الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61410مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: كرزاي عندما ينفجر باكيا الأربعاء 29 سبتمبر 2010 - 2:35
كرزاي عندما ينفجر باكيا رأي القدس
2010-09-28
لا يخامرنا ادنى شك في ان بكاء الرئيس الافغاني حامد كرزاي وهو يحث مواطنيه على التفكير بروية والتحرك بسرعة نحو السلام لتجنب كارثة فقدان جيل جديد لهويته الافغانية، كان بكاء صادقاً من رجل لا يريد لابنه مير عويس ان يصبح اجنبياً مثلما قال في خطابه الذي ادلى به بالامس. فالرئيس كرزاي بات يدرك جيداً، ان الحل العسكري لازمة بلاده لم يعد مجدياً، رغم وجود 150 الف جندي اجنبي من حلف الناتو، ثلثاهم من الامريكيين وان طريق المفاوضات السلمية مع حركة طالبان بات الخيار الاكثر منطقية، ان لم يكن الخيار الوحيد. فالرجل يعترف بان الوضع الامني في البلاد قد يجبر الآلاف على الرحيل، فالابناء لم يعودوا قادرين على الذهاب الى المدارس خوفاً من القنابل والهجمات الانتحارية او القصف الجوي، حيث منع العنف العديد من المدارس من فتح ابوابها لاستقبال التلاميذ. مهمة الرئيس كرزاي في تحقيق السلام عبر المفاوضات تبدو اصعب من مهمة القوات الاجنبية في الوصول الى الهدف نفسه عن طريق الحرب والعمليات العسكرية. فدعوات كرزاي المتكررة لحركة طالبان للانخراط في مفاوضات للوصول الى نهاية سلمية للصراع لم تجد آذانا صاغية حتى الآن. الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي وصف الحرب في افغانستان بانها حرب بالاختيار، وجعلها حربه الشخصية التي وعد بالانتصار فيها على ***، يشاطر الرئيس كرزاي قناعاته، مثلما يشاركه تشاؤمه ايضا. ففي مقابلة مع مجلة 'رولنغ ستونز' الامريكية الواسعة الانتشار نشرت امس اعتبر ان الحرب في افغانستان 'اكثر قسوة من نظيرتها في العراق'. ولكنه كابر وابتعد عن الواقع كثيرا عندما قال 'ان استراتيجيته لجهة تعزيز القوات على الارض لم تخفق حتى الآن' واضاف 'ان جهوده لتحسين الوضع في افغانستان تؤتي ثمارها ببطء'. ولا بد ان الرئيس الامريكي على اطلاع على استطلاعات الرأي التي تقول بان 72' من الامريكيين يعارضون الحرب في افغانستان، وان 75' من شركائهم البريطانيين يريدون سحب قوات بلادهم فورا، وحوالى 62' من الالمان يطالبون بالشيء نفسه. الرئيس كرزاي بات على قناعة راسخة بان حركة المقاومة الطالبانية ستنتصر في نهاية المطاف، وستهرب القوات الاجنبية مهزومة من البلاد، والا لما شكل مجلسا افغانيا للسلام ليساعده في اقناع الحركة بالجلوس الى طاولة المفاوضات وتقاسم السلطة. حركة طالبان واثقة من النصر، ولذلك تسخر من كل الدعوات لجرها الى المفاوضات، وتؤكد انها يمكن ان تقبل هذه الدعوة، وتتجاوب معها بشكل ايجابي في حال اقرت القوات الاجنبية بالهزيمة وطلبت التفاوض من اجل تأمين انسحاب آمن لها من افغانستان. العام الحالي يعتبر الاكثر دموية في تاريخ الحرب الافغانية منذ بدايتها قبل تسع سنوات، حيث فاق عدد القتلى في صفوف قوات حلف الناتو الخمسمئة قتيل، نسبة كبيرة من الامريكيين والبريطانيين. لا نتمنى لابن الرئيس كرزاي ميرعويس الهجرة الى الخارج والعيش في بلد اجنبي مثل والده، ولكن يبدو ان تمنياتنا والرئيس كرزاي في غير محلها. فقد علمتنا تجارب الحروب السابقة والتدخلات الاجنبية فيها ان من جاء مع قوات الاحتلال وعلى ظهر دباباتها يغادر معها في معظم الاحيان، وحال الرئيس كرزاي لن يكون افضل من امثاله الفيتناميين على سبيل المثال لا الحصر.