الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10387تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: هتلر على الباب : ألوف بن الخميس 30 سبتمبر 2010 - 3:07
هتلر على الباب ألوف بن
2010-09-29
انحصرت حملة عودة بنيامين نتنياهو الدعائية في التهديد الايراني. 'السنة هي 1938 وايران هي المانيا'، حذر عندما كان رئيس المعارضة. 'عندما ينكر أحمدي نجاد المحرقة فانه يعد محرقة ثانية للشعب اليهودي. صدقوه وأوقفوه'. لم يكتف نتنياهو بالتحذير ودعا الى محاكمة احمدي نجاد في لاهاي بتهمة التحريض على مذبحة عرقية. جمع المبادرون الى الفكرة تصريحات تهديدية لرئيس ايران موجهة الى اسرائيل، وقرروا أنها تنقض الميثاق الدولي المعارض لمذبحة شعب، وخرجوا بمساعدة نتنياهو لتجنيد الدعم في الغرب. 'في 1938 لم يقل هتلر انه يريد أن يبيد، وهنا يقول أحمدي نجاد بوضوح ان هذا هو المقصد، حتى اننا لا نصرخ. قولوا على الأقل جريمة بحق الانسانية. يجب أن نضع هذا الشأن امام وجه العالم، والحديث ها هنا عن خطة لمذبحة شعب'، قال نتنياهو قبل أربع سنين. قامت منظمات يهودية بمحاكمات تظاهرية، وعبر نواب من مجلس النواب الامريكي وأعضاء برلمان بريطانيون عن التأييد، وأرسل خبراء قانون رسائل. 'لو أن العالم أصغى الى هتلر لمنعت المحرقة'، كتب هذا الاسبوع اعضاء منظمة 'محامون امريكيون للدفاع عن اسرائيل' الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. لم يدهش أحمدي نجاد. تابع خطب الكراهية والتهديد وانكار المحرقة، وسافر بلا خوف في العالم، وتقدم البرنامج الذري الايراني. لكنه طرأ تغير في اسرائيل وانتقل نتنياهو من شاشات التلفاز الى دار الحكومة. وقد أعطي الان سلطة أن يعمل لا أن يتحدث فقط في مواجهة التهديد الايراني. بعد ثلاثة اسابيع ستكون لنتنياهو فرصة لمرة واحدة كي يقف هتلر الجديد ويحبط التحريض على مذبحة عرقية. سيأتي أحمدي نجاد في زيارة أولى الى لبنان، ويخصص يوما كاملا لجولة في جنوب الدولة. سيزور المواقع التي اجرى فيها حزب الله معارك في مواجهة اسرائيل، وعلى حسب أحد التقارير سيقفز أيضا الى باب فاطمة، الذي هو معبر الجدار عند المطلة. المسار معلوم، والمدى قريب ويمكن ارسال قوة دهم وراء الحدود لوقف رئيس ايران وجلبه للمحاكمة في اسرائيل على أنه محرض على قتل شعب ومنكر للمحرقة. سيكون التأثير الاعلامي دراماتيا: أحمدي نجاد في زنزانة زجاجية في القدس، مع أجهزة استماع الترجمة الفورية، بازاء قضاة اسرائيليين متجهمين. سيكون من الممكن أن يُضم اليها ايضا مراقبون أجانب (ساعد ديفيد ترمبل من لجنة تيركل مبادرة 'رئيس ايران للمحاكمة'). وتوجد أيضا مزايا عملياتية: فايران ستحجم عن الرد على اعتقال رئيسها بهجمات بالصواريخ خوفا على حياته. وسيكون من الممكن اعتقال حسن نصرالله ايضا الذي سيخرج بيقين من مخبأه ويصحب أحمدي نجاد. ستحظى اسرائيل برهينتين رفيعي المستوى تستطيع أن تستبدلهما بغلعاد شاليط. واذا احتج العالم فسنذكره أيضا بأن الامريكيين غزوا بنما لاعتقال الحاكم مانويل نورييغا، بسبب الاتجار بالمخدرات فقط الذي هو أقل كثيرا من التحريض على مذبحة شعب. يوجد للفكرة نقائص أيضا بطبيعة الأمر. فقد يقتل أحمدي نجاد في العملية، وتخرج ايران لحرب انتقامية. وتعرض هذه السابقة أشخاصا اسرائيليين من المتهمين في العالم بأنهم مجرمون في الانسانية (بحسب تقرير غولدستون وتقرير القافلة البحرية)، للخطر. وقد يخرج احمدي نجاد بريئا ويجعل اسرائيل زعراء ونتنياهو أحمق . ومع ذلك كيف يمكن لنتنياهو ان يمتنع عن عملية اعتقال وريث هتلر والسنة هي 1939 إن لم نقل 1940؟ على حسب منطق نتنياهو، اذا أحجم عن العمل، فان التاريخ سيتهمه بـ 'عدم منع جريمة'. لن يحدث هذا بطبيعة الأمر. فالاخطار كبيرة جدا وليس القصد هنا تقديم نصيحة عملياتية، بل عرض الفرق بين المعارضة والحكم وبين الدعائي والسياسي. عندما تكون في الصحراء وتبحث عن رسائل لادخالك الاطار يمكن ان تقول كل شيء بلا مخاطرة لانه لن يحدث شيء. لكن عندما تكون في ديوان رئيس الحكومة تتبين ضرورات الواقع ويكشف عن الفرق بين الكلام والفعل. لهذا يحسن الحذر في الكلام وأن نتذكر أن ليس كل شيء 'دعاية اعلامية'، لأن الحيلة الدعائية أيضا قد تبلغ الى قضاء الدين. أربما أكون مخطئا وتكون الدورية تتدرب، واحمدي نجاد ونصرالله في طريقهما الى موقع الاعتقال السري 1391، الى الزنزانة التي اشتملت على الديراني وعبيد؟