلياً في مسلات أورنمو الشهيرة ، وقد بقيت هذه النجمة الثمانية في الإستخدام إبان العهد البابلي الأخير الذي يسمى بالعهد الكلداني الإمبراطوري أو سلالة بابل الحادية عشر ، ولنا في المسلة التي نشرت من قبل كل من الباحثة والمؤرخة الفرنسية آني كابيه -Annie Caubet- والآثاري باتريك بويسيغر-Patrick Pouyssegur- في كتابهما الموسوم (الشرق الأوسط القديم) ص183 خير دليل ، حيث تناولا بالشرح أحدى المسلات البابلية التي تحمل النجمة الثمانية الكلدانية
المتواجدة في متحف اللوفر ، والملاحظ في شرحهما ذاك أنهما لم يكتفيا بالإشارة إلى عائدية المسلة للإقليم البابلي وإنما أكدا على كونها من عهد السلالة الكلدانية الذهبية (سلالة الملك الشهير نبوخذنصر الثاني) ، وتؤكد مسلات مردوخ أبلا إيدينا الثاني -Mardukh Apla Iddina II- الذي نفر من الإسلوب الكشي (الهندوأوربي) والآشوري (الشوباري / الآسيوي) نفور عامة الكلدان من التقاليد الأجنبية ، فعاد في مسلته إلى إستخدام الرموز الشهيرة القديمة المتفق عليها في الإقليم البابلي ، وهذا هو ما فعله تماماً نبوخذنصر الثاني -Nebuchadnezzar II- في مسلته المكتشفة مؤخراً .
وكمثال أخير على كون (النجمة الثمانية) هي النجمة الكلدانية البابلية ، فإن الإله الوطني للبابليين أي إله الكلدان الرسمي مردوخ -Mardukh- كان يزوق جسمه بزخارف أساسها النجمة الثمانية -Eightfold Star- كما في ختم الملك الكلداني مردوخ ذاكر شمي 854-819 ق.م -Mardukh Dhakir Shumi I- ،،
كما أن الكلدان القدماء عندما رسموا تصورهم للعالم بشكل خريطة فإنهم لم يستخدموا النجمة الرباعية الأجنبية وإنما أستخدموا النجمة الرسمية الثمانية لنقل تصورهم الكلداني عن العالم ، وتعد هذه الخارطة الكلدانية اليوم أقدم خارطة للعالم في التاريخ البشري . لهذه الأسباب المستندة جميعاً إلى الأسس العلمية والبحث التاريخي الدقيق فإننا قد تأكدنا من أن النجمة الكلدانية هي (النجمة الثمانية) البابلية وليس النجمة الأجنبية الرباعية التي أستخدمها البعض من الرافديين تأثراً بالثقافات الأجنبية الشوبارية والكشية ، ولبطلان مصداقية النجمة الرباعية من الناحيتين القومية والوطنية ، فقد عمد الفنان فتوحي مبتكر ومصمم علم الكلدان القومي إلى تجاوز بعض تصاميمه السابقة التي أعتمد فيها النجمة الرباعية ، بخاصة وأن العلم الكلداني هو علم قومي وليس علماً كنسياً ، وهكذا كان الخيار النهائي للفنان أن يقدم علماً قومياً بدلالات تراثية وطنية رافدية ، ولم يكن هنالك أفضل من إعادة تصميم النجمة الكلدانية الثمانية البابلية مع إضافة عناصر بصرية أخرى ، جعلت من العلم الكلداني علماً فريداً في العالم كله ، لأنه العلم الوحيد الذي يستخدم الخطوط العمودية كرموز وطنية معبرة بشكل جمالي وعملي عن وطننا الأم بيث نهرين / وادي الرافدين .
