لندن ـ رويترز ـ لم تمنع الامطار المئات من المشاركة في احتفال متأخر بعيد الفطر في واحد من أشهر الساحات بالعاصمة البريطانية لندن يوم الاحد (26 سبتمبر). وأقيم احتفال "العيد في الساحة" بميدان الطرف الأغر وبرعاية رئيس بلدية لندن بوريس جونسون.
وعزفت الموسيقى في الساحة بينما تمايل المشاركون بخفة معها ممسكين جيدا بالمظلات لحمايتهم من الامطار وسار السائحون بجوار البريطانيين عند عمود نيلسون الذي يقع بين مبنى ناشونال جاليري ومباني البرلمان البريطاني التي توجد ساعة بيج بن الشهيرة بالقرب منها.
وهذا هو الاحتفال الخامس بالعيد في هذا المكان ويأتي بعد حلول عيد الفطر بأسبوعين لكن التأخير لم يمنع الناس من الاحتشاد عند الساحة للمشاركة في احتفال الجالية الاسلامية وهي واحدة من كبرى الجاليات في لندن.
وقال ريتشارد بارنيز نائب رئيس بلدية لندن إن الاحتفال تعبير عن تنوع المدينة وانعكاس لثرائها.
وأضاف "نحن طيف متنوع من الامم والديانات والالوان والخلفيات واحتفال اليوم هنا هو للاحتفال بهذا الجزء من الدين الذي يجعل المسلمين في لندن من سكان المدينة والكل مرحب به.. إنه ليس احتفال ضيق لمجموعة صغيرة ومعينة من الناس.
"نحتفل بديوالي (عيد الأنوار في الهندوسية والسيخية والجاينية ويستمر خمسة أيام) وفايساخي وبايساخي (مهرجان قديم للحصاد في منطقة البنجاب بالهند) ونحتفل بعيد الميلاد المسيحي وعيد الفصح اليهودي هنا في هذه الساحة. إنه من الصحيح واللائق أن نحتفل أيضا بعيد الفطر. وهذا العدد الكبير من الاحتفالات هو ما يجعلنا ما نحن عليه بصفتنا من أهالي لندن."
وتم وضع برنامج للاحتفال يعكس هذا التنوع للترفيه عن المشاركين واشتمل على تلاوة قرآنية وأداء موسيقي لمغنين من الجزائر وباكستان والصومال ومصر وفنزويلا. وضم البرنامج أيضا قراءات شعرية وتقديم طعام وحكي تفاعلي وسوق كبيرة تبيع كل شيء من الطعام إلى مجموعة من أغطية الرأس النسائية الملونة.
وشاركت في الاحتفال مجموعة متنوعة من الناس.
وقالت امرأة تعيش في ايسكيس وتدعى جلاديز ريتشاردسون وقد ارتدت الساري الهندي "أحب الجميع كما هم وأعتقد أنه لا يجب أن نفرق بين المسلمين والمسيحيين والهندوس. أعتقد أننا جميعا .. إخوة وأخوات."
وعبر مشاركون آخرون في الاحتفال عن سعادتهم لاقامة حدث بهذا الحجم في انجلترا التي يمثل المسلمون فيها ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية.
وعبرت طالبة جامعية تدعى سارة حسين عن أملها في أن يساعد هذا الحدث في إيضاح بعض الافكار الخاطئة التي تنشرها وسائل الاعلام عن الاسلام.
وقالت سارة البالغة من العمر 22 عاما والتي تدرس في جامعة لندن وشاركت في الاحتفال مع صديقتها "أعتقد ان الحدث رائع بشكل عام .. إنها طريقة جيدة لنشر الوعي حول العيد. المؤسف هو الجو اليوم لكن أعتقد أنها طريقة جيدة لتوضيح الصورة وإظهار من هم المسلمون.. كما تعلم فهم ليسوا فقط ما تراه في الاعلام فهناك جانب من المرح في حياتنا .. هذا العنصر الانساني المشوق."
وأحضر جون بانش وهو من سكان لندن أسرته بالكامل للمشاركة في الاحتفال بعيد الفطر لسبب خاص فهو تمنى أن يتعلم المزيد عن الدين الاسلامي.
وقال بانش "خطيب ابنتي مسلم لذا علينا ان نعرف الكثير عن الدين الاسلامي و.. الكثير من الامور التي لها علاقة بالمسلمين."
وأقيم ركن خاص للاطفال في الاحتفال واشتمل على نشاطات مختلفة للترفيه من بينها تلوين الوجه.
واحتفال "العيد في الساحة" سنوي ويعتبر إحدى الأنشطة الثقافية الكبيرة في لندن. ويقول مكتب رئيس بلدية لندن إن الاحتفال جذب بانتظام حشودا يفوق عددها 25 ألف شخص خلال السنوات المنصرمة.
احتفال متأخر بعيد الفطر يوحد سكان لندن في ساحة الطرف الأغر