نقل جثماني سليماني والمهندس على متن سيارة أميركية يشير إلى تناقض يبعث على السخرية على ضوء ضجيج التهديدات الإيرانية والفصائل الموالية لها بالانتقام لمقتل القائدين البارزين في الغارة التي نفذتها واشنطن.
بغداد - شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في بغداد اليوم السبت في تشييع جنازة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبومهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي وآخرون قتلوا في غارة أميركية فجر الجمعة، فيما أقلت سيارة شيفرولي أميركية نعشي سليماني والمهندس وأحاط بها جمع غفير من المشيعين هاتفين "الموت لأميركا".
ويشير نقل جثماني سليماني والمهندس على متن سيارة أميركية إلى تناقض يبعث على السخرية على ضوء ضجيج التهديدات الإيرانية والعراقية بالانتقام لمقتل القائدين البارزين في الغارة التي نفذتها واشنطن.
وكان يمكن للفصائل الشيعية العراقية وسلطة تصريف الأعمال نقل جثماني سليماني والمهندس على متن أي سيارة أخرى على أن لا تكون أميركية على الأقل رمزيا، إلا أن استخدام سيارة أميركية في تشييع الجنازة كشف حجم التناقضات حتى لو لم تخرج عن سياقاتها ودلالاتها الرمزية.
وضم موكب كبير نظمته قوات الحشد الشعبي في المنطقة الخضراء الحصينة في العاصمة العراقية جثامين سليماني والمهندس ومرافقيهما العراقيين والايرانيين (10 اشخاص) الذين لقوا حتفهم في الضربة الجوية الأميركية.
وحضر الجنازة بالزي العسكري كثير من مقاتلي الجماعات المسلحة الذين كان سليماني والمهندس بطلين في نظرهم. ولوحوا بعلم العراق ورايات الجماعات المسلحة. كما حملوا صورا للرجلين ولصقوها على الجدران وهتفوا "كلا كلا إسرائيل" و"كلا كلا أميركا".
وشارك في مراسم الجنازة عادل عبدالمهدي رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي ندد بعملية مقتل سليماني والمهندس.
كما حضر مراسم التشييع أيضا شخصيات سياسية بارزة موالية لإيران يتقدمها هادي العامري قائد منظمة بدر إحدى الفصائل المسلحة وهو حليف مقرب لطهران والمرشح البارز لخلافة المهندس وأبوآلاء الولائي الأمين العام لكتائب سيد الشهداء.
وترجح مصادر من الاستخبارات العراقية أن العامري والولائي وآخرون من قيادات الفصائل الشيعية الموالية لإيران، على قائمة اغتيالات أميركية، حيث عملت تلك القيادات عن قرب مع سليماني في العراق وسوريا
ومن بين الشخصيات أيضا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وفالح الفياض رئس هيئة الحشد الشعبي وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة.
تصفية الجنرال قاسم سليماني قد تكون بداية لحملة تصفية أميركية واسعة لقيادات الأذرع الايرانية
والتقت القيادات السياسية عند مدخل المنطقة الخضراء المحصنة بالنعوش بعد أن جرت عملية التشييع في مدينة الكاظمية.
وفي وقت لاحق نقل المشيعون الجثامين بالسيارات إلى مدينة كربلاء المقدسة جنوبي بغداد تتقدمها سيارة من طراز شيفرولي أميركية كان على متنها جثماني سليماني والمهندس وسينتهي المطاف بالجثامين في النجف حيث سيٌدفن المهندس وجثامين العراقيين الآخرين.
ورفعت على السيارات التي تنقل جثامين القتلى الإيرانيين أعلام إيران، فيما رفع عدد من المشاركين في الحشد صورا للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وحذّر العراق من 'حرب مدمرة' على أرضه بعد الغارة التي نفّذتها طائرة مسيّرة وأثارت قلقاً في العالم ودعوات الى ضبط النفس.
وكان سليماني (62 عاماً)، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية وموفد إيران إلى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران فيها.
أما المهندس فقد كان رسميا نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يشكل جزءا من القوات العراقية ويُعد مواليا لإيران، لكنّه كان يعتبر على نطاق واسع القائد الفعلي للحشد.
قادة فصائل موالية لإيران تتقدم جنازة سليماني والمهندس
وفجر الجمعة، قتل سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص آخرين، في قصف أمريكي استهدف سيارتين كانوا يستقلونهما على طريق مطار بغداد.
وبات اغتيال سليماني، "حديث العالم" بين إدانات وترحيب ومطالب بخفض التصعيد، وتهديد إيراني وترقب واستعداد أمريكيين.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن جثة سليماني ستنقل إلى إقليم خوزستان الواقع على الحدود مع العراق ثم إلى مدينة مشهد في شمال شرق البلاد ومن هناك إلى العاصمة طهران وصولا إلى كرمان مسقط رأسه في الجنوب الشرقي حيث يوارى الثرى يوم الثلاثاء.