إن أهمية النجمة الثمانية الكلدانية البابلية لم تتوقف عند إستخدامها في التاريخ القديم ، بل أنها بقيت في الإستخدام خلال العصور اللاحقة وخير مثال على ذلك تشكيلاتها إبان العصر العباسي الزاهر الذي كان أساسه الفن البابلي القديم ، حيث أستخدمت النجمة الثمانية في الخط والزخرفة والرقش والأربسك -Arabesque- والحفر في الحجر وعلى الخشب وفي تصميم القباب وأشهرها القبة المعروفة بالقبة الصليبية ، وتواصل إستخدامها في العهود اللاحقة حتى أستخدمت كشعار للجمهورية العراقية عام 1958م ، بعد أن أعتمدها أثنان من مؤسسي الفن الحديث في العراق ، هما الفنان الخالد جواد سليم (المصمم) والأستاذ الفنان الرائد عيسى حنا دابش (المنفذ) وهو الرئيس العام للرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان ، حيث قاما بتصميم وتنفيذ شعار الجمهورية العراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز،واختارا النجمة الثمانية
والحق فإن بوسع كل من يريد التأكد من لا شرعية النجمة الرباعية لتمثيل الأمة الكلدانية ، أن يراجع المسلات الوطنية البابلية المنجزة في الإقليم البابلي سواء كانت تلك التي أنجزت قبل العصر البابلي القديم أم خلال العصرين البابليين القديم والحديث على حد سواء ، ليتأكد من أن (النجمة الثمانية الكلدانية البابلية) كانت رمز حضارة بيث نهرين ودليل عزته وسيادته وتميزه تاريخياً وحضارياً ، لهذا أعتمد الفنان فتوحي النجمة الثمانية الكلدانية البابلية العريقة لتزين علم الأمة الكلدانية إحتراماً لمنجزات أسلافنا الكلدان ووفاء لهم .
اول شعب ليس من اليهود ركع وسجد ونادة بلمسيح ملكا هم المجوس الكلدانين وهم اوال من بشر به في بلاد النهرين للشعب الكلداني ثم اعتناقهم للمسيحية بعد التبشيرات وحكم المناذرة
يعرف بان الكلدان هم المنجمون وكانو بارعين بلتنجيم والفلسفة ايضا ومنهم وصلت بعض علموهم للفراعنة واليونانين وطورها اليونانين من بعدهم
ابان الدخول العربي لبلاد النهرين كان الكلدان في بغداد يعملون في الطب في المستشفيات وقام اغلبهم بترجمة الكتب الغربية الى اللغة العربية لمعرفتهم بلغة الغربية والارامية فكانو حلقة وصل بين شعوب العالم
اثناء هجوم هولاكو على بغداد نزح الكثير من الكلدانين الى شمال العراق بعد حملات الابادة الي مارسها هولاكو معهم وعاشوا بشمال العراق وتركيا تاركين مدنهم الاصلية امثال بابل والناصرية والاحواز وديالى وبغداد متوجيهن الى القرى المعروفة الان بأسم تلكيف وتلسقف وكرمليس والقوش وبطنايا وبغديدة ومثيلاتها من القرى المسيحية في هذا الوقت حيث اسسوها وبنوا هذة القرى مع النساطرة ضل ابناء الكلدان يحلمون بالرجوع لمدنهم ولتاريخهم ابان الحكم العثماني رغم سياسة الحكام ذلك الوقت وعادوا الى مدنهم رويدا رويدا اثناء الحكم الانكليزي ويذكر ان الانكليز عينوا ملكا كلدانيا على العراق سرعان مارفعو السلطة منه لخوفهم من فكرة القومي والاصالة التارخية لاصلة
ولا يزال تاثير الكلدان كبير في العراق من اطباء وعلماء ومفكرين رغم كل الظروف القاسية التي مروا بها ليس بلعراق فحسب بل بكل مكان حلو به من افكارهم وروحهم الطيبة والتعاون والمحبة التي تعززت بوجود المسيحية بينهم كما كانت مسلة حمرابي جدهم عادلة
فكل هذا موجود لدينا اليس لي الحق بان افتخر واقول اني
كلداني
شكرا يا اخي العزيز على هذه الكتابة