مدرسة أحرقها داعش، لكنّها رنّمت للسلام في إحتفالية إفتتاحها أقامتها منظمة UPP الإيطالية .
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: مدرسة أحرقها داعش، لكنّها رنّمت للسلام في إحتفالية إفتتاحها أقامتها منظمة UPP الإيطالية . الخميس 21 نوفمبر 2019 - 9:02
مدرسة أحرقها داعش، لكنّها رنّمت للسلام في إحتفالية إفتتاحها أقامتها منظمة UPP الإيطالية .
- تعليم السلام هو عنصر أساسي لإقامة سلام دائم وإيجابي في أي مجتمع.
متابعة وتصوير – جميل الجميل
من أجل تعزيز دور التعليم في محافظة نينوى بعد مرحلة داعش، ومن أجل تحقيق السلام بين المجتمعات والحفاظ على إستقرارها تدعم منظمة (جسر إلى UPP الإيطالية) قطّاع التعليم ومن ضمن مشاريعها وأنشطتها عملت على تعمير وبناء وتجهيز المدارس بالأثاث.
بمراسيم وطنية ملؤها السلام والفرح إحتفلت منظمة جسر إلى صباح هذا اليوم الأربعاء المصادف 20 تشرين الثاني 2019 بإفتتاح مدرسة ثانوية قريتاغ المختلطة بمشاركة أهالي القرية وتلاميذها وكادر مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى.
إنطلقت الإحتفالية بقص شريط الإفتتاح بمشاركة كادر المدرسة ومسؤول تعليم السلام محمد أمبروسيني على أنغام أغنية كلنا العراق التي رفع التلاميذ أياديهم عاليا وهم يرفرفون العلم العراقي ليثبتون بأنّ الهوية الوطنية قد عادت بعد إنتصر السلام على الحرب، بدأ البرنامج الإحتفالي بالوقوف دقيقة صمت على أراوح الشهداء مع اداء السلام الجمهوري ، ومن ثمّ كلمة مدير المدرسة سيف عبد السلام قاسم ألقاها بفرح غامرٍ وهو يشيد بدور منظمة UPP لكلّ ما قدّمته للمدرسة من برنامج تعليم السلام الذي إستمرّ طيلة فترة العطلة الصيفية وقبلها تأثيث المدرسة وإعادة إعمارها وإزالة الخراب الذي تركه داعش، بعد ذلك كلمة عن أهالي قرية قريتاغ ألقاها الشيخ محمد مهدي ممثّلا عن القرية عبّر فيها " عن إمتنانهم لما قدّمته منظمة UPP بإعمار المدرسة وإعادة البهجة إلى نفوس التلاميذ، بالإضافة إلى أنّها عملت في قضاء النمرود ككل وليس في قرية قريتاغ ومشكورة جهودها في تحقيق السلام والتماسك الإجتماعي، وبعدها إنطلقت فعاليات السلام التي قدّمها التلاميذ حيث بدأ مجموعة من تلاميذ الصف الأول الإبتدائي بتقديم فعالية الألوان ، وبعدها فعالية المحافظات العراقية ومن ثمّ تمثيلية حول التنوّع والسلام وبعد ذلك تلتها فقرة القصائد الشعرية ومن ثمّ كلمة المنظمة الراعية لهذه الإحتفالية التي ألقاها مسؤول تعليم السلام في المنظمة محمد أمبروسيني حيث عبّر فيها " عن شكره وإمتنانه لهؤلاء التلاميذ الذين هم مستقبل القرية، وأنّ هذا اليوم يصادف اليوم العالمي للأطفال وأنّه شيء جميل هذه المصادفة الجميلة، ونحن نعمل مع التلاميذ من أجل تعزيز السلام وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم بعد أن إنتهت مرحلة الحرب، وهذه المدرسة هي من سلسلة مدارس أعادت إعمارها المنظمة من أجل تعزيز بيئة صالحة للتلاميذ" ، ومن ثمّ إختتام الفعالية بقص كعكة الإحتفالية بمشاركة كادر المدرسة والمنظمة والتلاميذ وبعدها توزيع الهدايا لكافة التلاميذ.
قال مستشار السلام لبعثة منظمة UPP في العراق الباحث والأكاديمي نينب لاماسو " قد يكون تعليم السلام مصطلحًا جديدًا للكثير من الناس في العراق، وقد يرى بعض هؤلاء الأشخاص أن تعليم السلام كليشيهات أخرى ؛ ومع ذلك ، تعليم السلام هو عنصر أساسي لإقامة سلام دائم وإيجابي في أي مجتمع. وذلك لأن السلام ، مثله مثل أي شيء آخر ، شيء يمكن تعلمه ، خاصة عندما نعرف ، كما قال نيلسون مانديلا: "لا يولد أحد يكره شخصًا آخر بسبب لون بشرته أو خلفيته أو دينه. ومن الممكن أن يتعلم الناس الكراهية ، وإذا تمكنوا من تعلم الكراهية ، فيمكنهم أن يتعلموا الحب ، لأن الحب يأتي بشكل طبيعي إلى قلب الإنسان أكثر من العكس. " لذلك إذا كان من الممكن تعلم الحب والسلام ، فمن الضروري عندئذ أن نستهدف أطفالنا وشبابنا لتثقيفهم حول السلام وجعلهم يفهمون أهمية السلام لأنه كما قال ألبرت أينشتاين: "لا يمكن الحفاظ على السلام بالقوة ، لا يمكن إلا أن يمكن تحقيقه من خلال التفاهم ".
وأضاف رائد ميخائيل شابه الممثّل القطري لمنظمة UPP والمستشار الستراتيجي لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " تعمل منظمتنا في دعم الاستقرار والسلام في العراق كما أنّها تختص بعدّة جوانب منها الاثار والتراث والأقليات والثقافة والتماسك الإجتماعي والرياضة والصحة والإعمار، ويعدّ هذا الحدث جزءا متمما للعمل الذي نقوم به في محافظة نينوى خاصة والعراق بصورة عامة، ومشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى كانت بصماته واضحة في تعزيز السلام والتعايش في محافظة نينوى بين مكوناتها وأطيافها وألوانها، وأيضا من خلال برنامج تعليم السلام حققنا بعدا إجتماعيا وثقافيا بين التلاميذ، وهذا ما نسعى عليه بناء بيئة متماسكة خالية من العنف وقائمة على أساس التحاور والحب".
وعبّر تلاميذ مدرسة في كلمة ألقاها أحّد تلاميذ المدرسة عن شكرهم وتقديرهم للمنظمة وما قدّمته من خدمات مجتمعية وثقافية بالإضافة إلى إعادة إعمار وتأهيل مدرستهم.
تقع قرية قريتاغ التي يسكنها أغلبية من المسلمين التركمان في ناحية النمرود – قضاء الحمدانية، تعرّضوا أهل هذه القرية إلى النزوح القسري أثناء دخول عصابات داعش، وبدأت الحياة تعود إلى قريتهم في آواخر كانون الأول عام 2016، وباشرت المنظمة في العمل على المدرسة وأعادة إعمارها آواخر شهر تموّز عام 2019 حتى تم تسليمها إلى مديرية تربية الحمدانية بعد إكمالها.
جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).
مدرسة أحرقها داعش، لكنّها رنّمت للسلام في إحتفالية إفتتاحها أقامتها منظمة UPP الإيطالية .