وفي طهران أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني وزعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر كل على حدة، زيارة تعزية إلى منزل قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.
وقدم روحاني تعازيه إلى زوجة سليماني وأبنائه، بحسب ما أورده التلفزيون الإيراني الرسمي السبت.
وقال الرئيس الإيراني إن "الأميركيين لم يدركوا ما ارتكبوه من خطأ كبير وسيرون آثار هذا العمل الإجرامي ليس فقط اليوم بل لسنوات قادمة".
كما بث التلفزيون الإيراني لقطات لزيارة مقتدى الصدر منزل سليماني لتقديم العزاء. وكان زعيم التيار الصدري قد دعا الجمعة، فصيله المسلح المعروف باسم جيش المهدي وفصائل أخرى 'منضبطة' إلى الاستعداد من أجل حماية العراق، مقدما في تغريدة على حسابه بتويتر، تعازيه في مقتل سليماني ومن معه.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية الجمعة إن سليماني كان يخطط لتنفيذ هجمات وشيكة على رعايا أميركيين في أنحاء الشرق الأوسط. وانتقد الحزب الديمقراطي الأميركي قرار القتل الذي اتخذه الرئيس الجمهوري ترامب واصفا إياه بأنه طائش ويزيد من احتمال اندلاع المزيد من العنف في منطقة مضطربة للغاية.
جثة سليماني ستنقل إلى إقليم خوزستان على الحدود مع العراق ثم إلى مشهد في شمال شرق إيران ومنها إلى طهران وصولا إلى كرمان مسقط رأسه حيث يوارى الثرى يوم الثلاثاء
وأعقبت الضربة الجوية الأميركية زيادة كبيرة في العمليات القتالية بين الولايات المتحدة وإيران في العراق منذ الأسبوع الماضي عندما هاجم فصيل مسلح تدعمه إيران السفارة الأميركية في بغداد في أعقاب ضربة جوية أميركية مميتة على كتائب حزب الله التي أسسها أبومهدي المهندس.
وندد كثير من العراقيين بالهجوم الأميركي واصفين سليماني بالبطل بسبب دوره في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد سيطر على مناطق في شمال ووسط العراق عام 2014.
وقال مشيع اسمه علي الخطيب في العاصمة العراقية "المشاركة الكبيرة في هذه الجنازة تبرهن على تنديد المواطنين بأميركا وحلفائها عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان بينما تدعي قتالها ضد الإرهاب"، مضيفا "من الضروري الثأر من القتلة. الشهداء نالوا الجائزة التي أرادوها- جائزة الشهادة".
وهلل عراقيون آخرون في البداية بالضربة الأميركية لكنهم سرعان ما انتابهم القلق من التبعات خاصة على المشاركين في احتجاجات منذ شهور ضد حكومة بغداد المدعومة من إيران والتي يتهمونها بسوء الحكم والفساد.
وقال هؤلاء العراقيون إن سليماني والمهندس أيدوا استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل المناهضين للحكومة العام الماضي وأسسوا الفصائل المسلحة التي يلقي عليها المتظاهرون بالمسؤولية في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها العراق.
ويخشى المحتجون أن يصبحوا الآن هدفا سهلا للانتقام من الفصائل المسلحة الشيعية التي كانت تصف موجة المظاهرات المناهضة للحكومة بأنها مؤامرة أميركية.
ويشعر المحتجون بالغضب أيضا من واشنطن لقتلها الرجلين على الأراضي العراقية والزج بالبلاد في حرب أخرى محتملة.
وقال محتج في ساحة التحرير بوسط بغداد "هذه الأفعال هي البداية لنزاع أميركي-إيراني في العراق بعد الهيمنة على العراق وتحجيم دوره.. هذه الضربة الجوية ستكون لها عواقب وخيمة".
بيت عزاء لسليماني في غزةوفي تطور آخر أقامت فصائل فلسطينية في قطاع غزة السبت، بيت عزاء لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية في بغداد فجر الجمعة.
ورُفع في بيت العزاء المقام في ساحة حديقة النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة غزة، صورا لسليماني، فيما حضر العزاء قيادات من الفصائل الفلسطينية.
وقال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس على هامش بيت العزاء "نحمل الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي تداعيات اغتيال قاسم سليماني"، مضيفا "في قطاع غزة أوفياء مع من وقف مع المقاومة وفلسطين (في إشارة لسليماني)".
وقال محمد البريم الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية "رسالتنا في غزة تتمثل في الوفاء لدماء من دعم فلسطين ووقف بجانب شعبنا وقضيتنا وطور إمكانيات المقاومة. المقاومة في غزة متواصلة في تقديم كل الشكر لمحور المقاومة الذي يدعمها".
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
الأحد 5 يناير 2020 - 2:31
